Telegram Web
الحمد لله .. وبعد،
إن ابتليت أول الليلة بشيء من التفريط أو إحساس العجز أو عدم الانجاز؛ سيأتيك الشيطان يحدثك أنك محروم؛ فلا تظن بالله ظن السوء؛ بل ظن بربك ظن الخير وقم وتدارك فلا تزال أبواب السماء مفتوحة.
أدرك ما تبقى من الليلة ودع عك أية مشاعر سلبية.
الحمد لله .. وبعد،
رحلت الليلة وكأنها طرفة عين .. تفاوت الناس فيها بين مقل ومستكثر ومقبل ومدبر وراغب وزاهد.
وهكذا الدنيا تمر كأنها طيف يعاينه المرء إذا دخل قبره، وكأنها ساعة من نهار.
هكذا أخبرنا القرآن في غير موضع لكننا في غفلة.
يخيل إليّ أن هذه الليالي نموذج مصغر من الدنيا؛ فإذا انقضت الأعمار تشابهت مشاعر الناس مع مشاعرهم بعد انقضاء هاته الليالي ما بين ظالم لنفسه ومجتهد وسابق بالخيرات.
فهل نتعظ اليوم قبل فوات أوان الوعظ!
الله المستعان
الحمد لله .. وبعد،


بداية من الليلة إن شاء الله أرجو منكم رفع حالة الاستعداد القصوى وبذل أنفسنا فيما تبقى من ساعات.
أمامنا ليلتان أو ثلاث غاية في الأهمية بمثابة ختام الشهر لا تحتمل أي تفريط.
ننسى كل ما مضى ونتعامل مع الليلتين هاتين أو الثلاث من باب العبرة بالخواتيم وكأننا نقول: يا رب أحسن ختامنا نحن صادقون لا نعبدك ليلة دون ليلة بل نبذل أنفسنا لآخر لحظة في شهرنا.

كما أن احتمال وقوع ليلة القدر فيما تبقى قائم جدُا خاصة إن اكتملت عدة الشهر كما أسلفنا من إيضاح لمسالك العلماء في طريقة حساب الأوتار عند اكتمال العدة. 

ومن المعاني المهمة أن نحذر أن نكون كالتي نقضت غزلها، وكأننا نهدم كل ما بنيناه آخر يومين.
وإلى كل مفرط:
أمامك ليلتان تتبدل فيهما الأحوال وتستيقظ فيهما قلوب من رقدة الموات.
نعم والله تنبعث فيهما قلوب من رقاد الغفلة لمن صدق الله، وما أحوجنا للصدق والله.
والإنسان إذا استحكمت عليه خيوط الكربة وشعر بدنو رحيل الشهر وقلبه لا يزال في قسوته= إذا استشعر هذا كله لجأ إلى الله التجاء المضطر المكروب، والله مجيب المضطرين.

 فلا إله إلا الله رب المكروبين بقسوة قلوبهم وجمود أعينهم وقد آل شهرهم لساعة المغيب،  نلوذ به ونستغيث أن يصلح قلوبنا ويجبرنا. 
الحمد لله .. وبعد،

الإقبال على الله في مثل ليلتنا هذه التي ينصرف عنها فئام من الناس من سمات الصادقين في طلب مغفرته ورجاء ما عنده من رحمات.
ولبئس صفة المرء يبخل بنفسه على الله؛ فإذا جاء الوتر أقبل وإذا جاءه الشفع أدبر!

لا يدري من اكتسبت يداه الخطايا، لربما يرحمه الله في ليلة  لم يكُ يرجوها؛ فالموازين عند الله ليست كما عند البشر .. وتأمل مغفرته لبغي في شربة كلب!
فرحم الله رجلًا أقبل ليلتنا على ربه يتملقه ويرجوه.
لا تنسوا إخوانكم المكروبين تحت القصف والجوع والتشريد في هذه الليالي، وكوني لا أذكركم بهذا كل ليلة؛ لأني أحسبكم إن شاء الله ممن خصصوا وردًا ثابتًا من الدعاء لإخوانهم بالنصر على حثالة الأمم
الحمد لله .. وبعد،
يستهويني في هذه الليالي التي يزهد فيها الناس وتفتر فيها الهمم؛ استحضار معنى سعي الإنسان المسكين في فكاك نفسه من أسر النار.

أحسبه من المعاني التي تكسب المرء انكسار قلبه لله .. يحمل أحدنا على عاتقه ذنوب سنوات وأثقال من العصيان تورده النار لولا عفو الله؛ فيأتي ربه هذه الليالي بنفسه المكلومة المتمردة عليه .. تدعوه إلى الراحة والكسل ويدعوها هو للجد والعمل فتمتنع عليه مخادعة له بالتسويف تارة وبفساد التأويل تارة.
فيشكو ضعفه إلى الله متذللًا منكسرًا وهو يقول: يا رب أنا الذليل المنكسر إليك أسعى في فكاك رقبتي من النار فاقبلني على قسوة قلبي وقلة عملي!

يُخيلُ إليَّ أن هذه الكسرة أحد أعظم طرائق السعي في العتق من النار؛ فلا تغفل عنها.

العتق يا أخي باختصار: أن تُزحزح على النار.
وأنت الآن تمارس هذا عمليًا .. كل ركعة تصليها أو آية تقرؤها أو صدقة تخرجها هي باختصار محاولة منك للخلاص من وهج جهنم أعاذنا الله منها.
فلا تستقل عملًا تعمله ولو حزن قلبك على حالك.

فاللهم ربنا الرحمن الرحيم اقبلنا واعتق رقابنا واكتب لنا السعادة الأبدية.
أرجو أن تكون منشورات ليلة أمس أحدثت فارقًا معكم في تعاملكم مع الليلة، وكل ليلة قد يزهد فيها بعض الناس.
وأرجو أنكم وجدتم لهذا التعامل بجدية مع مثل ليلة أمس أثرًا في قلوبكم
الله المستعان
تذكير:
أمامنا ليلة مصيرية قد تكون خاتمة الشهر ولا ندري يا جماعة هل نعيش هذه الأيام مرة أخرى، أسأل الله ألا يجعل ذلك آخر عهدنا برمضان.

رجاء اهتموا بهذه الليلة من الآن وكما تعودنا: البداية تكون بالافتقار إلى الله عز وجل وطلب الدعاء منه قبل دخول الليلة أن يعيتنا ولا يحرمنا.
الحمد لله.. وبعد،

التماس ليلة القدر في التاسع والعشرين وردت به نصوص وآثار عن السلف؛ منها حديث عبادة عند الشيخين عن النبي صلى الله علبه وسلم: فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ.
وفي الصحيح: في تسع يمضين
ويُستأنس فيها بحديث معاوية بالتماسها آخر ليلة من رمضان ؛ ومن ثم بوَّب عليها بعض العلماء أبوابًا مفادها= تصور التماس ليلة القدر في التاسع والعشرين .. بل والحث عليها.
وقد تقع ليلتنا هذا العام  خاتمة الشهر وآخر لياليه.

إذن عندنا الآن اجتماع فضل ليلة التاسع والعشرين مع فضل كونها ليلة وترية من ليالي العشر مع فضل كونها إحدى ليالي السبع التي هي أخص من العشر  مع فضل ورود نصوص خاصة في هذه الليلة مع فضل كونها خاتمة الشهر من جهة الأوتار على قول الجمهور = تخرج من هذا كله بأن هذه ليلة بلغت من الشرف والمكانة عند الله المبلغ العظيم إن شاء الله.
واحتمال وقوع ليلة القدر فيها متجه بقوة، ومن ثم رجونا فيها استجابة الدعوات.


وعمومًا تحري هذه الليلة والسويعات القابلة والاجتهاد فيها= مسلك العالمين بالنصوص المدركين لتأويلات المتفقهين، وقبل هذا كله هو مسلك الراغبين فيما عند الله الملتمسين مغفرته ورحماته.

وأظن أن من علامة الصدق مع الله  أن يظل المرء منا قائمًا لله يدعوه حتى بزوغ فجر هذه الليلة الشريفة.
والإنسان هاهنا أحد اثنين:
* مسرف على نفسه مفرط في شهره، والله كريم لا يرد عبده وإن أتى في لحظات الوداع.

* وسابق بالخيرات مغتنم لشهره،  ولا يليق بمثلة أن يغبن نفسه وينقض غزله من بعد قوة.

أوصيكم ونفسي ببذل أرواحنا فإنما هي ساعات ما أسرع مرورها وكأنها حلم.
وما يدري أحدنا لعل الله بنزل على قلبه رحمة من رحماته في خواتيم الساعات وقد بلغ منا الحزن على أحوالنا وقسوة قلوبنا ما بلغ.

انكسروا لله وأملوا فيه خيرًا وادخلوا ليلتكم من باب التذلل والضراعة وإظهار الفاقة والمسكنة؛ فإننا والله فقراء غاية الفقر إلى الله.

ثم اذكروا إخوانكم المنكوبين عسى الله أن يختم لهم شهرهم بفرج قريب.

نعوذ بالله من غبن الخواتيم وتفريط النهايات، والله مولانا ولا حول لنا ولا قوة إلا به..
اللهم لا تحرمنا نحن المساكين الفقراء إليك بقبيح فعالنا وشؤم ذنوبنا.. ولا تمنعنا جميل ما عندك بسوء ما عندنا.. فإنّا نظن بك ظنون الحسنى والإحسان
مهم أرجو أن تستمعوا له من فضلكم 👆
الحمد لله.. وبعد،

سلام على أولاء الصابرين الملازمين مواضع السجود والدعاء حتى ليلتنا هذه وإن غابت عنهم اللذة؛ فلا يزالون قائمين بأمر الله يكابدون قساوة قلوبهم وجمود عيونهم.. يجابهون سنوات من الهوى والعصيان أودتهم أسارى في غيابات القسوة والكسل وجمود الأعين بيد أنهم لا يظنون بربهم ظن السوء؛ بل يظنون أن الله لا يخيب مساعيهم، وما هو بخاذلهم.
أظن أنتم عارفين أنا عايز أقول ايه
مستعدون؟
أمامنا ليلة اسمها: ليلة الصادقين
الحمد لله .. وبعد،
تنبيهان بخصوص ليلة الثلاثين..
عندنا الآن حديثان في الصحيح يتعلقان بمسألة القيام في رمضان.
الحديث الأول: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا= غفر له ما تقدم من ذنبه.
الحديث الثاني: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا= غفر له ما تقدم من ذنبه.

ما علاقة هذا بليلة الثلاثين؟
العلاقة من وجهين:

01- فيما يتعلق بالحديث الأول؛ فظاهر كلام الشراح أن قيام رمضان لا يتحقق إلا بإشغال سائر الليالي بالصلاة، فترك القيام ليلة - بدون عذر - قد يخرج صاحبه خارج دائرة الحديث.
ومن ثم من كان حريصًا على قيام ليالي الشهر عليه أيضًا أن يحرص على قيام هذه الليلة عملًا بظاهر النص الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

02- ليلة الثلاثين يُحتمل كونها ليلة القدر من أربعة طرق:
الأول: ورود بعض النصوص الخاصة بها وحدها.
الثاني: كونها ليلة من ليالي التحري، التي هي سائر الليالي العشر.
الثالث- تصور كونها إحدى ليالي السبع البواقي التي خصها النبي صلى الله عليه وسلم بمزيد عناية، وعند مسلم: فإن ضعف أحدكم أو عجز؛ فلا يغلبن على السبع البواقي
الرابع: كونها ليلة وترية باعتبار ما بقي لا ما مضى، وذكرت من قبل أن هذه مسألة خلافية حول طريقة احتساب الأوتار خاصة عند اكتمال عدة الشهر؛ وفيه مذهبان مشهوران؛ أحدهما وقوع ليلة القدر في الليالي الزوجية.
وهو قول له وجه بالمناسبة.

