*رحيل العالم الجليل وبقاء إرثه العظيم*
انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الشيخ أحمد بن سير علي مباركي، عضو هيئة كبار العلماء سابقًا وعضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء سابقًا، بعد حياة حافلة بخدمة الدين والعلم.
ستُقام الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم السبت، الموافق 1446/7/18هـ، في جامع الراجحي بحي الجزيرة.
نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
*الشيخ أحمد بن سير علي مباركي*
كان الشيخ أحمد، رحمه الله، عالمًا بارزًا وأحد رموز العلم والدعوة في المملكة العربية السعودية. عُرف بحرصه على نشر العلم الشرعي وخدمة الناس بعلمه وتواضعه. تقلد العديد من المناصب العلمية والإدارية خلال مسيرته، وترك إرثًا علميًا وأخلاقيًا غنيًا.
*السيرة العلمية والشخصية*
وُلد الشيخ في قرية المنصورية بمنطقة جازان عام 1368 هـ (1949م)، وتلقى تعليمه في بيئة تجمع بين التقاليد الإسلامية والعلم الشرعي. حصل على:
• بكالوريوس من كلية الشريعة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1388 هـ.
• ماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1392 هـ.
• ماجستير من جامعة الأزهر عام 1394 هـ.
• دكتوراه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1397 هـ.
*شغل العديد من المناصب البارزة*، منها عضوية هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، وأستاذ الدراسات العليا في المعهد العالي للقضاء، وعضوية مجلس الشورى لفترتين.
*إنتاجه العلمي*
الشيخ أحمد بن سير مباركي ترك إرثًا علميًا مميزًا يتمثل في مؤلفات قيمة وأبحاث علمية أثرت المكتبة الإسلامية. من أبرز إنتاجه:
• “العرف وأثره في الشريعة والقانون”: دراسة موسعة عن تأثير العرف في الأحكام الشرعية والقانونية.
• “مآلات الأفعال عند الأصوليين وأثرها الفقهي”: بحث أصيل في مجال أصول الفقه وتأثير الأفعال على النتائج الفقهية.
• أبحاث ودراسات تناولت قضايا فقهية معاصرة، مثل الفتوى والاجتهاد وأثرهما في المجتمع الإسلامي.
إلى جانب إنتاجه العلمي، كان الشيخ يتمتع برؤية حكيمة في إدارة أموره المالية والشخصية، حيث عُرف بواقعيته وحرصه على التخطيط المسبق لكل أموره، مع التزامه الصارم بأحكام الشريعة الإسلامية في تصرفاته المالية.
*صفاته ومميزاته*
1. التواضع:
رغم مكانته العلمية الرفيعة، كان الشيخ مثالاً للعالم المتواضع الذي يستمع للجميع ويشاركهم بكل رحابة صدر.
2. حب الخير:
لم يتردد يومًا في تقديم العون والمشورة، سواء بالنصح أو بالمساعدة العملية، وكان حريصًا على إصلاح ذات البين بين الناس.
3. غيرته على الدين والوطن:
كان مدافعًا عن قيم الدين والشريعة، ومحافظًا على أمن واستقرار وطنه.
4. أنيس المجلس:
كان مجلسه مليئًا بالحكمة والنوادر العلمية التي تضفي جوًا من الأنس والفائدة.
*دوره الإعلامي وبرامجه الإذاعية*
كان للشيخ حضور بارز في إذاعة القرآن الكريم، حيث قدم العديد من برامج الفتوى والإرشاد الشرعي. أسهمت هذه البرامج في نشر العلم الشرعي وتوضيح الأحكام الشرعية للمستمعين بأسلوب بسيط ودقيق.
*ذكريات خاصة معه*
لقد كان شرفًا كبيرًا أن أرافق الشيخ أحمد بن سير مباركي، رحمه الله، في إحدى رحلاته، حيث أتيحت لي الفرصة للتعرف عن قرب على علمه الغزير وتواضعه الجم. كان مجلسه مليئًا بالأنس والنفع، حيث كانت الحكمة والبساطة تتجلى في حديثه وأسلوبه.
في أواخر حياته، كان الشيخ يتصل بي كثيرًا للتشاور والحديث عن أموره الصحية والمالية وإنتاجه العلمي.
كان دائم الحرص على الاستفادة من آراء الآخرين، مما يعكس صدقه وتواضعه، وحرصه على اتخاذ القرارات الحكيمة. تلك اللحظات التي جمعتني به تركت أثرًا عميقًا في نفسي، وستظل ذكراها محفورة في الذاكرة.
*إرثه وأثره*
ترك الشيخ أثرًا عظيمًا في قلوب من عرفوه أو تتلمذوا على يديه. إرثه العلمي وأخلاقه الرفيعة ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة. لقد عاش حياته في خدمة العلم والدين، وها هو يرحل بجسده، لكن علمه وأثره يبقيان شاهدين على عطائه.
*خاتمة*
نسأل الله أن يجعل ما قدمه من علم وعمل صدقة جارية ترفع درجته في جنات النعيم، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. فقد كان مثالًا للعالم المخلص، والمربي القدوة، والشخصية التي ستظل ذكراها خالدة في قلوب محبيه.
*تلميذه*
د.عبدالله القفاري
DrAlqefari@
انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الشيخ أحمد بن سير علي مباركي، عضو هيئة كبار العلماء سابقًا وعضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء سابقًا، بعد حياة حافلة بخدمة الدين والعلم.
ستُقام الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم السبت، الموافق 1446/7/18هـ، في جامع الراجحي بحي الجزيرة.
نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
*الشيخ أحمد بن سير علي مباركي*
كان الشيخ أحمد، رحمه الله، عالمًا بارزًا وأحد رموز العلم والدعوة في المملكة العربية السعودية. عُرف بحرصه على نشر العلم الشرعي وخدمة الناس بعلمه وتواضعه. تقلد العديد من المناصب العلمية والإدارية خلال مسيرته، وترك إرثًا علميًا وأخلاقيًا غنيًا.
*السيرة العلمية والشخصية*
وُلد الشيخ في قرية المنصورية بمنطقة جازان عام 1368 هـ (1949م)، وتلقى تعليمه في بيئة تجمع بين التقاليد الإسلامية والعلم الشرعي. حصل على:
• بكالوريوس من كلية الشريعة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1388 هـ.
• ماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1392 هـ.
• ماجستير من جامعة الأزهر عام 1394 هـ.
• دكتوراه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1397 هـ.
*شغل العديد من المناصب البارزة*، منها عضوية هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، وأستاذ الدراسات العليا في المعهد العالي للقضاء، وعضوية مجلس الشورى لفترتين.
*إنتاجه العلمي*
الشيخ أحمد بن سير مباركي ترك إرثًا علميًا مميزًا يتمثل في مؤلفات قيمة وأبحاث علمية أثرت المكتبة الإسلامية. من أبرز إنتاجه:
• “العرف وأثره في الشريعة والقانون”: دراسة موسعة عن تأثير العرف في الأحكام الشرعية والقانونية.
• “مآلات الأفعال عند الأصوليين وأثرها الفقهي”: بحث أصيل في مجال أصول الفقه وتأثير الأفعال على النتائج الفقهية.
• أبحاث ودراسات تناولت قضايا فقهية معاصرة، مثل الفتوى والاجتهاد وأثرهما في المجتمع الإسلامي.
إلى جانب إنتاجه العلمي، كان الشيخ يتمتع برؤية حكيمة في إدارة أموره المالية والشخصية، حيث عُرف بواقعيته وحرصه على التخطيط المسبق لكل أموره، مع التزامه الصارم بأحكام الشريعة الإسلامية في تصرفاته المالية.
*صفاته ومميزاته*
1. التواضع:
رغم مكانته العلمية الرفيعة، كان الشيخ مثالاً للعالم المتواضع الذي يستمع للجميع ويشاركهم بكل رحابة صدر.
2. حب الخير:
لم يتردد يومًا في تقديم العون والمشورة، سواء بالنصح أو بالمساعدة العملية، وكان حريصًا على إصلاح ذات البين بين الناس.
3. غيرته على الدين والوطن:
كان مدافعًا عن قيم الدين والشريعة، ومحافظًا على أمن واستقرار وطنه.
4. أنيس المجلس:
كان مجلسه مليئًا بالحكمة والنوادر العلمية التي تضفي جوًا من الأنس والفائدة.
*دوره الإعلامي وبرامجه الإذاعية*
كان للشيخ حضور بارز في إذاعة القرآن الكريم، حيث قدم العديد من برامج الفتوى والإرشاد الشرعي. أسهمت هذه البرامج في نشر العلم الشرعي وتوضيح الأحكام الشرعية للمستمعين بأسلوب بسيط ودقيق.
*ذكريات خاصة معه*
لقد كان شرفًا كبيرًا أن أرافق الشيخ أحمد بن سير مباركي، رحمه الله، في إحدى رحلاته، حيث أتيحت لي الفرصة للتعرف عن قرب على علمه الغزير وتواضعه الجم. كان مجلسه مليئًا بالأنس والنفع، حيث كانت الحكمة والبساطة تتجلى في حديثه وأسلوبه.
في أواخر حياته، كان الشيخ يتصل بي كثيرًا للتشاور والحديث عن أموره الصحية والمالية وإنتاجه العلمي.
كان دائم الحرص على الاستفادة من آراء الآخرين، مما يعكس صدقه وتواضعه، وحرصه على اتخاذ القرارات الحكيمة. تلك اللحظات التي جمعتني به تركت أثرًا عميقًا في نفسي، وستظل ذكراها محفورة في الذاكرة.
*إرثه وأثره*
ترك الشيخ أثرًا عظيمًا في قلوب من عرفوه أو تتلمذوا على يديه. إرثه العلمي وأخلاقه الرفيعة ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة. لقد عاش حياته في خدمة العلم والدين، وها هو يرحل بجسده، لكن علمه وأثره يبقيان شاهدين على عطائه.
*خاتمة*
نسأل الله أن يجعل ما قدمه من علم وعمل صدقة جارية ترفع درجته في جنات النعيم، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. فقد كان مثالًا للعالم المخلص، والمربي القدوة، والشخصية التي ستظل ذكراها خالدة في قلوب محبيه.
*تلميذه*
د.عبدالله القفاري
DrAlqefari@
Forwarded from مطارحات فقهية 📚
◉ العبث بالمخطوطات
بدأتُ أفقد الثقة في كثير من الأعمال الأكاديمية الحديثة حيال تحقيق المخطوطات.
ومن مارس شيئا من نقدها وفحصها سيصل لهذه النتيجة بل يصل إلى حكم أشد.
وفي تقديري السبب الرئيس مكون من ملحظين:
الأول: الضعف الشديد في مهارات التحقيق، مع القصور العلمي الكبير.
الثاني: تساهل كثير من المشرفين والمناقشين حيال العبث الذي يقوم به الطالب تحت شعار (مَشّي) و (الذي قبله أسوأ منه) ، وتحت وطأة الحرج من زملاء لجنة المناقشة.
ياسادة:
التحقيق هو للعلماء الكبار وفحول المحققين، وليس لتدريب الطالب على البحث العلمي، لأن المخطوط يتعلّق به حق الغير وهو صاحب المخطوط ومؤلفه، والتقصير في تجويد العمل جناية على حقه وتعدٍ عليه، وخيانة للعِلم.
وإذا أردنا تدريب الطالب على البحث فإنما يكون في الموضوعات؛ لأن الموضوع يُنسب للطالب نفسه وتقصيره عليه وإحسانه له.
فضلا عن الطامة الكُبرى وهي انتشار مكاتب (نسخ المخطوطات) ويكون دور الباحث حينئذ العزو والتراجم والتخريج؛ وهذا بعينه هو اللعب والتدليس والكذب.
لهذا كله أقول:
لابد من إيقاف هذا العبث بالمخطوطات تحت مسمى البحث العلمي.
#منهجيات_بحثية
أ.د. عبدالعزيز عرب
https://www.tgoop.com/feqh_DrARAB
بدأتُ أفقد الثقة في كثير من الأعمال الأكاديمية الحديثة حيال تحقيق المخطوطات.
ومن مارس شيئا من نقدها وفحصها سيصل لهذه النتيجة بل يصل إلى حكم أشد.
وفي تقديري السبب الرئيس مكون من ملحظين:
الأول: الضعف الشديد في مهارات التحقيق، مع القصور العلمي الكبير.
الثاني: تساهل كثير من المشرفين والمناقشين حيال العبث الذي يقوم به الطالب تحت شعار (مَشّي) و (الذي قبله أسوأ منه) ، وتحت وطأة الحرج من زملاء لجنة المناقشة.
ياسادة:
التحقيق هو للعلماء الكبار وفحول المحققين، وليس لتدريب الطالب على البحث العلمي، لأن المخطوط يتعلّق به حق الغير وهو صاحب المخطوط ومؤلفه، والتقصير في تجويد العمل جناية على حقه وتعدٍ عليه، وخيانة للعِلم.
وإذا أردنا تدريب الطالب على البحث فإنما يكون في الموضوعات؛ لأن الموضوع يُنسب للطالب نفسه وتقصيره عليه وإحسانه له.
فضلا عن الطامة الكُبرى وهي انتشار مكاتب (نسخ المخطوطات) ويكون دور الباحث حينئذ العزو والتراجم والتخريج؛ وهذا بعينه هو اللعب والتدليس والكذب.
لهذا كله أقول:
لابد من إيقاف هذا العبث بالمخطوطات تحت مسمى البحث العلمي.
#منهجيات_بحثية
أ.د. عبدالعزيز عرب
https://www.tgoop.com/feqh_DrARAB
Forwarded from مطارحات فقهية 📚
|| مع شيخي العالم الأصولي معالي د. أحمد سير المباركي
دخل علينا شيخنا د. عثمان المرشد (رحمه الله) القاعة ونحن طلبة في مرحلة البكالوريوس بجامعة أم القرى وأخرج من حقيبته جملة من كتب أصول الفقه لمراجعة مسألة أصولية، وكان من ضمن هذه الكتب كتاب (العدة في أصول الفقه لأبي يعلى) وقام د. عثمان يبرز مكانة وأهمية الكتاب ثم أثنى على محققه (د. أحمد بن علي سير المباركي) وذكر أنه زميل له، تلك هي لحظة سماع اسمه رحمه الله للمرة الأولى.
مضت الأيام وذهبت لزيارة شيخي الفقيه د. أحمد السهلي(أمد الله في عمره على الطاعة والصحة)، فصليت صلاة العشاء بجانب منزل الشيخ في جامع الأمير أحمد بالطائف، وكان عن يساري في الصف شيخ وقور أبيض اللون أشقر شعر اللحية ثم بعده في الصف الشيخ د.أحمد السهلي، وبعد الصلاة سلمت على د.أحمد السهلي ثم قام يُعرّفني بمن هو بيننا فإذا هو د. أحمد سير المباركي -وكان قرينه وزميله في الدراسة والطلب- وكانت هي أول رؤية له، وتذكرت حينها ثناء الشيخ د. عثمان المرشد عليه.
من ذلك الوقت بدأت الصلة بيننا وأخذت رقمه وأخذ رقمي، ومضت سنة فإذا باتصال من الشيخ أحمد المباركي يطلب مني أن أبحث له على سكن مناسب له في الطائف خلال فترة الصيف حينما كان يأتي مع سماحة المفتي ومشايخ الإفتاء في الصيف، إذ كان حينها عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء، ثم أصبحتُ بعدها في كل عام أجد له السكن الملائم له ولعائلته رحمه الله.
استثمرتُ هذه الصلة بشيخنا ووجدت متسعا من وقته لأقرأ عليه بعض كتب الأصول، فقرأت عليه تخريج الفروع على الأصول للأسنوي/ تخريج الفروع على الأصول للزنجاني/ شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي/ ومواضع من كتاب العدة في أصول الفقه لأبي يعلى الحنبلي (وهو من تحقيق شيخنا).
أصيب شيخنا رحمه الله بمرض في حلقه وأصبح يجد صعوبة في الكلام، وطال معه المرض، وتذكرت أن أحد زملائنا أصيب بمرض في صوته وتعالج منه، فذكرت ذلك للشيخ رحمه الله وقال لي اسأل عن المستشفى وخذ لي موعدا، فأخذت له موعدا في مركز المساعدية التابع لمستشفى الملك فهد بجده، وذهبتُ به بسيارتي، وحينما دخلنا على الطبيب وفحص الشيخ قال له عندك إلتهاب شديد في الحبال الصوتية؛ ومن العلاج الامتناع عن الكلام تماما لفترة من الزمن والابتعاد عن البخور والقهوة والشاهي، فقال الشيخ رحمه الله وهو يتبسّم: وظيفتنا هي الكلام.
ومن المواقف أنْ قُدم له طلب إقامة محاضرة في ميسان بالحارث، فقال لي الشيخ إذا لم تذهب معي فلن أذهب، فذهبت به بسيارتي وكان جُلّ الطريق حديث معه لا يُمل -وكان رحمه الله يتمتع بأخلاق عالية وسماحة نفس- كانت المحاضرة في مخيم دعوي بين المغرب والعشاء، وحينما أذن العشاء ذهبنا للصلاة في المسجد المجاور وبعد الصلاة قام أحد الدعاة الوعاظ يُلقي كلمة عن أهمية صلاة الجماعة وأن فلان منذ أربعين سنة لم تفته صلاة الجماعة، وفلانا فاتته صلاة الجماعة فنذر لله صيام كذا وكذا.. الخ.
التقينا مع هذا الداعية على طعام العشاء الذي أقيم على شرف الشيخ رحمه الله، وتناقشتُ مع ذلك الداعية حول أسلوبه الذي لا يُناسب مقام العوام في مسجد طريق في قرية، فتداخل شيخنا بتأصيل هذه المسألة وأن أفعال السلف يُستدل لها ولا يُستدل بها، فكأن كلام الشيخ أحمد لم يرق لهذا الداعية، فقام يسأل معالي الشيخ د. أحمد المباركي عن عمله؟ فأجاب معالي الشيخ: بأنه موظف في الإفتاء بكل تواضع، فظن هذا الداعية أن الشيخ موظف إداري في الإفتاء -أو أنه يعلم لكنه يتظاهر بالجهل- فغفر الله للداعية ورحم الله شيخنا.
وكنتُ أقيم مناسبة في كل عام خلال موسم الصيف أدعو فيها الكثير من مشايخنا الأفاضل وكان الشيخ رحمه الله من أبرز الحضور؛ ومن الحضور ( د. محمد العروسي، د. عابد السفياني، د. أحمد بن حميد، د. حاتم العوني، د. أحمد السهلي، الشيخ عبدالرحمن التويجري، وآخرون)
وأذكر أنّ ذات مرة كان عندي ورقة علمية في مؤتمر، ونُقل للشيخ رحمه الله ملخص ورقتي، فطلب مني زيارته، وعند زيارته تناقشنا حول الورقة العلمية وقال من سبقك بهذا القول؟ فقلتُ له: الإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله، ثم طلب مني إرسال نسخة من البحث، وكانت نوع وشاية بيني وبين شيخنا رحمه الله.
وأختم بهذا الموقف.. رزقتُ بمولودة وهي ابنتي البكر ، وصليتُ مع الشيخ رحمه الله صلاة العشاء وبعد الصلاة ونحن في الطريق إلى منزله بشرتُه بأني رزقت بمولودة، فبارك ثم قال ماذا سميتها؟ قلت: (رزان) فأنشد مباشرة:
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزِنُّ بِريبَةٍ
وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ
فكانت أول مرة أسمع بهذا البيت من شيخنا، وهو قول حسان رضي الله عنه في وصف وذِكْر محاسن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وإن لم تخنّي الذاكرة أن الشيخ بعدها رزق بابنة وسماها رزان.
اللهم اغفر له وارحمه وارفع درجته وأسكنه فسيح جنتك
الطائف
17 رجب 1446 هـ
أ.د. عبدالعزيز عرب
https://www.tgoop.com/feqh_DrARAB
دخل علينا شيخنا د. عثمان المرشد (رحمه الله) القاعة ونحن طلبة في مرحلة البكالوريوس بجامعة أم القرى وأخرج من حقيبته جملة من كتب أصول الفقه لمراجعة مسألة أصولية، وكان من ضمن هذه الكتب كتاب (العدة في أصول الفقه لأبي يعلى) وقام د. عثمان يبرز مكانة وأهمية الكتاب ثم أثنى على محققه (د. أحمد بن علي سير المباركي) وذكر أنه زميل له، تلك هي لحظة سماع اسمه رحمه الله للمرة الأولى.
مضت الأيام وذهبت لزيارة شيخي الفقيه د. أحمد السهلي(أمد الله في عمره على الطاعة والصحة)، فصليت صلاة العشاء بجانب منزل الشيخ في جامع الأمير أحمد بالطائف، وكان عن يساري في الصف شيخ وقور أبيض اللون أشقر شعر اللحية ثم بعده في الصف الشيخ د.أحمد السهلي، وبعد الصلاة سلمت على د.أحمد السهلي ثم قام يُعرّفني بمن هو بيننا فإذا هو د. أحمد سير المباركي -وكان قرينه وزميله في الدراسة والطلب- وكانت هي أول رؤية له، وتذكرت حينها ثناء الشيخ د. عثمان المرشد عليه.
من ذلك الوقت بدأت الصلة بيننا وأخذت رقمه وأخذ رقمي، ومضت سنة فإذا باتصال من الشيخ أحمد المباركي يطلب مني أن أبحث له على سكن مناسب له في الطائف خلال فترة الصيف حينما كان يأتي مع سماحة المفتي ومشايخ الإفتاء في الصيف، إذ كان حينها عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء، ثم أصبحتُ بعدها في كل عام أجد له السكن الملائم له ولعائلته رحمه الله.
استثمرتُ هذه الصلة بشيخنا ووجدت متسعا من وقته لأقرأ عليه بعض كتب الأصول، فقرأت عليه تخريج الفروع على الأصول للأسنوي/ تخريج الفروع على الأصول للزنجاني/ شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي/ ومواضع من كتاب العدة في أصول الفقه لأبي يعلى الحنبلي (وهو من تحقيق شيخنا).
أصيب شيخنا رحمه الله بمرض في حلقه وأصبح يجد صعوبة في الكلام، وطال معه المرض، وتذكرت أن أحد زملائنا أصيب بمرض في صوته وتعالج منه، فذكرت ذلك للشيخ رحمه الله وقال لي اسأل عن المستشفى وخذ لي موعدا، فأخذت له موعدا في مركز المساعدية التابع لمستشفى الملك فهد بجده، وذهبتُ به بسيارتي، وحينما دخلنا على الطبيب وفحص الشيخ قال له عندك إلتهاب شديد في الحبال الصوتية؛ ومن العلاج الامتناع عن الكلام تماما لفترة من الزمن والابتعاد عن البخور والقهوة والشاهي، فقال الشيخ رحمه الله وهو يتبسّم: وظيفتنا هي الكلام.
ومن المواقف أنْ قُدم له طلب إقامة محاضرة في ميسان بالحارث، فقال لي الشيخ إذا لم تذهب معي فلن أذهب، فذهبت به بسيارتي وكان جُلّ الطريق حديث معه لا يُمل -وكان رحمه الله يتمتع بأخلاق عالية وسماحة نفس- كانت المحاضرة في مخيم دعوي بين المغرب والعشاء، وحينما أذن العشاء ذهبنا للصلاة في المسجد المجاور وبعد الصلاة قام أحد الدعاة الوعاظ يُلقي كلمة عن أهمية صلاة الجماعة وأن فلان منذ أربعين سنة لم تفته صلاة الجماعة، وفلانا فاتته صلاة الجماعة فنذر لله صيام كذا وكذا.. الخ.
التقينا مع هذا الداعية على طعام العشاء الذي أقيم على شرف الشيخ رحمه الله، وتناقشتُ مع ذلك الداعية حول أسلوبه الذي لا يُناسب مقام العوام في مسجد طريق في قرية، فتداخل شيخنا بتأصيل هذه المسألة وأن أفعال السلف يُستدل لها ولا يُستدل بها، فكأن كلام الشيخ أحمد لم يرق لهذا الداعية، فقام يسأل معالي الشيخ د. أحمد المباركي عن عمله؟ فأجاب معالي الشيخ: بأنه موظف في الإفتاء بكل تواضع، فظن هذا الداعية أن الشيخ موظف إداري في الإفتاء -أو أنه يعلم لكنه يتظاهر بالجهل- فغفر الله للداعية ورحم الله شيخنا.
وكنتُ أقيم مناسبة في كل عام خلال موسم الصيف أدعو فيها الكثير من مشايخنا الأفاضل وكان الشيخ رحمه الله من أبرز الحضور؛ ومن الحضور ( د. محمد العروسي، د. عابد السفياني، د. أحمد بن حميد، د. حاتم العوني، د. أحمد السهلي، الشيخ عبدالرحمن التويجري، وآخرون)
وأذكر أنّ ذات مرة كان عندي ورقة علمية في مؤتمر، ونُقل للشيخ رحمه الله ملخص ورقتي، فطلب مني زيارته، وعند زيارته تناقشنا حول الورقة العلمية وقال من سبقك بهذا القول؟ فقلتُ له: الإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله، ثم طلب مني إرسال نسخة من البحث، وكانت نوع وشاية بيني وبين شيخنا رحمه الله.
وأختم بهذا الموقف.. رزقتُ بمولودة وهي ابنتي البكر ، وصليتُ مع الشيخ رحمه الله صلاة العشاء وبعد الصلاة ونحن في الطريق إلى منزله بشرتُه بأني رزقت بمولودة، فبارك ثم قال ماذا سميتها؟ قلت: (رزان) فأنشد مباشرة:
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزِنُّ بِريبَةٍ
وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ
فكانت أول مرة أسمع بهذا البيت من شيخنا، وهو قول حسان رضي الله عنه في وصف وذِكْر محاسن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وإن لم تخنّي الذاكرة أن الشيخ بعدها رزق بابنة وسماها رزان.
اللهم اغفر له وارحمه وارفع درجته وأسكنه فسيح جنتك
الطائف
17 رجب 1446 هـ
أ.د. عبدالعزيز عرب
https://www.tgoop.com/feqh_DrARAB
Forwarded from قناة د. عيسى السعدي
ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاثمائة نبي ثم يقيمون سوق بقلهم من آخر النهار .
يقول الألباني : إن صح عنه؛ فهو من الإسرائيليات الباطلة التي يكذبها العقل والنقل ؛ أما العقل؛ فإنه من غير المعقول أن يتوفر هذا العدد الكبير من الأنبياء في وقت واحد وبلد واحد، ويتمكن اليهود من ذبحهم ذبح النعاج قبل انتهاء النهار، وفي آخره يقيمون سوقهم! هذا من أبطل الباطل.
وأما النقل؛ فهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي ... " الحديث؛ متفق عليه، فهذا صريح في أن أنبياء بني إسرائيل كان يخلف بعضهم بعضا، ويأتي أحدهم بعد الآخر؛ كقوله تعالى:(ثم أرسلنا رسلنا تترى) ؛ أي: متواترين واحدا بعد واحد.نعم؛ ذلك لا ينفي أن يرسل الله أكثر من رسول - بله نبي - واحد في وقت واحد لحكمة يعلمها؛ مثل هارون مع موسى، وقوله في أصحاب القرية: (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون) . وأما بعث مثل ذاك العدد الضخم من الأنبياء في زمن واحد؛ فليس من سنة الله تبارك وتعالى.
يقول الألباني : إن صح عنه؛ فهو من الإسرائيليات الباطلة التي يكذبها العقل والنقل ؛ أما العقل؛ فإنه من غير المعقول أن يتوفر هذا العدد الكبير من الأنبياء في وقت واحد وبلد واحد، ويتمكن اليهود من ذبحهم ذبح النعاج قبل انتهاء النهار، وفي آخره يقيمون سوقهم! هذا من أبطل الباطل.
وأما النقل؛ فهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي ... " الحديث؛ متفق عليه، فهذا صريح في أن أنبياء بني إسرائيل كان يخلف بعضهم بعضا، ويأتي أحدهم بعد الآخر؛ كقوله تعالى:(ثم أرسلنا رسلنا تترى) ؛ أي: متواترين واحدا بعد واحد.نعم؛ ذلك لا ينفي أن يرسل الله أكثر من رسول - بله نبي - واحد في وقت واحد لحكمة يعلمها؛ مثل هارون مع موسى، وقوله في أصحاب القرية: (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون) . وأما بعث مثل ذاك العدد الضخم من الأنبياء في زمن واحد؛ فليس من سنة الله تبارك وتعالى.
التقاسيم والفروق الفقهية
علم مستقل
تابع للفقه
وقد ألقيت دورة قبل ٢٥ سنة تقريبا
في التقاسيم والفروق العقدية
وتستطيع أن تجعلها في كل علم .
✍️ عبدالسلام العييري
https://www.tgoop.com/Abdulsalam66
علم مستقل
تابع للفقه
وقد ألقيت دورة قبل ٢٥ سنة تقريبا
في التقاسيم والفروق العقدية
وتستطيع أن تجعلها في كل علم .
✍️ عبدالسلام العييري
https://www.tgoop.com/Abdulsalam66
Telegram
قناة قلائد الفوائد
قناة علمية -فقهية - لطائف وطرائف -تعريف بالأعلام
دعاية وإعلان
دعاية وإعلان