‏لقد كان للعلماء الذين عاصروا شيخ الإسلام - أو كانوا قريبًا من عصره - كلامٌ في بيان قدره، وعِظَم شأنه، وأهمّيّة كتبه, وصواب منهجه, وصحة طريقته, وقوة حجته, وأنّ كتبه وآثاره ستكون مرجعاً في المستقبل لمعرفة الإسلام الصحيح، قال الشيخ الإمام أحمد بن مري: "ووالله _ إن شاء الله _ ليقيمن الله لنصر هذا الكلام ونشره وتدوينه وتفهُّمه واستخراج مقاصده واستحسان عجائبه, رجالاً هم إلى الآن في أصلاب آبائهم".
وقال الواسطي المعروف بابن شيخ الحزاميين المتوفى عام 711 هـ في رسالة إلى تلاميذ شيخ الإسلام رحمه الله يوصيهم بالشيخ وبعلمه، فيقول: "فاشكروا الله الذي أقام لكم في رأس السبعمائة من الهجرة من بيَّن لكم أعلام دينكم، وهداكم الله به وإيانا إلى نهج شريعته، وبيَّن لكم بهذا النور المحمدي ضلالات العباد وانحرافاتهم، فصرتم تعرفون الزائغ من المستقيم، والصحيح من السقيم، وأرجو أن تكونوا أنتم الطائفة المنصورة الذين لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم".
وقال أحمد بن طرخان الملكاوي (ت 803) عن شيخ الإسلام رحمه الله: "فوالله إنّ الشيخ تقي الدين شيخ الإسلام لو دَرَوْا ما يقول لرجعوا إلى محبته وولائه"، وقال: "كلّ صاحب بدعة ومن ينتصر له لو ظهروا لا بدّ من خمودهم وتلاشي أمرهم, وهذا الشيخ تقي الدين ابن تيمية كلّما تقدّمت أيامه تظهر كراماته، ويكثر محبّوه وأصحابه".
فلقد صدّق الله ظنونهم، وكتب الله لهذا الإمام القبول العظيم في الأرض، شرقها وغربها، وشمالها وجنوبها.
ورجوع الناس - خاصتهم وعامتهم - لآثاره وعلمه يزداد يومًا بعد يوم، ويتسابق طلاب العلم إلى قراءة كتبه وتحقيقها وتأملها ونشرها، وهو أمرٌ لا يُعرف لعالم غيره.
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
فهل بعد كل هذا: يتكاسل مسلمٌ عن قراءة كتبه وقد حُقّق جلّها، وسُهّلت وقُرّبت!

‏الواثق لا يدقّق.
إذا وثقت بزوجتك فلا تدقق في خروجها مع أهلها وصديقاتها واتّصالاتِها.
وإذا وثقت بابنتك فلا تدقق في خروجها مع أمّها وقريباتها.
وهذا لا يعني ألا تبذل الأسباب في حفظِ وصيانةِ العرض والدّين والبعدِ عن مواطن الرّيَب.
وإن توسّعتَ في باب الاحتياط:
فُتِحَ عليك باب الشك, وإن فُتِحَ عليك باب الشك فُتِحَ عليك بابُ الهمّ والغمّ والمشكلات.
فاسْتعمل الاحتياط عند الحاجة أو الرّيبة, ولا يكن الاحتياطُ منهجًا وأصلاً لك في كلّ شؤونك وحياتك وتعاملك وعلاقاتك.

خطبة مكتوبة بعنوان: (اصْمُت لِتَسْلَم وتكَلَّمْ لِتَغنَم).
https://www.tgoop.com/ktab_ahmdty/177
أسأل الله تعالى أن ينفع بها.

‏دار طباع الناس ولا تلتزم بطبعك وتلزم غيرك بمراعاتك!
بعض الناس ليس مستعدا أن يكلف نفسه تحمل طباع غيره، بل هو متمسك بطباعه وأخلاقه ولو كانت عوجاء، ثم يطلب من الناس أن يحتملوه، فيقول: هذا طبعي فلا بد أن تراعوني!
ومثل هذا قلّ من يصفو له صديق!

[ فن التعامل ص٢١٢]

‏إن الإعراض عن الجدال، والرفق في الرد، وحسن الظن بالمعترض، والإحسان إلى المسيء: كل ذلك من أسباب اكتساب محبة الناس، والسلامة من شرورهم وأحقادهم وعداواتهم، والظفر بالأجر إذا اقترن ذلك بصلاح النية.

[ فن التعامل واكتساب الأخلاق، ص٢٥٢]

📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ١٦ / ١ / ١٤٤٧ هـ
🎙 | أحمد الطيار
📝 | اصْمُت لِتَسْلَم وتكَلَّمْ لِتَغنَم
https://youtu.be/PrpZhBCzV28