Telegram Web
لاتألفوا المشااهد لااا تألفووها....💔
المشهد هذا أحرق جوفي، الغصص كلها تجتمع بحنجرتي، وهذا المشهد أصاب قلبي.
يا الله هذا ليس مشهد سينمائي، ولا مشهد درامي، وليست أفكار وخيال مخرج لفلم، هنا غزة وأبنائها، هنا هم يطيرون ويحلقون بلا أجنحة.
لا أريد أن أسمع أحدًا يخبرني أنه تأثر من مشهد درامي، ولم يرف له رمش وهو يشاهد غرة، وهو يرى ألمها، من يبكي لأحداثٍ وهمية، وينسى أحداث بغاية الأهمية.
أي حدث، وأي نقاشٍ غير غزةة وأهلها هوووحديثثث لااقيمة ولا أهمية له.💔


#عازفـة
اتمنى أن لاتلهوا عن غزة واهلها، أن لاتعيشوا وكأن شيء لم يكن، لاتكونوا أنتم أيضًا ممن يخذلهم، لاتخبروني أن ليس ياليد حيلة؛ اكتبوا عنهم، احزنوا لحزنهم، واجعلوا الدعاء هي الرابطة بيننا وبينهم، لاتألفوا المشااهد، لاااتعتادوها، لا تضحكوا باصواتٍ صاخبة، وهناك من يموت بأحدثِ الطرق..
صوتك مقاومة، وصمتك خيانة.

آن الأوان أن يعرف العالم أننا لا نرضى بالظلم، ولا نقبل بالإبادة. وأن غزة ليست وحدها في معركتها، بل نحن معها بكل ما نملك.

الاثنين، 7 أبريل 2025، يوم غضب عالمي، يوم نرفع فيه صوتنا عاليًا في وجه آلة القتل.
يوم نُضرب فيه عن العمل، عن الدراسة، عن الشراء، عن كل ما يُشعرهم أن الحياة طبيعية.

أوقف عملك، أغلق متجرك، علّق نشاطك، وشارك في نشر الكلمة.

🔊 ارفع شعار: "لن أكون شريكًا في يوم يُباد فيه شعب بأكمله!"

هذا الإضراب ليس مجرّد توقّف عن العمل، بل صرخة في وجه الصمت الدولي، وخذلان من خذل غزة.

لنحوّل هذا اليوم إلى علامة فارقة، إلى موقف لا يُنسى، إلى صفعة في وجه الاحتلال، ورسالة صريحة منّا للعالم: "كفى!"

📢 انشر، احشد، شارك.
حوّل الكلمة إلى فعل، والموقف إلى حقيقة.
غزة تستحق أن نكون على قدر دمها.

#الإضراب_العالمي
#StrikeForGaza
#مرابطات_عن_بعد
#احساس كاتب

هل رأيتم؟
هل سمعتم؟
هل شعرتم بارتجاف الأرض في ذلك الوقت؟
حين تطايرت اجسادهم وتبعثرت ارواحهم في الهواء؟
ذلك ليس فلم او مسرحية، بل هو في غزة،
حيث الموت لا يستأذن، ولا يختار وقتًا، ولا يفرّق بين أمٍ وطفل، بين يدٍ صغيرة ورأسٍ أبيض.

أرأيتم تلك الفتاة؟
كانت تصرخ ،أين أمي؟ أين أبي؟ أين أخي؟
لا أحد يرد..........فقط بكاء وصراخ
كل الذين يُفترض أن يُجيبوا، صاروا تحت الركام.
ذهبت الحياة، وذهب الدفء، وبقي البكاء وحده شاهداً على ما حدث.
انتظروا لاتبكوا مازال هناك ابشع من ذلك وماحركت بهم ساكن،

هل رأيتم ذاك الطفل؟
الذي خرج من بطن أمه مبتور القدمين.
لم يعرف ضوء الحياة إلا من تحت رماد القصف.
لم يسلم حتى في أعمق، وأدفأ، وأصدق مكانٍ في العالم رحم أمه.

هل رأيتم ذلك المشهد ..؟!
حينما انتُزعت الأجساد من تحت الركام،
بلا صوت،
بلا دموع،
وكأن الحياة قررت أن تنسحب بهدوء؟
هل رأيتم تلك العيون المفتوحة التي مات أصحابها قبل أن يغلقوها، وكأنهم ظلّوا يحدقون في آخر صورة رأوها للحياة؟
هل مرّ فيكم ذلك الصباح حين كان كل شيء صامتًا، إلا قلوب الأمهات التي تنبض خوفًا، تنبض شوقًا، تنبض ولا تدري إن كانت ستُطفأ اليوم هي الأخرى؟

هل رأيتم العجوز الذي جلس على أنقاض بيته، لا يتكلم، لا يتحرك، فقط ينظر إلى الهواء كأنه يرى كلّ من رحلوا يقفون أمامه واحدًا واحدًا؟

هل رأيتم الفتاة التي خرجت من بين الأنقاض تصرخ: "أين أبي؟"، تصرخ ولا أحد يرد، لأنه أيضاً تحت الأرض، ومعه كل الأجوبة التي لم تُقل؟
هل رأيتم الطفل الذي كان يرتجف من الخوف بينما تهتز الأرض تحته، وقال لأمه "أنا مش خايف، بس مش قادر أنام"؟
هل رأيتم كيف يُلفّ الجسد الصغير بكفن أبيض، ويُكتب عليه "شهيد"، دون أن يعرف حتى معنى الكلمة؟
هل سمعتم صوت البيوت وهي تنهار؟
هل شممتم رائحة الغبار الممزوج بالدم؟
هل مرّت بكم تلك اللحظة التي تتوقف فيها الحياة فجأة، وتُصبح كل الأشياء رمادًا؟
هل رأيتم طفلاً يُسحب من حضن أمه الميتة وهو يصرخ كأن روحه تُنتزع؟
هل مرّ بكم مشهد القدم الصغيرة التي بقيت وحدها على الإسفلت، لأن ما كان فوقها قد تبخر؟
هل رأيتم البحر وهو يبتلع صدى الانفجارات، ولا يستطيع أن يطفئها؟
هل سمعتم آهات الرجال الذين لا يبكون، لكن عيونهم تمتلئ حتى تغرق؟

هل رأيتم الممرضة التي ارتجفت يداها وهي تكتب اسم طفل ميت، لأنه يشبه ابنها؟
هل رأيتم المآذن تبكي، والكنائس تئن، والسماء تمطر شظايا بدل السلام؟

هل رأيتم قلب غزة؟
كيف ما زال ينبض تحت الركام،
كيف يصرخ ولا يسمعه أحد
، كيف ينكسّر بصمت ولا ينهار؟
هل رأيتم...؟
هل رأيتم...؟
هل رأيتم…؟

#إحساس_كاتب
حُلم.
#احساس كاتب هل رأيتم؟ هل سمعتم؟ هل شعرتم بارتجاف الأرض في ذلك الوقت؟ حين تطايرت اجسادهم وتبعثرت ارواحهم في الهواء؟ ذلك ليس فلم او مسرحية، بل هو في غزة، حيث الموت لا يستأذن، ولا يختار وقتًا، ولا يفرّق بين أمٍ وطفل، بين يدٍ صغيرة ورأسٍ أبيض. أرأيتم تلك الفتاة؟…
#إحساس_كاتب

أعتقد أنه قد مات…
مات واستُشهد أغلب الذين في غزة.
الأطفال، و الأمهات،
الشهداء في كل زاوية،
لكن قبل كل هؤلاء…
ماتت ضمائر العالم.
ماتت القلوب التي رأت ولم تهتز.
ماتت العيون التي شاهدت الانفجارات وبقيت جافة.
مات الصمت حين صار لغة رسمية.

وقبل كل شيء…
وأنا أخصّ بالذكر،
مات أولئك العرب.
ماتت مروءتهم.
ماتت نخوتهم.
مات حكامهم في قصورهم قبل أن يموت الناس تحت الأنقاض.
ماتت أصواتهم في مؤتمرات باردة، وتحت أعلام خرساء لا ترتجف.

أولئك الذين رفعوا الشعارات،
وباعوا دماء الأطفال في مزادات السياسة.
أولئك الذين صلّوا في مساجد فخمة،
وتجاهلوا مآذن غزة التي تنادي، أنقذونا.

حين احترق لحم الأطفال،
كانت طائراتهم مشغولة في عروض جوية.
حين تصدّع قلب الأم،
كانوا يحتفلون في حفلات راقصة.
حين هُدمت البيوت على رؤوس ساكنيها،
كانوا يناقشون جدوى التطبيع وابتسامة العدو.

هل رأيتم كيف مات كل شيء،
لكن بقيت غزة؟
بقيت تنزف، وتقاوم، وتصرخ،
تبكي بصوت لا يسمعه أحد،
وتنادي بعناد من لا يرد.

هل رأيتم كيف تُركت وحدها؟
كيف واجهت السماء وحدها،
وحملت ترابها بيديها،
ودفنت أبناءها بدموعها؟

غزة التي تُقتل كل يوم،
ولا تموت.
غزة التي يُكتب على كل حجر فيها: هنا سقط شهيد،
وغدًا، سيُولد طفل، من رماد الشهيد،
يحمل حجرًا… ويمشي.

غزة لا تستسلم، لكنها تحترق بنارٍ لا يُطفئها العالم.
منذ سنين وهي تصرخ، تصلي، تحارب، وتحمل الشهداء على الأكتاف، ثم تكمل الحياة كأنها لا تعرف سوى المقاومة.

نحن هنا، خلف الشاشات، نحزن، نصرخ، نضعف، ننكسر.
نشعر بالعجز كأننا نختنق مع كل طفل يموت، مع كل بيت يُهدم، مع كل حلم يُدفن حيًا.
نريد أن نذهب إليهم، نقاتل معهم، نضمّهم، نأخذ عنهم الألم، لكننا لا نملك سوى هذا
أن نكتب، ونصرخ، ونشهد… كي لا تُنسى غزة.

#إحساس_كاتب
كُل شيءٍ وارد، وكل شيءٍ محتمل من اليهود، ولكن لومي الآن على العرب، لم اتوقع أن تصل بهم السفالة إلى هنا،
فما الذي سيحرك ضمائركم؟
ما الذي يعيد لكم دينكم وإحساسكم بالمسؤولية؟
متى ستستيقظون من سباتكم العميق؟
اتساءل هل أنتم مخلوقين من طينٍ؟
أم من نارٍ كما الشياطين؟
وأي شياااطين أنتممم؟
بـ أي وجهٍ ستقابلون خالقكم؟
وبـ أي وجهٍ ستكملون حياتكم؟
بوجهِ العارِ!
بوجه الخزي!
بوجة الذل والهوان؟

ايها الخونة الملاعين، ايها الذليولون الحقيرون، تتركون كل قوتكم وتأتون بتنديداتٍ تافهة أمثالكم، تتركون عُدتكم وأسلحتكم وتخبرونا أنكم تدعون لهم، ايها الخسيسون غزة وأهلها ليست بحاجةٍ لدعواتكم الزائفة، هي ايضًا لا تحتاج إلى تبريراتكم الواهية.
غزة وأهلها لايطلبون منكم شيئًا، ولا يتسولون منكم أن تُعيدو عروبتكم، لا يطلبون منكم أن تحيوا ضمائركم؛ إنما هذا واجبكم الديني الذي تخليتم عنه، وقضيتكم التي تخلفتم عنها، ومسؤوليتكم التي تهربتم منها.
أهل غزة لايحتاجون حيوانات حقيرة أمثالكم، كل همهم إشباع رغباتهم وحاجاتهم، وكُلًا لايهمه سوى نفسه.


#عازفـة
لـوثت طفولتهم بدمائهم، وبركام منازلهم، لوثت بصمتِ العرب المخزي،
وبدناسة اليهود وطغيانهم،
لوثت طفولتهم بجراحِ تميت الشباب، وتُشيخ الصغار،
لوثت طفولتهم باصواتِ الدبابات المزمجرة، وبالطائرات المغطية كالسُحب،
لوثت طفولتهم، ولوثت حياتهم، ولوثت أرضهم،
ولوث كُل شيءٍ يخصهم.


#عازفـة
اللهم يا مقيل العثرات يا قاضي الحاجات اقضي حاجتي وفرج كربتي وارحمني ولا تبتليني وارزقني واكرمني من حيث لا أحتسب،
على حافة الموت كانت البداية،
حُلم.
على حافة الموت كانت البداية،
من على حافة الموت… كادت تختتم حياتهما، فوجدا بداية عمرهما

معكم حمدي الأصبحي، إحساس كاتب، واليوم معاي حكاية من قلب الواقع… حكاية ممكن تكون مرت على كثير من الناس، بس ما قدروا يبوحوا بها.
أشتيكم تقرأوها للآخر، لأن نهايتها مش زي ما تتوقعوا.

كانت هي بنت، في بداية عمرها، عمرها يمكن ٢٣ سنة، جميلة بنقائها، بريئة بفطرتها، دخلت الجامعة وهي بكامل شغفها بالحياة، تحب تخصصها، تحب دراستها، تحب حلمها.
الدنيا قدامها كانت وردية، كل شيء يضحك لها، والناس تشوفها دايم مبتسمة، مليانة طموح وأمل.

في الترم الثاني، ظهر شاب… تقرب منها بشويش، يسأل عن الملخصات، عن شرح الدروس، وكل يوم يقرب أكثر، وهي ما شافت فيه إلا الطيب، والمجتهد، واللي يشبه أحلامها…
تعلقت فيه، وهو كمان بان عليه إنه يحبها، أو كذا كانت تظن.

مرت الأيام، وبدأ يطلب منها صور، وهي كانت تثق فيه كثير، فترسل له صورها، مرة بفستان، مرة بعباية، مرة بملابس عادية، صور محترمة، ما فيها شي، بس كانت له، فقط له.
استمرت العلاقة، وزادت… ووصلت للقاءات في الشارع، في مطعم، بس يوم قال لها: "أشتيك معي في شقة فاضية، ما حد فيها"، خافت، ورفضت.

وكل مرة يطلب، وهي ترفض، وهو بدأ يتغير.
هددها إنه لو ما وافقت، بينشر صورها… بالبداية ضحكت، قالت مستحيل يسويها.
لكن فعلها.
نشر صورة، مخفي فيها وجهها، وقال: "المرة الجاية بانشر الكل، وبارسلها لأهلك".
انهارت… قلبها توقف من الخوف.
توسلت له، بكت، وقالت له: "خذ كل اللي تبغى، بس لا تفضحني".
أعطته فلوسها، سرقت من أهلها، وهو ما رضي، قال: "ما بش غير إنك تجي لعندي".
أعطاها ثلاثة أيام، وهددها من جديد.

في اليوم الثالث، قررت تنهي حياتها.
ركبت سيارتها، وسارت على نقيل يسلح، الجبل المعروف، الطريق العالي، والهاوي اللي تحته.
وصلت هناك، وقفت سيارتها، ونزلت تمشي للحافة، تبكي، وترتجف، وكل ذكرياتها تدور في راسها.
كانت خلاص، بتخلص من كل شي، من الفضيحة، من الوجع، من الخوف.

لكن لما قربت، شافت شخص ثاني واقف على الحافة.
شاب، عيونه حزينة، ساكت، يطالع في الفراغ.
قال لها: "بتقفزي؟"
قالت له: "ايوه، وانت؟"
قال: "وانا كمان، مليت الحياة".
سكتوا لحظة، بعدين قال لها: "تحكي لي ليش تبغي تموت؟ وإذا كانت قصتك أقوى من قصتي، أنا أساعدك تقفزي، ونموت سوى. بس إذا قصتي كانت أقوى، تساعديني أنا، وندفن الحزن سوى".

جلست تحكي له، تبكي، ودموعها على خدها، قالت له كل شي… كل الوجع، كل القهر، كل الخوف.
قال لها بهدوء: "قصتك قوية، ومؤلمة… بس أنا أقدر أحلها".
قالت له: "كيف؟"
قال: "بس عطيني رقمه، وصورته، وخليها عليّ".

قالت: "بعدين… بس احكي لي انت قصتك".

رد وقال: "أنا في الثلاثين، وكل شي في حياتي فشل. لا وظيفة، لا زواج، لا طموح، كل شي ينكسر في وجهي. حتى الناس حواليا ماعاد تشوفني إنسان ناجح. ضاقت بي الحياة، وما عد بش حاجة أعيش لها".

سكتت شوية، وبعدين ضحكت، قالت له: "أنا أحل مشكلتك!"
قال: "كيف؟"
قالت: "نتزوج".
قال: "بس أنا ما أملك شيء".
قالت: "أنا ورا ظهرك، وأبوي بيساندك. بس قول إنك راضي بي".
قال: "أنا راضي، وقبلت بك من قلبي".

رجعوا من الحافة، خطبها، وساعدها، وبلغ على اللي كان يهددها، وتم القبض عليه، ومسحوا كل الصور، وتأكدوا ما بش نسخة.
وتزوجوا…

قصتهم ما بدأت في قاعة ولا شارع، بدأت من حافة الموت… لكن الله كتب لهم حياة جديدة، من قلب اليأس خلق لهم أمل.

"وفي اللحظة اللي تحس إنك انتهيت… ممكن تكون بداية كل شيء جميل"


#إحساس_كاتب
معكم إحساس كاتب قناة "حُلم"...


تخيّل تصحى من نومك وتلقى كل شي تغيّر، الناس، المكان، حتى صوتك! هذا اللي صار مع خالد، وكل شي بدأ. لا تقول صدفة… لأنك بتكتشف إن بعض الحكايات، ما تنقال إلا لما يجي وقتها. ووقتها... هو الآن. وإذا قلوبكم ضعيفة وتخافوا من اللي ما ينشاف، أنصحكم توقفوا هنا... لأن اللي جاي، اثارة ورعب وتشويق ، جداً جداً جداً ، الي يحب التشويق يبدأ معانا.

ونقول بسم الله
كان هناك شاب اسمه “خالد” يعمل بمنطقة تبعد عن مدينة الرياض بما يقارب 300 كيلومترا، كان يعمل طوال الأسبوع ولديه عطلة لمدة يومين الجمعة والسبت يقضيهما بالرياض برفقة الأهل والأصدقاء؛ كان دائما يحب العطلة حيث أنه يتمكن من رؤية كل من يحب، وينتظرها بفارغ الصبر؛ ومن صفاته كان محبا جدا لكل ما هو جديد، دائما ما ينساق وراء فضوله وحبه للاستطلاع مهما كلفه الأمر، كان شجاعا ولا يخاف شيئا.


وبيوم من أيام عمله وتحديدا بيوم الخميس وفي آخر ساعات عمله المتواصل اضطر إلى المكوث بمكتبه لساعات متأخرة بسبب ضغط العمل عليه، وها قد أتاه الليل وأمامه ساعات طويلة ليصل لمدينة الرياض ليمضي عطلته كعادته، ولكنه سيجتاز طريقا طويلا موحشا وبالليل المتأخر وبمفرده؛ هدأ من روعه وربط جأشه واعتل طريقه للعودة إلى الأهل والأحباب.


وأثناء طريقه كان يقود سيارته بسرعة قصوى على أمل أن يصل في أسرع وقت ممكن، وحتى لا يصادف شيئا مما تنكره نفسه، وأثناء سيره شبه إليه بأنه قد رأى كلبا من بعيد فهدأ من سرعته وأشعل النور العالي لكي يتمكن من رؤية كل ما هو أمامه، وعندما اقترب من ذلك الشيء لم يجده كلبا، بل وجده مثل هيئة البشر ولكن بملامح ما أبشعها، هنا ارتجف جسد “خالد” وبدأ بتلاوة ما تيسر له من القرآن الكريم، ولكن الشيء مازال ينظر إليه، فأغمض عينيه وقال لنفسه لابد وأنها هواجس ولا صحة لها من الواقع، وعندما فتح عينيه لم يجده كان قد اختفى في لمح البصر.


فأسرع بسيارته من جديد بأقصى ما لديه، وحينها كانت من خلفه شاحنة عملاقة، وبمنعطف الطريق تعبر سيارة صغيرة، فظل محافظا على سرعته ليتفادى الشاحنة العملاقة ويمر قبل السيارة الصغيرة، وهنا ظهر له على الطريق شخصا دقق بنظره ليراه جيدا، فإذا به طفل صغير لا إنها طفلة لا تتجاوز الثالثة من عمرها، كانت تعبر الطريق السريع في منتهى البطء، هنا خفف “خالد” من حدة سرعته ليتفادى الطفلة الصغيرة، وحينها تساءل العديد من الأسئلة بباله التي لم يجد لها جوابا؛ ولكن سائق الشاحنة لن يرى الطفلة ولن ينتبه لخطواتها، وهنا أسرع “خالد” باتجاهها وأوقف سيارته وجذب الطفلة بداخلها، وأمضى في طريقه مسرعا بأقصى سرعته وبذلك أنقذ الطفلة من نهاية مؤلمة محتومة.


وبعدما تجاوز “خالد” الخطر توجه بنظره للطفلة الصغيرة، وإذا بها في غاية الجمال ذات بشرة ناعمة بيضاء، شعر طويل بطولها إلا ببضع سنتيمترات قلائل شديد السواد واللمعة، عيناها جميلتين ولا تظهر عليها أي من علامات الطفولة، لا ببكاء ولا بضحكات ولا حتى بعلامات خوف تهيمن على ملامحها؛ الطفلة الصغيرة في حضن “خالد” وهو يبحث يمينا ويسارا لربما يجد من يبحث عنها من أهلها وذويها، أو يجد أي شيء يدل عليها لكي يتمكن من إعادتها.


أحب “خالد” الطفلة الصغيرة التي لم يرى في مثل جمالها قط مما جعله يطبع على جبينها قبلة من شدة ما ألم به من وجع وحزن على مصير تلك الطفلة المجهول، وهنا رأى “خالد” من بعيد رجل قوي البنيان طويل جدا وضخم والذي رمقه بنظرات حادة مما بعث القلق بنفس “خالد”، وعندما اقترب منه “خالد” بسيارته إذا به صبي صغير لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، تعجب “خالد” من أمره وهنا تصرف ذلك الصبي بحركات غريبة مثيرة للشكوك؛ أصر الصبي على اصطحاب الطفلة بعيدا عن “خالد” وهنا خاف “خالد” على الطفلة منه وقرر الانضمام إليهما ليطمئن على سلامتها بوصولها إلى والديها.

يتبع........
تحرك الشخص إلى الخلف قليلا و هو ينظر إلى خالد بتوجس و كانت عيناه تحركان بشكل غريب جدا...
تحركت الطفلة و نظرت باتجاه الشخص...
سمعها خالد و كأنها تهمس بكلمات...
جمد الشخص في مكانه حرك شفتيه بكلمات لم يسمعها خالد..
ابتعد قليلا عن النافذة ثم تحرك باتجاه مقدمة السيارة...
دار نصف دورة حول السيارة ليلتف و يقترب من نافذة خالد...
كان خالد يتابعه بنظراته حتى وصل أمام الباب ليتبين لخالد أنه فتا في حدود الثانية عشرة من عمره...

التفت الطفلة إلى خالد... نظرت إلى عينيه مطولا...
عيناها بلون موج البحر الهادئ... كأن زرقتهما تماوج...
نقلت بصرها إلى الفتى الغريب و الذي بدوره لم يتحدث مع خالد بل وجه كلامه إلى الطفلة قائلا: ما الذي أتى بك إلى هنا؟!!
طبعا لم تجب الطفلة و كل ما استطاع خالد قوله كان بصوت خافت جدا...
قال: انتبهوا عليها!!!

حملها الفتى دون أن يعلق على كلام خالد و غادر من نفس الجهة التي حضر منها

و قبل أن يغيبهما الظلام نظرت الطفلة إلى خالد ثم أبتسمت و أغلقت عينها و رمت برأسها على كتف الفتى...
سارا قليلا ثم غابا في الظلام...
كل هذا و خالد واقف يراقب...

سؤال يسأله خالد لنفسه: إذا كانوا يسكنون هذه الجهة فما الذي أوصل طفلة كهذه إلى الجهة الأخرى من الطريق السريع؟!!

يتبع
الجزء الثاني :

كان خالد كالمشدوه لا يدري ما الذي يحدث... لكنه يعرف أن رؤيته لهذه الطفلة أشعرته براحة غريبة جدا...
وضع خالد رأسه على مقود السيارة... أغمض عينيه... تنفس بعمق...
ما زال يجد رائحة الطفلة... رائحة جميلة بحق...

فجأة, شعر بطرقات على جوانب سيارته... سيل من الحجارة تقذف باتجاهه...
فتح عينيه... نظر حوله ليجد السكون... و السكون فقط...
(خالد من الذين لا يخشون الظلام و لا ترهبهم أخبار الجن...)
رد بينه و بين نفسه بحنق:" أطفال البدو!!!
لماذا هذا الإزعاج... سأغادر قبل أن يحطموا السيارة "
أدار مقود سيارته و انطلق متابعا رحلته..

وصل خالد إلى أهله و انشغل مع أصدقاءه لكنه أبدا لم ينسى تلك الطفلة... خفتها جمالها عبقها و غموضها...
صورتها تستحوذ على مساحة كبيرة من تفكيره...يتمنى أن يراها مرة أخرى...
يتمنى أن ينظر إلى عينيها...لم يكن خالد كعادته بين أهله...
بل كان مشغول البال... لا يدري ما الذي يجعل صورة الطفلة راسخة في ذاكرته...

وعلى غير العادة, تمنى أن تنتهي العطلة الأسبوعية سريعا ليعود إلى مقر عمله فربما يصادف الطفلة مرة أخرى
أصبح يرسم صورا و أحداثا في عقله...

تارة يتخيل أنه لو لم يحضر ذلك الفتى لذهب بها إلى أهلها و وبخهم...

تخيل أيضا أنه يدخل القرية دخول الفاتحين و هو يحمل الطفلة فيستقبله الجميع بالشكر و العرفان...
تخيل والدة الطفلة مهرولة إليه باكية فتحتضن الطفلة و تشكره على صنيعه...

ثم تخبره بأنها فقدتها من أيام ثلاثة...

و تخيل فتاة في ريعان الصبا تقترب منه فتقبل رأسه و دموعها قد سالت على خديها...

تخيل أن هذه الفتاة هي أختها فتعجب بشهامة خالد ثم تحبه و تتعلق به...
و كانت هذه أكثر صورة استحوذت على تفكيره و رسمت قرارا يتخذه لاحقا

وتارة يتخيل أن أهلها يغدقون عليه بالمال والمجوهرات شكرا وعرفانا ...

لكن يعود خالد إلى واقعه... فيحتسب عند الله ويسأل الله أن يجعل ما فعله لوجهه خالصا لا رياء فيه ولا شبهه...

ظل خالد على هذا الوضع حتى انتهت العطلة الأسبوعية وحان وقت عودته إلى حيث عمله...

أنطلق خالدا من رحلة العودة وهو يدافع صورة الطفلة من خياله...

حين أقترب خالدا من نفس المكان... شعر بحاجة ملحه للتوقف... حاول أن يتجاهل هذا الشعور ويمضي في طريقه لكنه عجز عن ذلك...

فكر أن يتوقف ليقضي حاجته إلا أنه كان يحاول الصمود حتى يصل إلى أقرب استراحة
صورة ولحدة في خيله تحكم تصرفاته...
كان يتخيل شقيقة الطفلة...
, فتاة جميلة تتعلق برجولته و شهامته دونا عن كل شباب القرية فتحبه و يحبها ليصورا أجمل قصة حب في تلك الصحراء...

أخيرا قرر خالد... سيتوقف ... يجب أن يقضي حاجته... لن يستطيع أن يصبر دقيقه واحده , فربما يرى ما يتمنى...

. . ! ! وربما كان يقنع نفسه...

توقف خالد في نفس المكان الذي ظهرت منه الفتاة وجه سيارته على خارج الطريق وأضاء الأنوار العالية ليجدها أرضا منبسطة جرداء ممتدة بمد البصر....

أرض خالية...لا شجر فيها ولا بيوت شعر بالخوف...

أدار مقود السيارة وأتجه بها إلى الجهة الأخرى...

الجهة التي ظهر منها الفتى وغاب فيها بعد أن أخذ الفتاة...

توقع أن يرى شيئا في هذا الاتجاه...نزل من سيارته... ألقى نظرة فاحصه شامله ليعود إليه بصره بلا شيء...ارض خاليه...

جلس خالد وقضى حاجته... وما أن انتهى وقفل راجعا إلى سيارته حتى تسمر في مكانه...

رأى شخصا واقفا جوار سيارته... تقدم قليلا ليجده ذات الفتى...

تلفت خالد يمنه ويسرى قبل أن يوجهه كلامه إلى الفتى قائلا: أنت؟ من أين أتيت؟!!!

أشار الفتى إلى البعيد ودون أن يتكلم ...كان الفتى يرتدي ثوبا طويلا جدا...

همهم بكلمات غريبة قبل أن يقول لخالد بصوت أقرب لأصوات الرجال: ماذا تفعل هنا؟!!

كان صوته أكبر من سنه بكثير...

أجاب خالد: أردت أن أقضي حاجتي وأرى في أي الجهات قريتكم...

قال الفتى مباشرة: إذن فلنذهب فوالدي يتمنى أن يشكرك على صنيعك..

لم ينتظر الفتى جواب خالد بل فتح باب السيارة من جهة السائق وركب... قضى وقتا وهو يجمع ثوبه قبل أن يرمي بنفسه على المقعد الآخر... نظر إلى خالد وأشار له بأن يركب...

ركب خالد السيارة وهو يسأل الفتى: في أي اتجاه؟... أشار له الفتى قائلا من هنا!!!

شعر خالد بأن رائحة الفتى قوية نوعا ما... كان جالسا وقد جمع الزائد من ثوبه أمامه... ليتبين لخالد أن الثوب طويل أكثر مما يتوقعه العقل...
نظر الفتى إلى خالد وهو يقول: هل أتيت لتراها؟!!

لكن ما أن نظر في عيني الفتى حتى لاحظ أمرا غريبا... سرت قشعريرة قوية في جسده...

نظر خالد إلى عيني الفتى ليجدهما بلمعان عيون القطط... لاحظ الفتى تركيز خالد في عينيه فأغلقهما لبرهة قبل يفتحهما فيجدها خالد بلون أبيض مشع لا سواد بهما أقنع خالد نفسه بأنه يتوهم.... رأى الفتى علامات التعجب في وجه خالد فأغمض عينيه من جديد... فتحهما فرآهما خالد كعيون البشر قبل أن يشيح الفتى برأسه مشيرا لخالد أن يسلك اتجاه الوادي...
شعر خالد بأنه في مكان نسيه بني البشر...بدأ يشعر بخوف لم يعرف كنهه...
خوف من المجهول... من العالم السفلي...لكنه و رغم ذلك يحاول أن يقنع نفسه بالعكس...
سار خالد بسيارته في الوادي وهو مسلوب الإرادة...
يعجز عن التوقف يعجز عن الكلام أيضا...

دخل خالد بين جبلين عظيمين وفي الأمام جبل آخر يغلق الطريق...طلب الفتى من خالد التوقف... فقد وصلا إلى القرية...
ترجل الفتى فتبعه خالد...نظر إلى الخلف فرأى أنه بين جبال أربعة...


سار الفتى وخالد خلفه لينزلا إلى منطقة منخفضة عن الوادي...
ما أن نزل خالد حتى رأى القرية أمامه...
قرية مظلمة إلا من بعض الأضواء المنبعثة من أمام أبواب المنازل...

هناك بعض الفوانيس الضوئية موزعة على أرجاء القرية...منازل صغيرة متباعدة...
هدوء غريب و سكون رتيب... كانت خطوات الفتى سريعة فأسرع خالد للحاق به...
انعطف الفتى بعد أول منزل في القرية فهرول خالد ليدركه...وما أن انعطف خالد حتى شد انتباهه مشهد غريب...
رأى رجل ضخم الجثة يجلس القرفصاء و قد ربطت إحدى قدميه بسلسلة كبيرة مثبتة إلى جذع شجرة شامخة...

ظنه خالد في بادئ الأمر مجنونا..إلا أن قدم الرجل الأخرى كانت مربوطة بسلسلة أصغر لكن نهايتها ربطت حول رقبة شاة سوداء...

يتبع......
الجزء الثالث :


حين مر خالد بجوار الرجل وثبت الشاة مطلقة صوتا غريبا...
رفع الرجل رأسه لتلتقي نظراته بنظرات خالد...
هاج الرجل وصاح صيحة عظيمة و هو يندفع باتجاه خالد لكن السلسلة حالت دون وصوله إليه...

كان الرجل قريبا من خالد بحيث لفحت أنفاسه النتنة وجه خالد...
كان يطلق زمجرة غريبة و يتمتم بكلمات لا قبل لخالد بها...
هنا .. و هنا فقط سكن الرعب بين أوصاله فسرت في جسده قشعريرة كادت أن توقف قلبه...شعر أنه لا يقوى على الوقوف على قدميه...

تراجع خالد خطوات إلى الوراء ثم تلفت حوله في خوف...
رأى الفتى بعيدا ينظر إليه...
تحرك خائفا وجلا وانطلق في إثر الفتى و الذي بدوره اختفى بين المنازل...

في هذه اللحظة لمح خالد شخص يقترب منه ببطء...
ثبت خالد في مكانه و هو موقن أنه ليس بين بني البشر...
حركة الشخص الغريب تدل على أن هناك خطب ما...
شعر أن ما سيحدث أمر لن تحمد عقباه...
كان الشخص الغريب مخيف ففي خطواته...
يخطو خطوة ثم يقفز في الثانية و يرجع رأسه إلى الوراء بقوة... أوجس خالد منه خيفة و سلم أمره لله...

حين تبين خالد شكل الشخص الغريب صعق مما رأى...
رجل بلا ملامح!!!
بل بلا وجه!!!
لا شيء سوى فتحات تقوم مقام الفم و العين أما الأخرى فممسوحة...
قطعتا لحم سوداء تتدلى من كتفيه بدلا من الذراعين...
ساقان قصيرتان متصلتان بقدمين مفتوحتين في الاتجاه الآخر...

أنحلت العقدة عن لسان خالد ليصيح بأعلى صوته"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"...
توقف الرجل أمام خالد مباشرة ...
تقلص حجم ما يفترض أن تكون عينه الوحيدة...
كشر عن فم لا أسنان فيه أطلاقا...
تمتم بكلمات غريبة و بصوت كالرعد يصم الآذان...

تحدث إلى خالد بغلظة وقال: لماذا تستعيذ بالله؟!!
هل رأيت شيطانا؟!!!
لم يجبه خالد بل فتح عينيه على مصراعيها...
تابع الغريب كلامه قائلا: هل تظن أن أشكالكم أنتم بنو البشر تعجبنا؟!!
هل تعتقد بأن هذا التشكل القبيح يعجنا؟!! لقد أجبرنا من ملك القبيلة بأن نتشكل بهيئة البشر بسبب وجودك على أرضنا...

كان خالد يستمع وقد تجمدت أوصاله حتى عن الهرب...
يشعر ببرد يسري في أطرافه...
يقرأ في سره ما قد حفظه من كتاب الله...

لم ينتظر الغريب أي رد من خالد بل باغته بسؤال:
هل تريد أن ترى شكلي الحقيقي؟!!
قلها... ليس عليك سوى أن تطلب ذلك!!!
استرسل الغريب قائلا: لا داعي لأن تطلب سترى شكلي الحقيقي

بدأ الغريب في التشكل...
أول ما لحظه خالد كان تلك القطع اللحمية و هي تكتسب صلابة...
تمددت القطع اللحمية و اكتست بأجزاء مثل قشور السمك...
تلاشت القدمين ليسقط الغريب على ركبتيه ويتخذ وضعية السجود...
من منتصف ظهره برزت مجموعة عظمية متصالبة ذات رؤوس حادة...
تمتد الرؤوس الحادة لتغرس في جانبي الرقبة...
أنفتق رأس الغريب ليكشف عن رأس صغير جدا شبيه برؤوس الكلاب...

ترنح خالد في مكانه وسقط أرضا و هو يطلق صرخة عظيمة "يا الله"...
سمع خالد صوت من خلفه كصوت الريح و لاحظ أن الغريب قد جمد مكانه...
التفت خالد إلى الخلف برعب ليرى تلك الطفلة مقبلة إليه مهرولة...
لكنها في هذه المرة كانت أكبر من قبل...
فقد رآها بحدود السابعة أو الثامنة من عمرها...

تجاوزت الطفلة خالد و وقفت بينه و بين الغريب فكان العجب ما رآه خالد.


يتبع....
2025/04/13 06:58:55
Back to Top
HTML Embed Code: