لا تصلني رسائل يومية ، لا يتصل بيّ أحدهم بإستمرار ، هاتفي لا يلتقط إشارة ، ينفذ شحنه ولا يُعيرني ذلك إهتمام ، الوحدة تفعل كل ذلك ، مارشال

أنا مجرد فراغ في عدم ، فراغ يبحث عن معنى ، عدم يبحث عن وجود ، مارشال

ويستحوذ عليّ شعور غريب ، بأنني لم أعد كما كُنت ، مارشال

لستُ أدري كم روحاً لدي ، أنا أتغير كل لحظة ، ‏دائماً أشعر بأني غريب ، لم يسبق أبداً أن التقيت بنفسي أو وجدتها ، مارشال

حتى ونحن معاً ، فأنا لستُ كثير الكلام ، أنا كئيب ، ولا أملك إطلاقاً مهارة التعبير عن نفسي ، مارشال

في زوايا الكون العظيم كان هناك بريقاً قرمزياً يصعق بقوة بين الحين والآخر ، ذلك البريق كان يصعقني أيضاً من الداخل في كل مرة أرى فيها طفلاً يشبهني ، مارشال

فانا مغمور في شعور بالحزن
وعليّ ان أقاوم اليأس ، مارشال

والأول مرة أشعر بالأسى على نفسي ،
أنا الذي أعتاد على جلد ذاته ، مارشال

_

أنا يا صديقي كما تعلم ، سجيتي لم تتغير فأنا إجتماعي منعزل ، أخالط البشر من كل صنف ، ثم أهرب من الجميع باحثاً عن نفسي ، مارشال

‏أنا خُردة الآن ، شيئاً لا نفعة له في الأيام المقبلة ، أي متجر قديم ، مهجور ، أنا كل الأتربة التي تملئ سطحه ، مارشال

31 : 5 . رغبة عارمة في الموت ، مارشال

كنت دائماً وحيداً ، أقضي الوقت كله في بيتي أقرأ ثم أقرأ ، لقد أعانتني القراءة وكانت مصدر ملذاتي ، مارشال

ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ ، ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺃﻥْ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ ،
ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ يحدث ، مارشال

أدرك اليوم كم أنا رجل حاد في الحزن مثلما أنا مُتطرف في السعادة ، حينما أقع في الحزن أقع فيه حتى آخر شعرة في رأسي ، أغوص فيه كحجرٍ صغير سقط على سطح نهر ، مثلما أتلون فرحاً في لحظات سعادتي وكأنني بركان من قوس قزح ، مارشال

غزارة الحُب كانت تسرب شعور القلق إليهِ ، ذلك القلب المُرهق والمملوء بالندوب لم يكن به مُتسع لشعور آخر سوى الخوف ، مارشال

وأَنا لا أكفُ عن المَوْتِ في الدرُوْبِ القَديمَة ، أَنْقرِضُ وَحِيدًا فِي شَهْوَتِي ، جَالِسًا أُشاهِدُ إنْكسَار عَوْيلِي إربًا، إربًا ، مارشال

تلك الدموع التي لم تُذرف تفجرت في السماء كَنجوم ، مارشال

_

_