Telegram Web
"كُلّ قليل يُحتَسَب"

قرأتُها قبل قليل، وما تجاوزتها، لو فكّر كلّ واحدٍ فينا بالقليل الّذي يستصغره كم يبني لو انتَبَه! كُلّ حصاة تلقىٰ في البئر تساهم في رَدمه ولو بعد حين، كُلّ كلمةٍ في غير محلّها تترك ندبةً وراءها، كُلّ جرحٍ يُترَك دون علاجٍ قد يقتل صاحبه مهما صَغُر! كُلّ تراكمٍ يستحيل ثقلًا علىٰ الأكتاف لا ينتهي.

والمقابل، كُلّ إحسانٍ صغيرٍ ينمو ويُثمر ويتجَذّر، كُلّ ابتسامةٍ قد تُخفّف حِملُا وتُهوّن عبئًا، كُلّ دقيقة عمل مكثّف قد تُغيّر المعادلة كاملة، كُلّ آيةٍ تحفظها تُقرّبك لختمةٍ ترجوها، كُلّ جهد ولو بُذِل بإخلاص يثبت، وقِس علىٰ ذلك الكثير!

القليل والقِلّة، الشيء الذي لا يُرىٰ أحيانًا، الأمر الذي لا يُنتبه إليه، ولا يُهتَمُّ به؛ قد يكون هو حجر الزّاوية، وركيزة الأساس، لأنّ البناء تراكمي، والجبال مجموع الحصىٰ، والبحر مجموع القَطر، وكُلّ صغيرةٍ تَعظُم بتكرارها، وكُلّ غايةٍ بعيدةٍ تأخذك إليها خطواتك المتتابعة، وإن قَلّت.

كُلّ قليل يُحتَسَب، فاختَر قليلك! ..
اعلَموا أنّ مهمّتكم عظيمة..

فَعَظِّموا لها الخُطىٰ، استَعينوا بالله على الضَّعف، استعيذوا بالله من الكَسَل، وسيروا للآخرة كأنَّكم تعيشون فيها، وتشتاقون لها، واعلموا أنّ هناك أُمّـة، تقوم على أكتاف شبابها، عَلّوا هُمومكم، وانظروا النَّجم ورافِقوا السَّماء، والله إنَّ فَتحًا يَلوح بالأُفُق، إن شاء الله.
وليال عشر


ميادين الجِدِّ أقبَلَت، ولحظات الجُهد قد أتَت، فاخلَع عَنكَ تقصيرًا، وانزع عنك تبريرًا، وعُدَّ للسَّير تحضيرًا، ثمّ ابتَعِد قليلًا عن رأي فُلان، ولا تبحث عن خُطّة آخَر، هذه لياليك أنت، وحاجتك أنت، وفراغٌ في قلبك لا يملؤه إلّا الصَّدق، ولن يُسقىٰ دون إخلاص!
سَيُهْزَمُ (الْجَمْعُ) وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ..

سيُهزَمُ الجَمع، الذي حَوىٰ الكافر الفاسق، والخائن الفاسد، والمرتجف الخائف، كُلّ من ساهَم عامدًا خائبًا، لكَسر شَوكة المسلمين!
أتشرف بانضمامكم إلى قناتي على تيليجرام: 👇
(دروس في التفسير)
أخوكم/ د. نصر فحجان - غزة
https://www.tgoop.com/nasrfahjan
فمُستَقَرٌّ ومُستَودَع:
--------------------------

• يقول الله تعالى: (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) {الأنعام: 98}.

• هذه الآية من الآيات التي وقف المفسرون والعلماء عند تفسيرها كثيرًا، وخاصة قوله تعالى: (فمستقر ومستودع)، وذلك لرحابة واتساع المعاني التي تحملها وتشير إليها اعتمادًا على الدلالات اللغوية:

• مستقر: من الفعل الماضي (قَرّ)، أيْ ثَبَت وسكَن وتمكّن واستقر.

• مستودع: من الفعل (وَدَع)، أيْ تَرَك، ونقول: أودَع الرجل أمانة عند جاره، أيْ ترك أمانة عند جاره، ومعلومٌ أنّ المستودَع الذي تُركت عنده الأمانة لا يحق له ولا يستطيع التصرف في الأمانة (الوديعة).

■.وقد جمع الماوردي في تفسيره (النُكَت والعيون) أشهر التأويلات والأقوال التفسيرية لهذه الآية الكريمة على النحو التالي:

1. فمستقر في الأرض ومستودع في الأصلاب، قاله ابن عباس.

2. فمستقر في الرحم ومستودع في القبر، قاله ابن مسعود.

3. فمستقر في أرحام النساء ومستودع في أصلاب الرجال، قاله عطاء، وقتادة.

4. فمستقر في الدنيا ومستودع في الآخرة، قاله مجاهد.

5. فمستقر في الأرض ومستودع في القبر، قاله الحسن.

6. المستقر ما خُلِق، والمستودع ما لم يُخلَق، وهو مروي عن ابن عباس أيضًا.

• يقول الأستاذ محمد رشيد رضا في تفسيره (المنار): " وآخر ما خطر لي بعد تلخيص أقوال المفسرين أنّ المستقر هو الروح، والمستودع هو البدن، والجُملة مما يتسع المجال فيه للتفسير".

• واختلاف التأويلات عند العلماء القدماء والمُحدَثين يشير إلى أنّ الآية قد أَشكَلت على المفسرين فتعدّدت فيها التأويلات ولم تتوقف، وهو ما يفتح الباب واسعًا للتدبر فيها من جديد، والاستفادة من كل علم، أو اكتشاف يفيدنا في الوقوف على مُراد الله تعالى فيها.

• والمُلاحَظ أنّ قوله تعالى: (فمستقر ومستودع) قد جاء تعقيبًا مباشرًا وسريعًا على قوله تعالى: (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة) {الأنعام: 98}، وأنّه متفرِّعٌ عن الإنشاء، فبعد الإنشاء مباشرة كان الاستقرار والاستيداع، حيث تم استعمال حرف العطف (الفاء) الذي يفيد التعقيب والترتيب والتفرّع.

• وقد لفت انتباهي ما يقوله علماء الوراثة عند حديثهم عن الصفات الوراثية السائدة والمتنحية، وأنه يمكننا اعتبار الصفات السائدة صفات (مستقرة)، والصفات المتنحية صفات (مستودَعة)، وهو ما يساعد في تدبّر وفهم قول الله تعالى: (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع) {الأنعام: 98}، بشكل علمي ومقنع.

• يقول الدكتور عماد محمد بابكر حسن:
(ونحن نظنّ أنّ السّر الذي تحويه هذه الآية هو سرّ علم الجينات أو "الوراثة"، فقد أصبح ثابتًا ومتفقًا عليه بين جميع علماء الأحياء فيما يعرف بقانون "مندل" أنّ الصفات الوراثية التي تحملها الأمشاج تنقسم إلى نوعين:

1. الصفات المستقرة "السَّائدة": وهي التي تستقر في تكوين المخلوق من إنسان أو حيوان أو نبات، وتُحدد أيًّا من صفات الوراثة تظهر فيه من لون وشكل وحجم وطبائع وغيرها، فكل إنسان له صفات ظاهرة يراها كل الناس، ولكنّه يحمل في نطفته صفاتٍ مستودعةً لم تظهر فيه، كأنْ تكون مثلًا عيون أحد الزوجين سوداء من جينات "مستقرة" تمكنّت في خلقه، واستقرّت في تكوينه، ولكنّه يحمل صفاتٍ وراثيةً لعيون خضراء حملها عبر الأجداد من جَدِّه العاشر، ولا تظهر إلا فجأة.

2. الصفات المستودعة "المُتنحِّيَة": وهي الصفات التي تنتقل من جيل إلى آخر، من غير أنْ تظهر في تركيبه، أيْ كأنَّه يحملها وديعة لا يتصرف بها، إلى أنْ تأتي ظروف مختلفة، كأنْ تلتقي صفة مستودعة عند الأب مطابقة لصفة مستودعة عند الأم، فيؤدي ذلك إلى أنْ تستقر هذه الصفة المستودعة أو المتنحية في المولود، فيولد بعيون خضراء مثلًا، رغم أنّ أبويه عيونهما سوداء، ولكنهما حَمَلا هذه الوديعة أو (الصفة المستودعة) إلى أنْ استقرت حيث أراد الله لها أنْ تستقر في مولودهم.

• إنّ هذا التفسير لا يتعارض مع التفسيرات التي قال بها المفسرون، لكنّه في ذات الوقت يفتح لنا أبوابًا جديدة للتدبُّر، ويعطينا أفكارًا علمية يمكن البناء عليها ونحن نقرأ قوله تعالى: (قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) {الأنعام: 98}.

د. نصر فحجان - غزة

من كتابه/ قضايا تفسيرية تحت الضَّوء

https://www.tgoop.com/nasrfahjan

https://chat.whatsapp.com/GRjuv6PWUTUEWaprPxboag

https://chat.whatsapp.com/ByuyVp1ep1uFkYzV0Gb19l

https://youtube.com/channel/UCeHlI0rUua2KuZ_r9Q_bQkw?si=jO-fPVg1rYL0P_ck

https://www.facebook.com/share/18kJKsvedU/

https://www.facebook.com/share/1FfHJFjrpJ/

https://chat.whatsapp.com/CH80S4XPVPMAOmfzSyJqDf
وعلى الأعراف رجال:
...............................
يقول الله تعالى: (وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم) الأعراف: 46
المشهور في تفسير هذه الآيات أنّ أصحاب الأعراف هُم مَن تساوَتْ حسناتهم وسيئاتهم، وهو تفسيرٌ يحتاج إلى مزيد من النظر، وإعادة التدبّر والتأمّل والتفكير، خاصّة أنه لا يخدمُه السياق، ولا يحتمله المعنى، ولا يقبله الموقف، وسنحاول في الصفحات التالية إن شاء الله أن نقف على حقيقة أصحاب الأعراف، فنتعرف على صفاتهم وأدوارهم ووظائفهم التي أَذِن الله لهم بها، وعلى ماهية الأعراف ومكانها ووقتها.
أوَّلاً: (وبينهما حجاب):
أيْ بين المؤمنين (أصحاب الجنة) وبين الكافرين (أصحاب النار)، والحجاب فيه معنى المفارقة والعزل والفصل، وقد جعل الله بينهما حجابًا يفصل ويفارق بينهما، فكل فريق منهما له عاقبةٌ وطريقٌ يختلف عن الآخر، ويمكن القول: إنّ أصحاب الجنة محجوبون عن أصحاب النار، وأصحاب النار محجوبون عن أصحاب الجنة، فلا يختلط فريقٌ بالآخر كما كانوا في الدنيا، وفي هذا ما يجلب الحسرة والندم والحزن للكافرين وهم مجموعون معًا ينتظرون دخول النار، وفي الوقت ذاته فإنَّ هذا الحجاب يميِّز المؤمنين، ويجلب لهم الفرح والسعادة وهم ينتظرون الإذن لهم بدخول الجنة.
ثانيًا: (وعلى الأعراف رجال):
جاء في التفسير الكبير للرازي: (وأما الأعراف فهي جَمْع عُرْف، وهو كل مكان عالٍ مرتفع، ومنه عُرْف الفَرَس، وعُرْف الديك، وكلُّ مُرتفِع من الأرض عُرْف، وذلك بسبب ارتفاعه يصير أعْرَف ممّا انخفض منه).( )
وهذه الأعراف التي تتحدث عنها الآية الكريمة هي أماكن عالية مرتفعة في أرض الحساب، يجعل الله عليها رجالاً يراهم كلُّ الناس من المؤمنين والكافرين، ويرَون كل الناس من المؤمنين والكافرين، وذلك بعد انتهاء الحساب ووَضْعِ الكتاب، وبعد أنْ عرف المؤمنون الذين أُوتوا كتبَهم بأيمانهم أنهم من أهل الجنة، وعرف الكافرون الذين أُوتوا كتبَهم بشمائلهم أنهم من أهل النار، في آخر مشهد من مشاهد يوم القيامة حيث ينتظر الجميع القضاء الإلهي العظيم، فيُساق الذين كفروا إلى جهنم زمرًا، ويُساق الذين اتقَوا ربهم إلى الجنة زمرًا.
وهؤلاء الرجال الذين يكونون على الأعراف العالية، هُم رجالٌ مؤمنون لهم صلاحياتٌ خاصَّة قد خصَّهم الله تعالى بها، فَهُم أعلى منزلةً، وأرفع مقامًا من سائر الناس، ولهم أنْ يشفَعوا عند الله تعالى بإذنه لمن يشاء، ولهم أنْ يأمُروا ويأْذنُوا بدخول الجنة للمؤمنين كما أراد الله، ولهم أنْ يُقَرِّعوا أصحابَ النار من الكافرين، وهُم شهداء الله تعالى على أعمال الناس يوم القيامة، وهم رجالٌ من النَّبيين والشهداء، وهو ما نفهمه من قول الله تعالى: (وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون 69 ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) الزمر [69، 70]
ثالثًا: صفات أصحاب الأعراف:
وأصحاب الأعراف يتَّصفون بصفاتٍ، منها:
1. إنّهم رجالٌ (ليسوا ملائكة وليسوا نساءً):
يقول الله تعالى: (وعلى الأعراف رجال)، وفي هذا تصريح بأنهم ليسوا من الملائكة، فالملائكة ليسوا رجالًا وليسوا نساءً، ولكنهم عبادٌ مكرمون لا يعصُون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون.
وفي الوقت نفسه هم رجال، وليسوا نساءً، مع ما في مفردة (رجال) من دلالات القوة، وهو كما في قوله تعالى عن الأنبياء والمرسلين الذين لم يكن أحدٌ منهم من النساء: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى) (يوسف: 109).

2. (يعرفون كلاً بسيماهم):
وقد خَصَّ الله تعالى هؤلاء الرجال (أصحاب الأعراف) بأنهم يعرفون أصحاب الجنة، وأصحاب النار بسيماهم وعلاماتِهم وصفاتِهم، بما حباهم الله تعالى من الفراسة والذكاء والعلم والمعرفة، وهو ما يجعل القولَ بأنهم هم الأنبياء والشهداء أقربَ من أيِّ قول آخر، فليس أحدٌ أعلى درجةً من الأنبياء والشهداء ليكونوا على الأعراف يشهدون على الناس يوم القيامة، ويشفعون لمن شاء الله منهم.
والأنبياء والشهداء يشهدون يوم القيامة على أقوامهم وأممهم، وسيشهد عليهم جميعًا نبيُّ الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا) {النساء: 48}.
3. يتكلمون بإذن الله تعالى:
هم رجال يأْذن الله تعالى لهم بالكلام في وقت لا يتكلم فيه أحدٌ إلا بإذنه، كما في قوله تعالى: (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابًا) {النبأ: 38}.
وهم يَشْفَعُون بإذن الرحمن للمؤمنين، ويأذنون لهم بدخول الجنة: (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً) {طه: 109}.
4. يقولون صوابًا يُرضي الله تعالى:
وهم عندما يأذن الله تعالى لهم بأنْ يتكلموا فإنهم يتكلمون بما هو صواب، يقول الله تعالى: (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابًا) {النبأ: 38}، فقولهم للمؤمنين الذين لم يدخلوا الجنة: (ادخلوا الجنة) هو صوابٌ يرضاه الله تعالى.
ويتكلمون بما يُرضي الله تعالى: (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً) {طه: 109}، وتقريعهم للكافرين قبل أن يُساقوا إلى جهنم هو صوابٌ ممّا يرضاه الله تعالى لهم، وهو ما نجده في قول الله تعالى: (ونادى أصحاب الأعراف رجالا ًيعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون) {الأعراف: 49}.
المَهام المُوكَلة لأصحاب الأعراف:
1. طَمأنة المؤمنين وتبشيرهم بدخول الجنة:
يقول الله تعالى: (ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون):
في هذه الآية الكريمة إشارةٌ إلى أنَّ المؤمنين مِن أصحاب الجنة لا يزالون ينتظرون قضاء ربهم بدخول الجنة، خاصّة وأنّ الحساب قد انتهى ووُضِع الكتاب، وانقسم الناس إلى فريقين: "أصحاب الجنة" و"أصحاب النار"، وأنّ المؤمنين يطمعون ويرجُون أنْ يدخلوها.
وأصحاب الأعراف من النبيّين والشهداء يُنَادُون المؤمنين ويُطمئنونهم بقولهم: (سلام عليكم)، أيْ لا خوفٌ عليكم، ولا حُزن ينتظركم، في إشارة إلى أنهم سيدخلون الجنة، وأنّ انتظارهم لقضاء الله في شأن الناس لا يعني أنهم محرومون منها، بل ها هم النبيون يبشرونهم بالجنة، ويُلقون عليهم السلام فيشعرون بالأمن والأمان وعدم الخوف.
وهؤلاء المؤمنون الذين لم يأذن الله تعالى لهم بدخول الجنة بعد، هم في خوف وتوجُّس وترقُّب، خاصّة عندما تُصْرَف أبصارهم تلقاء أصحاب النار الكافرين، فيشعرون بالخطر والخوف، ويتوجّهون إلى الله بالدعاء أنْ لا يجعلهم مع القوم الظالمين، وفي هذا يقول الله تعالى: (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) فما يلبثون أنْ يسمعوا أصحاب الأعراف يقولون لهم: (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) {الأعراف: 50}.
2. تقريع وتأنيب المستكبرين من أصحاب النار:
لقد منح الله تعالى أصحاب الأعراف من النبيين والشهداء صلاحياتٍ لم يمنحها لغيرهم من المؤمنين، وهذه الصلاحيات تُؤهّلهم لأنْ يشفَعُوا عند الله تعالى لمن شاء من المؤمنين، وهم في الوقت ذاته مؤهّلون لمخاطبة الكافرين من أصحاب النار، وتقريعهم، وتذكيرهم بما كانوا يستكبرون به في الدنيا، وفي هذا يقول الله تعالى: (ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون 48 أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) {الأعراف: 49-50}، فأصحاب الأعراف في الآيات السابقة ينادُون رجالًا من أصحاب النار كانوا يستكبرون في الدنيا، ويعرفونهم بصفاتهم وعلاماتهم وسيماهم، ويقرّعُونهم قائلين لهم: (ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون)، وها أنتم قد عرفتم أنّ مصيركم إلى النار، فلم ينفعكم سلطانُكم، ولا جمعُكم، ولا قوتُكم، ولا مالُكم، ولم يعُدْ لكم شيءٌ من هذا، وفي هذا تأنيبٌ وتَبْكِيتٌ من أصحاب الأعراف لهم، وزيادة في حسرتهم وعذابهم.
ويبدو من السياق أنّ هؤلاء المستكبرين من السادة والزعماء والكبراء كانوا في الدنيا يمارسون الظلم والطغيان في الأرض، وكانوا يَتَألَّوْن ويُقسِمون على الله تعالى ويفتئتون عليه، ويقولون عن فئة من المؤمنين: لن ينالهم الله برحمة، ولن يكونوا مِن أصحاب الجنة، وأنهم سيكونون معنا في نفس المصير، فيُوجّه أصحاب الأعراف من النبيين والشهداء السؤال لهم: (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة).
وفي قول أصحاب الأعراف لأصحاب النار: (أهؤلاء) إشارة إلى المؤمنين الذين كانوا مستضعفين في الدنيا، أيْ: أهؤلاء المؤمنون الذين كنتم تزعمون أنهم لن ينالهم الله برحمة؟ وأنهم لن يدخلوا الجنة؟
وفي هذه اللحظة يأْذَن الله تعالى لأصحاب الأعراف من النبيين والشهداء بأنْ يقولوا لهؤلاء المؤمنين الذين ينتظرون دخول الجنة: (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون).
الخُلاصَة:
أصحاب الأعراف ليسوا الذين تساوَتْ حسناتهم وسيئاتهم:
وممّا سبق يتبين لنا أنّ الله تعالى يُهيّئ يوم القيامة "أعرافًا" يراها الجميع لارتفاعها وظهورها، ويجعل عليها رجالاً لهم صلاحيات خاصَّة في مخاطبة المؤمنين الذين ينتظرون دخول الجنة، ومخاطبة الكافرين المستكبرين قبل أنْ يُساقوا إلى جهنم، ويخُصُّ الله تعالى هؤلاء الرجال بالشفاعة للمؤمنين وتبشيرهم وطمأنتهم ودعوتهم لدخول الجنة.
والرجال الذين يجعلهم الله تعالى على الأعراف هم النبيّون والشهداء، وهم أعلى الناس منزلة، وأرفعهم مقامًا، حيث يخاطبون أصحاب الجنة ويبادرونهم بإلقاء السلام عليهم، ويخاطبون الكافرين ويُقرِّعونهم قائلين: (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) {الأعراف: 50}، ثم يلتفتون إلى المؤمنين مرة أخرى،
ويقولون لهم: (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون). {الأعراف: 50}.
ولم يرد في القرآن الكريم أو في الحديث النبوي الصحيح ما يُشير أو يدل على أنّ أصحاب الأعراف هم من الذين تساوَتْ حسناتهم وسيئاتهم، وإنّ هذا القول لا صحةَ ولا اعتبارَ له، فهو قول لا يخدمُه السياق، ولا يحتمله المعنى، ولا يقبله الموقف.

بقلم دكتور/ نصر فحجان - غزة
••
*https://www.tgoop.com/nasrfahjan*

• عرفة: عظمة الزمان والمكان..
-‐--------------------------

︎ لماذا يقف الحجيج بعرفة؟
︎ وهل لجبل عرفات خصوصية ما؟
︎ ولماذا يقفون في يوم التاسع من ذي الحجة بعرفة؟
︎ هل لهذا اليوم خصوصية خاصة؟

في الحديث الشريف نقرأ حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: (الحَجُّ عَرَفَة)، في إشارة إلى عظمة المكان، وعظمة الزمان، فيشير إلى (المكان) وهو جبل عرفة الذي يقف فيه كل الحجيج تائبين مستغفرين، وقد تجردوا من دنياهم وزينتهم، يلبسون ما يستر عوراتهم ليس أكثر.
ويشير أيضًا إلى (الزمان) وهو يوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم الوقوف بعرفة، حيث يقف الحجيج في هذا اليوم تحديدًا، يتضرعون إلى الله تعالى بالدعاء والإنابة والتلبية.
فما هو سرّ عرفة؟

أولًا: عظمة المكان (جبل عرفة):

إنَّ المتأمل في بعض النصوص في القرآن والسُّنة، يجد أنَّ هناك إشاراتٍ واضحةً تخصُّ جبل عرفة، وأنَّ ثَمَّة علاقةً لآدم عليه السلام بهذا المكان منذ بداية استخلاف الله تعالى له في الأرض، وقبل أنْ يكون له نسلٌ وذرية.

جاء في الحديث الشريف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم بنَعْمان يعني (عَرَفة)، فأخرج من صُلبه كلَّ ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذَّر، ثم كلمهم قُبُلًا، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أنْ تقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين...) السلسلة الصحيحة للألباني (4/158)

فآدم عليه السلام كان في عَرَفَة عندما أخذ الله تعالى الميثاق من جميع البشر، فأخرج من صُلبه كلَّ ذرية ذرأها، وفي هذا دلالة على:

1.جبل عرفة هو المكان الذي كان بداية استخلاف الله تعالى لآدم عليه السلام في الأرض.

2.في جبل عرفة أخذ الله تعالى الميثاق من بني آدم جميعًا، وأشهدهم على أنفسهم: (ألست بربكم؟)، قالوا: بلى.

3.إنَّ وجود آدم عليه السلام في عَرَفَة في أوّل استخلافه في الأرض، وكذلك أخْذ الله تعالى للميثاق من بني آدم في هذا المكان بالذات، يفسر لنا وقوف الحجيج جميعًا فيه، وكأنهم يرجعون إلى نفس المكان الذي أَخَذ الله تعالى فيه منهم الميثاق وهم منثورون بين يديه كالذر، ليجدِّدوا العهد والميثاق لله تعالى، بأنهم على عهدهم وميثاقهم.

ثانيًا: عظمة الزمان (يوم عرفة):

وقد صحًّ في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الله تعالى قد أخذ الميثاق من بني آدم في يوم عرفة، وهو يوم التاسع من ذي الحجة، حيث يقف الحجيج بجبل عرفة، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صُلبه كل ذرية ذرأها، فنثرها بين يديه، ثم كلمهم قبلاً، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا...) شرح الطحاوية (240) صححه الألباني.
وبحسب هذا الحديث الصحيح فإنَّ الله تعالى قد أخذ الميثاق من بني آدم في اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة.

وإنَّ ممّا يفسر لنا وقوف الحجيج في هذا اليوم العظيم بجبل عرفة:

1.يوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله تعالى فيه ميثاق بني آدم، وأشهدهم على أنفسهم: (ألست بربكم؟)، قالوا: بلى، فهو يوم الميثاق مع الله تعالى، فكأنّ الحجيج يقفون بعرفة في نفس اليوم الذي أعطوا فيه العهد لربهم بالعبادة والطاعة، وهو يوم عرفة.

2.يوم عرفة هو يومٌ قال الله تعالى فيه: (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون) المائدة 3، وهو إعلانٌ بأنّ النصر حتمًا للإسلام، ولا أمل للذين كفروا بالظهور على هذا الدين.

3.يوم عرفة يوم اكتمال الدين، وإتمام النعمة على المسلمين، يقول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا) المائدة 3، فاكتمال الدين كان في يوم عرفة، وتمام النعمة كان في يوم عرفة، وهذه الآيةٍ نزلتْ في يوم عرفة، وعلى جبل عرفة.

4.يوم عرفة كان بداية العدّ الزماني، والدورة السنوية الزمنية للكون منذ أنْ خلق الله السموات والأرض، يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجة الوداع في اليوم التاسع من ذي الحجة في يوم عرفة:
(إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض) رواه البخاري
وهذا إخبارٌ غيبي بأنّ يوم عرفة كان بداية العدّ والنظام الزماني لهذا الكون منذ خلق الله السموات والأرض: (إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض) التوبة 36، فالزمان قد استدار كهيئته تمامًا يوم خلق السموات والأرض.
وفي هذا إشارة أيضًا إلى بطلان النسيء الذي كان يقوم به الكفار، كما في قوله تعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر يُضَل به الذين كفروا يحلّونه عامًا ويحرمونه عامًا ليواطئوا عدة ما حرم الله).

وبعبارة أخرى:
إنّ استدارة الزمان كهيئته يوم خلق السموات والأرض في يوم عرفة، كانت متزامنةً مع اكتمال الدين في الأرض، ومع الإخبار القطعي من الله تعالى بيأس الكافرين من الدين، ومع ذكرى حدوث الميثاق بين الله تعالى وبين بني آدم ليكون يومًا لهم للوفاء بالعهد وتجديد الميثاق، وكان هذا كله في يوم عرفة...

فما أعظم عرفة الذي يجمع بين عظمة المكان وعظمة الزمان !!
وليس من فراغ بعد هذا كله أنْ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) أخرجه أبو داود 1949وصححه الألباني .

وليس من فراغ أيضًا أنْ يحثنا النبي عليه الصلاة والسلام على صيام يوم عرفة فيقول: (صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) أخرجه مسلم1162
والله تعالى أعلى وأعلم
د. نصر فحجان - غزة
••

*• لا يُستطاع العِلم براحة الجَسَد..*
*• أَتعِب قَدَمَيك، فإن تَعِبا.. قَدَّماك!* 🖋️

• انضمُّوا لـرابِط المجموعة الأولى (1) على الواتس آب:
.(دروس في التفسير) د/ نصر فحجان - غزة 📚

*https://chat.whatsapp.com/GRjuv6PWUTUEWaprPxboag*

• انضمُّوا لـرابِط المجموعة الثانية (2) على الواتس آب:
.(دروس في التفسير) د/ نصر فحجان - غزة 📚

*https://chat.whatsapp.com/ByuyVp1ep1uFkYzV0Gb19l*

• انضمُّوا لـرابِط المجموعة الثانية (3) على الواتس آب:
.(دروس في التفسير) د/ نصر فحجان - غزة 📚

*https://chat.whatsapp.com/CH80S4XPVPMAOmfzSyJqDf*

• انضمُّوا لرابِط القناة على تيليجرام لـ. د. نصر فحجان .|📜📌

*https://www.tgoop.com/nasrfahjan*

• انضمُّوا لرابِط الصّفحة الرئيسية على فيسبوك لـ. د. نصر فحجان .| 🔻🔏

*https://www.facebook.com/share/1BFjhTecxN/*

• انضمُّوا لرابِط الصّفحة الآُخرى على فيسبوك لـ. د. نصر فحجان .| 🔻🔏

*https://www.facebook.com/share/1BtwzyaiQR/*

• انضمُّوا لرابِط القناة على يوتيوب لـ. د. نصر فحجان .|🔻📹

*https://youtube.com/channel/UCeHlI0rUua2KuZ_r9Q_bQkw?si=jO-fPVg1rYL0P_ck*
في ذكرى الهجرة النبوية:

***
لدينا في الصّحيح ما يُغنينا عن الضّعيف والموضوع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ذكرى الهجرة النبوية المشرّفة، وبعد الاطّلاع على بعض الدراسات المتخصصة، أُلفِت النظر إلى ضرورة تحرّي الروايات الصحيحة عند الحديث عن هذه الهجرة العظيمة التي كانت تحوّلاً حقيقيًا نحو القوة وصناعة الدولة، ونقول:

أولًا:👇
قصة خروج النّبي صلى الله عليه وسلّم من بين المشركين، وهو ينثُر عليهم التراب ويتلو آياتٍ من سورة (يس) باطلةٌ لم يرد فيها إسناد صحيح، ثم هي منكرةٌ لمخالفتها لما في الصحيح، حيث خرج الرسول عليه السلام من بيت أبي بكر سرًّا في وقت الظهيرة.

ثانيًا:👇
قصة ثعبان الغار الذي لدغ أبا بكرٍ رضي الله عنه بعد أنْ سدّ جحره بقدمه: لم يرد فيها إسنادٌ صحيح، بل هي ما بين ضعيف، وموضوع، ولا تصلح للاستدلال بها.

ثالثًا:👇
لا يصحُّ حديثٌ في العنكبوت الذي قيل إنه نسج خيوطه على باب الغار، ولم يصحّ شيءٌ في قصة الحمامتين اللتين قيل إنّهما كانتا ترقدان على باب الغار، بل هي أحاديث ضعيفة أو ضعيفة جدًا.

رابعًا:👇
الخبر الذي يفيد اجتماع إبليس - في صورة شيخٍ نجدي- مع أهل مكة، للتشاور والكيد للنّبي صلى الله عليه وسلم: هو بجميع طرقه لا يرتقي إلى درجة الضعيف، ولا يصلح للاستدلال به، فأسانيده ما بين ضعيف جدًا وموضوع.

خامسًا:👇
ما اشتُهر بين الناس، أنّ أَسَمَاء بِنْت أَبِي بَكْرٍ كانت تذهب بالطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى أبيها عندما كانا في الغار، ورد من روايات ضعيفة جدًا، ومنكرة، وتعارض الروايات الصحيحة، والتي تفيد أنّ أسماء وعائشة رضي الله عنهما قد أعدّتا الزاد للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر رضي الله عنه، قبل خروجهما من بيت أبي بكر، وأنّ أسماء عندها شقّت نطاقها وربطت به الزاد وسُمّيت بذات النطاقين، وأنّ عامر بن فهيرة هو الذي كان مكلّفًا بتوصيل الزاد للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار.

سادسًا:👇
قصة سُراقة ومطاردته للنبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وما حدث لفرسه ثابتٌ في الصحيح، وما روي من قول النبي صلى الله عليه وسلم له: ارجع ولك سواري كسرى: لا أصل له، أمّا ما روي من أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألبسه سواري كسرى، فكلّه ورد من طرقٍ واهية.

سابعًا:👇
الحديث الذي يفيد استقبال النبي صلّى الله عليه وسلّم عند قدومه المدينة بالنشيد المعروف: طلع البدر علينا، إسناده ضعيف، والذي جزم به كثيرٌ من العلماء: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم استُقبل بهذا النشيد عند قدومه إلى المدينة راجعًا من غزوة تبوك.

ثامنًا:👇
الأحاديث التي أفادت مبيت عليٍّ في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وردت من طرق موصولة، كلها ما بين ضعيف جدًا، ومنكر، وضعيف، ومن طرق مرسلة أصح من الموصولة، ولم يرد من أيّ طريق صحيح أنَّ: عليًّا رضي الله عنه أوذي في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وإنّما وَرَدَ ذلك من طرق ضعيفة، أو منقطعة، وكذلك فيما يتعلق بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لعليٍّ بِرَدّ الأمانات إلى أهل مكة لم يَرِدْ من أيّ طريق صحيح.

المراجع:
* سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - الألباني
* ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية - محمد بن عبد الله العوشن.
* الروايات الواهية في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على الأمة - سميحة الأسود.
والله تعالى أعلى وأعلم
د. نصر فحجان - غزة
يحتاج الأمر مزيدًا من التّعب، تَحَامَل قليلًا، لا تسقُطَنّ في منتصف الطريق ونهايته، الذي رزقك قوّة الأمس يؤتيك قدرة اليوم، ويُلهمك الصّبر لتُبصِر، لا يُضيع الله جُهد الصّادقين وإن خافوا، ولا يترك قلوب العاملين وإن لانوا، الذي آتاكَ الفكرة يراك، فهلّا أحسنت المسير؟
Forwarded from Anas - أنس
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
والجرح في أضلعي …
• انضمُّوا لـمجموعتي على الواتس:
.(دروس في التفسير 1) د/ نصر فحجان-غزة📚

*https://chat.whatsapp.com/GRjuv6PWUTUEWaprPxboag*

• انضمُّوا لـمجموعتي الثانية (2) على الواتس آب:
.(دروس في التفسير 2) د/ نصر فحجان-غزة📚

*https://chat.whatsapp.com/ByuyVp1ep1uFkYzV0Gb19l*
انضموا لمجموعتي الثالثة على الواتس (دروس في التفسير3)
https://chat.whatsapp.com/CH80S4XPVPMAOmfzSyJqDf

• انضمُّوا لقناتي على تيليجرام / (دروس في التفسير) د. نصر فحجان .|📜📌

*https://www.tgoop.com/nasrfahjan*
2025/07/04 12:35:30
Back to Top
HTML Embed Code: