Telegram Web
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
▪️كشف تدليسات المدلسين:

ولمن أراد الزيادة فعليه بهذا الرابط ومعه نسخة كتاب مجموعة الأخبار في نفائس الآثار .
👇🏻👇🏻👇🏻
https://www.tgoop.com/Ahmaed202096/2636
السؤال/مامدى نسبة هذه الأبيات الشعرية إلى الإمام الهادي(عليه السلام)

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
غلب الرجال فما أغنتهم القلل ؟

الجواب/

١-نقلت مصادر التاريخ قصة هذه الأبيات عن الإمام الهادي(عليه السلام) عند المتوكل العباسي ولكن المهم في المقام هل هي من إنشاء الإمام (عليه السلام) أم لشاعر آخر والإمام أنشدها عنه وهذا ماسنتطرق له في هذا المنشور وننقل الآن الحادثة بتمامها فقد نقلها المسعودي المتوفى سنة (٣٤٦)هـ ،في مروج الذهب فقال :

وقد كان سُعِي بأبي الحسن علي بن محمد إلى المتوكل ، وقيل له : إن في منزله سلاحا وكتباً وغيرها من شيعته ، فوجه إليه ليلًا من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره ، فوجده في بيت وحده مغلق عليه وعليه مدْرَعة من شَعَرٍ ، ولا بساط في البيت إلا الرمل والحصى ، وعلى رأسه ملْحَفة من الصوف متوجهاً إلى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ، فأخذ على ما وُجِد عليه ، وحمل إلى المتوكل في جوف الليل ، فمثل بين يديه والمتوكل يشرب وفي يده كأس ، فلما رآه أعظمَه وأجلسه إلى جنبه ولم يكن في منزله شيء مما قيل فيه ، ولا حالة يتعلل عليه بها ، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما خامر لحمي ودمي قط ، فأعْفِنِي منه ، فعافاه ، وقال : أنشدني شعراً أستحسنه ، فقال : إني لقليل الرواية للأشعار ، فقال : لا بد أن تنشدني فأنشده :

باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهم
غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُللُ

واستنزلوا بعد عزّ عن معاقلهم
فأودعوا حُفَراً ، يا بئس ما نزلوا

ناداهُم صارخ من بعد ما قبروا
أين الأسرة والتيجان والحلل ؟

أين الوجوه التي كانت منعمة
من دونها تضرب الأستار والكِللُ

فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا

وطالما عمروا دوراً لتحصنهم
ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموال وادخروا
فخلفوها على الأعداء وارتحلوا

أضحت مَنازِلُهم قفْراً مُعَطلة
وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا

قال : فأشفق كل من حضر على علي ، وظن أن بادرة تبدر منه إليه ، قال : والله لقد بكى المتوكل بكاء طويلًا حتى بلت دموعه لحيته ، وبكى من حضره ، ثم أمر برفع الشراب ، ثم قال له : يا أبا الحسن ، أعليك دَينٌ ؟
قال : نعم أربعة آلاف دينار ، فأمر بدفعها إليه ، ورده إلى منزله من ساعته مكرماً .

📚/مروج الذهب:ج٤،ص١١.

ونقلها صفيّ الدين أبو الفتح عيسى بن البحتري الحلبي المتوفى سنك(٦٢٥)هـ في كتابه بهجة المجالس ونقلها سبط ابن الجوزي المتوفى سنة(٦٤٥)هـ،في كتابه تذكرة الخواص ونقلها ابن خلكان المتوفى سنة(٦٨١)هـ،في كتابه وفيات الأعيان ونقلها الذهبي المتوفى سنة(٧٤٨) هـ ، في كتابه تاريخ الإسلام ونقلها أيضاً الصفدي في الوافي بالوفيات وابن كثير في البداية والنهاية والدميري في كتاب الحيوان وغيرهم الكثير ونقلها الشيعة عن هذه المصادر أعلاه .

تكملة المنشور 👇🏻

https://www.tgoop.com/benefits_Ahmad1/668
٢-هناك نقل آخر ونسبة أخرى قد تكون أقدم من النسبة للإمام الهادي(عليه السلام)ظاهراً فقد نقل ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة (٢٧٦)هـ، بسنده المتصل في كتابه المجالسة وجواهر العلم في الجزء الأول في صفحة ٣٩٠ فقال:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ:

أُصِيبَ عَلَى عُمْدَانِ قَصْرِ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَنَ سَطْرَانِ مَكْتُوبَانِ بِالْمُسْنَدِ، فَتُرْجِمَ لِلْعَرَبِيَّةِ:

باتوا على قُلَلِ الجبال تَحْرُسُهُمْ
غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَمْنَعْهُمُ الْقُلَلُ

وَاسْتُنْزِلُوا مِنْ أَعَالِي عِزِّ مَعْقِلِهِمْ
فَأُسْكِنُوا حُفْرَةً يَا بِئْسَ مَا نَزَلُوا

نَادَاهُمْ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ مَا دُفِنُوا
أَيْنَ الْأَسِرَّةُ وَالتِّيجَانُ وَالْحُلَلُ

أين الوجوهَ التي كانت مُحجِّبةً
من دُونها تُضْرَبُ الأستارُ والكِلَلُ

فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلَهُمْ
تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ يَقْتَتِلُ

قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْرًا وَمَا نَعِمُوا
فَأَصْبَحُوا بَعْدَ ذلك الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا

وكذلك نقلها ابن قتيبة الدينوري في كتابه الآخر بنفس النقل المتقدم عيون الأخبار .

وكذلك نقلها السخاوي المتوفى سنة(٩٠٢)هـ،بسنده المتصل فقال:

وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ عَنْ أَبِي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى بْن علاق أَنا أَبُو الْقَاسِمِ البوصيري إِذْنًا إِن لَمْ يكن سَمَاعًا أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْفراء أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن الضراب قَالا أَنا الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل - وَهُوَ وَالِد ثَانِيهمَا - أَنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مَرْوَان ثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عَبْد الْمُنعم بْن إِدْرِيس عَنْ أَبِيهِ عَنْ وهب بْن مُنَبّه قَالَ أُصِيب عَلَى عمدان قصر سَيْف بْن ذِي يزن مَكْتُوب بالمسند فترجم بِالْعَرَبِيَّةِ

باتوا عَلَى قلل الأجبال تحرسهم
غلب الرِّجَال فَلم تمنعهم القلل

إلى آخره .

٣-قال الشيخ هادي النجفي كلاماً خلاصته :

نُسِبت هذه الأشعار إلى الإمام الهادي(عليه السلام)وإلى شخص غير معروف فكانت مكتوبة على عمدان قصر سيف بن ذي يزن ونسبها الحسين بن إسماعيل الجرجاني المتوفى سنة (٤٣٠)إلى أبي الهيثم بن مروان الزاهد في كتابه الإعتبار وسلوة العارفين ونسبها الكراجكي للإمام الجواد(عليه السلام)ووُجِدتْ مكتوبة على قبر في الشام و كل ذلك لايصح .

وقال قد ظهر لك من مقالة الجدّ أنّ الأبيات منسوبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أنشدها ولده الإمام الهادي(عليه السلام).

ومصدر كلامه في مقدمة كتاب المختار من القصائد والأشعار من صفحة ١٠ إلى صفحة ١٨ .

ويقول الفقير صاحب هذه الصفحة والقناة :

عندما تراجع كلام جده الشيخ مجد الدين النجفي الأصفهاني (قده) فهو ينسبها لأمير المؤمنين (عليه السلام) بغير دليل من إسنادٍ لراوٍ أو كتابٍ أو مصدرٍ في كتابه المختار من القصائد والأشعار في صفحة ١٧٠ .

إن قلتَ:المصادر موجودة في هامش صفحة ١٧٠ ؟

قلتُ:هذه المصادر لاتثبت نسبتها لأمير المؤمنين (عليه السلام) وتنسبها للإمام الهادي(عليه السلام) كما ذكرنا أعلاه .

٤-كلمة أنشد وأنشدني لاتدل وحدها بنسبة الشعر لقائله وتدل عليها بقرينة كأن يُقال أنشدني فلان من شعره أو عن نفسه وأما كلمة أنشد فقد تحتمل أن يكون الشعر لقائله وتحتمل أن يكون لغير قائله ومن موارد استعمال كلمة (أنشدني)في الشعر الذي لغير قائله كثيرة فقد جاء في كتاب غريب الحديث لابن سلام،ج٤،ص٣١٩ (وأنشدني الأصمعي وابن الكلبي جميعا في مثل هذا لقيس بن زهير بن جذيمة).

وبالتالي ماجاء في الرواية التي في النقطة الأولى (فأنشده)لاتثبت وحدها الشعر من إنشاء الإمام(عليه السلام).

ومعنى (راوية للشعر) إن الشخص يروي أشعار غيره وينقلها وعبارة (إني لقليل الرواية للأشعار ) معناها يروي وينقل أشعار غيره ولكن بقلة وقد تكون هذه العبارة قرينة على عدم نسبة الشعر أعلاه للإمام الهادي(عليه السلام).

٥-الخلاصة هي نقل واقعة مابين الإمام الهادي(عليه السلام)والمتوكل من قبل المصادر التي تم ذكرها أعلاه ولكن هناك مضعفات من كون هذا الشعر من إنشاء الإمام (عليه السلام) منها نسبته لغير الإمام (ع) ومنها كلمة أنشدني وقليل الرواية للشعر بالوجوه التي ذكرناها أعلاه ولذا من المظنون كونه لشاعر من الشعراء ولكن صاحب هذه الصفحة والقناة يحتاط ويتوقف في المقام ولايبدي رأياً ولكن أرجو أن لايسبب هذا توهماً لنفي الحادثة فالحادثة واقعة كما ذكرنا ولكن الكلام في كون الشعر من إنشاء الإمام(عليه السلام)أو من إنشاء شاعر آخر فالأئمة عليهم السلام يستشهدون بشعر غيرهم كما هو معلوم لديكم والله العالم.

فَوَائِد وَخَوَاطِر وَعِبَر
https://www.tgoop.com/benefits_Ahmad1
2025/01/04 22:01:59
Back to Top
HTML Embed Code: