الحمد لله .. وبعد،
تلك الأحداث التي نعايشها اليوم وحال الأمة المحزن ورؤية أناس مثلنا يقدمون حياتهم ثمنًا لنصرة دينهم وأمهتم فيبذلون الغالي والنفيس= مشاعر تبعث في نقس أحدنا همين يفتتان كبده.
أما الهم الأول: هم أمته وضعفها وتكالب الخلق عليها بينا هو عاجز عن نصرتها يرى أشلاء أهله وإخوانه؛ فلا هو أدرك ما أدركه الرجال الذين بذلوا ضحوا، ولا هو يملك نصرة يدفع بها عن إخوانه.
وأما الهم الثاني: فهو هم تردده بين استقامة وعصيان وتمرد نفسه عليه وإخفاق من بعد إخفاق وهوى يغلبه تارة من بعد تارة ..
حزنان لا ينفك عنهما؛ عجز وأشجان وهموم يكابدها ولا يكاد يبوح بشيء مما يخالج صدره فلا يعلم ما به إلا الله!
رحم الله رجالًا من المؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وجبر مصيبتنا في أنفسنا
تلك الأحداث التي نعايشها اليوم وحال الأمة المحزن ورؤية أناس مثلنا يقدمون حياتهم ثمنًا لنصرة دينهم وأمهتم فيبذلون الغالي والنفيس= مشاعر تبعث في نقس أحدنا همين يفتتان كبده.
أما الهم الأول: هم أمته وضعفها وتكالب الخلق عليها بينا هو عاجز عن نصرتها يرى أشلاء أهله وإخوانه؛ فلا هو أدرك ما أدركه الرجال الذين بذلوا ضحوا، ولا هو يملك نصرة يدفع بها عن إخوانه.
وأما الهم الثاني: فهو هم تردده بين استقامة وعصيان وتمرد نفسه عليه وإخفاق من بعد إخفاق وهوى يغلبه تارة من بعد تارة ..
حزنان لا ينفك عنهما؛ عجز وأشجان وهموم يكابدها ولا يكاد يبوح بشيء مما يخالج صدره فلا يعلم ما به إلا الله!
رحم الله رجالًا من المؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وجبر مصيبتنا في أنفسنا
الحمد لله .. وبعد،
ثمة أناس منا عاهدوا الله بقلوبهم في لحظات صدق في ليلة شريفة من ليالي رمضان القريب أن لا يتركوا القيام والقرآن إذا انقضى الشهر، وألا يعودوا لحياة المعصية والتسويف والتفريط.
بيد أن الدنيا داهمتهم وأنستهم العهود؛ فمنهم من ترك القيام ومنهم من هجر القرآن ومنهم من عاد لحياة الموتى قد انعقدت عليه ضفائر الغفلة.
أولئك - ولسنا منهم ببعيد - أحوج ما يكون الآن لمن يشفق عليهم ويذكرهم لحظات الصدق والتوبة والإنابة ليتداركوا أمرهم قبل فوات الأوان.
فرحم الله أناسًا تذكروا هذه الليالي؛ فتداركوا ما فات وأقبلوا على القرآن وجعلوا لأنفسهم من القيام نصيبًا ولو بالشيء اليسير.
ثمة أناس منا عاهدوا الله بقلوبهم في لحظات صدق في ليلة شريفة من ليالي رمضان القريب أن لا يتركوا القيام والقرآن إذا انقضى الشهر، وألا يعودوا لحياة المعصية والتسويف والتفريط.
بيد أن الدنيا داهمتهم وأنستهم العهود؛ فمنهم من ترك القيام ومنهم من هجر القرآن ومنهم من عاد لحياة الموتى قد انعقدت عليه ضفائر الغفلة.
أولئك - ولسنا منهم ببعيد - أحوج ما يكون الآن لمن يشفق عليهم ويذكرهم لحظات الصدق والتوبة والإنابة ليتداركوا أمرهم قبل فوات الأوان.
فرحم الله أناسًا تذكروا هذه الليالي؛ فتداركوا ما فات وأقبلوا على القرآن وجعلوا لأنفسهم من القيام نصيبًا ولو بالشيء اليسير.
الحمد لله.. وبعد،
من الأعمال النافعة يوم الجمعة وليلتها أن يحدد الإنسان لنفسه وردًا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من مغرب الخميس إلى غروب يوم الجمعة يحاول أن لا يقل عنه بحال.
ومن فقه المرء أن ينوي بذلك التعبد إلى الله عز وجل وذكره وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم من جهة ثم يرجو مغفرة ذنوبه وتفريج كرباته من جهة؛ فإذا صادف ذلك يوم جمعة= احتسب في صلاته هذه تعظيم زمان شريف عظمه الله بذكر شريف تعظيمًا وتشريفًا لنبيه؛ وكل هذا مما يُتقرب به إلى الله عز وجل.
ومن أسهل صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المعينة على ذلك قولك: اللهم صل على محمد.
ومع هذه الصيغة يستطيع المرء زيادة العدد بصورة لا بأس بها، وتقع بها الصلاة المستحبة شرعًا لكونها من ألفاظ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؛ خلافًا لما يظنه بعض الناس من اشتراط الصلاة الإبراهيمية الواردة في تشهد الصلاة، وهذا خطأ؛ فالصلاة على النبي تقع بكل لفظ تتحقق به دون اشتراط لفظة بعينها.
من الأعمال النافعة يوم الجمعة وليلتها أن يحدد الإنسان لنفسه وردًا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من مغرب الخميس إلى غروب يوم الجمعة يحاول أن لا يقل عنه بحال.
ومن فقه المرء أن ينوي بذلك التعبد إلى الله عز وجل وذكره وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم من جهة ثم يرجو مغفرة ذنوبه وتفريج كرباته من جهة؛ فإذا صادف ذلك يوم جمعة= احتسب في صلاته هذه تعظيم زمان شريف عظمه الله بذكر شريف تعظيمًا وتشريفًا لنبيه؛ وكل هذا مما يُتقرب به إلى الله عز وجل.
ومن أسهل صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المعينة على ذلك قولك: اللهم صل على محمد.
ومع هذه الصيغة يستطيع المرء زيادة العدد بصورة لا بأس بها، وتقع بها الصلاة المستحبة شرعًا لكونها من ألفاظ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؛ خلافًا لما يظنه بعض الناس من اشتراط الصلاة الإبراهيمية الواردة في تشهد الصلاة، وهذا خطأ؛ فالصلاة على النبي تقع بكل لفظ تتحقق به دون اشتراط لفظة بعينها.
[ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ]
سبحان من يختار لعباده الخواتيم
سبحان من يختار لعباده الخواتيم
الحمد لله .. وبعد،
يُخيل إليَّ أن هذه الشريعة أنزلت مشاعر الخلق وأحاسيس الناس منزلة علية؛ فجعلت إدخال السرور على الناس عبادة عظيمة.
تنصرف الأذهان عادة - وحُق لها - عند ذكر مصطلح العبادة إلى الأعمال البدنية والقلبية العظيمة والشاقة على النفس؛ بينما نغفل كثيرًا عن هذا المعنى.
فقط تجعل إنسانًا ما من أولاء الذبن تتجاذبهم الأحزان يبيت ليلته مسرورًا= فأنت في عمل عظيم عند الله عز وجل.
يخامرني من مشاعر الانبهار الشيء العظيم إذا ما تفكرت في هذا المعنى في نصوص الشريعة لما أجده من تواتر هذا المعنى في النصوص على اختلاف في التفاصيل.
بمعنى أن نصوص الشريعة تتنوع في إيصال هذا المعنى؛ تارة يأتيك من باب تفريج الكربات، وتارة من باب قضاء دين، وتارة من باب إدخال السرور، وتارة من باب المشي في حاجة أخيك، وتارة من باب الحب، نعم الحب ولوازمه والتعبير عنه، وتارة من باب النصرة؛ فتنصر أخاك أو وتدفع عنه، أو تحزن لحزنه وتشاطره البكاء والأحزان.
ولكم يأسرني هذا الصنف الأخير؛ أولئك الذين إذا ما أعجزتهم القدره لم يبخلوا بالعبرات؛ وإن كانت دموع العجز وقلة الحيلة.
معان بديعة نغفل هنا لهيمنة المادية على الحياة؛ والمشاعر ورقة الحس لا تجتمع مع المادية عادة.
على الجانب الآخر ثمة أناس في هذه الدنيا لا يحسنون إلا إدخال الغم والحزن على الناس.
المضحك أن بعضهم يتفنن في إدخال الحزن عليك بحجة الدين وأن ما يفعله من لوازم التدين؛ فيسبغ على قبح فعلته لباس الدين.
ابن رجب ذاك الإمام النادر جدًا له كلمة بديعة أختم بها:
من أنواع الصدقة= كف الأذى عن الناس!
وأصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك.
يُخيل إليَّ أن هذه الشريعة أنزلت مشاعر الخلق وأحاسيس الناس منزلة علية؛ فجعلت إدخال السرور على الناس عبادة عظيمة.
تنصرف الأذهان عادة - وحُق لها - عند ذكر مصطلح العبادة إلى الأعمال البدنية والقلبية العظيمة والشاقة على النفس؛ بينما نغفل كثيرًا عن هذا المعنى.
فقط تجعل إنسانًا ما من أولاء الذبن تتجاذبهم الأحزان يبيت ليلته مسرورًا= فأنت في عمل عظيم عند الله عز وجل.
يخامرني من مشاعر الانبهار الشيء العظيم إذا ما تفكرت في هذا المعنى في نصوص الشريعة لما أجده من تواتر هذا المعنى في النصوص على اختلاف في التفاصيل.
بمعنى أن نصوص الشريعة تتنوع في إيصال هذا المعنى؛ تارة يأتيك من باب تفريج الكربات، وتارة من باب قضاء دين، وتارة من باب إدخال السرور، وتارة من باب المشي في حاجة أخيك، وتارة من باب الحب، نعم الحب ولوازمه والتعبير عنه، وتارة من باب النصرة؛ فتنصر أخاك أو وتدفع عنه، أو تحزن لحزنه وتشاطره البكاء والأحزان.
ولكم يأسرني هذا الصنف الأخير؛ أولئك الذين إذا ما أعجزتهم القدره لم يبخلوا بالعبرات؛ وإن كانت دموع العجز وقلة الحيلة.
معان بديعة نغفل هنا لهيمنة المادية على الحياة؛ والمشاعر ورقة الحس لا تجتمع مع المادية عادة.
على الجانب الآخر ثمة أناس في هذه الدنيا لا يحسنون إلا إدخال الغم والحزن على الناس.
المضحك أن بعضهم يتفنن في إدخال الحزن عليك بحجة الدين وأن ما يفعله من لوازم التدين؛ فيسبغ على قبح فعلته لباس الدين.
ابن رجب ذاك الإمام النادر جدًا له كلمة بديعة أختم بها:
من أنواع الصدقة= كف الأذى عن الناس!
وأصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك.
أمر منذ أسابيع بكرب شديد بلغ ذروته هذه الأيام، فلعلكم تدعون لأخيكم فضلًا عسى الله أن ينفعني بدعوة صادقة من أخ تذكرني بدعوة بقلبه قبل لسانه.
الحمد لله.. وبعد،
مما تقرر في أدبيات هذه الشريعة: أن الصلاة على النبي من أنفع ما يُستعان به عند مواضع الهم والشدائد و كثرة الذنوب وطلب المغفرة.
وكثير من أحزان الناس وكرباتهم وهمومهم= ذنوب منسية.
وكثير من الناس يعيشون في ضيق إثر عقوبات يُعاقبون بها من حيث لا يشعرون.
فمن كان يرجو مغفرة ذنبه؛ فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
ومن كان يرجو ذهاب حزنه وكربته؛ فليكثر من الصلاة عليه.
ومن كان يرجوهما معًا؛ فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
وأصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأُبي عند أحمد والترمذي: إذن تُكفى همك، ويغفر لك ذنبك.
وأعظم أزمنة الصلاة على نبينا وأرجاها أثرًا إن شاء الله ليلتنا هذه من مغربها ويومها غدًا إلى مغيب شمسه.
مما تقرر في أدبيات هذه الشريعة: أن الصلاة على النبي من أنفع ما يُستعان به عند مواضع الهم والشدائد و كثرة الذنوب وطلب المغفرة.
وكثير من أحزان الناس وكرباتهم وهمومهم= ذنوب منسية.
وكثير من الناس يعيشون في ضيق إثر عقوبات يُعاقبون بها من حيث لا يشعرون.
فمن كان يرجو مغفرة ذنبه؛ فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
ومن كان يرجو ذهاب حزنه وكربته؛ فليكثر من الصلاة عليه.
ومن كان يرجوهما معًا؛ فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
وأصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأُبي عند أحمد والترمذي: إذن تُكفى همك، ويغفر لك ذنبك.
وأعظم أزمنة الصلاة على نبينا وأرجاها أثرًا إن شاء الله ليلتنا هذه من مغربها ويومها غدًا إلى مغيب شمسه.
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
[ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ]
أي: لو أخرناهم وأنظرناهم، وأملينا لهم برهة من الزمان وحينًا من الدهر وإن طال، ثم جاءهم أمر الله .. أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعم!
ابن كثير
أي: لو أخرناهم وأنظرناهم، وأملينا لهم برهة من الزمان وحينًا من الدهر وإن طال، ثم جاءهم أمر الله .. أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعم!
ابن كثير
الحمد لله .. وبعد،
لا تزال مشاهد تحرير النساء والمستضعفين من السجون عالقة بذهني منذ أن شاهدتها، وليس ذاك لجهالة عندي بما كان؛ بل لهيمنة المشهد وسطوته على النفوس وكأن رداء الظلام استنار بساعة إشراق ظن صويحباته أن لا إشراق بعد مغيبهن في غيابات السجن؛ فأشرق عليهم الفجر من حيث لم يحتسبن.
ثمة شعور يخامرني مذ هاته الساعة؛ فتحدثني نفسي أن بين أولاء النساء والعجائز امرأة ما اخترقت دعوتها حجب السماء، فصير الله لها جيوشًا وقتالًا لإجابة دعوتها.
كثيرًا ما تنصرف أذهاننا في مثل هذه المشاهد إلى لغة الأسباب والتحليلات المادية ونغفل عن ما وراء السبب من أناس هم من أولياء الله لا يكاد يأبه لهم أحد؛ يناجونه ويذكرونه ويدعونه فتأتيهم الكرامات وخوارق العادات؛ فيظن الظان أنها بسبب كذا وكذا من أسباب الأرض.
ولعل من استحضر هذه المعاني من أصحاب الكربات والمظالم والهموم علم أن فيها من البشارة الشيء الكثير إذا ما استحكمت حلقات البلاء وأغرق الليل في الظلام.
لا تزال مشاهد تحرير النساء والمستضعفين من السجون عالقة بذهني منذ أن شاهدتها، وليس ذاك لجهالة عندي بما كان؛ بل لهيمنة المشهد وسطوته على النفوس وكأن رداء الظلام استنار بساعة إشراق ظن صويحباته أن لا إشراق بعد مغيبهن في غيابات السجن؛ فأشرق عليهم الفجر من حيث لم يحتسبن.
ثمة شعور يخامرني مذ هاته الساعة؛ فتحدثني نفسي أن بين أولاء النساء والعجائز امرأة ما اخترقت دعوتها حجب السماء، فصير الله لها جيوشًا وقتالًا لإجابة دعوتها.
كثيرًا ما تنصرف أذهاننا في مثل هذه المشاهد إلى لغة الأسباب والتحليلات المادية ونغفل عن ما وراء السبب من أناس هم من أولياء الله لا يكاد يأبه لهم أحد؛ يناجونه ويذكرونه ويدعونه فتأتيهم الكرامات وخوارق العادات؛ فيظن الظان أنها بسبب كذا وكذا من أسباب الأرض.
ولعل من استحضر هذه المعاني من أصحاب الكربات والمظالم والهموم علم أن فيها من البشارة الشيء الكثير إذا ما استحكمت حلقات البلاء وأغرق الليل في الظلام.
لا يزال المرء يشقى في هاته الدنيا ما ملك فهمًا ورقة إحساس.
فإذا فقد أحدهما زال نصف الشقاء، وإن خلا منهما معًا ذهب عنه الشقاء كله.
وهذا قانون زمن التافهين؛ التعساء فيه من جمعوا حسًا وعقلًا.
فإذا فقد أحدهما زال نصف الشقاء، وإن خلا منهما معًا ذهب عنه الشقاء كله.
وهذا قانون زمن التافهين؛ التعساء فيه من جمعوا حسًا وعقلًا.
أحمد سيف
الحمد لله .. وبعد، كلما رأيت صاحب " روح الروح " والدحدوح أشعر أنهما يمشيان في الطرقات المدمرة بحثًا عن الموت واللحاق بأحبتهما. يُخيل إلي كلما رأيت أحدهما أنه استوحش الحياة وما فيها؛ ولم يعد له رغبة في مزيد بقاء؛ وكأنه يرجو الآخرة ولقاء الأحبة الذين أظلمت…
سطرت تلك الكلمات في مثل هذه الأيام في الشيخ منذ عام مضى، وقد أدمى قلوب الخلائق بصدق مشاعره وصبره وكلماته، واليوم تعاودهم الأحزان لفراقه.
طبت حيًا وميتًا .. والله أسأل أن يتقبل الشيخ في الشهداء .. آمين
طبت حيًا وميتًا .. والله أسأل أن يتقبل الشيخ في الشهداء .. آمين
الحمد لله .. وبعد،
لعل من الرحمات المبثوثة في جنبات هذه الشريعة أن الله عز وجل جمع شتات المهمومبن والمبتلين بالذنوب وجعل لهم مخرجًا في ذكر واحد؛ وهو الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فالإنسان إذا اجتمع على قلبه هموم الدنيا، وجراحات الذنوب كادت الدنيا أن تسود في وجهه وتضيق به نفسه وأنفاسه؛ هاهنا يرحمه الله بالصلاة على رسوله ويبشره ساعتئذ بغفران ذنبه وكفاية همه.
وهذه والله رحمة من رحمات الله بعباده المقصرين.
بل وأحيانًا يعجز الإنسان عن تجويد الدعاء وجمع قلبه عليه؛ فيهرع إلى الصلاة على نبي الله فتتابع عليه رحمات الله؛ إن أتى الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم بخشوع قلب وتصديق لوعد الله.
فدونك ليلة شريفة يتبعها يوم من أيام الله تزداد فيهما الصلاة على نبينا مزية وفضلًا ما قدرناها حق قدرها.
فاللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين صلاة تغفر بها ذنوبنا وتفرج به كربات عبادك المهمومين.
لعل من الرحمات المبثوثة في جنبات هذه الشريعة أن الله عز وجل جمع شتات المهمومبن والمبتلين بالذنوب وجعل لهم مخرجًا في ذكر واحد؛ وهو الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فالإنسان إذا اجتمع على قلبه هموم الدنيا، وجراحات الذنوب كادت الدنيا أن تسود في وجهه وتضيق به نفسه وأنفاسه؛ هاهنا يرحمه الله بالصلاة على رسوله ويبشره ساعتئذ بغفران ذنبه وكفاية همه.
وهذه والله رحمة من رحمات الله بعباده المقصرين.
بل وأحيانًا يعجز الإنسان عن تجويد الدعاء وجمع قلبه عليه؛ فيهرع إلى الصلاة على نبي الله فتتابع عليه رحمات الله؛ إن أتى الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم بخشوع قلب وتصديق لوعد الله.
فدونك ليلة شريفة يتبعها يوم من أيام الله تزداد فيهما الصلاة على نبينا مزية وفضلًا ما قدرناها حق قدرها.
فاللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين صلاة تغفر بها ذنوبنا وتفرج به كربات عبادك المهمومين.
الحمد لله .. وبعد،
يُخيل إليَّ أن ثمة فرجة وأملًا يهبهما الله عز وجل المبتلين بالذنب من عباده إذا ما أدبر نهار الخميس وأقبل الليل.
تلك القلوب المنهكة بالذنوب والأفئدة المنكسرة إثر إسراف المعصية في أزمنة مضت سُطرت فيها السيئات إلى غير عودة؛ فتأتيهم بشارة المغفرة ليلة الجمعة ويومها، وكأن قطعة من أزمنة الهموم يحيلها الله عز وجل إلى زمن رحمة شريف يرحم الله فيه عباده النادمين على أعمارهم إذا ما أقبلوا على الصلاة على نبيهم؛ فتُفتح لهم أبواب الرحمات ونسائم المغفرة الماحية لذنوب السنين.
أحوج ما نكون نحن باستشعار هذه المعاني ومعايشة رحمة الله ببركة الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ليلتنا هذه.
وفي أحد أرجى الأحاديث الشريفة التي جعلها الله جل شأنه ملاذًا آمنًا للمكروبين والمحزونين، قال نبينا صلى الله عليه وسلم لصاحبه: إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك.
أي ببركة ملازمة الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم يا أُبي أنت ومن بعدك تُغفر لكم السيئات.
أتخايل هاهنا أن السماوات التي عرج فيها أمين الوحي جبرائيل عليه السلام ليوحي إلى نبينا صلى الله عليه وسلم هذه البشارة لتكون بلاغًا وزادًا يتزود به المساكين أمثالنا في رحلة السفر الطويلة إلى قبور مظلمة، لا تزال تحمل عبق تلك البشرى القديمة فتزدهر ليلة كل جمعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
يعلم أحدنا من نفسه ذنوبًا تتحسر لها القلوب الحية حسرة لا تكاد تبلغها حسرة حتى كادت تلك المشاعر أن تكون ركزًا لموضع الألم الغائر كالسهم في القلب، ثم نغفل عن هذا الزمن الشريف، فكم نحن مساكين والله .. زاد قليل وسفر طويل وقلوب منهكة!
وإني وإن كنت أعلم أن بضاعتي من اللغة لن تبلغ بهاته الأحرف ما يُقرب هذا المعنى الشريف للأذهان، وأقر بتمام عجزي عن البيان لتلك المعاني التي تنزلت يومًا بعيدًا من السماء على قلب نبينا وأصحابه، بيد أني أرجو من الله البلاغ عني لقلوبكم.
فاللهم ربنا ارزقنا التزود من الصلاة على نبيك قربة لك وإليك قبل نداء المغيب إلى عالم لا رجعة بعده وسور يُضرب بيننا وبين ما نشتهي من ساعة قرب.
يُخيل إليَّ أن ثمة فرجة وأملًا يهبهما الله عز وجل المبتلين بالذنب من عباده إذا ما أدبر نهار الخميس وأقبل الليل.
تلك القلوب المنهكة بالذنوب والأفئدة المنكسرة إثر إسراف المعصية في أزمنة مضت سُطرت فيها السيئات إلى غير عودة؛ فتأتيهم بشارة المغفرة ليلة الجمعة ويومها، وكأن قطعة من أزمنة الهموم يحيلها الله عز وجل إلى زمن رحمة شريف يرحم الله فيه عباده النادمين على أعمارهم إذا ما أقبلوا على الصلاة على نبيهم؛ فتُفتح لهم أبواب الرحمات ونسائم المغفرة الماحية لذنوب السنين.
أحوج ما نكون نحن باستشعار هذه المعاني ومعايشة رحمة الله ببركة الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ليلتنا هذه.
وفي أحد أرجى الأحاديث الشريفة التي جعلها الله جل شأنه ملاذًا آمنًا للمكروبين والمحزونين، قال نبينا صلى الله عليه وسلم لصاحبه: إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك.
أي ببركة ملازمة الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم يا أُبي أنت ومن بعدك تُغفر لكم السيئات.
أتخايل هاهنا أن السماوات التي عرج فيها أمين الوحي جبرائيل عليه السلام ليوحي إلى نبينا صلى الله عليه وسلم هذه البشارة لتكون بلاغًا وزادًا يتزود به المساكين أمثالنا في رحلة السفر الطويلة إلى قبور مظلمة، لا تزال تحمل عبق تلك البشرى القديمة فتزدهر ليلة كل جمعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
يعلم أحدنا من نفسه ذنوبًا تتحسر لها القلوب الحية حسرة لا تكاد تبلغها حسرة حتى كادت تلك المشاعر أن تكون ركزًا لموضع الألم الغائر كالسهم في القلب، ثم نغفل عن هذا الزمن الشريف، فكم نحن مساكين والله .. زاد قليل وسفر طويل وقلوب منهكة!
وإني وإن كنت أعلم أن بضاعتي من اللغة لن تبلغ بهاته الأحرف ما يُقرب هذا المعنى الشريف للأذهان، وأقر بتمام عجزي عن البيان لتلك المعاني التي تنزلت يومًا بعيدًا من السماء على قلب نبينا وأصحابه، بيد أني أرجو من الله البلاغ عني لقلوبكم.
فاللهم ربنا ارزقنا التزود من الصلاة على نبيك قربة لك وإليك قبل نداء المغيب إلى عالم لا رجعة بعده وسور يُضرب بيننا وبين ما نشتهي من ساعة قرب.
الحمد لله .. وبعد،
لو أن إنسانًا اليوم خرج إلى الناس يجهر باعتقاده في حرمة تهنئة الكفار في أمور دنياهم كزواج أو نجاح أو غيرها من المناسبات الدنيوية= لسارع فئام من المسلمين المنهزمين نفسيًا برميه بالتشدد وتشويه صورة الإسلام وغيرها من تلك الاتهامات السخيفة المتكررة؛ حتى باتت هذه الأقوال حبيسة الكتب، يكاد المرء أن يتلعثم ألف مرة قبل الجهر بها إن جهر أصلًا.
ولن تُعدم اليوم فئامًا من المنتسبين للعلم الساعين في محاولة التماس أقوال الإباحة للتدليل على لطف الفقهاء ووسطية التشريع!
ومن ثم كان النتاج الطبيعي لهذا الانسحاق= ما نراه كل عام من مجادلة فيما هو أشد؛ التهنئة بالأعياد الكفرية؛ حتى أن بعض من يسمون بالشيوخ يجادلون اليوم عن مثل هذا بكلام الفقهاء أنفسهم؛ فيدخلون التهنئة على أعياد الكفر عنوة تحت مظلة تقريرات الفقهاء جهلًا أو استهبالًا.
مشهور مذهب الإمام أحمد حرمة التهنئة بإطلاق سواء في أمور الدنيا أو أعياد الدين؛ لكن ثمة روايات في المذهب تبيح التهنئة بالأمور الدنيوية كزواج ونجاح وغيرها من أمور الدنيا، كما هو مذهب طوائف من الفقهاء: أعني إباحة التهنئة بالمناسبات الدنيوية.
لكن معتمد مذهب الإمام أحمد: التحريم بإطلاق.
ولما كان أمر الأعياد الدينية أشد؛ أطبقت المذاهب الأربعة وأقوال عامة السلف على تحريم التهنئة بتلك الأعياد؛ وحُكي فيه الإجماع، وهذا إجماع متصور جدًا.
ومهما جادل المنهزمون نفسيًا وأسارى الحضارة الغربية وأشياخ السوء ورعاع الناس في هذا الحكم إثر ذلتهم للثقافة السائدة وخجلهم من حقيقة الإسلام؛ ستظل تلك الأحكام ثابتة شامخة ما كره الجاهلون.
هذا دين الله ولو تركه كل الناس.
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى تذكرة الناس بهذه الأحكام خشية أن يأتي زمان يصير فيه القول بالمنع بالتهنئة على أعياد الكفر قولًا مهجورًا إلا في طيات الكتب المنسية وحروف الأولين.
لو أن إنسانًا اليوم خرج إلى الناس يجهر باعتقاده في حرمة تهنئة الكفار في أمور دنياهم كزواج أو نجاح أو غيرها من المناسبات الدنيوية= لسارع فئام من المسلمين المنهزمين نفسيًا برميه بالتشدد وتشويه صورة الإسلام وغيرها من تلك الاتهامات السخيفة المتكررة؛ حتى باتت هذه الأقوال حبيسة الكتب، يكاد المرء أن يتلعثم ألف مرة قبل الجهر بها إن جهر أصلًا.
ولن تُعدم اليوم فئامًا من المنتسبين للعلم الساعين في محاولة التماس أقوال الإباحة للتدليل على لطف الفقهاء ووسطية التشريع!
ومن ثم كان النتاج الطبيعي لهذا الانسحاق= ما نراه كل عام من مجادلة فيما هو أشد؛ التهنئة بالأعياد الكفرية؛ حتى أن بعض من يسمون بالشيوخ يجادلون اليوم عن مثل هذا بكلام الفقهاء أنفسهم؛ فيدخلون التهنئة على أعياد الكفر عنوة تحت مظلة تقريرات الفقهاء جهلًا أو استهبالًا.
مشهور مذهب الإمام أحمد حرمة التهنئة بإطلاق سواء في أمور الدنيا أو أعياد الدين؛ لكن ثمة روايات في المذهب تبيح التهنئة بالأمور الدنيوية كزواج ونجاح وغيرها من أمور الدنيا، كما هو مذهب طوائف من الفقهاء: أعني إباحة التهنئة بالمناسبات الدنيوية.
لكن معتمد مذهب الإمام أحمد: التحريم بإطلاق.
ولما كان أمر الأعياد الدينية أشد؛ أطبقت المذاهب الأربعة وأقوال عامة السلف على تحريم التهنئة بتلك الأعياد؛ وحُكي فيه الإجماع، وهذا إجماع متصور جدًا.
ومهما جادل المنهزمون نفسيًا وأسارى الحضارة الغربية وأشياخ السوء ورعاع الناس في هذا الحكم إثر ذلتهم للثقافة السائدة وخجلهم من حقيقة الإسلام؛ ستظل تلك الأحكام ثابتة شامخة ما كره الجاهلون.
هذا دين الله ولو تركه كل الناس.
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى تذكرة الناس بهذه الأحكام خشية أن يأتي زمان يصير فيه القول بالمنع بالتهنئة على أعياد الكفر قولًا مهجورًا إلا في طيات الكتب المنسية وحروف الأولين.
الحمد لله .. وبعد،
من أعظم الكلمات التي سمعتها ذات مساء في أحوال المبتلين بمجاهدة ذنوب أحاطت بهم؛ أولئك الذين لا تزال قلوبهم تُدمى إثر الإخفاقات المتتابعة ولا يشعر بهم أحد= كلمة سمعتها من الشيخ محمد المختار الشنقيطي قال فيها واصفًا حال هؤلاء: ولا يزال العبد يستصرخ ربه ويدعوه.
كلمة "يستصرخ" نعم والله وكأنه صراخ صامت بل صرخات لا يسمعها أحد، تقوم في قلب العبد العاجز عن التغلب على النفس والهوى والشيطان؛ فتباغته السقطات تتبعها الأحزان وهموم العجز عن الاستقامة .. مشاعر لا يعلمها إلا الله تخامر تلك القلوب المنهكة من وراء ليل الإخفاقات الدامس.
لا يزال المرء يستصرخ ربه أن يا رب هذا قلبي سكنته الأمراض واستحكمت منه العادات فأودى بي إلى أودية الخذلان والأحزان، فاللهم هب لي قلبًا أعبدك به.
من أعظم الكلمات التي سمعتها ذات مساء في أحوال المبتلين بمجاهدة ذنوب أحاطت بهم؛ أولئك الذين لا تزال قلوبهم تُدمى إثر الإخفاقات المتتابعة ولا يشعر بهم أحد= كلمة سمعتها من الشيخ محمد المختار الشنقيطي قال فيها واصفًا حال هؤلاء: ولا يزال العبد يستصرخ ربه ويدعوه.
كلمة "يستصرخ" نعم والله وكأنه صراخ صامت بل صرخات لا يسمعها أحد، تقوم في قلب العبد العاجز عن التغلب على النفس والهوى والشيطان؛ فتباغته السقطات تتبعها الأحزان وهموم العجز عن الاستقامة .. مشاعر لا يعلمها إلا الله تخامر تلك القلوب المنهكة من وراء ليل الإخفاقات الدامس.
لا يزال المرء يستصرخ ربه أن يا رب هذا قلبي سكنته الأمراض واستحكمت منه العادات فأودى بي إلى أودية الخذلان والأحزان، فاللهم هب لي قلبًا أعبدك به.
الناس في هاته الدنيا عادة ما يأسرها الحنين؛ الحنين إلى تلك الذكرى التي مضت إلى حيث الأفول؛ خاصة مع قسوة الأيام ومرارة الساعات وسطوة المادية على نفوس أكثر الخلق.
فيجد أولئك المرهفون المعذبون برقة الحس أنفسهم في ذلك الحنين المشوب بسحائب الألم.
حنين إلى أيام الماضي البعيد، أو عهد الطفولة الأولى وأيام الصبا؛ ذاك الحنين الذي تتقد جذوته في النفوس المرهفة إذا ما بلغ الشوق مبلغه؛ حنين المحزونين بفراق أو أثرة من حب مضى، ما إخال أن أقلام الأدباء تكاد تهجرة.
سكن مخيلتي قديمًا أن ليالي الشتاء تبعث سطوتها على النفوس المنهكة فتتخذ الأقلام مدادها من محابر القلوب المكلومة فتُسطر كلمات الرقة ومعاني الوجد وحروف الهجر على هامش صفحات قسوة الليالي؛ فتبدو للناظرين وكأنها سحائب من البلاغة والجمال والعذوبة التي تُحيل الألمَ سكنًا والعذابَ نعيمًا لا يكاد ينقضي.
كانت الشتاء في نفسي لعهد قريب تستجلب شيئًا من هذا النعيم الذي توهمته مرارًا .. وكم من مرة بسطت تلك المعاني سطوتها على قلبي؛ فألجأتني ساعات الشتاء الباردة إلى سطر شيء من الحروف بغية محاكاة تلك الأحاسيس التي تخامرني الليالي الباردة ذوات العدد فتعجزني حروف اللغة والبيان.
فيجد أولئك المرهفون المعذبون برقة الحس أنفسهم في ذلك الحنين المشوب بسحائب الألم.
حنين إلى أيام الماضي البعيد، أو عهد الطفولة الأولى وأيام الصبا؛ ذاك الحنين الذي تتقد جذوته في النفوس المرهفة إذا ما بلغ الشوق مبلغه؛ حنين المحزونين بفراق أو أثرة من حب مضى، ما إخال أن أقلام الأدباء تكاد تهجرة.
سكن مخيلتي قديمًا أن ليالي الشتاء تبعث سطوتها على النفوس المنهكة فتتخذ الأقلام مدادها من محابر القلوب المكلومة فتُسطر كلمات الرقة ومعاني الوجد وحروف الهجر على هامش صفحات قسوة الليالي؛ فتبدو للناظرين وكأنها سحائب من البلاغة والجمال والعذوبة التي تُحيل الألمَ سكنًا والعذابَ نعيمًا لا يكاد ينقضي.
كانت الشتاء في نفسي لعهد قريب تستجلب شيئًا من هذا النعيم الذي توهمته مرارًا .. وكم من مرة بسطت تلك المعاني سطوتها على قلبي؛ فألجأتني ساعات الشتاء الباردة إلى سطر شيء من الحروف بغية محاكاة تلك الأحاسيس التي تخامرني الليالي الباردة ذوات العدد فتعجزني حروف اللغة والبيان.
الحمد لله .. وبعد،
يُخيل إليّ أن أحد أعظم أزمنة انكسار القلب إلى الله عز وجل والافتقار وتمام الحاجة إليه؛ هي تلك الأزمنة التي يتهيأ القلب فيها لمواسم الطاعات الكبرى ثم لا يجد الإعانة من نفسه، بل لا يكاد يجد عملًا صالحًا يتكئ عليه .
ينظر أحدنا اليوم في قلبه وقد أقبل عليه شهر شعبان فلا يلتمس من قلبه إلا قسوة وإقبالًا على الدنيا وزهدًا في الآخرة وجفاءً للاستقامة؛ فتحيط به الهموم والكربات؛ إذ كيف يقبل على رمضان بهذا القلب المنهك المشتت في أودية الدنيا والهوى.
يتذكر أحدنا رمضانات مضت كابد فيها قسوة قلبه الليالي ذوات العدد والقرآن يُتلى عليه فلا يجد من قلبه إلا القسوة.
لعل هاته إحدى حالات اليقين أن المرء ساعتئذ قد انقطعت به أسباب الرجاء إلا بالله وحده؛ فلا يعول على شيء يستقبل به قابل أيامه إلا رحمة الله؛ فيرجوه وهو المذنب ويستمده وهو الفقير ويدعوه وهو المكروب.
نعم والله وأي كربة أعظم من بلوغ شعبان بهذا القلب المحزون الغارق في غيابات الدنيا والمعاصي.
فاللهم هب لنا قلوبًا نتعبدك بها نحسن بها استقبال رمضان.
يُخيل إليّ أن أحد أعظم أزمنة انكسار القلب إلى الله عز وجل والافتقار وتمام الحاجة إليه؛ هي تلك الأزمنة التي يتهيأ القلب فيها لمواسم الطاعات الكبرى ثم لا يجد الإعانة من نفسه، بل لا يكاد يجد عملًا صالحًا يتكئ عليه .
ينظر أحدنا اليوم في قلبه وقد أقبل عليه شهر شعبان فلا يلتمس من قلبه إلا قسوة وإقبالًا على الدنيا وزهدًا في الآخرة وجفاءً للاستقامة؛ فتحيط به الهموم والكربات؛ إذ كيف يقبل على رمضان بهذا القلب المنهك المشتت في أودية الدنيا والهوى.
يتذكر أحدنا رمضانات مضت كابد فيها قسوة قلبه الليالي ذوات العدد والقرآن يُتلى عليه فلا يجد من قلبه إلا القسوة.
لعل هاته إحدى حالات اليقين أن المرء ساعتئذ قد انقطعت به أسباب الرجاء إلا بالله وحده؛ فلا يعول على شيء يستقبل به قابل أيامه إلا رحمة الله؛ فيرجوه وهو المذنب ويستمده وهو الفقير ويدعوه وهو المكروب.
نعم والله وأي كربة أعظم من بلوغ شعبان بهذا القلب المحزون الغارق في غيابات الدنيا والمعاصي.
فاللهم هب لنا قلوبًا نتعبدك بها نحسن بها استقبال رمضان.
الحمد لله.. وبعد،
تعقيبان بمناسبة معرض الكتاب:
الأول:
كان الإمام أحمد -رضي الله عنه- ينهى أصحابه عن كتابة كلامه، اللهم إلا ما ندر!
والسلف عمومًا كانوا يكرهون التصدر؛ ومنه الكتابة والتصنيف.
وأنت اليوم ما أن تستقبلك أيام معرض الكتاب إلا وأنت راءٍ عجبًا!
تصنيفات كثيرة وروايات شتى وكتب لا تكاد تحصيها.. وبالأخص روايات الأخوات وكتب التنمية مش عارف ايه!!
بالمناسبة!
نص أدبي واحد لمي زيادة - مثلًا - من عشرة سطور قد يجعلك زاهدًا في جمهرة هذا الروايات المتناثرة في جنبات المعرض!!
الأعجب من هذا أني رأيت أُناسًا هنا مستواهم في الأدب والعربية عمومًا فقير، ولربما فقير جدًا، ومع ذلك يتصدرون لكتابة الروايات وتأليف الكتب، وأيضًا أخص الأخوات!!
بالمناسبة ثانية!
لست ضد التأليف ومحاولة التطور والكتابة؛ لكن بشرط التعلم أولًا وارتقاء عتبات الأدب واللغة، ثم من بعده التصنيف.
الحقيقة التي أجزم بها: أن ما نحن فيه اليوم من كثرة التصانيف ليس هو من أمارات الثقافة المتوهمة، بل هو أمارة تعالم وغياب وعي وفساد الذوق المجتمعي وضياع اللغة!
لكن وقبل أفول تلك الحروف ومن باب اتضاح المقال بالمقارنة، أعود لأحد نصوص مي زيادة سطرته في كتابها " باحثة البادية " تحكي فيه عن كاتبة مصرية أديبة من المصلحات ذوات النزعات الإسلامية ذكرت طرفًا من زيارتها الأولى لها وقد جاءت تلك الكاتبة أثناء اللقاء امرأة أخرى قريبة لها يبدو أنها كانت امرأة بسيطة فتبسطت معها باحثة البادية ملك، فوصفت مي هذا المشهد من تحول ملك من ذروة النقاش العميق والعمق الفكري إلى العامية في نفس المجلس قائلة:
ولكن لا يغرننا هذا الانقلاب السريع من جليل المعاني إلى تافهها، ولا تخدعنا هذه الضحكة الشبيهة بضحكة فتيات المدارس. إن لهذه المرأة كما لكل فرد من الأفراد النوابغ؛ شخصيات متعددات تظهر كل منها في حينها.
إنها تضحك بكل قواها كمن يضحك من قلب لم يخالطه بعد معنى الكآبة ولم تنزل بساحته وطأة الهموم.
ثم قالت: ولولا أن خيالات الفكر والكآبة تتمايل على جبهتها السمراء لتساءل المرء: أهو في حضرة امرأة ذاقت طعوم اللوعة والألم؟..
نعم إنها التاعت وتألمت!
قلت أنا: وأنت الآن لربما لو جمعت رواية المعرض كافة أمام تلك السطور الخمسة لطاشت تلك السطور بهاته الروايات بلا ريب.
تعقيبان بمناسبة معرض الكتاب:
الأول:
كان الإمام أحمد -رضي الله عنه- ينهى أصحابه عن كتابة كلامه، اللهم إلا ما ندر!
والسلف عمومًا كانوا يكرهون التصدر؛ ومنه الكتابة والتصنيف.
وأنت اليوم ما أن تستقبلك أيام معرض الكتاب إلا وأنت راءٍ عجبًا!
تصنيفات كثيرة وروايات شتى وكتب لا تكاد تحصيها.. وبالأخص روايات الأخوات وكتب التنمية مش عارف ايه!!
بالمناسبة!
نص أدبي واحد لمي زيادة - مثلًا - من عشرة سطور قد يجعلك زاهدًا في جمهرة هذا الروايات المتناثرة في جنبات المعرض!!
الأعجب من هذا أني رأيت أُناسًا هنا مستواهم في الأدب والعربية عمومًا فقير، ولربما فقير جدًا، ومع ذلك يتصدرون لكتابة الروايات وتأليف الكتب، وأيضًا أخص الأخوات!!
بالمناسبة ثانية!
لست ضد التأليف ومحاولة التطور والكتابة؛ لكن بشرط التعلم أولًا وارتقاء عتبات الأدب واللغة، ثم من بعده التصنيف.
الحقيقة التي أجزم بها: أن ما نحن فيه اليوم من كثرة التصانيف ليس هو من أمارات الثقافة المتوهمة، بل هو أمارة تعالم وغياب وعي وفساد الذوق المجتمعي وضياع اللغة!
لكن وقبل أفول تلك الحروف ومن باب اتضاح المقال بالمقارنة، أعود لأحد نصوص مي زيادة سطرته في كتابها " باحثة البادية " تحكي فيه عن كاتبة مصرية أديبة من المصلحات ذوات النزعات الإسلامية ذكرت طرفًا من زيارتها الأولى لها وقد جاءت تلك الكاتبة أثناء اللقاء امرأة أخرى قريبة لها يبدو أنها كانت امرأة بسيطة فتبسطت معها باحثة البادية ملك، فوصفت مي هذا المشهد من تحول ملك من ذروة النقاش العميق والعمق الفكري إلى العامية في نفس المجلس قائلة:
ولكن لا يغرننا هذا الانقلاب السريع من جليل المعاني إلى تافهها، ولا تخدعنا هذه الضحكة الشبيهة بضحكة فتيات المدارس. إن لهذه المرأة كما لكل فرد من الأفراد النوابغ؛ شخصيات متعددات تظهر كل منها في حينها.
إنها تضحك بكل قواها كمن يضحك من قلب لم يخالطه بعد معنى الكآبة ولم تنزل بساحته وطأة الهموم.
ثم قالت: ولولا أن خيالات الفكر والكآبة تتمايل على جبهتها السمراء لتساءل المرء: أهو في حضرة امرأة ذاقت طعوم اللوعة والألم؟..
نعم إنها التاعت وتألمت!
قلت أنا: وأنت الآن لربما لو جمعت رواية المعرض كافة أمام تلك السطور الخمسة لطاشت تلك السطور بهاته الروايات بلا ريب.
الحمد لله .. وبعد،
من معاني الاعتقاد التي ينبغي التعبد بها لرب العالمين مع ما يجري من أحداث واضطرابات حولنا= أن يعي المسلم ويعقد في قلبه أن الدول الكبرى المتجبرة ليست آلهة تحكم ما تريد.
إنما الله وحده هو الذي يحكم بما يشاء لا راد لحكمه ولا مانع لما يريد.
ومن أصول الإيمان بالقدر المتقررة عند أهل السنة ما أورده الشيخ تقي الدين في الواسطية: [ وأما الدرجة الثانية - يعني من الإيمان بالقدر- : فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه، لا يكون في ملكه ما لا يريد ]
وهذا من مسلمات الاعتقاد التي يتأكد استحضارها اليوم؛ فتنعقد القلوب وتسكن لهذا المعنى: أن هؤلاء مهما بلغوا من قوة يستدرجهم الله لما يريد فيمكرون والله يمكر بهم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وهذه إحدى أهم ثمرات العقيدة وتعلمها وحفظ المتون وفهم الشروح؛ وإلا لما كان للعلم كثير فائدة.
فالمسلم نعم يصيبه الهم أو الخوف الفطري أو شيء من القلق؛ لكن قلبه يسكن إلى ركن شديد: أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولو اجتمعت عليه جيوش الأرض؛ بل جند الله هم الغالبون.
من معاني الاعتقاد التي ينبغي التعبد بها لرب العالمين مع ما يجري من أحداث واضطرابات حولنا= أن يعي المسلم ويعقد في قلبه أن الدول الكبرى المتجبرة ليست آلهة تحكم ما تريد.
إنما الله وحده هو الذي يحكم بما يشاء لا راد لحكمه ولا مانع لما يريد.
ومن أصول الإيمان بالقدر المتقررة عند أهل السنة ما أورده الشيخ تقي الدين في الواسطية: [ وأما الدرجة الثانية - يعني من الإيمان بالقدر- : فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه، لا يكون في ملكه ما لا يريد ]
وهذا من مسلمات الاعتقاد التي يتأكد استحضارها اليوم؛ فتنعقد القلوب وتسكن لهذا المعنى: أن هؤلاء مهما بلغوا من قوة يستدرجهم الله لما يريد فيمكرون والله يمكر بهم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وهذه إحدى أهم ثمرات العقيدة وتعلمها وحفظ المتون وفهم الشروح؛ وإلا لما كان للعلم كثير فائدة.
فالمسلم نعم يصيبه الهم أو الخوف الفطري أو شيء من القلق؛ لكن قلبه يسكن إلى ركن شديد: أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولو اجتمعت عليه جيوش الأرض؛ بل جند الله هم الغالبون.