نصيحتي التي ربما مللتَها مني: اصدق الله هذه الليلة والله وعظمها في نفسك فلا ينظر الله إلى قلبك فيراه زاهدًا فيها مستقلًا لها؛ فهذا لا يليق بليلة عظمها الله.
لعلها بشرى للمقصرين أمثالنا وإمهال؛ فنتوب ونعمل صالحًا ونجتهد الليلة.
فاللهم لا تحرمنا
الحمد لله.. وبعد،

يستهويني أن أسمي هذه الليلة بليلة الصادقين!
تلك الليلة التي ربما تأتي عند البعض على هامش ليالي العشر فينصرف عنها خلائق إثر الإجهاد أو طول الأمد أو الفراغ من ترقب ليلة القدر والإياس من وقوعها فيها.

يُخيل إليّ أن أُناسًا يرقدون هذه الساعة في قبور مظلمة لو عاد بهم الزمان لكان لهم من الأحوال في تلك الليلة التي مرت عليهم أيضًا زمانًا ما شأن آخر..
مرت عليهم ليلة الثلاثين فانصرفوا عنها كما ننصرف عنها الآن؛ بيد أنهم عاينوا كم هي ليلة عظيمة فتمنوا ساعة فيها من بعد الرقاد الطويل؛ بل ربما تمنوا تسبيحة واحدة!

نعم ليلتنا هذه هي ليلة الصادقين الذين لا يتعبدون الله بلغة ابذل أقل ما تملك اتكاءً على نص ما أو قول عالم أخبرهم أن ليلة القدر ليلة كذا وكذا؛ فباتوا يتخيرون بين الليالي؛ يأخذون هذه ويزهدون في تلك!
لا؛ بل هم يتعبدون الله ببذل أرواحهم ثم لا يرون لأنفسهم على الله شيئًا.
لا يفرقون بين ليلة وأختها.

بل وما إخال هذه الليلة تنقضي إلا ولله الرحمن فيها عتقاء..
نعم عتقاء ربما بذلوا فيما مضى من ليالٍ ومع ذلك تأخرت لحظة سعادتهم الأبدية لساعتنا هذه.

قم يا أخي ولا تكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة.
قم وأقم جسدك بين يدي الله تناجيه تارة وتدعوه أخرى تسأل الخلاص من أسر الدنيا ولهيب النار.
قم لعلها لحظة السعادة التي لا تشقى بعدها أبدًا.
تجيب المضطر..
وتكشف الضر..
وتشفي السقيم..
وتغفر الذنب العظيم..
ولا يجزي بآلائك أحد..
ولا يبلغ مدحتك قول قائل..

فاللهم لا تردنا
الحمد لله .. وبعد،
هذه ساعات الرجاء وحسن الظن بالله؛ فأمّلوا في الله خيرًا
أظن مع أذان الفجر ونهاية الليلة مش عايزين تشوفوا اسمي تاني 😬😬
الحمد لله .. وبعد،
المشاعر والأحاسيس التي تعيشها في رمضان والحزن على رحيل الشهر ومعايشة مشاعر الفراق، والحياة التي عاينت شيئًا من نعيمها على ما عندك من تقصير؛ تخبرك بحقيقة قطعية لا مرية فيها: أن الحياة بدون أوراد - ولو يسيرة - من القرآن والقيام والصيام= ليست بحياة؛ بل موت يشوبه شيء من اليقظة.

وكل إنسان يعيش بدون هذه الأوراد فهو في الحقيقة ميت لكنه لا يشعر بموته لشدة غفلته عن هذه المعاني والمشاعر التي منَّ الله علينا بها هذا الشهر.
فاللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور والعودة لحال الأموات
2024/12/29 19:37:41
Back to Top
HTML Embed Code: