‏فأتاهُ الحسينُ عليه السلام مُسرِعاً، وقَتَلَ قاتلَه، ثمَّ وقفَ عندَ رأسِ القاسمِ وهُوَ يَفْحَصُ بِرِجلَيْهِ فقالَ:

‏"يعِزُّ واللهِ على عمِّكَ أنْ تدعُوَهُ فلا يجيبُكَ، أو يجيبُكَ فلا يُعينُكَ، أو يعينُكَ فلا يُغني عنكَ، بُعداً لقومٍ قتلوكَ، هذا يَومٌ كَثُرَ واتِرُهُ وقلَّ ناصِرُه"

علي الأكبر بن الإمام الحسين (عليه السلام)

ليلة ٩ / محرم مخصصة بحسب المتعارف للحديث عن علي الأكبر بن الامام الحسين (عليهما السلام ) ، الذي كان مثالاً حياً للإيمان والمباديء السامية والشجاعة والوعي الخالص ومواقـفه في الطف متعددة ومشهورة ، وحينما رأى الحزن في عيون والده ، قال له : لا أراك الله سوءا يا أبت .
ثم قال له : أو لسنا على الحق ، فإننا لا نبالي أن نـموت مـحقين ( أي على الحق).

فما كان من أبي عبد الله الا أن قال له : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولد عن والده .
فساعد الله قلبك يا سيدي يا أبا عبد الله ، على فراق هذا الشاب المتكامل ، والإبن النموذجي ، الذي كان أشبه الناس برسول الله (ص) خلقاً و خُلقاً ومنطقاً ..مصيبة عظمت في السماوات والأرض .

لم يذكر لنا التّاريخ أنّ مولاتنا العقيلة صلوات الله عليها خرجت حين استشهد ولدها في كربلاء،
لكنّها حين استشهد قرّة عين سيّد الشّهداء صلوات الله عليه و أشبه النّاس خَلقًا و خُلقًا بالرّسول الأعظم صلّى الله عليه و آله المولى عليّ الأكبر عليه السّلام خرجت تنادي:
"يا حبيباه! يابن أخاه!".

بأبي أنت و أمّي يا أبا عبد الله ما حال قلبك و أنت تنظر لقرّة عينك مقطّعًا بالسّيوف؟
كم كان هذا الكرب و المصاب عليك عظيمًا يا أبا عبد الله؟

صلّى الله على المُقطّع إربًا إربًا..

‏"قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ"