أيُّها الحُبّ، يا صديقي، ضع يدكَ على قلبِها في السَّفر والإقامة، وأمنح لها الحُلم في النومِ واجعلها مطمئنةً، فثمّة كلّ هذا الحُبّ لها وثمّة هذا الغريب في انتظارها وحيدًا إلى هذا الحد، وثمّة اللَّيل.. اللَّيل كلّه. وثمّة ما لا يوصف، وثمّة ما لا يُقال. أيُّها الحُبّ، يا صديقي.
تعرفُ أنَّها النَّار، وتذهب إليها،
حجَّتُك أنّها لا تأتيك.
قاسم حدّاد.
حجَّتُك أنّها لا تأتيك.
قاسم حدّاد.
وشتاءَ هذا العام، حزينًا أكثر،
ليس لأنَّكِ ما زلتِ في طرف المسافات،
وأنا في الطرف الآخر.
ليس لأن السفن لا تبحر في الصحراء
ليس لأن المطر يموج بي كاللهفة
ليس لأن الرسائل..
ولكن لأنَّكِ سوف تنتظرين
في إحدى الليالي المغسولةِ بالشوقِ
ولأنني لن اجيء، في هذا الشتاء.
قاسم حدّاد.
ليس لأنَّكِ ما زلتِ في طرف المسافات،
وأنا في الطرف الآخر.
ليس لأن السفن لا تبحر في الصحراء
ليس لأن المطر يموج بي كاللهفة
ليس لأن الرسائل..
ولكن لأنَّكِ سوف تنتظرين
في إحدى الليالي المغسولةِ بالشوقِ
ولأنني لن اجيء، في هذا الشتاء.
قاسم حدّاد.
الهديلُ وحدهُ يعرف كم أنتِ غنيةٌ بالرَّحيل،
مسكونةٌ برهبةِ الغربة.
الهديلُ وحدهُ قال لي: "لقد غامرتَ
بحياتِكَ حين وقعت في غرامٍ كهذا".
والهديلُ وحدهُ علّمني بطرقاتكِ السريَّة
وأعطاني كلمات السِّر الّتي تفتحُ لي
بوابات الرَّهبةِ والرَّغبةِ والغُربة،
والهديلُ وحدهُ تركني وحدي.
قاسم حدّاد.
مسكونةٌ برهبةِ الغربة.
الهديلُ وحدهُ قال لي: "لقد غامرتَ
بحياتِكَ حين وقعت في غرامٍ كهذا".
والهديلُ وحدهُ علّمني بطرقاتكِ السريَّة
وأعطاني كلمات السِّر الّتي تفتحُ لي
بوابات الرَّهبةِ والرَّغبةِ والغُربة،
والهديلُ وحدهُ تركني وحدي.
قاسم حدّاد.
ربّما، لكنّ الغيوم الّتي أيقظتني صباح هذا اليوم
كانت قادمةً من ناحيتكِ، لأنّها أغرقت وسادتي
بقرنفلاتٍ كثيرة، وسوّرَتْ نوافذ زنزانتي بعصافير
المطرِ الشقيّة، العصافير الّتي لا تهدأ والّتي لها
تغريدٌ يتّصل باللَّيلِ من هناك، وبالنهارِ من هنا.
ربّما كانت المسافة الّتي تفصلنا شاسعة،
لكن.. مَنْ قال أنّنا بعيدان عن بعضنا؟
قاسم حدّاد.
كانت قادمةً من ناحيتكِ، لأنّها أغرقت وسادتي
بقرنفلاتٍ كثيرة، وسوّرَتْ نوافذ زنزانتي بعصافير
المطرِ الشقيّة، العصافير الّتي لا تهدأ والّتي لها
تغريدٌ يتّصل باللَّيلِ من هناك، وبالنهارِ من هنا.
ربّما كانت المسافة الّتي تفصلنا شاسعة،
لكن.. مَنْ قال أنّنا بعيدان عن بعضنا؟
قاسم حدّاد.
يؤلمني أنَّ كلَّ الأشياءِ ظلَّت وفيةً، إلا أنتِ.
محمد حسن علوان.
محمد حسن علوان.
لا تدخلي من البابِ في المرَّةِ القادمة
تعالي من النافذةِ وانزلقي على السجادةِ
هكذا تفعلُ الأكاذيبُ وهيَ تتسللُ إلى حياتِنا.
لا تلمسي المفتاحَ المعلقَ على الحائط
هذا أنا منذُ عشرينَ عامًا،
كانَ الحائطُ يكتشفُ نفسَهُ للمرةِ الأولى
وأرادني علامةً عليه فأخذني..
تعالي أيضًا من الموسيقى عندما
تكونُ هادئةً وغوصي بجسدِكِ الطويلِ
النحيلِ بينَ النغمات ستسقطينَ فورًا
إلى القاعِ وترتفعُ في ذكراكِ
دواماتٌ من العنفِ والصخب.
هل أكونُ واضحًا أكثر؟
تعالي قبلَ أن تنتشرَ هذهِ القصيدةُ
في عظامِ البيت
وتصبحينَ مرفوضةً تمامًا
البيتُ في صحوِهِ الأخيرِ قررَ أن يموت
ولكنه في العمومِ ليسَ بيتي.
عصام أبو زيد.
تعالي من النافذةِ وانزلقي على السجادةِ
هكذا تفعلُ الأكاذيبُ وهيَ تتسللُ إلى حياتِنا.
لا تلمسي المفتاحَ المعلقَ على الحائط
هذا أنا منذُ عشرينَ عامًا،
كانَ الحائطُ يكتشفُ نفسَهُ للمرةِ الأولى
وأرادني علامةً عليه فأخذني..
تعالي أيضًا من الموسيقى عندما
تكونُ هادئةً وغوصي بجسدِكِ الطويلِ
النحيلِ بينَ النغمات ستسقطينَ فورًا
إلى القاعِ وترتفعُ في ذكراكِ
دواماتٌ من العنفِ والصخب.
هل أكونُ واضحًا أكثر؟
تعالي قبلَ أن تنتشرَ هذهِ القصيدةُ
في عظامِ البيت
وتصبحينَ مرفوضةً تمامًا
البيتُ في صحوِهِ الأخيرِ قررَ أن يموت
ولكنه في العمومِ ليسَ بيتي.
عصام أبو زيد.
لماذا يتوجب علينا أن نتجرّع الدَّرس،
في كلِّ مرّةٍ، مُرًا كالعلقمِ إلى آخره،
ثم نبدأ من الصفرِ، كأننا لم نتعلّم شيئًا؟
وكأن الضحايا ليست سِوى قناديل
مطفأة على طريقٍ محفوفة بالخسارات.
قاسم حدّاد.
في كلِّ مرّةٍ، مُرًا كالعلقمِ إلى آخره،
ثم نبدأ من الصفرِ، كأننا لم نتعلّم شيئًا؟
وكأن الضحايا ليست سِوى قناديل
مطفأة على طريقٍ محفوفة بالخسارات.
قاسم حدّاد.
تكمنين لي في منحنيات كلِّ الطرق،
ولم أكتشف بعد
طريقًا لا تنتهي إليكِ..
قاسم حدّاد.
ولم أكتشف بعد
طريقًا لا تنتهي إليكِ..
قاسم حدّاد.
ثمَّةَ من يموت:
لأن شيئًا أبدًا لمْ يَحدُث
لأن أحدًا أبدًا لمْ يأتِ..
أليخاندرا بيثارنيك.
لأن شيئًا أبدًا لمْ يَحدُث
لأن أحدًا أبدًا لمْ يأتِ..
أليخاندرا بيثارنيك.
Forwarded from Les épines. (عَلِيّ صَالِح .)
وُلِدتُ مراتٍ كثيرة،
وبقدرِ ما ولِدتُ، تألمتُ مرتين
في ذكرى هنا، وذكرى هناك.
أليخاندرا بيثارنيك.
وبقدرِ ما ولِدتُ، تألمتُ مرتين
في ذكرى هنا، وذكرى هناك.
أليخاندرا بيثارنيك.
القصيدةُ التي لو أَقولُها،
هيَ القصيدةُ التي لا أَستحقُّها.
رُبَّما أثنانِ
على دربِ المرآةِ:
شخصٌ ما راقدٌ فيَّ
يَأكلُني وَيَشربُني..
إليخاندرا بيثارنيك
ت: بسَّام حجَّار.
هيَ القصيدةُ التي لا أَستحقُّها.
رُبَّما أثنانِ
على دربِ المرآةِ:
شخصٌ ما راقدٌ فيَّ
يَأكلُني وَيَشربُني..
إليخاندرا بيثارنيك
ت: بسَّام حجَّار.
بابُها*
أصلُ البابِ الغلقُ، تلك روحُهُ، وحينَ ينفتحُ بابُ بيتِكَ ينغلقُ بابُ التاريخ، ساعداكَ يقطرانِ ماءَ الوضوء، والأوزّ المتناثرُ في الدارِ ما نجحَ بأن يُعيدَكَ لبيتٍ ينامُ فيهِ معصومانِ يتيمان، وبنتٌ سيلتفُّ على عضدِها سوطٌ بعد سنوات.
لا الصوائحُ أعادتْكَ، ولا بكاءُ النوائح، وما استطاعَ المسمارُ إيقافَ ثوبك، حديدٌ مغروزٌ بالباب، كلّمه الخشاب وقال له: أوقفه، وما استطاع. كنتَ تلينُ الحديدُ بطريقةٍ ما، لا كما داوود، كنتَ تلينه برقّةٍ، امتدّت حتى لقلب ابن أبي الحديد، الساكنِ خارج شيعتك، والمستقرّ داخلها أكثر من أكثرهم.
كلُّ بابٍ في حياتِكَ كان باباً آخر، فما بابُ ابن عمّك، حين اقتحمتْهُ رجالٌ وحديدٌ، إلاّ طُمأنينة، وأنتَ تتدثّرُ بفراشِهِ، وما بابُ أمّ يتيميكِ إلاّ جرحٌ على طول الزمان، وحين استرحتَ من الأبواب، كان بابُ خيبر ملهاتَكَ، وسيرتك.
لكنها أبوابٌ كثيرةٌ، سوداء وبيضاء، ودونَ لون، وأبوابٌ على وجهها الذلّ، كنتَ تُطعِمُهُ الدقيق والسمن، كي يبتسم صباحاً ويُطلق أطفالاً صغاراً جائعين، يعودون إليه مطمئنّين.
لك بابُكَ الذهبيّ، المشذّر بالأزرقِ والأبيات النجفيّة القديمة، ولك بابكَ الخشبيّ في منزلِكَ الكوفيّ، بابُكَ الذي ما انغلق بوجه أحد، وما قال لضيفٍ أو محتاج إلاّ خيرا.
ما فُتحتْ بابٌ إلاّ وكنتَ يدها، وما أغلِق باب إلاّ وكنتَ سِتْرَهُ ومروءته، ما كانت مدينةُ علمٍ لدى ابن عمّك إلاّ لأنك بابُها، وما كنتَ نقطةً تحت باء البسملة إلاّ لأنك بابها.
تفتحُ بابِ بيتك، وراءكَ الأوزّ الصوائح، والمسمارُ الذليلُ الذي ما أوقفك، وساعداك المبلّلان بماء الوضوء، وتسيرُ إلى المسجد، ثمّة بابٌ للمسجد، يدخلُهُ الكل، ويبتسمُ لكَ حين تدخلُ أنت، كان هناك رجلٌ نائمٌ على بطنه، وكأنه بابٌ مقلوب، وثمّة في المحراب فجوةٌ كبيرةٌ، كأنها بابٌ مفقود، أو سبيل إلى باب فردوسٍ، لم تتبلّل لحيتُكَ طمعاً فيه، وما قلتَ إنني مذنبٌ لأجله، بل لأن مَن هناك، كان يتصلُ بك كثيراً، لفرطِ أنك صرتَ تشبهُهُ، أو صار يشبهك، لدرجة جنون مُحبّيك، الذين فتحوا باب اسمك على اسمه، وصاروا مزيجاً منهما.
اسمُكَ بابٌ، ويداكَ المخشوشنتان، أيها الفلاّحُ خاصفُ النعل، بابٌ أيضاً، تمسحُ على هامةِ مساكين الكوفة، وتظلّلُ وجهَ نصرانيّ فقير، وترتفعُ بسيفٍ ستتركه بعد سنين.
بابٌ مخذول، بابٌ يبكي مسامير نادمة، وأوزّ يصيح، والنائمُ قامَ واقفاً، وقف ليغلقَ باب التاريخ، ليغلقه على رجلٍ كان باباً لكلّ شيء، باباً ينفتحُ بين الله والعبد، وبين الأرض والسماء، وبين العيّ والبلاغة، وبين النكرانِ والوفاء.
علي وجيه.
أصلُ البابِ الغلقُ، تلك روحُهُ، وحينَ ينفتحُ بابُ بيتِكَ ينغلقُ بابُ التاريخ، ساعداكَ يقطرانِ ماءَ الوضوء، والأوزّ المتناثرُ في الدارِ ما نجحَ بأن يُعيدَكَ لبيتٍ ينامُ فيهِ معصومانِ يتيمان، وبنتٌ سيلتفُّ على عضدِها سوطٌ بعد سنوات.
لا الصوائحُ أعادتْكَ، ولا بكاءُ النوائح، وما استطاعَ المسمارُ إيقافَ ثوبك، حديدٌ مغروزٌ بالباب، كلّمه الخشاب وقال له: أوقفه، وما استطاع. كنتَ تلينُ الحديدُ بطريقةٍ ما، لا كما داوود، كنتَ تلينه برقّةٍ، امتدّت حتى لقلب ابن أبي الحديد، الساكنِ خارج شيعتك، والمستقرّ داخلها أكثر من أكثرهم.
كلُّ بابٍ في حياتِكَ كان باباً آخر، فما بابُ ابن عمّك، حين اقتحمتْهُ رجالٌ وحديدٌ، إلاّ طُمأنينة، وأنتَ تتدثّرُ بفراشِهِ، وما بابُ أمّ يتيميكِ إلاّ جرحٌ على طول الزمان، وحين استرحتَ من الأبواب، كان بابُ خيبر ملهاتَكَ، وسيرتك.
لكنها أبوابٌ كثيرةٌ، سوداء وبيضاء، ودونَ لون، وأبوابٌ على وجهها الذلّ، كنتَ تُطعِمُهُ الدقيق والسمن، كي يبتسم صباحاً ويُطلق أطفالاً صغاراً جائعين، يعودون إليه مطمئنّين.
لك بابُكَ الذهبيّ، المشذّر بالأزرقِ والأبيات النجفيّة القديمة، ولك بابكَ الخشبيّ في منزلِكَ الكوفيّ، بابُكَ الذي ما انغلق بوجه أحد، وما قال لضيفٍ أو محتاج إلاّ خيرا.
ما فُتحتْ بابٌ إلاّ وكنتَ يدها، وما أغلِق باب إلاّ وكنتَ سِتْرَهُ ومروءته، ما كانت مدينةُ علمٍ لدى ابن عمّك إلاّ لأنك بابُها، وما كنتَ نقطةً تحت باء البسملة إلاّ لأنك بابها.
تفتحُ بابِ بيتك، وراءكَ الأوزّ الصوائح، والمسمارُ الذليلُ الذي ما أوقفك، وساعداك المبلّلان بماء الوضوء، وتسيرُ إلى المسجد، ثمّة بابٌ للمسجد، يدخلُهُ الكل، ويبتسمُ لكَ حين تدخلُ أنت، كان هناك رجلٌ نائمٌ على بطنه، وكأنه بابٌ مقلوب، وثمّة في المحراب فجوةٌ كبيرةٌ، كأنها بابٌ مفقود، أو سبيل إلى باب فردوسٍ، لم تتبلّل لحيتُكَ طمعاً فيه، وما قلتَ إنني مذنبٌ لأجله، بل لأن مَن هناك، كان يتصلُ بك كثيراً، لفرطِ أنك صرتَ تشبهُهُ، أو صار يشبهك، لدرجة جنون مُحبّيك، الذين فتحوا باب اسمك على اسمه، وصاروا مزيجاً منهما.
اسمُكَ بابٌ، ويداكَ المخشوشنتان، أيها الفلاّحُ خاصفُ النعل، بابٌ أيضاً، تمسحُ على هامةِ مساكين الكوفة، وتظلّلُ وجهَ نصرانيّ فقير، وترتفعُ بسيفٍ ستتركه بعد سنين.
بابٌ مخذول، بابٌ يبكي مسامير نادمة، وأوزّ يصيح، والنائمُ قامَ واقفاً، وقف ليغلقَ باب التاريخ، ليغلقه على رجلٍ كان باباً لكلّ شيء، باباً ينفتحُ بين الله والعبد، وبين الأرض والسماء، وبين العيّ والبلاغة، وبين النكرانِ والوفاء.
علي وجيه.