Telegram Web
النقل من كتاب الزاهي في أصول السنة لرجل مالكي يُدعى محمد بن القاسم بن شعبان المصري (ت: ٣٥٥هـ)

شدَّني الكلام المسطور، وهو تفريع على قوله تعالى: ﴿إنما المشركون نجس﴾[التوبة] وتجد الفقهاء يتكلمون عن حكم آنية النصراني وغيره.

الكلام هذا يدلُّك على عمق تجذُّر مسألة تمييز الناس على أساس ديني في الإسلام، والتي يحاربها كثير من أهل الضلال في زماننا، مما يجعل نزع هذا الأمر لا يتأتى إلا بتحريف عميق.

﴿أفنجعل المسلمين كالمجرمين﴾[القلم]

﴿أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار﴾[ص]

كذلك في المسطور لمحة لغلاة الإعذار والمرجئة الذين يخدمون -سواء علموا أو لم يعلموا- ما ذُكر في الأعلى، وقد شاع بينهم مسألة أنه لا يُحكم على الناس وطردوها حتى في اليهود والنصارى وجميع ملل الكفر.

تأمل أن الفرع الفقهي هذا متعلق بالأعيان، فكيف تحكم على الماء بالنجاسة إذا كنت لا تحكم على الشخص الذي لامس الماء؟

ومثل هذا الكلام يُقال في عامة أخبار السلف في الحكم على بعض البدع، حيث ربطوا الحكم بتفريعات فقهية وإليه أشار مفتي نجد الشيخ عبد الله أبا بطين الحنبلي، يُــنــظَــر.
بعد قرار منع إخواننا في المغرب من التضحية، كتب الشيخ قاسم اكحيلات هذا المنشور.

فاستذكرت منشورا كتبته العام الماضي بالتزامن مع عيد الأضحى، ومن المحاسن أن صاحب هذا الصنيع الحسن رجل مغربي، يُنظر:

[https://www.tgoop.com/Abu_Aisha1/2426]

ومن المفارقات أن "أمير المؤمنين" ينفق الملايين في بناء الملاعب لاستضافة بطولات كرة القدم على أنقاض بيوت الناس ثم يمنع شعيرة عظيمة من شعائر الدين بحجج واهية..

واللّٰه المستعان..
من الأمور الطيبة اليوم، أنه بعد صلاة الجمعة قام أحد الإخوة بتوزيع مطويات على أكثر أهل المسجد تحوي حكم سب اللّٰه تعالى..

هذا أمر حسن في مثل هذا الشهر، حيث تكون النفوس مقبلة على اللّٰه عز وجل فيكون للنصيحة وقع..

وقد رأيت كثيرا من المصلين يأخذ المطوية ويأتي في زاوية ويقرأها بتمعن خاصة وأنها مختصرة لطيفة وبعضهم يطلب أكثر من واحدة..

نشرت هذا الأمر من باب الدلالة على الخير، لعل بعض الإخوة ينشطون لمثل هذا الصنيع فإنه خير وبركة وتجارة خالصة مع اللّٰه تعالى!
روى ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد - ”أخبرنا المحمدان: ابن ناصر، وابن عبد الباقي، قالا: أخبرنا حَمْد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبو علي عيسى بن محمد الجُريجي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: كنتُ أسمع أبي كثيرًا يقول في دبر صلاته: اللهمَّ كما صنتَ وجهي عن السجود لغيرك، فصن وَجهي عن المسألة لغيرك.

فقلتُ له: أسمعك تُكثر من هذا الدعاء، فعندك فيه أثر؟ قال: فقال لي: نَعم، كنتُ أسمع وَكيع بن الجراح كثيرًا يقول هذا في سُجوده، فسألته كما سألتني، فقال: كنتُ أسمع سفيان الثوري، يقول هذا كثيرًا في سجوده، فسألته، فقال: كنتُ أسمع منصور بن المُعتمِر يقوله.“

دائما كنت أتفكر في عظيم منزلة تمريغ المرء وجهه عبادة للّٰه تعالى، وكثير من الناس في غفلة عن هذا، فالوجه أشرف ما في الإنسان وأعلاه، يُنزله الإنسان ويضعه في التراب تعظيما لخالقه، وأحسب أن المرء لو دعا اللّٰه تعالى مستحضرا هذا المعنى يُستجاب له كما كان يفعل الأئمة أحمد ووكيع وسفيان ومنصور، والنبي ﷺ جعل أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأرشد الأمة إلى إكثار الدعاء عندئذ.

وقد رؤي النبي ﷺ سجد في الماء والطين، حتى رؤي أثر الطين في جبهته.

والإنسان بافتقاره لله تعالى يَغنى، كما في دعاء الإمام أحمد.

وقد روي عن النبي ﷺ: ’’من لم يدع الله ﷻ، غضب عليه“ فكيف بمن يظن أن ليس لربه عليه مزية تجعله فقيرا محتاجا لدعاءه؟

وقد قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[غافر]

قال ابن كثير في تفسيره: ”وقوله : (إن الذين يستكبرون عن عبادتي) أي: عن دعائي وتوحيدي، (سيدخلون جهنم داخرين) أي: صاغرين حقيرين، كما قال الإمام أحمد: ”حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ قال: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر، في صور الناس، يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم -يقال له: بولس- تعلوهم نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار".

تأمل أنه عاقبهم بعكس مقصودهم فجعلهم في أحقر صورة يدوسهم كل شيء.

.
قطع التوبة على الناس زيادة في الإفساد!

كتبت سابقا في بيان إشكالات ما يُعرف بـ "حركة الريد بيل"، تأمل هذا الكلام من أحد المتأثرين بهذا السياق، وهو -في الحقيقة- هجوم مبطن على الإسلام، وإن كنت لا أنكر وجود توسع في مصطلحات من قبيل ”الستر“ تكلمت عنه أيضا في مواضعه.

في خبر قاتل المئة نفس أنه لما قتل تسعا وتسعين نفسا وأراد أن يتوب سأل عالما فلما قال له له: لا توبة لك، قتله هو أيضا وأتمَّ به المئة!

الأمر إذا تأملته متسق غاية الاتساق، إذا كان الإنسان ما يزال حيا ومع ذلك لا توبة له، فلماذا قد يُقلع عن الفواحش والمنكرات؟

لذلك جعل اللّٰه تعالى التوبة لا تُقبل إلا ممن قد بلغه الموت، قال سبحانه: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ﴾[النساء]

أما هؤلاء القوم فقد صار لهم دين موازي.

في دين اللّٰه تعالى أعظم الذنوب الشرك به سبحانه ومع ذلك يغفره اللّٰه تعالى لمن تاب منه، ونبيه ﷺ يقول: ”الإسلام يجبُّ ما قبله“

في ديانة هؤلاء القوم أعظم الذنوب هي الفواحش -خاصة ما اتصل بالنساء حصرا- ففي كثير منهم حسد لراكبي الفواحش من الرجال، ولا يرون توبة لمن تابت من هذا الأمر، ومع التنبيه على كوني أتكلم عن علاقة المرء بربه سبحانه بغض النظر عن التبعات المترتبة على هذه التوبة بين العباد!

لذلك هذا الـ "شيء" يرى أن منظومة التوبة في الإسلام مشكلة!

فكيف يجبُّ الإسلام ذنب امرأة كهذه، فعند هذا، سواء أسلمت أم لا، وما ترتب على إسلامها من ترك مثل هذه الفواحش لا يهمه!

فهي عنده بمجرد دخولها هذا الباب أول مرة فإنه لا يُقبل منها صرف ولا عدل.

فكيف يصنع هؤلاء بخبر المغفرة للبغي التي سقت كلبا؟
Forwarded from قناة || أبي عائشة سامي هوايري (سَاْمِيْ هُوَاْيِرِيْ)
=
Forwarded from قناة || أبي عائشة سامي هوايري (سَاْمِيْ هُوَاْيِرِيْ)
=
بضع وثلاثون مقالا في الدفاع عن خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، رضي اللّٰه عنهما لـ أبي جعفر الخليفي:

1- بيان كذب رواية تبرؤ معاوية بن يزيد من جده معاوية بن أبي سفيان.

2- قصة الأعرابي مع معاوية (ما أشبه عجيزتك بعجيزة أمك هند).

3- بيان كذب قصة الطرماح مع معاوية في المفاخرة.

4- سلامة صدر «معاوية بن أبي سفيان» رضي اللّٰه عنه.

5- جواب على طعونات ساقطة في معاوية بن أبي سفيان.

6- الرد على سفالة أسامة أنور عكاشة.

7- رد الجاحظ على الجاحظ.

8- التشاغل بالنصب الخفي عن الرفض الجلي.

9- أبناء يزيد بن معاوية الصلحاء!

10- وصية عائشة لمعاوية، رضي اللّٰه عنهما.

11- روايات من الفتنة.

12- شواهد في تجاوز الخلاف بين القرشيين.

13- في حرص معاوية، رضي اللّٰه عنه على الرعية.

14- بحث تاريخي أم إيغار للصدور.

15- براءة معاوية بن أبي سفيان من سبي نساء المسلمين.

16- تعقيب على أحمد الحازمي في نفيه فضيلة ثابتة لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان.

17- من فضل معاوية المغيب: أرجع جيشاً لحديث سمعه.

18- الأثر الخيالي لبني أمية على العقيدة والحديث.

19- استجابة معاوية بن أبي سفيان للنص.

20- بيان جهل عدنان إبراهيم في مقطعه (معاوية ينصح ابنه يزيد بشرب الخمر ليلاً).

