tgoop.com/Alsarem33/275
Last Update:
يظن الكثير أن ما أتحدث عنه ويدور حوله كلامي في هذه القناة ، فضولاً لا أهمية له ولا فائدة منه ، بل لربما تجاوز الظن إلى أنه من أمور الجاهلية المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي ، وأن اجتنابه من الإلتزام الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله . وهذا الفكر العقيم و الفهم السقيم ، جاء من خلال السير بالأدلة على غير وجهها الصحيح ، والتقليد لمن يثق به المُقلِّد من الناس تأثراً بمدح المادحين ووصف الواصفين ، حتى غلب الظن أن الحق لا يلازمه إلا ذلك المُقَلَّد ، ولا يُعرف الدين الصحيح إلا من خلاله ، وحصر الصواب عليه، وهكذا ، تقليد بعده تقليد ومُقَلِّد بعده مُقَلِّد ، وكلٌ يذم التقليد وكلٌ يدَّعي الأخذ من النبع الصافي ، ولربما جَهِل أو أخطأ ، ولربما تأثر بفكر المغضوب عليهم ووقع في شراك تحريفهم هم أو من يعمل لصالحهم وحسابهم وهو لا يدري ، بل ولربما تُقُوِّلَ عليه ونُسِبَ إليه أقوال زورٍ وبهتان خدمةً للملوك والحكومات وتماشياً مع الظروف والسياسات ، وغَلبت على الجزم التلبيسات، واشتبهت المعاني و تداخلت الألفاظ ، وغُفِلَ عن القرائن ، وعُمِّمَ ما حقه التخصيص ، وخُصص ما حقه التعميم ، وقُيِّدَ ما لازمه الإطلاق ، وأُطلِقَ ما يلزمه التقييد ، حتى وقع المحذور ، وحصل الناس في المقذور ، مما ذم الله به أهل الضلال من الخاسرين يوم النشور في قوله تعالى "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" وقوله جلَّ شأنه " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا " مما آل الوضع إلى غرابة الحقَّ واستبدال الشك باليقين ، وكل ذلك لعدم الإلتفات إلى الأُسُس والقواعد التي تبتني عليها الألفاظ ومقصودها من المعاني وِفق الأدلة والقرائن ، فبُتِرت العقول عن عقل معقولها ، وحُجِبت القلوب عن فقه مفهومها ، وحُمِلت الألفاظ على خلاف معلومها ، وتَنَكَّرت الأقوام لسبيل معروفها ، فهيهات أن ترجع إلى رشد ربها إلا بسلوك طريقة نبيها ، محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، خالعةً ربقة التقليد عن عنقها، مستشعرة لما حكاه الله عنه "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " فديننا الإسلام دين الهدى والرشاد ، ودستورنا القرآن ، جاء بلسان عربي مبين ، ولغة العرب لها ميزان ومميزات لا فهم للقرآن وما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا من خلالها بضوابط ألفاظها ، ولا شك أن ما حصل بواقع التطبيق من الفهم لا يناظره ولا يبلغه ما يحصل بالواقع النظري . وكما قال القائل .
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما
قد حدثوك فما راءٍ كمن سمعا
BY فيصل صالح أحمد الدوكي ( محمد بَنِي عَبَّاد )👍
Share with your friend now:
tgoop.com/Alsarem33/275