Telegram Web
إنا لله وإنا إليه راجعون...
فُجعت الأمة الإسلامية قبل قليل بخبر وفاة الشيخ العلّامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي رحمه الله وغفر له، وأسكنه فسيح جناته.

رحل الجبل الراسخ، والداعية السلفي الصادق، الذي أمضى عمره في نصرة الحق والدعوة إلى التوحيد والسنة، ومحاربة البدع والانحرافات العقدية، بثباتٍ وعلمٍ وبصيرة.

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا شيخنا لمحزونون،
ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا:
"إنا لله وإنا إليه راجعون".

الصلاة عليه: فجرًا في المسجد النبوي الشريف.

اللهم اجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وارفع درجته في عليين، واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
📌 درر وفوائد من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (السبت ١٧ المحرّم ١٤٤٧ هـ)

السؤال:

إمام مسجد يرى بعدم تكفير سابّ الله تعالى، وجرى نقاش مع سلفي .. فقال أن هذا ممّا عمّت به البلوى ..
بعد سنوات أحرق شابّ نفسه؛ وهو معروف بسبّ الله، ولا يُعلم له توبة؛ فصلّى عليه ..
ما حكم الصلاة خلفه؟! وطلب رخصة لأخ يستخلفه؟! ..

الجواب:

"أولا: في المسألة شقّان:

- شقّ يتعلّق بإقامة الصلوات في المسجد؛ وإمامه لا يكون منحاه سليما، أو ليس له اتّباع للسنة، أو ليس له اتّباع للفتوى على وجهها .. هل يقيم الشعائر في المسجد؟!

- الإمام في هذه المسألة التي طُرِحت؛ وهي الصلاة على من أحرق نفسه، ويعلم أنه سابّ لله، ولا تُعلّم له توبة ..

١- أولا: مهما كان الرجل مبتدعا؛ لم يصل للشرك الأكبر، ولا يُعلم أنه يصلّي بلا وضوء؛ فتصلّي وراءه، ويجوز لك أن تصلي عند آخر.
إن صلّيت وراءه؛ فصلاتك تامّة، وعليه هو الوزر، وعليه ما أنكرت عليه؛ إذا كان سبب الكراهة شرعيا، بمعنى لا تُرفع صلاته كما جاء في الحديث: (من أمّ الناس وهم له كارهون)، كارهون له لكراهة شرعيّة، لا دنيوية، أو أنه لا يأتي على مزاجه ..
يجب أن تكون هذه الكراهة شرعية، قد يأتي بمنكرات، وقد لا يقف مع الحق، وغير ذلك ..

هذا؛ هل إذا كلّفه بأمر يتعلّق بالصلاة حال غيابه؛ نعم لابد إذا لم يقم بها غيره؛ فشعائر الدين لابد أن تقام.
من أجل الإمام يترك الناس دون جماعة أو دون أذان؟!
لا يمكن هذا، يقيمها، ولا يرضى صنيع الإمام، ولا يدخل مقصورته، ولا يلتقيان على الرّحب والسعة .. فهذا أمر آخر، أما إقامة الشعائر، وتنظيف المسجد .. لابد أن يقوم بها الناس.

إذا كان هو الذي يصلي بالناس، وهو الوحيد، والآخرون لا يحسنون الصلاة؛ فلا يترك المسجد، حتى ولو كان الإمام يحتال، ولا يأتي للصلاة، فلا يقول أنه يحتال لا أعينه، إنما لا يترك الناس، وعليه وزره، والجماعة تبقى جماعة.

مثلا: المسجد مزخرف؛ لا تقل: لا أصلي فيه، تصلي ولو فيه زخرفة، أو سواري تقطع الصفوف؛ يبتعد عنها ويصلي، وهو غير راض بالزخرفة، وبهذه الأمور .. وعدم رضاه لا يلزم منه تركه للجماعة، أو ترك الصلاة بالجماعة، وكما يقال في المسجد يقال في الإمام، وغيره.

٢- ثانيا: أمر الصلاة على من أحرق نفسه، وهو سابّ لله تعالى؛ فيه أمران:

أ- الذي قتل نفسه حرقا، أو غرقا .. يجوز للإمام، أو أهل الفضل أن يمتنعوا عن الصلاة عليه، ولو كان مؤمنا مسلما، لألّا يباركوا هذا الفعل؛ قتل النفس، قال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، فقتل النفس خطيئة كبيرة.

وبالتالي: الإمام، أو أهل الفضل من أهل المسجد، أو أهل الإحسان، أو أهل العلم .. لهم الامتناع عن الصلاة عليه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلّوا على صاحبكم)، هو من أهل الإسلام، لكن لا يصلّي على من فعل هذا.
هذا بغضّ النظر عن السبّ، فكيف يأمر بهذا؟! والمفروض أن الإمام يقف موقف النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكل أهل الفضل كذلك.

ب- هذا الذي يسبّ الله تعالى، ولا يُعلم له توبة:

عندنا: الإيمان قول وعمل.

- قول القلب: وهو الإقرار، والاعتراف.
- وقول اللّسان؛ تابع لقول القلب: وهو الشهادة، مطابقة لما أقرّ به في قلبه.

لكن الأولى -قول القلب- هو الركن الأصلي، والثانية -الشهادة- ركن تابع للأصل.

- عمل القلب -أصلي-: وهو التعظيم، والمحبة. - وركن تابع له: وهو عمل الجوارح.
عمل القلب التعظيم والمحبة، وعمل الجوارح ركن أيضا.

مسألة سبّ الله:
لمّا يسبّ؛ يعني أنه ليس مُعظِّما، ولا مُحِبّا، لأن المُعظِّم لا يستخفّ، ولا يشتم، ولا يهين .. فمن يُعظّم اللهَ، أو الإنسانَ لمكانته .. لا يقدر على سبّه، كالوالدين إذا كان حقيقة يُعظّمهما، يمنعه هذا، أما إن سبّهم، وأهانهم، وانتهرهم، وحطّ من شأنهم؛ فهذا غير مُعظِّم ..

كذلك سبّ الله تعالى، ودينه، وقرآنه، ورسله؛ حطّ من شأن الدين، فهذا فَقد ركن التعظيم والمحبة، وإذا فَقدَ ركنا في الإيمان فَقدَ الإيمان كلّه.
أيُّ ركن من الأركان المذكورة بالأصل، أو بالتّبع؛ إذا فُقِد فهو كفر.

الاستهزاء فيه معنى السخرية، والتّهوين .. سمّاه الله تعالى كفرا: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} الآية، أي أثبت لهم الإيمان ابتداءً، ثم بعد ذلك كفروا.
فإذا كان الاستهزاء وهو دون السب كفر؛ فالسبّ أعظم.

إذا كان الرجل به عاهة عقليّة، أو صغير دون البلوغ؛ لا يفهم الكلام، أو مجنون، أو معتوه .. فهذا فيه عذر، أما أن يكون بكل قواه العقلية، ويعرف الّذي يسبّه، ويعرف معنى الشتم .. وذكر ذلك؛ فهذا كفر.

إذا اجتمع هذا -سبّ الله- مع هذا -قتل النفس-؛ وجب على الإمام أن لا يصلي عليه، ويقول لأهله ألّا يحضروه للمسجد هذا، ويأخذوه لجهة أخرى ..
أما أن يصلي عليه، وهو يعرف أنه قاتل لنفسه، زائد سابّ لله؛ فهذا اجتمع فيه كفر، وقتل النفس، ولا يُعلَم له توبة، فضلا ربما عن تركه للصلاة، أو غير ذلك ..
إذًا هذا الإمام على غير دراية .. لذا قلت أن الأئمة يختلفون، قد يفهم من زاوية، وقد لا يطبّق النصوص؛ إنما ينظر إلى المجتمع، ويقول أن هذه الأمور تفشّت، ونخاف أن نكفّر الناس، ويسمّوننا خوارج، وغير ذلك ..

التكفير حكم شرعي، كل من كفّره الله، أو كفّره نبيه -صلى الله عليه وسلم-؛ فهو كافر، وكل من دلّت عليه الشروط أنه ينتفي إيمانه؛ وليس فيه احتمال؛ فهو كافر.

أما إذا وُجد احتمال؛ فيُنظَر فيه، ينظر فيه القاضي، أو العالم، وهنا يأتي دور العالم والقاضي، ينظر في أمره.
في مسائل دقيقة، أو محتملة لا يفقهها إلا فقيه، لا يحكم عليه، وينتظر العالم ليحكم، أو القاضي، ولا يوجد قاضٍ شرعي الآن، وأما العالم فينظر في الجزئيات، ويستفسر معه: هل تقصد كذا أو كذا؟! أو كنت في حالة غضب لا تعرف ما تقول؟!
وهل سببت الله تعالى سابقا وأنت في كامل وعيك؟! ..
ويبيّن له أنه يجب عليه أن يتوب في الحال، ويذكر له الآيات: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يُصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
وقوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس الّتي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} الاية.

يبيّن له أن باب التوبة مفتوح: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} الآية، ليعود إلى الحق والصواب، ويحذّره من الإصرار على هذا، لأن هذا خطر، يجب أن يخاف من الشرك والكفر، ويخاف أن يقع فيه وتصيبه يد المنون -كما يقال-، وتلحقه المنيّ وهو في تلك الحال .. كأن يكون في سيارة فيسبّ الله تعالى، ويصطدم بشيء فيموت على الكفر .. يحذر من هذا .."



#قناة_تهتم_بمشايخ   #الدعوة_السلفية_بالجزائر

#للرجال_فقط

https://www.tgoop.com/ALGSALAF
📌 فوائد وتوجيهات منهجية لشيخنا فركوس -حفظه الله- (السبت ١٧ المحرّم ١٤٤٧ هـ)

السؤال:

أحد المشايخ لديه مدرسة قرآنية، نحسبه على الجادة .. نصحني أحد الإخوة مؤخرا بعدم الحضور له لعدة أمور:
- الاهتمام بأحكام التجويد على حساب التوحيد ..
- إذا حضر المخالف أو العامي يدرّسه ويجيزه ..
- عدم التّعرّض للمسائل المنهجية، ويكتفي بالتلميح فقط ..
فما نصيحتكم؟! ..

الجواب:

"أولا: لابد أن نجيب على كل جزئيّة؛ ثم تكون النصيحة بناء على ذلك.

١- أولا:

إذا كانت مدرسة متخصّصة في القراءات، لا في العلوم الشرعية كلها؛ فإذا كانت في علوم الشريعة كلها لابد أن يهتمّ بالعقيدة، بالله، وأسمائه وصفاته، وحقّه على الناس؛ بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وما هي العبادة التي يؤدّيها ليتقرّب من الله تعالى، وكلما أداها على الوجه الصحيح كان قريبا من الله وبعيدا عن الشيطان، وكلما لم يؤدّها على الوجه الصحيح يكون بعيدا من الله، قريبا من الشيطان ..

تقديم علوم المقاصد، وهي التوحيد، والفقه، تُقدَّم على كل العلوم الأخرى، سواء كانت علوم التفسير؛ وهي علوم المصادر، التفسير وما يلحق به من أمور تتعلّق بأحكام التلاوة، والتجويد، وأنواع القراءة، وضبط القراءة، وغيرها ..
أو السنة، شروح السنة، وهي تُعدّ من علوم المصادر، لأن مصدرها الكتاب والسنة، فسُمّيت علوم المصادر، وما يلحق بها من علوم أخرى ..

أو علوم الوسائل؛ كأصول الفقه، واللغة، والقواعد الفقهية، والحساب -في المواريث- .. تسمى علوم الوسائل.

إذا كانت مدرسة غير متخصّصة؛ لابد أن يجعل فيها هذا.

لكن إذا كانت متخصّصة فقط في هذا الباب؛ وفيه مدرسة أخرى، أو حصّة أخرى؛ فليس بالضرورة أن يُدرّس هذا.
معلم يُدرّس اللغة، أو الأصول، أو غيرها .. لا نطالبه بحصّة التوحيد، هو حصته ليُدرّس الأصول، أو القواعد الفقهية، أو البلاغة .. فلا نقول أنه كلما يأتي يُدرّس البلاغة، ولا يُدرّس التوحيد، هذا اختصاصه، فلا يقول غَيِّر هذا، وإلا نصبح نحن الإدارة إذًا ..

إذا عنده محلّ كبير؛ وهو صاحب الأمر؛ فيدرّس القراءة، ويزيد التوحيد، وغيرها .. إذا قدر، وإذا لم يجد قوة إلا في هذه الجهة؛ فيفيد فيها، ولا نقول كذا ..

٢- ثانيا:

إذا كان هو متشبّعا بالمواقف الشرعية المنهجية؛ مبدئيا إذا جاء المخالف نرحّب به، ولا نطرده ابتداء، لكن لا نستبقيه على ما هو عليه، بل نُبيّن له ما هو عليه ممّا لا يجوز، ولا يسوغ، وأن ما ينتهجه ليس على خير، ونوجّهه توجيها حسنا، ونُبيّن له أن المناهج الاعتقاديّة، أو الدعويّة إذا لم تكن على منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- فهي مردودة؛ (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ)؛ سواء أحدثه، أو عمله، يعني: الأمر الذي أتينا به من قبل الله تعالى، وكل غير هذا مردود ..

التمثيليات، ودعوات جماعات التبليغ، والإخوان .. يتّخذون عناصرهم، وأدعيائهم هم الذين يقرّرون، وإذا خاطبتهم بالحديث يُقدّمون كلام رئيس الجمعية، أو الحزب على كلام الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا مخالف للآيات والأحاديث، {يا أيها الذين آمنوا لا تُقدّموا بين يدي الله ورسوله} الآية.

يُبيّن له هذا، إذا انشرح صدره وعاد؛ (فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النّعم) الحديث، وإذا استثقل الأمر، وأعرض؛ فإنه لا يرجع، المهم أنك أدّيت ما عليك من نصيحة، وتوجيه، وأنت تريد له الخير، ومددت له يد المعونة في أن تنقذه من الغرق، لتؤدّي به إلى برّ الأمان .. لكن شاء أن يبقى مع الغارقين في المنهج الفاسد، فلا تثريب عليك.

أما طرده فلا ينبغي، تُبيّن له؛ لعلّه مُقلّد فقط، وليس له دراية، تُنوّره، وتعرف كيف تتكلّم؛ بالدليل، وباللّين، وإيصال المعلومة بأحسن أسلوب وحال .. ومن معه يستفيدون من الطريقة، والمعلومة، ويعرفون كيف قدر الشيخ على ردّ هذا، ثم يفرحون بهذا الذي خرج من قوقعته .. {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله}.

هذا الأسلوب الدّعوي الذي ينبغي أن يكون عليه الداعية، لا بالشدة والغلظة ..
الشدّة في باب الموعظة، والتعليم، وغيرها .. لا تتجانس مع الأسلوب الإسلامي السّليم، إنما تقول له قولا ليّنا لعلّه يتذكّر أو يخشى، قال تعالى: {فبما رحمة من الله لِنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك}، إذًا هذا هو الأسلوب الذي ينبغي أن يكون.

نعم إذا كان ظالما .. يأتي الأسلوب الآخر، {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم}.
هذه النقطة الثانية.

يأتي إليه؛ يتركه حتى يرتاح، وإن عرف أن هذا لا يعرف حاله يخبرونه أن فلانا على منهج التبليغ مثلا .. فإذا لم تكن له إحاطة بهذا يتركه يوما أو يومين .. يحيط بها، ثم يعطيه مؤاخذات وسلبيات هذا المنهج الدّعوي الخاطئ، والجوانب التي تتعارض مع الأحاديث والآيات، وتفسيرها على غير وجهها المرضيّ ..
إذا اقتنع يفرح، وقد أدّى الذي عليه، وإذا الأخرى فعزاؤه أنه نصحه، وبيّن له، ويتركه لحاله؛ ويمضي في حلقاته، ولا يجعله شغله الشاغل، هو يريد له الخير، لكن الآخر أحب هذا.
ابن نوح عليه السلام لم يركب معه، فقال نوح: {فقال ربّ إن ابني من أهلي}، فقال الله تعالى: {إنه ليس من أهلك ..} الآية، فلا تبق معه، ةاهتم بشيء آخر ..

النقطة الأولى إذّا: في أنه لا يحلّق حلقات التوحيد، بيّننا إذا كان في الاختصاص أو غير الاختصاص.
الثانية: إذا جاءهم من هو على غير المنهج الصحيح؛ يُبيّن له أن حفظ القرآن ليس غاية في ذاتها، إنما الغاية في إرضاء الله تعالى بالعمل، وفيه آيات وأحاديث تأمر أن تكون على الصراط المستقيم، بأن نستقيم على الدين، (قل آمنت بالله ثم استقم) .. وليس من الاستقامة اتّباع هذه الطرق ..

٣- ثالثا:

المسائل المنهجية: إذا أدّى حلقته على الوجه الكافي، والإخوة يعرفون هذه المسائل؛ يكفي.

لكن ربما تأتي مسألة حال انتشارها، أو سألها سائل، أو ضمن قراءته؛ وأراد الاستفسار، وكان له بضاعة؛ فينبغي أنه في الحال يُبيّنها، ولا يؤخّر، فتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.

إذا كان يكتفي بالتلميح لأنه ليس له رصيد في المسألة أو في الباب؛ يبحث فيها، ثم يخبر، ويوسّع الدائرة، والطالب بحاجة إلى هذا، ويأمل من الشيخ أن يُبيّن له.
إن كان عنده علم بها يُبيّن له، وإلا يُبيّن بعد البحث والسؤال، وإلا يقول: اسال فلانا، فيُرشِد، ويُبيِن، ويُحِيل إلى غيره، وعندما يُحيل إلى غيره يعرف الطالب من أحال إليه، ف

قد يُحيل إلى مبتدع .. فنعرفه أنه مثله .."


#قناة_تهتم_بمشايخ   #الدعوة_السلفية_بالجزائر

https://www.tgoop.com/ALGSALAF
## جديد الفتاوى##
نصيحة الشيخ فركوس لجميع المسلمين في مسألة تعدد الزوجات

سألتُ شيخنا فركوس فقلتُ: شيخنا أثابكم الله .. قد وقع السّلفيّون في كثير من المشاكل العائلية بسبب التعدد .. حتى إنّ الواحد منهم لينقلب استقراره الكامل الى اضطراب بسبب تزوجه بالثانية... سبب المشاكل غالبا وبغض النظر عن الظروف المادية، هو عدم رضى زوجته. فبمجرد معرفتها تبدأ المشاكل.. فتطلب الطلاق وتنقلب أخلاقها وغير ذلك...
فيجد الرجل ما يجد.. أو يكون ذلك الإضطراب بسبب حال الزوجة الثانية التي قد يجدها غير صالحة أو غير متخلقة .. فبعدما كان في حياة هنية سعيدة صار في حياة شقية تعيسة.

شيخنا حفظكم الله، هل من وصية جامعة ونصيحة نافعة ؟!
وهل يجوز بارك اللّه في علمكم للمراة طلب الطلاق إذا لم تتحمل وجود ضرة في حياتها ؟!
وجزاكم الله خيرا.

فكان مما أجاب به الشيخ حفظه اللٌه: " هذا يختلف باختلاف المجتمعات وتربية الناس على التعدد.. ممكن تكون مجتمعات تحتاج إلى التعدّد بالنظر إلى تحقيق الولد وتكثير العشيرة .. يشدّون أزر قبائلهم وازر عشائرهم فيفرضونها فرضا فهنا يأتي كلّ النّاس مع التعدد لتحقق أمر جلل .. ويحتاجونه في الجهاد في سبيل الله..
تفكّكت هذه الأسر و تفكّكت الأسر الكبيرة والعشاير.. وانطبع النّاس بطابع المستعمر، و فرض المستعمر امرأة واحدة.. ودرج الناس على ذلك وأصبح الآباء والأمهات لا يرضون بذلك... إلا المجتمعات القبلية بقت على سيرتها..
الآن لحقها كل شيء لذا تجد بعض القوانين يحرمون التعدد كتونس؛ يحاربون التعدد فمن فعل ذلك أدخل السّجن ويُعرّض نفسه لغرامة ووو.. وبعض البلدان يجعلون له قيدا كأن تبيح له الزوجة أن يعدد و هذا ما يجري في قوانينا الحالية.. وتجد بعض البلدان الأخرى تمنعه لكن تجعل بعض الشروط و لمّا تنظر في الشروط تجد أنها تعجيزية بحيث أنك لا تستطيع أن تعدّد.. إذا فالطريقة وأسلوب التعدد بين الدول حل فيه النمط الأوروبي والنمط المستعمر في هذه البلدان؛ توغّل في القوانين وأصبحت طبيعة الناس تنفر من التعدد وإن كانوا يريدونه..
المرأة تحسّ نفسها أنها دون مستوى هذا الرجل فتشغل نفسها بأمور.. تقول المراة تأخذ منه النصف و الاخرى تأخذ النّصف.. والثّلث إذا عدد بثلاث.. والربع إذا عدّد بأربعة وتجد الأبواق و الأصوات يشجّعونها على الثورة ضد زوجها و المقاومة و على إبعاد هذه المرأة بطريق و آخر مع قدرته على التعدّد.. مع قدرته على كذا لكن تأبى..

إذا هذه الترسّبات إن شئت ترسّبات و قوانين و ما قد بيّنته سابقا هي من أهم الأسباب و يرون أن المرأة لا تتجانس مع امرأة أخرى.. و يلزمها بيت مستقل، في حين نحن نعرف في زمن مضى في وقت الاستعمار كان التعدد موجود يسكنهم في بيت واحد، هذه غرفة و هذه غرفة، والأولاد كلهم يجتمعون.. كان لا يزال الأصل هو التعدد لم يتحوّل بعد.. الأصل التعدد كما في قوله سبحانه و تعالى: فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع..:" الآية.

بدأت تتحوّل الأمور إلى النتيجة هذه و الترسبات شيئا فشيئا و خاصة المحيط.. محيط المرأة هو الذي يزيد في ثورانها و تنظر لهذا على أنها مسألة مادية تخشى أن الرجل إذا كان صاحب ثروة ستقسم معها.. فتفعل الأفاعيل هذه لإبعادها.. مع أن الحديث واضح لقوله صلى الله عليه و سلم : ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إناءها.. الحديث.. لتكفأ ما في إناءها حتى لا تشاركها في الأموال و تبعدها عنه و عن إرثه و عن كذا و كذا.. وإذا حصل معها الأولاد هي لا ترضى خاصة إذا كان هي عقيم و جلب الثانية وولدت له تصبح أمور أخرى.. مشكلة.. ترى أنه بعدين هؤلاء الأولاد يرثون.. ووو.. التصورات هذه لا تنظر لها على أن الله هو الذي أجاز التعدد و هو الرزاق ذو القوة المتين و أن الله هو الذي يفتح لها آفاقا إذا رضيت بشرعه و استكانت له.. لكن بين الفعل و التطبيق شتان بينهما و العلم عند الله.

آل بونجار: شيخنا هذه المرأة تضررت من هذه الضرة، تضررت صحيا و هي تطلب الطلاق لعدم تحمل هذا الوضع..

الشيخ: ليس لها تربية دينية.. ما عندها تقبّل لأمور الدّين.. الإنسان لا يرد أي شيئ من الدّين، يجب أن يقبل كل شيئ، ليس أنه يقبل هذه ويترك هذه.. يقبل صلاة و لا يقبل التعدّد.. هذه لاتقبل لباس مستور و تخرج متبرجة.. وتقول أنا أصلي ولكني أعمل.. هذا التجزّء في الدين غير مقبول.. نتقبل الدين كله أو نتركه كله.. أما أنك تقبل جزء و تترك جزء انت لست راض بحكم الله و الله عزوجل قل: .. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم.. الآية. التّسليم لأمور الشّرع.. تطلب الطلاق و تذهب تزيد محنهَا أكثر تدخل في بعض الأمور... حتى لو استجاب لها ممكن هي تتطلّق و يحتفظ بالأخرى لذلك لابدّ من التّسليم لأمر الشرع.. من أراد التعدد يعدد .. أعطاه الشرع ذلك.. لماذا تفعل الأمور هذه كي تكفأ ما في إناءها.
نحن مادام الأمر جاء من الشرع هو الأصل ... و الرجل قادر على الباءة.. وقادر كل شيء.
آل بونجار: يعني شيخنا حتى لو علم مسبقا ردّة فعل هذه الزوجة، ترون أنه يقدم على الزواج خاصة إن كان له أولاد ؟!

الشيخ: نحن إذا ترتب أي خلل للأسرة فبسببها.. هي تتحمّل المسؤولية.. هي الأصل ترضى بقضاء الله و ترضى بما قسمه الله.. الله فضّل الرجال على النساء لأنهم قوامون.. أي يقومون بكل الأمور التي تتعلق بالبيت و الأسرة ترضى به.. بتصرفاتها هذه يحصل الخلل معه و مع الأبناء..
تجعلهم يسبونه وقد لا يطيعونه فهذا بسببها... إلى غير ذلك.. ويأتي العقاب اما دنيوي أو أخروي.. لهذا الانسان إن كان غير عاجز، يعدد، وإذا وجد المرأة الثانية ليست في المستوى هو نفسه راح يطلقها.. ولا تكون هي سبب في عرقلته..
نحن دائما المسائل هذه الشرع إذا أعطى الحقٌ لجهة معينة و يجيزها و هي محل رضى اللٌه.. لا تستطيع أن تقف ضدها.. إفهم جيدا هذه المسائل في الفتوى.. الله عزوجل قال: فانكحوا ما طاب لكم من النساء.. الآية. هذه محل رضى اللّه وأنت تأتي تقول لالا و تقف مع هذه المرأة ؟! لا تستطيع مقابلة الشرع.. لازم دائما تأتي مع الشرع في مقابلة من يرد الشرع .. مثلا الشرع يأمر ببر الوالدين.. وولد عنده والد يضربه.. هو يشتكي ويقول أبي ووو.. أنت تاتي مع الإبن ولا مع الأب؟!

آل بونجار: مع الأب..

الشيخ: مع الأب لأن الشرع قد أمر أن لا يعق الإبن أباه ولو فعل ما فعل و لو كان كافر.. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا " الاية.. تقف مع الوالدين و ليس مع الابن.. لذلك قال ابو الدردارء لست أنا أن امرك ان تعصي والدتك و لست أنا آمرك أن تطلق زوجتك ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة إن شئت تحفظه وإن شئت ضيغعته.. الحديث.
دائما الإنسان يقف مع الشرع مهما يحكي الطرفان، يقف مع الشرع.. ينظر الشرع ماذا يريد ماذا يرضى..



#قناة_تهتم_بمشايخ   #الدعوة_السلفية_بالجزائر

https://www.tgoop.com/ALGSALAF
💥جديد فتاوى الشيخ فركوس -حفظه الله-💥

#السؤال: شيخنا أحسن الله إليكم، وبارك فيكم، ومتّعكم بالصحة والعافية، سائل يسأل حيث قال: أرسلتُ مبلغ مالي يمثل زكاة المال لأحد الإخوة في غزة الحبيبة، نسأل الله تعالى أن يرفع عنهم البلاء عاجلا غير آجل، لكن للأسف مكتب التحويل يقتطع من المبلغ نسبة كبيرة حيث تصل إلى 35% من المبلغ، وهذا يجعل الزكاة ناقصة إلى مستحقيها؟
هل زكاتي صحيحة؟ وماذا عليَّ في هذه الحالة؟ هل أُعيد إخراج النسبة المقتطعة هنا؟ أم لا أتحمل مسؤولية الإقتطاع؟

#الجواب: حنا مبدأيا يزكي على فقراء بلده، وهذا مذهب جمهور أهل العلم، فلا يرَون إخراج الزكاة من بلدٍ إن وُجد فيه الفقراء، ولا ينقلها إلى بلدٍ آخر، وإن أراد أن يعطي لبلد آخر؛ يعطي من خاص أمواله، لا من الزكاة، خلافا لأبي حنيفة الذي أجاز الزكاة لفقراء غير بلده، #والصحيح أنه يعطي الزكاة لفقراء بلده.

النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث معاذ: "فإن هم أطاعوك، أخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة في أموالهم، تُؤخذ من أغنياءهم، وتعطى لفقرائهم..."
لفقراء الأغنياء الذين هم معهم في نفس المكان؛ بمعنى أن للفقير عنده حق في المال المتواجد في بلده، زكاة الفطر تتبع البدن، وزكاة المال تتبع المال أينما كان المال، مادام أنه في الجزائر يخرج لفقراء الجزائر، وإن كان موجود في منطقة يخرج في منطقته، فلا يأخذ للبلد الآخر، لكن إذا أخرجها فوصلت إلى الفقراء، عند الجمهور لا يلزمه إخراجها من جديد، لكن بشرط أن تكون كاملة، وأن تصل حقيقة للفقراء والمساكين ومستحقيها..

وهو لم يرهم...! هؤلاء أخذوا لأنهم لم يحتسبوها زكاة، وممكن هؤلاء قد تصل إليهم وقد لا تصل، فهي محتملة؛ لهذا يخرج الزكاة في بلده، وإذا أراد أن يعطيَ لفقراء بلد آخر؛ فهذا من ماله الخاص، لأن الزكاة تمثل 1 من 40 وتبقى له 39 من نفس القيمة عنده، إذا أراد أن يخصص زوج حصص يشوف فيها فقراء ومساكين بلده، ويبعث من ماله الخاص في جهة موثوقة بالطرق الصحيحة السليمة التي من شأنها توصل الأمانة إلى أهلها غير منقوصة.

وإن كان فيها نقص وكانت الزكاة واجبة؛ ففي هذا الأمر النقصان يجبره بإخراجه في بلده،
بمعنى؛ إذا أرسل وعلم أنها وصلت لكن وصلت منقوصة ب 35% يشوف ماذا تمثل هذه النسبة من عموم الزكاة وبعدها يخرجها عند فقراء بلده، ممن شملتهم الآية ككل.. هؤلاء يكونون أحضى بها. هذا إن علم أنها وصلت.

وإذا شك أنها وصلت؛ فهذه ينويها كمالٍ متبرع به، ويخرجها من جديد في بلده.

وإذا تَيَقّن أنها وصلت ولكن منقوصة، فالنقصان هذا يجبره بإخراجه في بلده.

الشيخ: مفهوم؟
السائل: مفهوم شيخنا.

✍️سَأَلَهُ وقَيَّدَهُ أبو عقبة بلال شرڨي
📝مجلس يوم الإثنين 19 المحرم 1447 ه
الموافق ل: 14 جويلية 2025 م



#قناة_تهتم_بمشايخ   #الدعوة_السلفية_بالجزائر

https://www.tgoop.com/ALGSALAF
#يقول_البعض:"إن البحرمريض،ولايٌدرى السبب"
فيقال: قال تعالى:(ظهرالفسادفي البروالبحربماكسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوالعلهم يرجعون)
ومن أعظم الفساد اختلاط الجنسين وهم أشبه بالعراة على شواطئه،وما يتولدمن ذلك من فواحش.
فعلى الأئمةإنكار ذلك وغيره من المخالفات الشرعية في هذاالفصل


🔶صفات إمام المسجد السائر على الجادة والمؤدِّي لدوره في الدعوة والإصلاح 🔶
👆👆👆
فقرات من الكلمة الشهرية رقم: ٦٩ للشيخ فركوس-حفظه الله- الموسومة ب:
«تكامل مَهَامِّ الإمام الداعية في مسجده»
تنبيهات:
1/ هذه الكلمة-ومثيلاتها- تؤكِّد حرص الشيخ على نصح كل أطياف المجتمع، خصوصا أهل التوجيه والإرشاد.
2/ وتُؤكِّد منهج الوسطية بين الغلو والتمييع الذي انتهجه الشيخ في دعوته
3/ كما تُؤكِّد الأسس التي بنى عليها الشيخ دعوته: تحقيق التوحيد، اتباع السنة، التخلق بالأخلاق الفاضلة .

رابط الكلمة باللغة العربية؛

https://www.ferkous.app/home/?q=art-mois-69

رابطها باللغة الفرنسية:

https://www.ferkous.app/home/?q=fr/art-mois-fr-69
2025/07/14 17:04:31
Back to Top
HTML Embed Code: