بعض الكلام صعب جدًا ويحتاج الكثير من التربية والإيمان والاستعداد للتضحية، انظر ماذا يقول صاحب الظلال في تفسير خواتيم آل عمران:
إن الله - سبحانه - في موضع التربية، وفي مجال إقرار القيم الأساسية في التصور الإسلامي لا يعد المؤمنين هنا بالنصر، ولا يعدهم بقهر الأعداء، ولا يعدهم بالتمكين في الأرض، ولا يعدهم شيئاً من الأشياء في هذه الحياة.. مما يعدهم به في مواضع أخرى، ومما يكتبه على نفسه لأوليائه في صراعهم مع أعدائه.
إنه يعدهم هنا شيئاً واحداً هو {ما عند الله}. فهذا هو الأصل في هذه الدعوة. وهذه هي نقطة الانطلاق في هذه العقيدة: التجرد المطلق من كل هدف ومن كل غاية، ومن كل مطمع - حتى رغبة المؤمن في غلبة عقيدته وانتصار كلمة الله - وقهر أعداء الله - حتى هذه الرغبة يريد الله أن يتجرد منها المؤمنون، ويكلوا أمرها إليه، وتتخلص قلوبهم من أن تكون هذه شهوة لها ولو كانت لا تخصها!
هذه العقيدة: عطاء ووفاء وأداء.. فقط. وبلا مقابل من أعراض هذه الأرض، وبلا مقابل كذلك من نصر وغلبة وتمكين واستعلاء.. ثم انتظار كل شيء هناك!
ثم يقع النصر، ويقع التمكين، ويقع الاستعلاء.. ولكن هذا ليس داخلاً في البيعة. ليس جزءاً من الصفقة. ليس في الصفقة مقابل في هذه الدنيا. وليس فيها إلا الأداء والوفاء والعطاء.. والابتلاء..
على هذا كانت البيعة والدعوة مطاردة في مكة؛ وعلى هذا كان البيع والشراء. ولم يمنح الله المسلمين النصر والتمكين والاستعلاء؛ ولم يسلمهم مقاليد الأرض وقيادة البشرية، إلا حين تجردوا هذا التجرد، ووفوا هذا الوفاء:
قال محمد بن كعب القرظي وغيره: "حديث :
قال عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني ليلة العقبة (ونقباء الأوس والخزرج يبايعونه - صلى الله عليه وسلم - على الهجرة إليهم): اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال "أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً. وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم". قال: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال "الجنة".. قالوا: ربح البيع. ولا نقيل ولا نستقيل
"..
تفسير : هكذا.. "الجنة" والجنة فقط لم يقل: النصر والعز والوحدة. والقوة. والتمكين. والقيادة. والمال. والرخاء - مما منحهم الله وأجراه على أيديهم - فذلك كله خارج عن الصفقة!
وهكذا.. ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل.. لقد أخذوها صفقة بين متبايعين؛ أنهي أمرها، وأمضي عقدها. ولم تعد هناك مساومة حولها!
وهكذا ربى الله الجماعة التي قدر أن يضع في يدها مقاليد الأرض، وزمام القيادة، وسلمها الأمانة الكبرى بعد أن تجردت من كل أطماعها، وكل رغباتها، وكل شهواتها، حتى ما يختص منها بالدعوة التي تحملها، والمنهج الذي تحققه، والعقيدة التي تموت من أجلها. فما يصلح لحمل هذه الأمانة الكبرى من بقي له أرب لنفسه في نفسه، أو بقيت فيه بقية لم تدخل في السلم كافة..
إن الله - سبحانه - في موضع التربية، وفي مجال إقرار القيم الأساسية في التصور الإسلامي لا يعد المؤمنين هنا بالنصر، ولا يعدهم بقهر الأعداء، ولا يعدهم بالتمكين في الأرض، ولا يعدهم شيئاً من الأشياء في هذه الحياة.. مما يعدهم به في مواضع أخرى، ومما يكتبه على نفسه لأوليائه في صراعهم مع أعدائه.
إنه يعدهم هنا شيئاً واحداً هو {ما عند الله}. فهذا هو الأصل في هذه الدعوة. وهذه هي نقطة الانطلاق في هذه العقيدة: التجرد المطلق من كل هدف ومن كل غاية، ومن كل مطمع - حتى رغبة المؤمن في غلبة عقيدته وانتصار كلمة الله - وقهر أعداء الله - حتى هذه الرغبة يريد الله أن يتجرد منها المؤمنون، ويكلوا أمرها إليه، وتتخلص قلوبهم من أن تكون هذه شهوة لها ولو كانت لا تخصها!
هذه العقيدة: عطاء ووفاء وأداء.. فقط. وبلا مقابل من أعراض هذه الأرض، وبلا مقابل كذلك من نصر وغلبة وتمكين واستعلاء.. ثم انتظار كل شيء هناك!
ثم يقع النصر، ويقع التمكين، ويقع الاستعلاء.. ولكن هذا ليس داخلاً في البيعة. ليس جزءاً من الصفقة. ليس في الصفقة مقابل في هذه الدنيا. وليس فيها إلا الأداء والوفاء والعطاء.. والابتلاء..
على هذا كانت البيعة والدعوة مطاردة في مكة؛ وعلى هذا كان البيع والشراء. ولم يمنح الله المسلمين النصر والتمكين والاستعلاء؛ ولم يسلمهم مقاليد الأرض وقيادة البشرية، إلا حين تجردوا هذا التجرد، ووفوا هذا الوفاء:
قال محمد بن كعب القرظي وغيره: "حديث :
قال عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني ليلة العقبة (ونقباء الأوس والخزرج يبايعونه - صلى الله عليه وسلم - على الهجرة إليهم): اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال "أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً. وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم". قال: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال "الجنة".. قالوا: ربح البيع. ولا نقيل ولا نستقيل
"..
تفسير : هكذا.. "الجنة" والجنة فقط لم يقل: النصر والعز والوحدة. والقوة. والتمكين. والقيادة. والمال. والرخاء - مما منحهم الله وأجراه على أيديهم - فذلك كله خارج عن الصفقة!
وهكذا.. ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل.. لقد أخذوها صفقة بين متبايعين؛ أنهي أمرها، وأمضي عقدها. ولم تعد هناك مساومة حولها!
وهكذا ربى الله الجماعة التي قدر أن يضع في يدها مقاليد الأرض، وزمام القيادة، وسلمها الأمانة الكبرى بعد أن تجردت من كل أطماعها، وكل رغباتها، وكل شهواتها، حتى ما يختص منها بالدعوة التي تحملها، والمنهج الذي تحققه، والعقيدة التي تموت من أجلها. فما يصلح لحمل هذه الأمانة الكبرى من بقي له أرب لنفسه في نفسه، أو بقيت فيه بقية لم تدخل في السلم كافة..
Forwarded from الراضون.
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
سبحان الله، إذا طابت نفس الإنسان وشعر بالمحبّة والارتياح فإنّه يُقدّم ويُعطي بشكل لا يُصدَّق، وإذا أحسّ بعكس ذلك؛ فإنّ كلّ شيء يُصبح عليه ثقيل..
عمريات
سبحان الله، إذا طابت نفس الإنسان وشعر بالمحبّة والارتياح فإنّه يُقدّم ويُعطي بشكل لا يُصدَّق، وإذا أحسّ بعكس ذلك؛ فإنّ كلّ شيء يُصبح عليه ثقيل..
مع إيماني بشعور الإنسان بالارتياح والانقباض واعتمادي لهذا الاحساس في كثير من الأوقات، إلا أنّ هناك بعض الأوقات وبعض النّاس يُبالغ في هذه المساحة، يتوهّم شيئًا ما في رأسه ثُمّ يبني عليه كلامًا أو تصرفّات لا معنى لها، أحيانًا جلد مُبالَغ فيه للنَفس يُقزّمها ويعطي هذا الشعور بعدم الترحيب في كلّ مكان، والحقيقة أنّ الأمور دائمًا أوسع من هذا الوهم الضيّق، أو أحيانًا سوء الظن بالغير يتحكّم بمشاعر الإنسان وتحرّكاته، الأسوأ أنّ هذا الأمر إذا تمكّن من الإنسان وتأثر فيه فإنّه يتسرّب لجلسته ويساعد في تحويل الوهم لحقيقة، اهدأ، لسنا بذلك السوء، لسنا بتلك الأهميّة..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أمطار خير إن شاء الله
صار موقف بسيط بيني وبين ابن اختي الصغير، فأنا قولتله: مش نبّهتك من قبل على معنى آية "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله". فأخوه الأصغر -بده يأيدني- فقال: فعلا من حفر حفرة لأخيه وقع فيها. لقط المعنى على السريع😅
إذا حدا لسا مش متابع، في لبنان ٢٠٠ شهيد وحوالي ٨٠٠ إصابة اليوم؛ بسبب نصرة غزّة…
ربنا يتقبل ويرحم عباده..
ربنا يتقبل ويرحم عباده..
“كانوا يكرهون أخلاق التجار؛ ونظرهم في مداقّ الأمور، وكانوا يحبون أن يقال : فيه أخلاق السادة”
الحساسية -ياكرام- ليست من أخلاق السادة؛ وبعيدًا عن فلك المجاملة في مديح الحساسية فإني أراها مركّبة من حب الذات، وسوء الظن، والاتكاء المشاعري على الآخرين.
الأستاذ بدر الثوعيّ.
الحساسية -ياكرام- ليست من أخلاق السادة؛ وبعيدًا عن فلك المجاملة في مديح الحساسية فإني أراها مركّبة من حب الذات، وسوء الظن، والاتكاء المشاعري على الآخرين.
الأستاذ بدر الثوعيّ.
التوازن بين الحساسيّة والبلادة؛ من الأشياء الحياتيّة المُهمّة، وكما يدعو الإنسان لبقاء الحساسيّة التي تُعبِّر عن وجود الحياة وتفاعل الإنسان مع الأشياء؛ يُحذّر وينهى عن الحساسيّة المُفرطة التي تجعل الحياة ضيّقة وكثيرة الكدر وممتلئة بالتفاصيل والمشاكل التي لا معنى لها سوى التمركز اللانهائي حول الذات أو فقدان الثقة المطلَق، وفي نفس وقت التحذير من الحساسيّة المُفرِطة لا ينبغي الارتماء في حضن البلادة والبرود اللذان يحوّلان الإنسان إلى جثّة هامدة لا معنى لوجودها، فالإنسان إنّما هو إنسان بتأثّره وتأثيره، وسهل أن تحكي، صعب أن تعيش…