Telegram Web
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
من مشكلات العصر: تطبيع التميّز.
الطبيعي أن تكون عاديا، لا متميّزا..

لا أعرف ظاهرة أشد فتكا بنفوس الشباب من ظاهرة تطبيع التميز حيث صار الكلّ مطالبا بالتفوق الأكاديمي والوظيفي والثقافي والمالي والجمالي إلخ…
فتحت مواقع التواصل باب شرّ عظيم، وخلقت حالة عظيمة من عدم الرضا بما قسم الله لكثرة ما نرى من حالات استثنائية دعوتها للجميع أن تستنسخ تجربتها دون اعتبارٍ لاختلافات كثيرة تؤثّر في سير أحدنا في حياته، ولا اعتبار لكوننا في دار ابتلاء، ولا اعتبار لكون القدر لا يجري بما نشتهي.

كما أنّ الحثّ على التميّز كان مطلوبا في حقب زمنيّة لتحفيز النهضة، صار التذكير بعدم ضرورة التميّز مطلبا مهمّا في زمن السخط على الأقدار والتطلُّعات غير الواقعية.

هوّن على نفسك، واحذر من مزلق عدم الرضا فإنه جحيمٌ في صدرك، واسعَ في الأرض متوكلا على ربّك ولا تجعل الدنيا همّك.

والله أعلم
[عن قولهم: الخلاف في محمد بن عبدالوهاب أمره سهل]

كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب صرخة حقٍّ في وجه الانحرافات العقدية والبدع المظلمة التي استشرت في الأمة. وقد أثنى عليها علماء من أهل الإنصاف، جمعوا بين الرسوخ في العلم والصدق:

ففي العراق، وقف علامة العراق محمود شكري الألوسي موقف المدافع عن هذه الدعوة، مبيِّنًا أنها لم تأتِ بجديد، وإنما نادت بما نادى به القرآن الكريم والسنة المطهرة، من إفراد الله بالعبادة.
وفي مصر، أقرَّ محمد عبده، ورفاعة الطهطاوي والشيخ الفقي وغيرهم، بأن دعوة الشيخ كانت شعلة تنوير أعادت للأمة صوابها ووجهتها الصحيحة.
وفي الشام، تصدَّى جمال الدين القاسمي، وأئمة مدرسته، لدعايات الخصوم، وأظهروا للعامة والخاصَّة حقيقة هذه الدعوة، التي تنبذ الغلو في الصالحين، وتعيد الناس إلى التوحيد الخالص.
وفي المغرب، كان السلطان محمد بن عبد الله العلوي من أبرز المدافعين عن هذه الدعوة، رافعا شعلتها في المغرب العربي، وروي أنه قال عن نفسه "مالكي الفروع وهابي العقيدة".
وفي اليمن، سطّر الإمامان الشوكاني والصنعاني مواقفهما بمداد الإنصاف، فدافعا عن الشيخ وبيَّنا أنَّ كل ما أُثير حوله ليس إلا أكاذيب وافتراءات بلا دليل. وقد كتبا في الشيخ المجدد قصائد بديعة.

وعلى الرغم من هذا الاتفاق من أكابر الأمصار على صدق دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وسلامة منهجها، أبَت شرذمة من المشركين الضالين إلا أن يجاهدوا بالعناد ويُظهروا العداوة، لا عن شبهة علمية أو دليل شرعي، بل جحدًا للحق وحسدًا على النعمة التي أكرم الله بها هذه الدعوة.. حفنة ضالة من تجار الخرافة والقبوريين الذين أقاموا سلطتهم على أكتاف الجهلاء. بل سعوا بكل ما أوتوا من مكرٍ وخديعةٍ إلى تشويه صورة الدعوة المباركة، غير أن أراجيفهم كانت كبيت العنكبوت أو أوهن، وها هم اليوم بين مندثرٍ مهزومٍ أو مكابرٍ لا يملك إلا الصراخ في وجه تيّار الحق الجارف.

