Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
317 - Telegram Web
Telegram Web
من طرائف اللغة العربية
بيتان غريبان
* هذا البيت لا يتحرك اللسان بقراءته :
آب همي وهم بي أحبابي
همهم ما بهم وهمي مابي
------ ------ ------
* وهذا البيت لا تتحرك بقراءته الشفتان :
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة
سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
-------------
أغرب شعر :
هذه أبيات من الشعر لكن فيها العجب العجاب و فيها أحتراف وصناعة للشعر :
الغريــــــــــــب في هذه الأبيات .....أنــك تستطيـــع قراءتها .أفقيــا ورأسيـــاً .!
ألوم صديقي وهذا محال
صديقي احبه كلام يقال
و هذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
------------
إقرأ البيت بالمقلوب حرفا حرفا واكتشف الإبداع
حيث ان هذا البيت يقرا من الجهتين كلمة كلمة
مودته تدوم لكل هول **** وهل كل مودته تدوم
اعجبتني ما اروع اللغة العربية .


https://www.tgoop.com/Artstoriy
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻣﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﺄﺻﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﺔ
ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻹﻳﺠﺎﺭ ﻓﻌﺠﺰﺕ ﻓﺄﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ
ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺒﻨﺎﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﺗﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻗﺎﺭﺱ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻣﻬﺠﻮﺭ
ﻭﻣﻀﺖ ﺗﺤﺘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺕ
ﻓﻤﺮﺕ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻗﻮﺭ ﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﺷﺮﺣﺖ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻟﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻣﻌﻲ ﺑﻨﺎﺕ ﺃﻳﺘﺎﻡ
ﺃﺩﺧﻠﺘﻬﻢ ﻣﺴﺠﺪ ﻣﻬﺠﻮﺭﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﻮﺗﻬﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻫﺎﺗﻲ ﻟﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﺎ
ﻓﻤﻀﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻨﻜﺴﺮﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺭﺟﻞ ﻣﺴﻦ ﻓﺸﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﺣﺎﻟﻬﺎ
ﻭﻗﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻩ
ﻓﺄﻃﻌﻤﻬﻦ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺃﻟﺒﺴﻬﻦ ﺃﻓﺨﺮ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ
ﻭﺑﺎﺗﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ
ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻘﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺮﺩ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺷﺮﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻥ
ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ
ﻗﺎﻝ : ﻟﺮﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻮﺣﺪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻮﺣﺪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻫﺎﺕ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ
ﻟﻤﺎ ﻗﺼﺪﺗﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻫﺎﺗﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ
ﻓﻜﺬﺍ ﺃﻧﺖ ﻫﺎﺕ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ
ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ
ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺘﻚ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﻟﺤﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﺤﻘﻨﻲ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺬ ﻣﻨﻲ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺳﻠﻤﻬﻦ ﺇﻟﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ : ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺃﻧﺖ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻖ ﺑﻪ
ﻭﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻚ ﺧﻠﻖ ﻟﻲ
ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻧﻤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻫﻞ ﺩﺍﺭﻱ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﻠﻤﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻚ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻙ
ﻗﻠﺖ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﻚ ﻭﻷﻫﻞ ﺩﺍﺭﻙ
ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺎﻧﻈﺮ إلى ﺭﺣمة ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﻭﺍﻷﻳﺘﺎﻡ
ﻣﺎ ﺃﻋﻘﺐ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .

https://www.tgoop.com/Artstoriy
قصة حقيقية وعبرة...
يقول احدهم في طفولتي عندما كان يدخل موسم فاكهة المانجا، كان أبي يحضر منها كمية للبيت، وكنا نجلس حوله لنشاركه طعمها العذب، كنا نحب هذه الفاكهة كثيراً، فكان يعطينا اللبّ منها، ويقوم هو بأكل قشورها !!

كنت أراقب هذا #التصرف_الغريب منه دون أن أعلم السبب ؟!
سألته يوماً : لماذا تأكل قشور المانجا يا أبي ؟!
نظر إلي بابتسامة وقال : ( آكلها أنا حتى لا تأكلها أنت )...

لم أفهم معنى كلامه في وقتها، وبرّرت الأمر بأنها قد تكون #عادة_قديمة اكتسبها من أيام عاشها في طفولته بين أحضان الفقر القاسي، وخصوصاً أن طعم قشور المانجا ليس سيئاً، ولكنه بصراحة لا يقارن بما هو تحت تلك القشور .

المهم ، مع الأيام نسيت أمر #قشور_المانجا، كما نسيت الكثير من الذكريات بين صفحات كتاب الزمن، إلى مدة قريبة عندما أهداني صديق لي فاكهة مانجا، جلبها لي كهدية من بلد بعيدة ..

كنت - طوال الطريق وأنا متجه الى بيتي- أمنّي نفسي بالإستمتاع بطعمها الذي ينافس شهد النحل ، وبمجرد أن وصلت البيت بدأت في تقطيع تلك #المانجا وهي تتفجر بين يدي بما تحتويه من لبّ ذهبي، وعصير ملكي !!
الحقيقة أني أحب تلك الفاكهة كثيراً !!
وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي، اقتربت #إبنتي_الصغيرة مني وقالت : أبي، أريد قطعة ؟
ابتسمت لطلبها واعطيتها الجزء الذي كان بيدي، وعلى الفور إقترب إبني يطلب مثل ما حصلت عليه اخته، ولحقتهما أختهما الثالثة تطلب حصتها تماماً كما حصَّل إخوانها.

كانت فرحتي بالنظر لهم وهم #يمرغون_وجوههم بقطع المانجا، والسعادة والفرح تشع من أعينهم كشمس الصباح الدافئة بعد ليلة شتاء قارص !
وفي لحظة وجدت نفسي أمام صحن خالي إلا من بعض قشور المانجا التي مازال عالقة بها أجزاء صغيرة من فتات #الفاكهة_الأصلية ..
بدأت بالتهام قشور المانجا دون تفكير ، الى أن توقفت فجأة لأتذكر كلمات أبي رحمه الله !!

الآن فقط بعد كل تلك #الأيام_والسنوات اتضحت لي معنى كلماته وماذا كان يقصد بعبارته، وغصّت اللقمة في فمي واغرورقت عيناي بالدموع.
الآن فقط علمت أن سعادة أبي الحقيقية لم تكن يوماً في أكل #قشور_المانجا، وإنما كانت سعادته الحقيقية في رؤيتنا ونحن ناكل أفضل جزء منها أمامه .
كانت فرحته الغامرة وهو يشاهدنا ونحن نحصل على أفضل وأنقى وأجود ما كان يقدمه إلينا في لحظتها.
وتساءلت حينها #والدموع_في_عيني :
يا تُرى، كم من مانجا قدمها لنا أبي واكتفى هو بمجرد قشورها ؟!
وأنا هنا لا أقصد تلك الفاكهة بذاتها، ولكن أقصد كل ما ترمز له في هذه الحياة !!
فالمانجا قد تكون ملبساً، أو بيتاً، أو فراشا، أو نوماً مريحاً، أو تعليماً، وقد تكون أيضاً لمسة حنان على الكتف، أو قبلة على الوجه، أو #مسح_دمعة من على الخد !!
(( والله، مانجا الأهل لا حدود لها، ولا يمكن لأحد أن يقيِّم سعرها))!!