21- نقض طعن عدنان إبراهيم في خالد بن يزيد بن معاوية.

22- دفاع أبي سعيد الخدري عن معاوية بن أبي سفيان بفضل الصحبة.

22- الكلام على حديث (أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية).

23- براءة معاوية بن أبي سفيان من معارضة السنة بالرأي.

24- من عدل معاوية الذي غيبوه!

25- التنبيه على كذب قصة منع معاوية لعطاء الحسين (رد على عدنان إبراهيم).

26- عدنان بين عرض أبي جهل وعرض معاوية!

27- براءة معاوية بن أبي سفيان من تعطيل الحدود.

28- تزكية أبي الدرداء لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم.

29- بيان كذب قصة (بين غضب ابن الزبير وحلم معاوية).

30- ثلاث شبهات داحضة على معاوية وعمرو بن العاص.

31- الرد على حاتم العوني في نفيه لفضيلة ثابتة لمعاوية ودفاعه عن الرافضي عدنان إبراهيم.

32- ثناء عبد اللّٰه بن عمر بن الخطاب على سخاء معاوية بن أبي سفيان.

33- زهد معاوية بن أبي سفيان بالمدح مع بذله أسبابه.
بلغني خبر وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني، فأسأل اللّٰه العلي العظيم أن يغفر له ويرحمه ويعفو عنه ويُكرم مثواه ويرزق أهله جميل الصبر والسلوان!

إنا للّٰه وإنا إليه راجعون!
حين نُعي الإمام عبد الله الدارمي صاحب السنن إلى الإمام البخاري نكَّس رأسه واسترجع، ثم أنشأ يقول:

إن تبقَ تُفجع بالأحبة كلهم … وفناء نفسك لا أبا لك أفجع

وهذا البيت للشاعر مسكين الدارمي، وهذا من حذق البخاري رثا الدارمي ببيت لشاعر دارمي.

أحسب أن الشيخ لو كان حياً ستعجبه الفائدة، فقد عُلم كلفه بأهل الحديث ومحبته لهم.

وفي الحديث: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

وذِكر الولد الصالح من باب ما أخذ مأخذ الغالب، فغالباً يدعو للرجل ولده.

وإلا فكل من دعا له ينفعه، وهنيئاً لمن خلَّف أولاداً كثر (تلاميذ ومحبين).

وقاعدة (ما أخذ مأخذ الغالب لا مفهوم له) استفدتها أول ما استفدتها من دروس الشيخ حين كان يرد على محرمي النقاب، فأحببت أن أرد الجميل في هذا المقام ولا يُرد.

لله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.

رحمه الله وغفر له وربط على قلوب ذويه.
تذكرت قول أبي ذر رضي الله عنه: ”ما مات رسول اللّٰه ﷺ وطائرٌ يطير بجناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما“

وذكر اللّٰه تعالى في مواضع أن الجنَّ أدركوا مبعثه ﷺ بحجبهم عن السماع ورميهم بالشُّهب: ﴿وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ۖ فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا • وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا﴾ [الجن]

قال الطبري في تفسيرها: ’’كانت الجنّ تسمع سمع السماء؛ فلما بعث الله نبيه، حُرست السماء، ومُنعوا ذلك، فتفقَّدت الجنّ ذلك من أنفسها.

وذُكر لنا أن أشراف الجنّ كانوا بنصيبين، فطلبوا ذلك، وضربوا له حتى سقطوا على نبيّ الله ﷺ وهو يصلي بأصحابه عامدًا إلى عكاظ.

فقالوا: منع منا السمع، فقال لهم [إبليس]: إن السماء لم تُحرس قطّ إلا على أحد أمرين: إما لعذاب يريد الله أن ينزله على أهل الأرض بغتة، وإما نبيّ مرشد مصلح؛ قال: فذلك قول الله: (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا).“

وهؤلاء الجن أعقل من كثير من بني آدم، يرون مثل هذه الأدلة ومع ذلك تراهم يماحكون مماحكات عجيبة!

وللّٰه في خلقه شؤون..
خرج أخونا حوس مع الدقس - DuksTv بمقاطع قصيرة فيها الحث على إخراج زكاة الفطر طعاما وشرح الأمر بطريقة مبسطة -قد تُتَعقَّب في بعض جزئياتها-

فجاءه ”فُويسقة“ طلبة العلم، وهذا الصنف من الأصناف القذرة، التي دأبها الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، تجده متسدحا في مكتبته طول عمره لا ينفع غيره من العوام ولا الخواص بأي شيء لا في دينهم ولا في دنياهم، حتى إذا رأى من أخذته الحمية للدعوة إلى شيء من الخير أخرج لك الحسود الذي بداخله في هيئة التحذير من اقتحام عوام الناس لأبواب الدعوة -وكأن دين اللّٰه ميراث أبيه-

ويتحدى إن كان فلان فتح كتابا في الفقه، علما أن أخونا في الصورة لم يقدم نفسه على أنه طالب علم ولا أنه من هيئة كبار العلماء، وكل كلامه ونُصحه يعقبه بجملة أنه ناقل لا مُبتدِأ..

لا تخافوا! لن يُنازعكم نياشينكم وألقابكم، ولن ينازعكم مجالسكم في أبراج العاج التي تُطلُّون منها على العوام الأنذال، لن ينازعكم الصور ”غير المتعمدة“ في المكتبات وأنتم تحملون الكتب!

هذا الصنف من طلبة العلم، صنف مريض، أكل الحسد والتعالي قلوبهم فلا يحتملون أن يتقدمهم في نفع العوام والناس من لا يشاركهم ذات أمراضهم!

تكلمت عن شيء من أحوالهم هنا:
[https://www.tgoop.com/Abu_Aisha1/1841]
أو كلما جاء ترند، ركبته؟

أطلقت منصات الذكاء الاصطناعي خاصية تحويل صور الأشخاص إلى صور رسوم متحركة وتسارع الناس نحو الأمر!

وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل سارع معهم أهل الخير والاستقامة بل وطلبة العلم، فبدل الاشتغال بالإنكار على العوام هذا الأمر، وتبيين حكم هذا الصنيع راحوا يشاركون في مثل هذا الفعل!

وإلى زمن قريب كان ينكر دعاة تحريم التصوير على الناس ثم غلب قول المجيزين فصار ينكر المجيز على المانع، ويُعيَّر المانع، ثم لما أتت هذه الحالة التي لا خلاف في إنكارها سكت الجميع، بل وشارك ودخل فيها من دخل!

والإنسان يتحرَّز من مثل هذا الأمر ومن عواقبه!
فرحة العيد، العبادة المنسية!

من صور العبودية الجليلة = الفرح يوم العيد!

قد يألف الإنسان أن يتعبد للّٰه تعالى بما يكون فيه شيء من الشدة والتعب، غير أن من صور العبودية الجليلة هي عبادة الفرح بالعيد، فهي من الصور غير المعتادة للعبادة، وقد يغفل الإنسان عن هذه العبادة بسبب حزن أو همٍّ، وبعض الناس يصور له الشيطان أن ماهو فيه من حالة حزن في يوم العيد هو الكمال، خاصة إذا ربط له الأمر بحزن على واقع الأمة أو مأساة بعض أفرادها...إلخ!

وفي الواقع أن هذه العبودية فيها خصيصة، وهي أنها مما يعلمك أن توحِّد الله تعالى وتخلص له في كل أحوالك وأن لا تشاهد نفسك، فتشقى يوم يريد ربك أن تشقى (ولو كانت نفسك تريد الراحة)، وتسعد يوم يريد ربك أن تسعد (ولو كانت نفسك تريد الحزن)

كانت هناك كلمة متداولة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه، يقول فيها:

”حتى تتيقّن أن المسألة هي مسألة توفيق، انظر إلى "الذكر" من أسهل الطاعات، لكن لا يوفق له إلا القليل!“

وفي هذه الأزمنة صار الأمر أشد وضوحا، فصارت مسألة كمسألة "فرح" تحدد، ليس المُوفَّق من عدمه، بل تحدد المنافق من عدمه!

فماذا تسمي هذه الحالة؟:

يبتهج ويكاد يطير فرحا في كل عيد للكفرة صغيرا كان أو كبيرا، ويدعو غيره للفرح ويرمي من ينكر عليه بالتخلف والرجعية!

يلطم في أعياد المسلمين ويُحدثك عن أساليب قضاء عشية العيد "المملة" ويأتيه الشيطان فيذكر على لسانه مآسي الأمة، وقد يزيد معه الحال لذكر مآسي البهائم في عيد الأضحى!

﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]

كما أن عبادة الفرح بيوم العيد مما يذكر الموسوس بسعة رحمة الله تعالى، فالوسواس سوء ظن بالله ليس وجَلاً ولا ورعاً!، فالموسوس يظن أن اللّٰه تعالى يعامله بالعدل لا بالفضل، ويتعامل بمبدأ أن ينظر لفعله فقط ولا يشاهد سعة رحمة الله تعالى وفضله، فيتوهَّم أنه إذا ما أقام العبادة على وجهها التام = ما تُقبلت منه، لذلك تجده يتكلَّف المشقة!

فعبادة الفرح بالعيد مما يذكره بسعة رحمة الله تعالى وأنه ما كلَّفه ليُعذبه!
في الزهد لوكيع:

خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد
فقال: «أول ما نبدأ به يومنا، غض أبصارنا».
2025/04/02 02:04:06
Back to Top
HTML Embed Code: