tgoop.com/Alsarem33/95
Last Update:
كلمة جَيد لفظة تدل على المدح. وفي باب التأصيل لها معانٍ ، فهي تدل على صنف و نوع متناسب مع الأصل، متهيء ، و مؤهل للإستجابة له ، فبهذا يخرج ما فقد هذا الوصف من الأصناف والأنواع ، ومع ذلك فإن النوع الجيد ما صار جيداً إلا بإعتبار الإستعداد والقابلية والتأهيل لذلك يلزم كل فرد من أفراده المطابقة في الظروف الزمانية والمكانية والواقعية والإحتهاد في تحقيق الوصف وتأكيده وبلوغ المكانة والرفعة والغاية المنوطة والمربوطة بذلك الأصل، فمن أحصل ذلك ، فقد جاد وساد وبلغ المرتبة وسلم من النقص ، وأما من يتقاصر أو يتخاذل ويخالف ولا ينهض ولايستجيب فإنه وإن كان من النوع الجيد ، فإن النقص والعيب يلزمه ، ويُعتبر فاسداً عاطلاً ، قد خالف أصله وخان معدنهُ ، وهناك كلمة كان يقولها أفراد النوع الجيد في حال الضيق والشدة وحصول حدث يتطلب التعامل معه بما يليق مما يُحصِل المدح والرفعة بفعله ويمنع الوقوع بما ينافي ذلك من خُلق أهل الوضاعة ، لئلا يحصلوا فيها فتشوههم، فكانت تلك المقولة بمثابة الإستنفار للنفس والحث . والتذكير لها بما ارتسم فيها من قيم وخالجها من مكارم ، وتنفيراً لها عما يلحقها من معايب إن لم تَجُد ،فتنهض بغير تريث ، جادةً في فعل ما ينبغي ويَحسُن ،ولكن مع تقادم الزمن و طغيان الثقافة العثمانية والتأثر بذلك الفكر الدخيل ، انحرفوا بتلك الكلمة من كونها إستنهاضاً للنفس للتشمير نحو الفضائل ،فحولوها إلى استغاثة ودعاء شركي مع ما أضافوه من طقوس زرعها العثمانيون من منهجهم الوضيع،
BY فيصل صالح أحمد الدوكي ( محمد بَنِي عَبَّاد )👍
Share with your friend now:
tgoop.com/Alsarem33/95