tgoop.com/ANKIAKp/56991
Last Update:
في سبيل الشيطان
كانت الأجواء في غاية الروعة والجمال، وكأنها تدعو إلى رحِلة خارجة عن القريه ، تكسر رتابة الأيام، وتلطف الأجواء. قال أحد الأصدقاء: ما رأيكم في رحلة خارج اب وسنذهب صنعاء ؟ "لن نجد أجمل من هذه الأيام" أجاب محمد بكل حماس، وتبعه تأييد باقي الأصدقاء. وبدأنا في التجهيز .. ونطلق الجميع في سيارة غمارتين موديل 2010.. نحن الأصدقاء الأربعة، أنا ومحمد وناصر وصالح. كان السرور والفرح سيد المشهد، ناصر لا يتوقف عن الحديث ودائمًا هو من يتحكم بزمام الحديث. وفجأة أوقف الحديث وقال بعصبية لم نعهدها منه: لماذا كل هذه السرعة يا محمد، هل تسابق الزمن؟! واردف الجميع: نعم، نعم، لماذا هذه السرعة يا محمد؟! أجاب محمد بالمبالاة: نريد أن نلحق على سوق القات. كان ذلك السبب الوحيد الذي يدفع محمد إلى السرعة من أجل الوصول إلى السوق مبكرًا. حاولت أن أقنعة بعدم السرعة وأننا حتمًا سنصل .. رد عليه قائلاً: سنجد السوق مزدحمًا، فقد أصبح قِبلة المسافرين، واولئك الذي يملون بطونهم بعد وجبة الغداء الدسم، هناك ستجد السارق والعفيف، والتاجر والفقير، والمريض والصحيح. نعم كل هولاء ستجدهم هناك على صعيد واحد، نعم في سوق واحد، ولسلعة واحدة، إنك في حضرة سوق القات، لا مكان للمتأخرين.
وما كانت إلا لحظات حتى وصلنا سوق القات، وكان وجه محمد وصالح تكسوهم الإبتسامة؛ لأنهم كانوا من ضحايا هذا السوق، بينما كان الوضع لا يختلف معي أنا وناصر .. ركل السيارة محمد جانبًا وخرج هو وصالح لشراء بضاعتهم.. وفجأة يكسر ذلك الهدوء الذي كنّا فيه أنا وناصر. كانت سيارة لا تقل سرعتها عن سرعة سيارتنا لحظة وصولنا .. أوقف سيارته أمامنا، كان على متن السيارة عائلة صغيرة، وكأنها في طريقها إلى مغادرة المدينة. كان عددهم خمسة، أب وأم وثلاثة أبناء أكبرهم لا يتجاوز الثمان السنوات .. عندها فتح الأب الباب متجهًا إلى ذلك السوق المشؤوم، والأم تمقّت الأب بنظراتها وعدم الرضا يلوح من عينيها، والحزن يكسو جسمها النحيل، والغضب يفتت قلبها .. وفجأة، أدار الأب نفسه متجهًا إلى السيارة، وحاول تقبيل الفتاة، وأخذ الأذن والرضا منها، لكنها رفضت. كانت هذه القُبلة في سبيل الشيطان. واتجه الرجل إلى السوق غير مهتم فالسوق لا مكان فيه "للمتأخرين" .. اتجه والابناء ينادونه أحدهم يريد ماء والآخر يريد عصير .. وهو يرد "بعدين، بعدين، بعدين."
- نظر إليه ناصر وقال: ارأيت كل هولاء أو اغلب هولاء الذين تشاهدهم أمامك تركوا خلفهم أمهات وزوجات وأبناء يتضورون جوعًا، هولاء يهربون من الواقع إلى التعاسة الحقيقة، هولاء لم يعيشوا الحياة الصافية النقية، يريدون الذهاب إلى السعادة، بينما هم متجهون إلى الكآبة!
- نعم، صدقت يا صديقي، لقد أتى محمد وصالح علينا المغادرة. وزير السعاده قصة_قصيرة وزير السعاده
BY واقـ❃ٖٖٖٜ፝ــٖــع من المواقـع.๛
Share with your friend now:
tgoop.com/ANKIAKp/56991