فكيف يُقال إن الخلاف حول دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب خلاف يسير.. مَن خالف ولمَ خالف؟! تالله إنَّ هذا الزعم تسطيحٌ للحقائق، وتغافلٌ عن الشواهد التي أثبتت أن دعوة الشيخ ليست إلا امتدادًا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهجه في تصحيح عقائد الناس وعباداتهم.

حاشية: ربما خالف بعض المذكورين الشيخ في جملة من المسائل، إلا أنهم اتفقوا على كون حربه مع خصومه حرب على التوحيد والسنة.. وهذا هو القدر المراد الذي يحصل به المطلوب.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
[هندسة السلطة القهرية في المجتمعات، ومنصّات التواصل الاجتماعي.]

قال تعالى:{استخفّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَٰسِقِينَ}.
وهذه من أعظم الآيات التي تشرح آلية السيطرة السياسية والاستبداد الجماهيري.
فالطغيان لا يقوم بمجرد السيف، بل بالاستخفاف، أي إضعاف الوعي، وتغذية الغرور القومي، وتحقير البدائل.

ولفظ "فاستَخَفّ" دقيق، لأن الخِفّة ضد الثقل، أي أنه نزَع عنهم ثِقل العقل والحُجّة، وأبقاهم أتباعًا هشّين.

في علوم الاجتماع السياسي، تُعرف هذه الظاهرة بما يُسمّى:
نظرية القطيع المستلَب Mass manipulation
حيث تُبنى السلطة على تسفيه العقل العام، ثم تعبئة العاطفة بالشعارات الجوفاء.

وتأمل كيف قدّم السبب الحقيقي لطاعتهم: لا قوة فرعون، بل فسقهم هم:
{إنهم كانوا قومًا فاسقين}

فكما أن صُنّاع الجهل والطغاة لا يُعذَرون، الأتباع أيضًا لا يُبرَّؤون، لأن الاستبداد لا يعيش إلا في هواء الفسق، ولا يتغذى إلا على تربة الجهل.

لكن الاستخفاف لم يعد اليوم قاصرًا على فرعون وسحرته، بل لبس لبوس التقنية، وتسلل من شاشات الهواتف، حتى باتت صناعة الجهل مهنة رسمية، لها منصات ومشاهير، وسوقٌ وجمهور.

ويُسمّي علماء الاجتماع المعاصرون هذا النمط من التضليل المعرفي بـ:
Agnotology،
أي: علم إنتاج الجهل وترويجه.

وهو فنّ من فنون إسقاط المجتمعات في الغفلة، لا عن طريق المنع، بل بالإغراق؛ لا بحجب المعرفة، بل بتخدير العقول بعُروض مفرطة من التفاهة والتشتيت.

ومن أخطر أدواته في عصرنا:
تيك توك، وإنستغرام، وخوارزميات التلقين العاطفي السريع، التي لا تُنمّي فكرًا، ولا تُنتج إدراكًا، بل تُعيد تشكيل الوعي ليغدو رَهين اللحظة، وأسير الصورة، ومهووس الضحك المقطّع.

وهكذا تصنع الأنظمة الجديدة نسخة عصرية من قوم فرعون، ولكن بلا عصا، ولا سحر، بل بمقاطع قصيرة، و"مؤثرين" شغلهم تخفيف العقول، وسُعار رقمي.

فالحرب لم تعد تُخاض على الأرض فقط، بل في العقول،
وإن الجيل الذي يُربّى على الضجيج والتشتيت، لا يصنع نهضة، ولا يحمي مبدأً.

وما تزال الآية شاهدة:
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ}
ولم يقل: فأقنعهم، أو فغلبهم، بل اكتفى بنزع الثقل من عقولهم، وهو عين ما تصنعه أدوات الجهل المصنَّع اليوم.
صورة أخذتها على عجالة
لكنها تحكي الكثير؛ مدينة بسيطة، لكن لم ينساها النظام النصيري من قصفه، وجبال وسهول خضراء؛ أرض مباركة، تضج بالأحزان ورائحة البارود ودماء لم تجف وزهر ينبت من بين الدمار.

منازل بلا أسقف تحكي مشهدًا سرياليّا عن أسقف لم تحمِ عائلةً كانت تنام تحتها، وكأنها لم تكن موجودةً أصلا!.

هذا ما خلّفه النصيرية الباطنية، مدن مدمرة وحواضر خالية.

اللهم سلم بلاد المسلمين من كل سوء.

على تخوم حماة.
~أبو الحسين الملطي الشافعي (ت ٣٧٧ هـ) يصف مذاهب الجهمية.

التنبيه والرد ص304.
في كتابه "القومية وبدائلها" لم يستطع كارل دويتش أن يكتم ازدراءه لمن تأخذهم العصبية القومية؛ وكتب: «إن الشعب -كما يقول مَثَل أوروبي أسيف- هو جماعة من الناس يجمعهم وَهْمٌ مشترك بشأن أصولهم، وكراهية مشتركة لجيرانهم!».
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"كان السلف إذا رأوا رجل يكثر من ذم المشبهة، عرفوا أنه جهمي معطل؛ لعلمهم بأن هذا الاسم قد أدخلت الجهمية فيه، كل من آمن بأسماء الله تعالى وصفاته، ومن نفى علو الله على عرشه، يسمي المثبت لذلك مشبها، ومن نفى الصفات الخبرية والعينية يجعل من أثبتها مشبها."

- بيان تلبيس الجهمية، الخامس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"فلو قال الرازي بدل المشبهة: «مثبتة الصفات الخبرية والعينية الذاتية» أو «مثبتة العلو» أو «جهة العلو» لكان في ذلك من العدل ما ليس في هذا الاسم."

- بيان تلبيس الجهمية، الخامس.

____
علامة أهل السنة في باب الاسماء والصفات إثباتها بمعانيها كما يقر في قلب العامي، كما نقل ذلك الإمام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد عن الإمام يزيد بن هارون: “«من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي”.

فنثبت الصفات العينية التي لها مقدار وتقبل الرؤية كالوجه واليد التي يقبض بها الله سبحانه السماوات والأرض قبضا حقيقيا حتى تغيب في كفه كما جاء في الأثر ونقله السلف مستفيضا في كتبهم، ويده سبحانه أكبر من ذلك كله.

ونثبت له صفات في نفسه كالرحمة والعلم والغضب والرضى.

ومن يغيظه هذا الإثبات ويراه من التشبيه فهذا نص القران وقول الرسول الكريم وفهم السلف الكرام، فليمت بغيظه وتجهمه كمدًا فنحن بحمد الله قوم لا يضرنا من خالفنا.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نفائس في الحكمة والتعليل [1]

اعلم أن من أعظم أبواب الاعتقاد التي ضلت فيها الأفهام، وزلت فيها الأقدام، من سائر الطوائف المنتسبة إلى الإسلام، فضلًا عن الجاحدين الخارجين عن الملة: باب الحكمة والتعليل؛ وهو بابٌ متى اشتدَّ عليه القَفْلُ انكسرَ مِفتاحُ الشبهات، ومتى استبانتْ فيه السبيلُ استقامتْ براهينُ النبوّة.

وهذا مقال أجمع فيه نفائس مما تناثر في كتب المحققين من علماء الإسلام، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم، مما يتصل بهذا الباب الشريف، ورتبتُ أطرافه، وهذّبت مسائله، وانتخبت من نفائسه، ما يكون لبًّا للعقول، وزادًا للقلوب، وسراجًا يهدي في ظلمات الشبهات. فإنه لا يقوم للعبودية مقام، ولا يثبت للدين نظام، إلا بإقرار هذا الأصل، وبناء العلم والعمل عليه، والله الموفق لا رب غيره، ولا هادي سواه.

تلقراف
بعد غياب 14 عام

الأموي من عدستي
2025/07/08 00:13:28
Back to Top
HTML Embed Code: