💥عينية لقيط بن يعمر الإيادي!

قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي كاملة ،  نقلتها من كتاب مختارات شعراء العرب لابن الشجري وهي القصيدة الأولى فيه ، ورقمتها ( ٥٦ بيتا ) .

1
يا دارَ عمرةَ منْ محتلِّهَا الجرعَا
هاجَتْ لي الهمَّ والأحزانَ والوجعَا

2
تامتْ فؤادي بذاتِ الجزعِ خرْعَبَةٌ
مرت تريدُ بذاتِ العذبةِ البيعَا

3
بمقلتي خاذلٍ أدماَء طاعَ لها
نبتُ الرياضِ تزجى وسطهُ ذرعَا

4
وواضح أشنبِ الأنيابِ ذي أشرٍ
كالأقحوانِ إذا ما نوره لمعا

5
جرت لما بيننَا حبلَ الشموسِ فلا
يأساً مبيناً أرى منها ولا طمعَا

6
فما أزالُ على شحطٍ يؤرقني
طيفٌ تعمد رحلي حيثما وضعا

7
إني بعينيَ إذْ أمتْ حمولهمُ
بطنَ السلوطحِ لا ينظرنَ منْ تبعَا

8
طوراً أراهم وطوراً لا أبينهم
إذا تواضعَ خدرٌ ساعةً لمعَا

9
بل أيها الراكب المزجي مطيتهُ
إلى الجزيرة مرتاداً ومنتجعا

10
أبلغْ إياداً وخلل في سراتهم
أني أرى الرأي إن لم أعصَ قد نصعَا

11
يا لهفَ نفسي إنْ كانتْ أموركمُ
شتى وأحكمَ أمرُ الناسِ فاجتمعا

12
إني أراكم وأرضاً تعجبونَ بها
مثلَ السفينةِ تغشَى الوعثَ والطبعَا

13
ألا تخافونَ قوماً لا أبا لكمُ
أمسوْا إليكم كأمثالِ الدبَى سرعَا

14
أبناءُ قومٍ تآووكُم على حنقٍ
لا يشعرونَ أضرَّ اللهُ أمْ نفعا

15
أحرارُ فارسَ أبناءُ الملوكِ لهم
من الجموعِ جموعٌ تزدهي القلعا 

16
فهم سراعٌ إليكم، بينَ ملتقطٍ
شوكاً، وآخر يجني الصابَ والسلعَا

17
لو أن جمعهم راموا بهدته
شمَّ الشماريخِ منْ ثهلانَ لانْصدعَا

18
في كل يومٍ يسنونَ الحرابَ لكمْ
لا يهجعونَ إذا ما غافلٌ هجعا

19
خزرٌ عيونهم كأنَّ لحظهمُ
حريقُ غابٍ ترى منه السنَا قطعَا

20
لا الحرثُ يشغلهم بل لا يرونَ لهمْ
منْ دون بيضتكم رياً ولا شبعا

21
وأنتم تحرثونَ الأرضَ عنْ سفهٍ
في كل معتملٍ تبغونَ مُزدرعَا

22
وتلقحون حيالَ الشولِ آوِنةً
وتنتجونَ بدارِ القلعةِ الربعَا

23
وتلبسون ثيابَ الأمنِ ضاحيةً
لا تفزعونَ وهذا الليثُ قد جمعا

24
وقد أظلكمْ منْ شطرِ ثغرِكم
هولٌ له ظلمٌ تغشاكمُ قطعَا

25
مالي أراكمْ نياماً في بلهنيةٍ
وقد ترونَ شهابَ الحربِ قد سطعا

26
فاشفوا غليلي برأيٍ منكمُ حصدٍ
يصبحْ فؤادي له ريانَ قد نقعا

27
ولا تكونوا كمنْ قد بات مُكتنعاً
إذا يقالُ له افرجْ غمةً كنعَا

28
يسعى ويحسبُ أنَّ المالَ مخلدهُ
إذا استفاد طريفاً زادهُ طمعا

29
فاقنوا جيادَكمُ واحملوا ذِماركمُ
واستشعروا الصبرَ لا تستشعرُوا الجزعا

30
ولا يدعْ بعضكم بعضاً لنائبةٍ
كما تركتم بأعلى بيشةَ النخعَا

31
صونوا جيادَكمُ واجلوا سيوفكمُ
وجددوا للقسيِّ النبلَ والشرعَا

32
أذكوا العيونَ وراَء السرح واحترسوا
حتى ترى الخيلُ من تعدائها رجعا

33
واشروا تلادكمُ في حرز أنفسكم
وحرزِ أهليكم لا تهلكوا هلعَا

34
فإنْ غلبتُم على ضنٍّ بدراكمُ
فقد لقيتم بأمرِ الحازم الفزعَا

35
لا تلهكُم إبلٌ ليستْ لكمْ إبلٌ
إنَّ العدوَّ بعظمٍ منكمُ قرعا

36
لا تثمروا المالَ للأعداءِ إنهمُ
إنْ يظهروا يحتووكم والتلادَ معا

37
هيهاتَ لا مالَ من زرع ولا إبلٍ
يرجى لغابركم إنْ أنفكم جدعا

38
واللهِ ما انفكتِ الأموالُ مذْ أبدٍ
لأهلها إنْ أصيبوا مرةً تبعَا

39
يا قوم، إنَّ لكمْ من إرثِ أولكم
مجداً قد أشفقتُ أنْ يفنى وينقطعا

40
ماذا يردُّ عليكم عزّ أولكم
إنْ ضاعَ آخرهُ أوْ ذلّ واتضعَا

41
يا قومِ، لا تأمنوا، إنْ كنتمُ غيراً
على نسائكمُ كسرى وما جمعَا

42
يا قومِ بيضتكمْ لا تفجعنَّ بها
إني أخافُ عليها الأزْلمَ الجذعَا

43
هو الجلاءُ الذي يجتثُّ أصلكمُ
فمنْ رأى مثلَ ذا رأياً ومنْ سمعَا

44
قوموا قياماً على أمشاطِ أرجلكم
ثم افزعوا قد ينالُ الأمنَ منْ فزِعا

45
وقلدوا أمركم، للهِ دركمْ
رحبَ الذراعِ بأمرِ الحرب مضطلعا

46
لا مترفاً إنْ رخاءُ العيشِ ساعدهُ
ولا إذا عضَّ مكروهٌ به خشعا

47
لا يطعم النومَ إلا ريثَ يبعثه
هم يكادُ سناهُ يقصمُ الضلعَا

48
مسهدَ النومِ تعنيهِ أموركمُ
يرومُ منها إلى الأعداءِ مطلعَا

49
ما انفكَّ يحلبُ هذا الدهرَ أشطرَه
يكونُ متبعاً طوراً ومتبعا

50
حتى استمرتْ على شزرٍ مريرته
مستحكمَ الرأي لا قحماً ولا ضرعا

51
وليس يشغله مالٌ يثمره
عنكم ولا ولدٌ يبغي له الرفعا

52
كما لكِ بن قنانٍ أو كصاحبهِ
عمرو القنا يومَ لاقَى الحارثينِ معَا

53
إذْ عابهُ عائبٌ يوماً فقال له:
دمثْ لجنبكَ قبلَ الليل مضطجعَا

54
فشاوروه فألفوهُ أخا عللٍ
في الحربِ لا عاجزاً نكساً ولا ورعَا

55
لقد بذلتُ لكم نصحي بلا دخلٍ
فاستيقظوا؛ إن خيرَ العلمِ ما نفعَا

56
هذا كتابي إليكم والنذيرُ لكمْ
لمنْ رأى رأيه منكمْ ومن سمعَا

ملحنّة

• لَقِيطُ بن يَعْمُرَ بن خارِجةَ الإياديّ، وصلنا من شعره قصيدة عينينة يتيمة، وفيها يُنذِرُ قومَه بطشَ كِسرى وجنودِهِ بهم، ويتعجب من غفلتهم على يقظة عدوهم، ويستحثُّهم للدفاع عن أرضهم وعرضهم وإرث آبائهم.

- وقد ذكرها ابن الشجري في أول مختاراته، واستشهد المُبرِّد بأبيات منها في الكامل.

♻️ وهذه مختارات منها:

- قال:
جَرَّتْ لِمَا بيننا حبلَ الشُّموسِ؛ فلا
يأسًا مُبِينًا تَرى منهـــــا، ولا طَمَعَا

- ثم قال:
يا لَهْفَ نفسِيَ أن كانَتْ أمــــورُكُمُ
شَتَّى، وأُحكِمَ أمرُ الناسِ فاجتَمَعا

- ثم قال:
في كلِّ يومٍ يَسُنُّونَ الحِـــرَابَ لكُم
لا يهجَعون إذا ما غافلٌ هَجَـــــــعا

لا الحَرثُ يَشْغَلُهُم، بل لا يرون لهم
من دونِ بَيْضَتِكُم رِيًّا ولا شِبَــــــعَا

- ثم قال:
ما لي أراكُم نيــــــــــامًا في بُلَهْنِيَةٍ
وقد ترونَ شهابَ الحربِ قد سَطَعا

- ثم قال:
ماذا يرد عليـــــــــــــــكم عزَّ أولِكم
إن ضاعَ آخرُهُ أو ذَلَّ واتَّضَـــــــعَا؟!

قوموا قيامًا على أمشَـــاطِ أرجُلِكُم
ثم افزَعوا؛ قد ينالُ الأمنَ مَن فَزِعَا

- ثم قال:
يا قــــــــومِ! إنَّ لكم من إرثِ أوَّلِكُم
مجدًا قدَ اشْفَقْتُ أن يفنى وينقَطِعا

ملحنّة

عليك بإغبابِ الزِّيارة، إنَّهَا
إذا كَثُرَتْ كانَتْ إلى الْهَجْرِ مَسْلَكاَ

ألم تَرَ أن القَطْرَ يُسْأمُ دائماً
ويُسْأل بالأيدِي إذَا هُوَ أمْسكاَ

تملَّكتموا عقلي وطرفي ومسمَعي
وروحي وأحشائي وكلي بأجمعي

وتيّهتُموني في بديع جمالِكُم
فلم أدر في بحر الهوى أينَ موضعي

وأوصَيتُموني لا أبوح بسرِّكُم
فباحَ بما أخفي تفيُّضُ أدمعي..

- أبو مدين التلمساني

إضاعة الوقت ⚠️

ليس كل انسحاب هزيمة

"سألنا الحيّة الرقطاء يوما
-وفي فمها من السّمِّ الرّعيفِ-

عن العيب الذي فيها فقالت:
أُعاني"طيبةَالقلبِ الرّهيفِ"

ومظهِرَةٍ لخَلْقِ اللهِ نُسْكاً
وتَلْقاني بدَلٍّ وابْتِسامِ

أتيْتُ فؤادَها أشكو إليْـهِ
فلَمْ أخلصْ إليهِ من الزّحامِ

فيا من ليس يكفيها خليلٌ
ولا ألفا خليلٍ كلّ عامِ

أظُنّكِ من بقيّة قوْمِ موسى
فهم لا يصْبِرونَ على طعامِ!

-أبو نواس

وعن يحيى بن خالد: العرب يكتبون أحسن ما يسمعون، ويحفظون أحسن ما يكتبون، ويروُون أحسن ما يكتبون.

ثمار القلوب، ص: 137.

قلْبٌ يُطِلُّ على أفكارِهِ، وَيَدٌ
تُمضِي الأمورَ، وَنَفسٌ لهوُها التّعبُ.

- البحتري

غُصصٌ تكادُ تفيضُ منها نفسُه
وتكادُ تُخرجُ قلبه من صدرهِ.

- ديك الجن

وصية أم القدموس لقدموس في يوم دخوله على العروس

قال قدموس لأمه في ليلة زواجه: أوصيني يا أُمّاه، وَصِيَّةً يُسعِدُني بها الله، فإنكِ خبيرةٌ بالنساء، وتعرفينَ ما سَرّ وسَاء.
قالت: إذا أَرَدْتَ أنْ تَكْتَمِلَ بَهْجَتُك، وتُحِبَّكَ زَوْجَتُك، فاشكُرْ بَذْلَها، واذكُرْ فَضْلَها، وامْدَحْ أَهْلَها، واغْفِرْ جَهْلَها، واجْبُرْهَا إذا انْكَسَرَتْ، وسَامِحْهَا إذا اعْتَذَرَتْ، وامْسَحْ دَمْعَتَها بِيَدَيْك، واحْتَوِهَا بينَ سَاعِدَيْك، وافْهَمْ طَبِيعَةَ تَكْوِينِها، وأَعِنْها عَلَى دِينِها، وإيَّاكَ أنْ تَلُومَها أَمَامَ النِّسَاء، أو تَبْخَلَ عَلَيْها بِالعَطَاء، ولا تُقَارِنْها أَبَداً بأُخْرَى، ولَوْ كانَتْ مِنْ حُورِ الأُخْرَى، وتَأَنَّقْ لَها في لِبَاسِك، وفي رِقَّةِ إحْسَاسِك، ولا تُرِهَا مِنْكَ ما يَسُوء، واحذَرْ عَلَيْها نِسْوَةَ السُّوء، فإنَّهُنَّ أَفَاعي الجُحُور، وخَرَابُ الدُّور، وقُمْ بِحَقِّ القَوَامَة، تَحْفَظْ لَكَ الكَرَامَة، فإنَّ المَرْأَةَ تَكْرَهُ الضَّعِيف، وتَبِيعُهُ بِنِصْفِ رَغِيف.

قدموس

📚 ‏من القصائد التي تهيِّجُ الحُزنَ في النَّفسِ البشرية، قصيدةُ امرئِ القيس، التي قالها بعدَ أنْ لَبِس الحُلَّةَ المسمومةَ حِينَ انصرفَ مِنْ عندِ قيصرَ في القِصَّةِ المشهورة، والبيتُ الأخير وحدَهُ دِيوانٌ من الأحزان:


تأَوَّبني دَائي القِديمُ فغَلَّسَا
              أُحاذِرُ أَنْ يَرتَدَّ دائي فَأُنْكَسَا

وَما خِفتُ تَبريحَ الحَياةِ كَما أَرى
           تَضيقُ ذِراعي أَنْ أَقُومَ فَأَلبَسَا

وَبُدِّلتُ قَرْحاً دامِياً بَعدَ صِحَّةٍ
          فَيا لَكِ مِن نُعمَى تَحَوَّلنَ أَبؤُسَا

فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ سَويَّةً
                وَلَكِنَّها نَفسٌ تساقطُ أَنفُسَا

وَمَا أنْسَ مِ الأشْيَاء لاَ أَنْسَ قَوْلَها:
تَقَدَّمْ فَشَيِّعْنَا إلى ضَحْوَةِ الْغَدِ..

فأصْبَحْتُ مِمَّا كَانَ بَيْنِي وبَيْنها
سِوَى ذِكْرِهَا كَالْقَابِضِ الْمَاء بِاليَدِ

- الأحوص الأنصاري