عُيونُنا تلخص العمى

-فيفيان صليوا

” على عجل ..
أدخل وأغلقُ ورائي الباب.

على عجل ..
أفكّ أزرار قميصي .. وأرتمي على السّرير.

على عجلْ
بعد أن أكون قد أطفأت النور
وملأت رئتي بهواء معتم
أطبق أجفاني على وميضها
وأطفو فوق سواد العالم!

أرجوكم:
لا أحد يقرع الباب
أريد أن أقول: آه
دون أن يشعر بي أحد

-نزيه أبو عفش

وترجّع السماء... والنجوم ترتعد
كما رعش قلبي حين ودّعتكِ ابتعد

-بدر شاكر السياب

الشمس أجفان المها بين الرمال
والبحر أقسى ما يواجه من سؤال
والريح تسأل من أنا؟
أنا مثلها غريب، أطرقُ الأبوابَ، لا يدٌ لي،
لا وجه... لا قلبٌ يُحبُّ ولا عيون

-بدر شاكر السياب

سألتكِ بالله لا ترحلي
فبي من جراح الزمان الكثير
غدي كله كفن مستعار
وضوئي دخان، وطيني حطام

-بدر شاكر السياب

أسمع....
إذا كنت قادرا ً على الوقوف
الأتحاد مع المحبوب
يعني أن تكون
صمتا ً، مكانا ً، منظرا ً
حيث اللغة داخل المشاهدة.

-جلال الدين الرومي

لا تُبعد الكأس عني
قبل أن أنال مايكفيني
هيا أخرج من مخبئك وافتح الباب ودعني أدخل
أنا تحتَ رحمتك، عبد لبسمتك
أتباهى لإثارة إعجابك
حتى لومك يُلهب شوقي إليك
أنت الموسيقى داخل الموسيقى التي سلبت قلبي

-جلال الدين الرومي

حان الوقت
لننظم إلى مجانينك المكبلين بالسلال
حان الوقتُ
لنكون أحرارا ً تماما ً، ومنبوذين
حان الوقت لنتصدق بأرواحنا
لنشعل النار في الهياكل
ونركض في الشوارع
حان الوقت لنتخمر
كيف نتركُ حوض العالم ونذهب إلى الشفة؟
كي نصير بشرا ً نموت
علينا أن نتغير رأسا ً على عقب
كمشط في أعلى شعر اِمرأة جميلة
أنشر جناحيك كشجرة ترتفع في حديقة
بذرة ملقاة على الطريق
حجرا ً تَصيرَ شمسا ً
شمعةً تصيرُ عثّا ً على رقعة الشطرنج
يباركُ الملكُ ثانية بملكيته
حين تقترب كثيرا ً وجوهنا من مرآة العشق
علينا، أن لا نتنفس
علينا أن ننتقل إلى اليمنى المكان النقي
نتحسس الكنز المخبأ فينا
بلا بداية ونهاية
تحيا في العاشقين، كالحكاية التي يعرفونها
لو تكُنِ المفتاح سنكون أوتاد القفل

-جلال الدين الرومي

اللحظاتُ التي يبدو لي فيها أن لاجدوى من نهوضي هي التي تشحذ فضولي إزاء أولئك الذين لا أمل في شفائهم، لاشك انهم وقد سُمروا أسرتهم وإلى المطلق

-إميل سيوران

نحن نحتمي بوجوهنا لكن المجنون يفضحهُ وجهه انه يمنح نفسه يسبق الآخرين في أتهامه.

-إميل سيوران

يكفي أن يُداخل الخللُ حيوانا ً حتى يبدأ بالتشبه بالإنسان.

-إميل سيوران

أحدق في العالم بوضوح وهدوء ثم أقول:
كل هذا الذي أراه وأسمعه وأتذوقه وأشمه وألمسه هو من صنع عقلي. الشمس تصعد
وتهبط داخل جمجمتي، من أحد صدغي تشرق وفي الآخر تغيب.

-نيكوس كزانتزاكيس

في عقلي تتلألأ النجوم، الأفكار والناس حيوانات ترعى داخل رأسي الفاني. نحيب وأغنيات تملأ تجاويف أذني اللولبية، في حاجة إلى الهواء للحظة، يطفأ العقل في اختفاء كل شيء... السماوات والأرض
يهتف العقل أنا وحدي الموجود.

-نيكوس كزانتزاكيس

في باطني تعمل الناسجات الخمس، ينسجن ثم ينقض نسيج الزمان والمكان، الفرح والحزن، المادة والروح، كل شيء يجري من حولي كأنها نهر، تدور مندفعة، الوجوه تصاب كالماء وتصطخب الفوضى

-نيكوس كزانتزاكيس

أردت أن أكون كل شيء، ولذلك اخترت أن أكون لا شيء....

-جان بول سارتر

البشر يُتلفون كل شيء يضعون أياديهم عليه في الوجود سواء كان دينا ً طينا ً علما ً أو حلما ً

-الجبران

لا أريد أن أكون فيسلوف شايٍ لأني لا أحب الأفكار التي تبرد بسرعة، أريد أن أكون فيلسوف مواقدِ يكره الأغصان التي تحترق بسرعة.

-الجبران

طفل يضع أذنه على السكة الحديد
منصتا ً للقطار
غير مهتم كثيرا ً
وهو ضائع في الموسيقى الغامرة
بالقطار
رائحا ً كان أم غاديا ً
لكنك كنت تتوقع، دوما ً ، شخصا ً ما،
تفارق، دوماً، شخصا ً ما،
حتى تجد نفسك،
فلا تعود في مكان ما.

-فلاديمير هولان

لم تكن هنا، منذ عام تقريبا ً وكنت خائفا ًمن الدخول.
وحين دخلت، أخذ الفراغ ثأره
آمرا ً أن تكفر عن حضورك بحضورك.
كل شيء هنا يخزيك
مشمع الأرضية، الضرم الذباب الميت
عنف الخبز الخل الكريه للجص المتشقق
اسمرار اللطخات، وسفعة الهواء المتوتر
ونسيج العنكبوت في الزوايا
وتحت هذا كله الصمت
حيث يشع القمر في النهار، حسب.
لكنك ترى بغتة
ووسط هذا كله
بصرامة عمر كامل قاسية، عادية، غامضة
فنجان قهوة
ملطخة بشفتي الفتاة التي هجرتك،

-فلاديمير هولان

ثمة ابتسامات كثيرة لكني أفكر بأصعبها،
بأبسط ابتسامة
إنها غائرة عميقا ً
محزوزة على كل جانب
بالسكين الزمني لزارع الكروم،
ابتسامة تريد تغضينة واحدة، حسب لتكشف كل شيء، وتنفتح لاسم الله.
ابتسامة كتلك التي تظل على الوجه أطول من الفرح الذي جاء بها
أو أنها الابتسامة التي تمضي قبل الفرح
وتختفي
تاركة الوجه بأسره يفرح وحيدا ً

-فلاديمير هولان