- أنظر إلى من حولي لأجد أبناء لا يقدرون أهلهم #حق_القدر، ولا يوفون حقهم، وكأن وظيفة الأهل في هذه الحياة هي في اختلاق الذرائع التي من شأنها أن تكدر صفو حياتهم!!
- أرى أبناءً قد تملكهم الغرور حتى حسبوا أنهم يفوقون أهلهم علماً وفكراً ومنطقا!!
- أرى أبناءً يقدسون كلمة الزوجة في مقابل دموع #الأم_أو_الأب!!!
- أرى أبناءً يهجرون أهلهم في ديار رعاية بعيدة ويتركونهم لرحمة الغرباء!!
- أرى أبناءً قد يقاطعون أهلهم سنيناً طويلة.
- أرى أبناء يتمنون زوال أهلهم من هذه الدنيا عاجلاً ليس آجل من أجل أن يرثوهم!!
- أرى كل ذلك وفي نفسي لو كان الأمر بيدي، لدفعت عمري كله ثمناً حتى يعود بي الزمن لأجلس مع #أبي_يوماً واحداً أسبقه حينما يحضر فاكهة المانجا، لالتهم قشورها بدلاً عنه ليتبقى له فقط أفضل ما فيها .
حتى اذا سألني لماذا أحب أكل قشور المانجا ؟
فأقول له :
( أكلها أنا حتى لا تأكلها أنت )!!

إهداء الى كل من مازال أبوه على قيد الحياة، عسى أن تجد الى قلبه دليلاً.
اللهم اغفر وارحم آباءنا وأمهاتنا واجعلهم من أهل #الفردوس_الأعلى برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ألبس لباس الصحة والعافية كل من هم على قيد الحياة من الآباء والأمهات.
واعفوا عنهم ولا تقبضهم إلا وأنت راض عنهم يا سميع يا عليم .

https://www.tgoop.com/Artstoriy
ﻳﺤﻜﻰ ﺍﻥ ﻓﺄﺭﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻸﺳﺪ ﻓﻲ ﺛﻘﺔ:
ﺍﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻠﻢ، ﻭأعطني ﺍﻻﻣﺎﻥ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺪ: ﺗﻜﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺄﺭ ولا تخف..

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺄﺭ:
ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﺍﻗﺘﻠﻚ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺷﻬﺮ فقط.
ﺿﺤﻚ ﺍﻷﺳﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺄﺭ؟

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﺄﺭ: ﻧﻌﻢ ..
ﻓﻘﻂ ﺃﻣﻬﻠﻨﻲ ﺷﻬﺮا واحدا.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺪ :
ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻭﻟﻜﻦ بشرط، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺳﻮﻑ ﺃسحقك
ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ.

ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ كالتالي..

ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ:
ﺿﺤﻚ ﺍﻷﺳﺪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻼﻡ
ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﻓﻌﻼً ... ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ.

الأﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:
ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﺘﻐﻠﻐﻞ ﺇﻟﻰ، ﺻﺪﺭ ﺍﻷﺳﺪ.

الاسبوع ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:
سكن ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻌﻼً ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭكان ﻳﺤﺪّﺙ ﻧﻔﺴﻪ: ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺻﺤﻴﺤﺎ؟

ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ:
ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﺮﻋﻮﺑﺎً، ومهموما ومتعبا.

ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺐ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭﻛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻷﺳﺪ ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪﺓ.

ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻫﻮ ﺃﻗﺴﻰ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ.

ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺪ؟
ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻮﻳﺔ
ﺟﺪﺍ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﺎ.

ﻭﺍﻟﻔﺄﺭ ﻫﻲ ﻗﻠﻘﻚ ﻭﺧﻮﻓﻚ.

ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻴﺤﺪﺙ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ؟
ﻭﻛﻢ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻧﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻗﻌﻨﺎﻩ؟

ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ وصاعدا، ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺑﺘﻼﺀ لنا من الله تعالى، ﻭﺳﻮﻑ ﺗﺤﻞ ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻡ ﺃﺟﻼ.
ﻭﺳﻮﻑ ستمر ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ وتمضي.

ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻣﺎﻫﻲ ﺇﻻ ﻧﻌﻤﺔ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ.

ﻓﻼ ﺗﺸﻐﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﻭﺭﻛﺰ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ، وفي إرضاء الله.

https://www.tgoop.com/Artstoriy
‏بيتان جميلان من الشعر، قمة في بلاغة اللغة العربية واستعارة مفرداتها:
وإذا سئمت من (الوجود) لبُرهةٍ فاجعل من #الواو الكئيبة #سينًا

وإذا تعبت من (الصعود) لقِمّةٍ
فاجعل من #العين البئيسة #ميمًا..

تلك الكلمات تجمع بين البلاغة والاستعارة الرائعه، تصوِّر أحاسيس التعب والملل بأسلوب راقٍ. فكم هو رائع أن نجد الجمال في لحظات اليأس، ونجد القوة والإلهام في أصعب الظروف.
https://www.tgoop.com/Artstoriy
الغيرة العمياء ...

تخرج أخ وأخته في نفس العام الدراسي حيث تخرج الولد من كلية هندسة وتخرجت البنت من كلية ألسن قسم لغة فرنسية ..
وبعد مرور مدة من البحث علي وظيفة التحق المهندس بإحدي الشركات الإنشائية ..
أما أخته فلم تجد عملا بسبب سوء الحالة السياحية في البلد ..
لم تشعر الأخت بأي إحباط إلا بعد مرور وقت كثير وبدأ أخوها المهندس في شراء هاتف جديد وملابس جديدة والنية تتجه إلى شراء سيارة !!
فبدأ اليأس يتسرب إلي نفسها فهي لا تحقد علي أخيها وإنما تريد أن تكون مثله علي الأقل ..
بدأت علامات الحقد والغيرة تظهر علي وجهها تجاه أخيها وأخذت تعامله معاملة سيئة مع أن أخاها لم يكن له ذنب في أي شيء ..

وفي إحدى المرات وقفت وقالت لأخيها سأقوم بعمل موقع ترجمة علي الإنترنت وسأترجم نصوصا من الفرنسية إلي العربية وبالعكس لمن يريدوسأثبت ذاتي كما أثبت أنت ذاتك ..
وبالفعل قامت بعمل صفحة علي الإنترنت ولم يمر سوي أسبوع وأرسل إليها شخص ما بعض النصوص لتترجمها وأعطاها عنوانه لترسل إليه كل النصوص المترجمة بعد طباعتها عن طريق البريد كما أعطاها مئة جنيه علي كل نص ..
وبالفعل بدأ النشاط يدب في أوصال الفتاة وتكرر هذا الموضوع أكثر من مرةوبدأت تتحسن حالة هذه الأخت اليائسة وبدأت تشتري كل ما تحلم بهثم بدأت تحاول أن تثبت لأخيها أنها أفضل منه !!

في يوم دخلت الأخت غرفة أخيها لتبحث عن شاحن هاتفه المحمول لتقوم بشحن هاتفها فوجدت في مكتبه مجموعة أوراق باللغة الفرنسية ..
وعندما بدأت في قراءتها وجدتها كل النصوص التي طلبت منها فعلمت إلي أي مدى كانت أنانية معه بعد أن عاملت أخاها معاملة سيئة وهو الذي لم تر منه سوي المعاملة الطيبة وعلمت مدي محبة أخيها نحوها التي ظهرت في تصرفه تجاهها مع أنه لم ير منها سوي المعاملة السيئة ..


https://www.tgoop.com/Artstoriy
يروى أن لصاً سرق مجموعة من الأبقار في إحدى قرى بلدٍ لا أذكر اسمه.

فقبض الأهالي على اللص ليسلموه للعدالة كي ينال جزاءه العادل، فتوجهوا به إلى القاضي.

عرضوا مظلمتهم على القاضي، فسأل القاضي اللص عن اسمه.

أجاب اللص: "إنَ اسمي قاسم النص."

نظر القاضي إلى الجماعة بنظرة ڠضب قائلاً: "عائلةالنص من أعرق العائلات، وتتولى مناصب عليا في الدولة. لا يمكن أن يكون منهم لص على الإطلاق، ولاأعتقد أنه هو من سرق أبقاركم."

قال الأهالي: "يا سيدي، نحن قبضنا عليه متلبساً بالسړقة!"

رد القاضي پغضب: "أنتم جميعاً كاذبون! عائلة النص عائلة محترمة وذات مكانة في السلطة والحكم، ومن المستحيل أن
يكون منهم سارق. إذا لم تسامحوا قاسم،فسأقوم بسجنكم!"

خرج الأهالي خائبين…
أما القاضي واللص، فقد جلسوا بعد جلسة المحاكمة واقتسموا الأبقار *”بالنص”*.
لقد فهم القاضي على اللص عندما سأل عن اسمه، لكن

الأهالي لم يفهموا…!
عبرة القصة:
كم من “قاسم النص” في حياتنا، وكم من مسؤول يبيع ضميره السياسي ؟!

نسأل الله أن ينتقم من كل لصٍ ومن كل مسؤولٍ فاسد عديم الضمير.
هذه القصة تلخص الظلم والفساد الذي قد ينخر في مؤسسات المجتمع،

حيث يتلاعب بعض المسؤولين بالمناصب والعدالة لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب العامة.



https://www.tgoop.com/Artstoriy
.
يقول المهندس عبد الغني الجند:

"لي صديق مهندس إنشائي، تخرج في كلية الهندسة ثم بحث عن عمل هنا وهناك فلم يجد، وكره أن يجلس في البيت عاطلاً، فطلب من أحد معارفه -وكان يعمل سباكاً- أن يعمل معه مساعداً. فقال له السباك: ولكنك مهندس! فرد عليه قائلاً: لا بأس من العمل سباكاً إلى أن يأتيني عمل في تخصصي."

ويستطرد قائلاً: "بدأ المهندس العمل مساعداً للسباك، وكان العمل لا يحتاج منه إلا 5% من التركيز الذهني، فأنفق جل وقته من النسبة المتبقية (95%) بملاحظة الإنشاءات في المشروع الذي يعمل فيه. كان يطلب خرائط المبنى، فإذا قيل له: لمَ تحتاج الخرائط وأنت سباك؟ كان يرد عليهم قائلاً: لكي لا أخطئ أثناء الحفر للمواسير فأضر عموداً خرسانياً. فيعطونه الخرائط، ومن خلالها يبدأ بملاحظة: لماذا وُضع العمود هنا؟ وكيف شُد السقف بهذه الطريقة؟ وكيف تم بناء الكمر بهذا الأسلوب؟ واستمر على هذا الحال لمدة ستة أشهر، اكتسب خلالها خبرة عملية كبيرة من مشروع لآخر. وعندما أتيحت له أول فرصة عمل حقيقية، وجدوا في المقابلة الشخصية أنه يمتلك من المعلومات والخبرة الميدانية العملية ما يفوق أقرانه المتقدمين لنفس الوظيفة، فعينوه."

يقول المهندس عبد الغني: "إن صديقي هذا الآن، وبعد 27 سنة من تخرجنا، أصبح أحد كبار المهندسين في المملكة العربية السعودية. لديه شركة هندسة ومقاولات، ويعمل لديه العديد من المهندسين والعمال، وأصبح من الأثرياء الأمناء. وأصر على أن يرد الجميل للمعلم السباك الذي كان عمله معه فاتحة خير عليه، فعينه في شركته وأكرمه."

انتهت القصة التي رواها المهندس عبد الغني الجند، والحق أنها مليئة بالعبر، ولعل أهمها: أن على الإنسان ألا ييأس أو يستسلم للإحباط في بداية تخرجه إذا لم يجد عملاً، وأن عليه النزول إلى الميدان والعمل في أي مجال حتى وإن لم يكن في تخصصه، وأن لا يأنف من ذلك. فالتعلم المستمر يصقل الخبرات والمهارات، وهذا كله سيثمر إن عاجلاً أم آجلاً الثمرة المنتظرة.

https://www.tgoop.com/Artstoriy
أصاب زوجة "أسكينوف" غم عظيم ولم تدر أي الروايات تصدق، كان أولادهما صغارًا ما يزالون، حتى أن أصغرهم كان رضيعًا. حملت الزوجة أولادها وسافرت إلى المدينة حيث سجنوا زوجها، وإذ لم يسمحوا لها في البداية بزيارته، توسّلت وتضرّعت حتى منحها المسؤولون إذنًا خاصًا بالزيارة. مع أول نظرة ألقتها على زوجها بملابس السجن ومقيدًا بحديده ومجاورًا كل هذا العدد من اللصوص والمجرمين، غابت عن الدنيا، وفور أن استجمعت شتاتها، جلست بجواره وطمأنته عن حالهم في المنزل وسألته عن أحواله وما جرى له. أخبرها "أسكينوف" بكل ما لاقاه وقال لها: "علينا أن نتقدم بعريضة بحالي إلى القيصر؛ لن يرضيه أن يقضي رجل برئ عمره وراء القضبان".

أخبرته زوجته في أسى بأنها قد قدمت بالفعل عريضة إلى القيصر بهذا المضمون ولكنها رُفضت.

لم يردّ "أسكينوف" واكتفى بحني رأسه واجمًا.

قالت زوجته: "لم تأت رؤياي إذن من فراغ؛ حين رأيتك بشعرك الرمادي من تحت القبعة. هل تتذكر؟ لم يكن عليك السفر في هذا اليوم من الأساس". مسّدت الزوجة شعراته بأصابعها وقالت في حنان: "فانيا يا عزيزي الغالي، هلّا صارحت زوجتك بـالحقيقة؟ لم تكن أنت من ارتكبت هذا الجرم الشنيع، اليس كذلك؟"

"إذن أنتِ أيضا تشكين في براءتي؟" قال "أسكينوف" ثم وضع رأسه بين يديه وبكى. جاء الحراس بعد قليل واصطحبوا زوجته وأولاده خارجًا بعد أن ودعهم للمرة الأخيرة.

حال انصراف الزوجة، فكّر "أسكينوف" مجددًا في السؤال الذي طرحته عليه زوجته وخلُص إلى نتيجة: "إن ربي وحده يعلم الحقيقة، وإليه وحده عليّ أن أرفع عريضتي وأقدم شكواي، ووحده تُرتجى منه الرحمة بحالي".

يئس "أسكينوف" من كل أمل في القانون، وتوجه بكامل دعواه وأمله إلى ربه.

حُكم على "أسكينوف" بالجلد والعمل في المناجم، وبعد استيفاء حكم الجلد بالسوط، وإذ شُفيت جراحه، نُقِل إلى سيبيريا ليلحق بأقرانه من المحكوم عليهم.

قضى "أسكينوف" ستة وعشرين عامًا في السجن، وأصبح شعره أبيض بلون الثلج ونمت لحيته رمادية رفيعة. فارقته السعادة وأصبحت عاداته لا تتعدى التمشية قليلًا ثم التوقف لبرهة والانحناء في أسى ثم معاودة المسير، لم يكن يضحك بتاتًا وكان يقضي غالبية أوقاته في الصلاة والدعاء.

تعلّم "أسكينوف" في السجن صناعة الأحذية وتكّسب منها مالًا قليلًا أعانه على شراء نسخة من كتاب "حياة القديسين"[3]. اعتاد “أسكينوف” قراءته حتى قبل إطفاء أنوار السجن ليلًا، كما اعتاد قراءة الدروس في كنيسة السجن والغناء في الجوقة، إذ لم يحرمه الزمن أو الأسر من صوته الجميل.

ألف مسؤولو السجن وجود "أسكينوف" وارتاحوا إلى طبيعته الطيعة غير المشاغبة، كما أنه قد حاز التقدير من جميع رفقائه في السجن ووقروه ومنحوه لقبي "العرّاب" و"القديس"، ولجأوا إليه ليتحدث بلسانهم إلى مسؤولي السجن عن رغباتهم أو شكواهم، كما أنهم كانوا عادة ما يسألونه النصيحة أو يحكّمونه في جميع أمورهم وخلافاتهم.

لم تصل إلى "أسكينوف" طوال هذه المدّة أي أخبار عن زوجته أو أولاده، ولم تكن لديه حتى أي معلومة أكيدة عن كونهم ما زالوا على قيد الحياة.

في صباح يوم عادي، وصلت مجموعة جديدة من المجرمين إلى باحة السجن، وجلس النزلاء القدامى والجدد سويًا يتحادثون في أسباب التحاقهم بالسجن. بين النزلاء القدامى، جلس "أسكينوف" يستمع دون اهتمام حقيقي.

كان أحد المتحدثين رجل في الستين من عمره، له لحية رمادية قصيرة ومهذّبة، قال الرجل مُخبرًا عن أسباب القبض عليه: "حسنًا يا أصدقائي! سأخبركم! لقد جئت إلى هنا لسبب تافه، لقد فككت حصان كان قد رُبط في عربة، ولكنني لم أسرقه، لقد استعرته فقط لأصل سريعًا إلى البيت ومن ثم أطلقت سراحه، كما أن سائق العربة كان في الأصل صديقًا لي، لم يصدّقوني واقتادوني إلى هنا، لم يستطيعوا أن يعرفوا كيف ومتي سرقت العربة ومع ذلك قبضوا عليَّ، أو تعلمون؟ لقد فعلت أمرًا شنيعًا كان جديرًا به أن يرسلني إلى هنا سجينًا منذ زمن طويل، ولكني فلت منه بحظي، والآن ها أنا هنا بسبب أمر تافه جدًا كهذا، هذه ليست مرتي الأولي في سيبيريا بالطبع، ولكن المرة الفائتة لم ألبث طويلًا في السجن".

سأله أحدهم: "ومن أي مدينة أنت؟"

ردّ السجين الجديد: "من بلدة فلاديمير، يناديني الجميع (ماكار) وأُلقّب أحيانا بـ (سيمينوفيتش)".

رفع "أسكينوف" راسه منتبهًا إذ سمع اسم بلدته وسأل السجين الجديد: "أخبرني يا (سيمينوفيتش)، هل تسمع بـعائلة (أسكينوف) التاجر من بلدة (فلاديمير)؟"

"أسمع عنهم؟ بل أعرفهم جيدًا، إنهم أغنياء البلدة، إلا أن رب العائلة هو سجين في سيبيريا مثلنا ومثلك أنت أيضًا يا سيدي العجوز علي ما يبدو، أخبرني، ماذا فعلت حتى حللت هنا أسيرًا؟"

ردّ "أسكينوف": "جئت هنا جزاء خطيئتي التي اقترفت".

سأل السجين: "وما هي خطيئتك؟"
وإذ لم يكن "أسكينوف" مستعدًا للحديث عن حادثته، اكتفى بقول: "حسنًا، لا داعي للحديث عن هذا الأمر، من المؤكد أنها خطيئة عظيمة استحقت سنوات سجني الطوال".  أخبر رفقاء السجن "سيمينوفيتش" عن الحادثة التي أدت بـ "أسكينوف" إلى السجن، وكيف أنه لم يقتل التاجر فعلًا وإنما زورت الأدلة ضده بشكل ما.

اندهش "سيمينوفيتش" لمّا سمع بالأمر وضرب بقبضته على ركبتيه قائلًا: "هذا والله أمر عجيب، عجيب، لكم تقدمت في العمر يا سيدي العجوز".

تعجَّب السجناء من رد فعل "سيمينوفيتش" وسألوه إن كان هذا يعني أنه قد قابل "أسكينوف" من قبل، فلم يردّ "سيمينوفيتش" وقال: "إنه حقًا لأمر عجيب أن نلتقي هنا مجددًا!"

حينها فقط رفع "أسكينوف" رأسه وتساءل إن كان لهذا الرجل معرفة بمن قتل التاجر فسأله: "ربما لديك علم بهذه القضية؟"

أجاب "سيمينوفيتش" مراوغًا: "لقد سمعت بعض القيل والقال من هنا وهناك، مجرد شائعات في الغالب، وعلى كل، لقد مر وقت طويل على هذه الحادثة ولم أعد أتذكر كل ما قيل عنها".

سأل "أسكينوف" مجددًا: "ألا تعلم إذن من قتل التاجر؟"

ردّ "سيمينوفيتش": "بالطبع من قتله هو من وجدوا السكين في حقيبته، إن كان هناك من خبأها دون علمك في الحقيبة فلا يمكن الجزم بوجوده حتى يعترف أحد بذلك الفعل، ثم كيف لهذا الشخص، إن وُجد ـ أن يخبئها في حقيبتك بينما كنت تنام واضعها تحت رأسك، وإن حركها لاستيقظت من فورك".

فور سماعه بالجملة الأخيرة، تيقن "أسكينوف" من كونه قد قابل القاتل أخيرًا وجها لوجه.

يطلع الرب على الحقيقة.. وبعد أجل يبديها

للكاتب: #ليف_تولستوي

ترجمتها عن #الروسية:
رولا عادل رشوان

https://www.tgoop.com/Artstoriy
الأعرابي والدجاج 🍗

روى رجلٌ كان يسكن بالبصرة فقال:

قدِِم أعرابي من البادية ، فأنزلته وكان عندي دجاج كثير ، ولي زوجة وإبنان وإبنتان.
فقلت لزوجتي : بادري وأشوي لنا دجاجةً ، وقدميها إلينا نتغدى بها .

فلما حضر الغداء جلسنا جميعاً أنا وزوجتي وإبناي وإبنتاي والإعرابي
فدفعنا إليه الدجاجة وقلنا له أقسمها بيننا ، نريد أن نضحك منه .
فقال :لا أحسن القسمه ، فإن رضيتم بقسمتي قسمتها بينكم
قلنا : فإننا نرضى بقسمتك .

قطع الإعرابي رأس الدجاجة وناولني إياه وقال : الرأس للرأس
وقطع الجناحين وقال : الجناحان للإبنين
ثم قطع الساقين وقال: الساقان للبنتين
ثم قطع عجز الدجاجة وهو مؤخرتها وقال: العجز للعجوز وأعطاه لزوجتي
وأخذ هو الصدر وقال : الزور للزائر ، وضحك علينا .

فلما كان اليوم التالي ، قلت لزوجتي: أشوي لنا خمس دجاجات .
فلما حضر الغداء قلت للإعرابي: أقسم بيننا! قال : أقسمها شفعاً أو وتراً ؟
قلنا : أقسم وتراً .
قال: أنت وزوجتك ودجاجة ثلاثه ، ورمى إلينا بدجاجة .
وإبناك ودجاجة ثلاثه ، ورمى إليهما بدجاجة.
وإبنتاك ودجاجة ثلاثه ورمى إليهما بدجاجة.
ثم قال : أنا ودجاجتان ثلاثة ، وأخذ دجاجتين وضحك علينا

ثم رآنا الإعرابي ونحن ننظر إلى دجاجتيه ، فقال:
ما تنظرون ؟ لعلكم كرهتم قسمة الوتر، فهل لكم في قسمة الشفع؟
قلنا نعم . فضم إليه الخمس دجاجات ، ثم قال:
أنت وإبناك ودجاجة أربعة ، ورمى إلينا بدجاجة،
والعجوز وبنتاها ودجاجة أربعة، ورمى إليهن بدجاجة .
ثم قال : أنا وثلاث دجاجات أربعة ، وضم إليه الثلاث .
ورفع يده إلى السماء وقال : اللهم لك الحمد أنت من فهمتني إياها .

https://www.tgoop.com/Artstoriy
أندم من الكسعي

الكسعي هو رجل من كسع، اسمه محارب بن قيس، كان يرعى إبلاً له بأحد الأودية حين رأى شجرة من أشجار النبع، فأعجبتهُ وقال في نفسه إن شجرة كهذه ينبغي أن تكون قوساً، فجعل يتعهدها، ويرصدها يوماً بعد يوم حتى استوت فقطعها وجففها وصنع منها قوساً ثم دهنها، وألحق بها وتراً شديداً، كما صنع من برايتها خمسة أسهم، وجعل يقلبها في كفهِ معجباً بها أشد الإعجاب. ثم أراد أن يجرب سلاحه الجديد، فخرج حتى أتى منطقة للحمر الوحشية، فكمن فيها، فمر قطيع من الحمر الوحشية، فرمى واحداً منها، فإذا السهم يصيبه فيسقط الحمار صريعاً ثم يمرق السهم من الجانب الآخر، فيصيب الجبل، فظن الكسعي أن السهم أخطأ الحمار الوحشي. ثم مكث كامناً على حاله، فمر قطيع آخر، فرمى منها واحداً، فصنع السهم الثاني مثلما صنع السهم الأول، وهكذا حتى رمى أسهمه الخمسة كلها، وكل منها يصيب الحمار فيسقط صريعاً، لكن السهم من قوته يمرق إلى الجانب الآخر، فيظن الكسعي أن أسهمه تذهب بعيداً فلا تصيب الحمر، فاشتاط غضباً، وكسر تلك القوس. فلما أصبح نظر، فإذا الحمر الوحشية الخمسة صريعة حوله، وأسهمه مضرجة بالدم فندم على كسر القوس أشد الندم، فعض إبهامه بأسنانه فقطعهاوأنشد قائلا:


ندمت ندامة لو أن نفسي
تطاوعني إذا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني
لعمر أبيك حين كسرت قوسي


فصارت ندامته مثلًا لكل نادم


https://www.tgoop.com/Artstoriy
.

أصل الحكاية

فأما الفرزدق فهو همام بن غالب التميمي، وأما زوجه فهي بنت عمه النّوارُ ابنة أمين بن ضُبيعة المُجَاشِعى، وكان علي بن أبي طالب رضى الله عنه وجه أباها إلى البصرة أيام الحكمين.

فقتله الخوارج غِيلَةٌ، المهم، تقدم رجل من قريش لخطبة " النَّوَارَ" وكان أهلها بالشام، فبعثت إلى الفرزدق تسأله أن يكون وليها في الزواج بمن خطبها من قريش، فهو ابن عمها ومصدر فخر العائلة وشاعر بني تميم الأشهر، فقال الفرزدق إنّ بالشام من هو أقرب إليكِ منى، ولا آمَنُ أَن يَقدَم قادم منهم فينكر ذلك على، فأشهدي أنك قد جعلت أمرك إلى، ففعلت النوار وقالت للشهود إنها قد وكلت الفرزدق في أمر زواجها.

إلى هنا تبدو القصة عادية جدا، لكن ما هو غير عادي بل وصادم أيضا، أن الفرزدق خرج على الشهود وقال لهم: "قد أَشْهَدَتْكُم أَنها قد جعلت أمرها إلى، وإني أشْهدُكُمْ أنى قد تزوجتها على مائة ناقة حمراء سوداء الحدق".

وهنا وقعت الواقعة فالمرأة التي وكلته لتزويجها وجدت نفسها فجأة زوجة له، فماذا تفعل؟!

لجأت النوار إلى شيوخ القبائل في البصرة حيث تعيش فلم يجرها أحد احتراما للفرزدق أو خوفا من هجاء شعره أو بطش قبيلته، لا يهم، فالمهم أن أحدا لم يجرها فهربت إلى الحجاز حيث عبد الله بن الزبير أميرا، فكان ما ذكرناه آنفا.

كيدهن عظيم وقلوبهن رقيقة

حين علم عبد الله بن الزبير بما قاله الفرزدق من شعر استشاط غضبا حتى إذا خرج للصلاة لقي الفرزدق فبطش به وكاد أن يقتله، ثم قال للنوار: "هذا ابن عمك فإما ترجعين إليه، وإما أن أقتله".

فرق قلب النوار وقبلت بالعودة إلى البصرة مع الفرزدق، لكنها كانت تعنفه وتهجره في الفراش، وشاعت القصة بين الناس حتى أن الشاعر جرير غريم الفرزدق الأشهر أنشد يقول:

لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشزا

ولو رضيت رمح استه لاستقرت

يعني بدون شرح المعنى "الجريء" للبيت إن النوار لم ترض بالفرزدق زوجا.

فلما شعر الفرزدق بالإهانة جعل يخونها، حتى أنه تزوج عليها ولم يدم زواجه طويلا، وفي محاولته رد الإهانة للنوار فقد واعد جارية أن تأتيه في الخيمة ليلا، فأخبرت الجارية النوار بالأمر، فطلبت منها أن تدخل مكانها إلى خيمة الفرزدق، وقالت لها هو رجل عجوز ولن يكتشف الأمر.

وأمضى الفرزدق الليلة مع النوار حتى إذا ما أشرقت الشمس، اكتشف الفرزدق أنه أمضى ليلته مع النوار فقال لها: أهو أنت؟!

فقالت: نعم أنا يا فاسق

فأطلق مقولته التي باتت مثلا يضرب: لله ما ألذك حراما وأقبحك حلالا

الخروج من الجنة

ولم يدم زواج الفرزدق والنوار بعد تلك الليلة طويلا حتى طلقها، لكنه في ذات يوم طلاقها أنشد يقول:

ندمت ندامة الكُسَعي لمًا

غدت مني مطلقةً نوارُ

وكانت جنتي فخرجت منها

كآدم حين أخرجه الضرارُ


https://www.tgoop.com/Artstoriy
" سهيل بن عمرو - من الطلقاء الى الشهداء "
من كتاب ((رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم " لخالد محمد خالد



عندما وقع أسيرا بأيدي المسلمين في غزوة بدر اقترب عمر بن الخطاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " يا رسول الله.. دعني أنزع ثنيّتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم ".. فأجابه الرسول العظيم: " كلا يا عمر.. لا أمثل بأحد، فيمثل الله بي، وان كنت نبيا ".. ! ثم أدنى عمر منه وقال عليه السلام: " يا عمر.. لعل سهيلا غدا يقف موقفا يسرّك ".. !!

ودارت نبوءة الرسول..

وتحوّل أعظم خطباء قريش سهيل بن عمرو الى خطيب باهرمن خطباء الاسلام..

وتحوّل المشرك اللدود.. الى مؤمن أوّاب، لا تكف عيناه من البكاء من خشية الله.. !!

وتحوّل واحد من كبار زعماء قريش وقادة جيوشها الى مقاتل صلب في سبيل الاسلام.. مقاتل عاهد نفسه أن يظل في رباط وجهاد حتى يدركه الموت على ذلك، عسى الله أن يغفر ما تقدم من ذنبه.. !!

فمن كان ذلك المشرك العنيد، والمؤمن التقي الشهيد..؟؟

انه سهيل بن عمرو..

واحد من زعماء قريش المبرّرين، ومن حكمائها وذوي الفطنة والرأي فيها..

وهو الذي انتدبته قريش ليقنع الرسول بالعدول عن دخول مكة عام الحديبية..

ففي أخريات العام الهجري السادس خرج الرسول وأصحابه الى مكة ليزوروا البيت الحرام، وينشؤا عمرة، لا يريدون حربا، وليسوا مستعدين لقتال.. وعلمت قريش بمسيرهم الى مكة، فخرجت لتقطع عليهم الطريق، وتصدّهم عن وجهتهم.. وتأزم الموقف، وتوترت الأنفس..

وقال الرسول لأصحابه: " لا تدعوني قريش اليوم الى خطة يسألونني فيها صلة الرحم الا أعطيتهم اياها ".. وراحت قريش ترسل رسلها ومندوبيها الى النبي عليه الصلاة والسلام، فيخبرهم جميعا أنه لم يأت لقتال، انما جاء يزور البيت الحرام، ويعظم حرماته: وكلما عاد الى قريش أحد مندوبيها، أرسلوا من بعده آخر أقوى شكيمة، وأشد اقناعا حتى اختاروا عروة بن مسعود الثقفي وكان من أقواهم وأفطنهم.. وظنت قريش أن عروة قادر على اقناع الرسول بالعودة..

ولكنه سرعان ما رجع اليهم يقول لهم: " يا معشر قريش.. اني قد جئت كسرى في ملكه، وقيصر في ملكه، والنجاشي في ملكه.. واني والله ما رأيت ملكا قط يعظمه قومه، كما يعظم أصحاب محمد محمدا.. !!

ولقد رأيت حوله قوما لن يسلموه لسوء أبدا.. فانظروا رأيكم ".. !!

عندئذ آمنت قريش أنه لا جدوى من محاولاتها وقررت أن تلجأ الى المفاوضة والصلح.. واختارت لهذه المهمة أصلح زعمائها لها.. وكان سهيل بن عمرو..

رأى المسلمون سهيلا وهو مقبل عليهم فعرفوه، وأدركوا أن قريشا آثرت طريق التفاهم والمصالحة، ما دامت قد بعثت آخر الأمر سهيلا.. وجلس سهيل بين يدي الرسول، ودار حوار طويل انتهى بالصلح..

وحاول سهيل أن يكسب لقريش الكثير.. وساعده على ذلك، التسامح النبيل والمجيد الذي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يديره في التفاوض والصلح..

ومضت الأيام، ينادي بعضها بعضا، حتى جاءت السنة الثامنة من الهجرة.. وخرج الرسول والمسلمون لفتح مكة بعد أن نفضت قريش عهدها وميثاقها مع رسول الله..

وعاد المهاجرون الى وطنهم الذين أخرجهم بالأمس كارهين..

عادوا، ومعهم الأنصار الذين آووهم في مينتهم وآثروهم على أنفسهم..

وعاد الاسلام كله، تخفق في جو السماء راياته الظافرة..

وفتحت مكة جميع أبوابها..

ووقف المشركون في ذهول.. ترى ماذا سيكون اليوم مصيرهم، وهم الذين أعملوا بأسهم في المسلمين من قبل قتلا، وحرقا، وتعذيبا، وتجويعا..؟!

ولم يشأ الرسول الرحيم أن يتركهم طويلا تحت وطأة هذه المشاعر المذلة المنهكة..

فاستقبل وجوههم في تسامح وأناة، وقال لهم ونبرات صوته الرحيم تقطر حنانا ورفقا: " يا معشر قريش.. ما تظنون أني فاعل بكم "..؟؟ هنالك تقدم خصم الاسلام بالأمس سهيل بن عمرو وقال مجيبا: " نظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم "..

وتألقت ابتسامة من نور على شفتي حبيب الله وناداهم: " اذهبوا... فأنتم الطلقاء ".. !!

لم تكن هذه الكلمات من الرسول المنتصر لتدع انسانا حيّ المشاعر الا أحالته ذوبا من طاعة وخجل، بل وندم..

وفي نفس اللحظة استجاش هذا الموقف الممتلئ نبلا وعظمة، كل مشاعر سهيل بن عمرو فأسلم لله رب العالمين.

ولم يكن اسلامه ساعتئذ، اسلام رجل منهزم مستسلم للمقادير..

بل كان كما سيكشف عنه مستقبله فيما بعد اسلام رجل بهرته وأسرته عظمة محمد وعظمة الدين الذي يتصرّف محمد وفق تعاليمه، ويحمل في ولاء هائل رايته ولواءه.. !!

أطلق على الذين أسلموا يوم الفتح اسم الطلقاء.. أي الذين نقلهم عفو الرسول من الشرك الى الاسلام حين قال لهم: " اذهبوا فأنتم الطلقاء "

بيد أن نفرا من أولئك الطلقاء جاوزوا هذا الخط باخلاصهم الوثيق، وسموا الى آفاق بعيدة من التضحية والعبادة والطهر، وضعتهم في الصفوف الأولى بين أصحاب النبي الأبرار ومن هؤلاء سهيل بن عمرو..

https://www.tgoop.com/Artstoriy
لقد صاغه الاسلام من جديد..

وصقل كل مواهبه الأولى، وأضاف اليها، ثم وضعها جميعا في خدمة الحق، والخير، والايمان..

ولقد نعتوه في كلمات فقالوا: " السّمح، الجواد..

كثير الصلاة، والصوم، والصدقة، وقراءة القرآن، والبكاء من خشية الله ".. !!

وتلك هي عظمة سهيل..

فعلى الرغم من أنه أسلم يوم الفتح، لا قبله، نراه يصدق في اسلامه وفي يقينه، الى مدى الذي يتفوّق فيه على كل نفسه، ويتحوّل الى عابد، زاهد والى فدائي مجاهد في سبيل الله والاسلام..

ولما انتقل الرسول الى الرفيق الأعلى، لم يكد النبأ يبلغ مكة، وكان سهيل يومئذ مقيما بها، حتى غشي المسلمين هناك من الهرج والذهول ما غشي المسلمين بالمدينة..

واذا كان ذهول المدينة، قد بدّده أبو بكر رضي الله عنه ساعتئذ بكلماته الحاسمة: " من كان يعبد محمدا، فان محمدا قد مات.. ومن كان يعبد الله، فان الله حيّ لا يموت "..

فسيأخذنا العجب حين نرى سهيلا رضي الله عنه هو الذي وقف بمكة، نفس موقف أبي بكر بالمدينة..

فقد جمع المسلمين كلهم هناك، ووقف يبهرهم بكلماته الناجعة، يخبرهم أن محمدا كان رسول الله حقا.. وأنه لم يمت حتى أدّى الأمانة، وبلّغ الرسالة.. وأنه واجب المؤمنين به أن يمعنوا من بعده السير على منهجه..

https://www.tgoop.com/Artstoriy
وبموقف سهيل هذا، وبكلماته الرشيدة وايمانه الوثيق، درأ الفتنة التي كادت تقلع ايمان بعض الناس بمكة حين بلغهم نبأ وفاة الرسول.. !!

وفي هذا اليوم أكثر من سواه تألقت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

ألم يكن لعمر يوم استأذنه في نزع ثنيتي سهيل أثناء أسره ببدر: " دعها فلعلها تسرك يوما "..؟!

ففي هذا اليوم.. وحين بلغ المسلمين بالمدينة موقف سهيل بمكة وخطابه الباهر الذي ثبت الايمان في الأفئدة، تذكر عمر بن الخطاب نبوءة الرسول.. وضحك طويلا، اذ جاء اليوم الذي انتفع فيه الاسلام بثنيتي سهيل اللتين كان عمر يريد تهشيمهما واقتلاعهما.. !!

عندما أسلم سهيل يوم الفتح..

وبعد أن ذاق حلاوة الايمان، أخذ على نفسه عهدا لخصه في هذه الكلمات: " والله لا أدع موقفا من المشركين، الا وقفت مع المسلمين مثله... ولا نفقة أنفقتها مع المشركين الا أنفقت مع المسلمين مثلها، لعل أمري أن يتلو بعضه بعضا ".. !!

ولقد وقف مع المشركين طويلا أمام أصنامهم.. فليقف الآن طويلا وطويلا مع المؤمنين بين يدي الله الواحد الأحد..

وهكذا راح يصلي.. ويصلي.. ويصوم.. ويصوم.. ولا يدع عبادة تجلو روحه، وتقربه من ربه الأعلى الا أخذ منها حظا وافيا..

وكذلك كان في أمسه يقف مع المشركين في مواطن العدوان والحرب ضد الاسلام..

فليأخذ الآن مكانه في جيش الاسلام، مقاتلا شجاعا، يطفئ مع كتائب الحق نار فارس التي يعبدونها من دون الله، ويحرقون فيها مصاير الشعوب التي يستعبدونها.. ويدمدم مع كتائب الحق أيضا على ظلمات الرومان وظلمهم..

وينشر كلمة التوحيد والتقوى في كل مكان..

وهكذا خرج الى الشام مع جيوش المسلمين، مشاركا في حروبها..

ويوم اليرموك حيث خاض المسلمون موقعة تناهت في الضراوة والعنف والمخاطرة..

كان سهيل بن عمرو يكاد يطير من الفرح، اذ وجد هذه الفرصة الدسمة لكي يبذل من ذات نفسه في هذا اليوم العصيب ما يمحق به خطايا جاهليته وشركه..

وكان يحب وطنه مكة حبا ينسيه نفسه..

ومع ذلك، فقد أبى أن يرجع اليها بعد انتصار المسلمين بالشام وقال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مقام أحدكم في سبيل الله ساعة، خير له من عمله طوال عمره..

واني لمرابط في سبيل الله حتى أموت، ولن أرجع الى مكة ".. !!

ووفى سهيل عهده..

وظل بقيّة حياته مرابطا، حتى جاء موعد رحيله، فطارت روحه مسرعة الى رحمة من الله ورضوان.


https://www.tgoop.com/Artstoriy
ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
وقال له: أريد أن أتزوج أبنتك الكبرى زينب.
( أدب )

فقال له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها.
( شرع )

دخل النبي ﷺ على زينب: ابن خالتكِ جاءني
وذكر اسمكِ فهل ترضينه زوجاً لكِ؟
فاحمر وجهها وابتسمت.
( حياء )

تزوجت زينب أبا العاص بن الربيع لكي تبدأ قصة
حب قوية وأنجبت منه علي وأمامة.
( سعادة )

ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي نبياً وكان أبو العاص
مسافراً وحين عاد وجد زوجته قد أسلمت.
( عقيدة )

فقالت له: عندي لك خبر عظيم فقام وتركها.
( احترام )

فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول: لقد بُعث أبي نبياً
وأنا أسلمت فقال: هل أخبرتيني أولاً ؟

قالت له: ما كنت لأُكذب أبي وما كان أبي بكاذب إنه
الصادق الأمين ولست وحدي لقد أسلمت
أمي وأسلم إخوتي

وأسلم ابن عمي علي بن أبي طالب وأسلم ابن عمك
عثمان بن عفان وأسلم صديقك أبو بكر الصديق

فقال: أما أنا لا أحب أن يقولوا خذل قومه وكفر بآبائه
إرضاء لزوجته وما أبوك بمتهم
فهلا عذرتِ وقدرتِ ؟
( حوار بناء )

فقالت: ومن يعذر إن لم أعذر أنا ؟ ولكن أنا زوجتك
أعينك على الحق حتى تقدر عليه.
( فهم واحتواء )

ووفت بكلمتها له 20 عام.
( صبر لله )

ظل أبو العاص على كفره ثم جاءت الهجرة، فذهبت زينب
إلى النبي ﷺ وقالت: يا رسول الله أتأذن لي
أنْ أبقى مع زوجي؟
( حب )

فأذن لها ﷺ ( رحمة )

وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر وقرّر أبو العاص
أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش

زوجها يحارب أباها فكانت زينب تبكي وتقول: اللهم
إنّي أخشى من يوم تشرق فيه شمسك
فييتم اولادي أو أفقد أبي.
( حيرة ورجاء )

ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر
وتنتهي المعركة فيقع أسيراً وتذهب
أخباره إلى مكة

فتسأل زينب: ماذا فعل أبي؟ فيقال لها: انتصر المسلمون
فتسجد شكراً لله

ثم تسأل: وماذا فعل زوجي؟ فيقال لها :
أسره محمد فقالت: أُرسل في فداء زوجي. ( عقل )

ولم يكن لديها شيئ ثمين تفتدي به زوجها فخلعت عقد
أمها الذي كانت تُزيِن به صدرها

وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع
إلى رسول الله ﷺ

وكان النبي جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى
وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟

قالوا: هذا فداء أبي العاص بن الربيع فبكى النبي
وقال: هذا عقد خديجة. ( وفاء )

ثم نهض وقال: أيها الناس
إن هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككتم أسره؟ ( عدل )

وهلا قبلتم أن تردوا إلى زينب عقدها ؟
( تواضع القائد )

فقالوا: نعم يا رسول الله.
( أدب الجنود )

فأعطاه النبي العقد ثم قال له: قل لزينب
لا تفرطي في عقد خديجة ( ثقة في أخلاقه مع أنه كافر )

ثم قال له: يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟
ثم تنحى به جانباً وقال له:

يا أبا العاص إن الله أمرني أنْ أفرِق بين مسلمة وكافر
فهلا رددت إلي ابنتي؟ فقال: نعم.
( رجولة )

وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة
فقال لها حين رآها: إني راحل فقالت: إلى أين؟

قال: لست أنا الذي سيرحل ولكن أنت سترحلين
إلى أبيك. ( وفاء بالوعد )

فقالت: لماذا؟ قال: للتفريق بيني وبينك
فارجعي إلى أبيك

فقالت: فهل لك أن ترافقني وتسلم؟
فقال: لا

فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة. ( طاعة )

وبدأ الخُطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 أعوام
وكانت ترفض على أمل أن يعود إليها زوجها.
( وفاء )

وبعد 6 أعوام كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى
الشام وأثناء سيره قابل مجموعة من الصحابة
فأسروا منه قافلته

فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر. ( ثقة )

فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟ ( رجاء )

قال: بل جئت هارباً فقالت: فهل لك إلى أن تُسلم؟
( إلحاح وتعهد )

فقال: لا

قالت: لا تخف مرحباً بابن الخالة
مرحباً بأبي علي وأمامة.
( فضل وعدل )

وبعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر إذا بصوت
يأتي من آخر المسجد: قد أجرت
أبا العاص بن الربيع.
( شجاعة )

فقال النبي:
هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم يا رسول الله

قالت زينب: يا رسول الله إن أبا العاص إن بعد فهو
ابن الخالة وإن قرب فهو أبو الاولاد
وقد أجرته يا رسول الله

فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أيها الناس
إن هذا الرجل ما ذممته صهرا وإن هذا الرجل
حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي

فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود فهذا أحب
إلي وإن أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم
ولا ألومكم عليه. ( شورى )

فقال الناس: بل نعطيه ماله يا رسول الله.
( أدب الجنود )

فقال النبي: قد أجرنا من أجرتِ يا زينب ثم ذهب إليها
عند بيتها وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنه
ابن خالتك وإنه أبو العيال

ولكن لا يقربنك فإنه لا يحل لك.
( رحمة وشريعة )

فقالت: نعم يا رسول الله.
( طاعة )

فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص
أهان عليك فراقنة؟

هل لك إلى أن تسلم وتبقى معنا ؟
( حب ورجاء )

قال: لا
وأخذ ماله وعاد إلى مكة

وعند وصوله إلى مكة وقف وقال: أيها الناس
هذه أموالكم هل بقي لكم شيء؟
( أمانة )
2024/11/16 04:16:47
Back to Top
HTML Embed Code: