AS3ADZAWJAYN Telegram 3832
Forwarded from أحمد قنيطة
في مثل هذا اليوم أشرقت الدنيا بميلاد زوجتي الحبيبة، وشهيدتي الغالية، وأقبلت على الدنيا صديقتي الأمينة، وصاحبتي المؤنسة، التي أضاء الله بها عتمة قلبي، وشرح بها صدري، وتهللّت لها قسماتُ وجهي.

لا أدري من أين أبدأ... يحار عقلي ويرتبك قلمي حين أفكر بالكتابة عن رفيقة الروح وشقيقة القلب وشطر الفؤاد، التي أكرمني الله بعظيم فضله حين كتبها سكناً لي، وجعلها أنساً لأولادي، وأغدق بها البركة على بيتي.

لم يكُن يوماً عادياً ذلك اليوم الذي جمعني بها لأول مرة، فقد كانت كل الأسباب ميسرّة وكل الطرق ممهدة لتكون هي قدري الأجمل ونصيبي الأبهج، إنها الفتاة الرقيقة المصونة، ذات المنبت الحسن، والمنشأ الطيب، والنسب الأصيل، والأخلاق الرفيعة، والسمعة السامقة.

لقد كانت جيشي الكبير وعدتي وعتادي، وسندي وعوني ومددي، في خوض غمار هذه الحياة بحلوها ومرها،بيسرها وعُسرها، بنينا سوياً أركان أسرتنا لبنةً لبنة، وطوبةً طوبة، وعايشنا في غمرة ذلك كل تفاصيل الحياة من حوارٍ وتشاور، واتفاقٍ واختلاف، وفرحٍ وسرور، وحزنٍ وألم، وضيقٍ وسعة، فما زادنا ذلك إلا حباً وانسجاماً ووفاءً، وتعاهداً على مواصلة الطريق حتى نؤسس بيتاً مسلماً ينفع دينه ووطنه وأمته، وقد كان بفضل الله ومنته بأعظم مما كنت أتخيّل أو أتصوّر، حتى اصطفاهم الله في معركة من أشرف وأنقى معارك الأمة في تاريخها المعاصر.

وإنّ من جميل صفاتها -تقبلها الله- أنها كانت في دنيانا اسماً على مسمى، بما تملكه من صفات الرقة وخفة الظل، والصبر والحِلم، وطيب العشرة وحسن التدبير، ما يسلّي القلب عند شجونه ويسرّي عنه وقت همومه، وقد كانت عند استشهادها كذلك، فقد أسْرَت بقلبي -رضي الله عنها- ليلة رحيلها إلى فضاء الرضا والاطمئنان، مما يعجب له العقل ويُدهش له القلب، إذ كانت آخر رسالة أرسلتها لي قبل استشهادها بدقائق معدودة، وردت عليَّ حين سألتها عن صورة الوضع لديها، بالقول: "الحمد لله رب العالمين.. راضيين ومقرين بقضاء الله وقدره"

وحين بلغني النبأ الأليم باستشهادها وأبنائي وعائلتها الكريمة، وذلك بعد لحظات أو دقائق من رسالتها الأخيرة، وقف إلى جانبي عددٌ من الأصدقاء يواسونني ويعزونني بمصابي، فحمدتُ الله وشكرته واسترجعت، وقلت: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها"، ثم أتاني أحدهم بالقرآن لأقرأ شيئاً منه ليكون بلسماً للروح، ففتحتُ المصحف بشكل عفوي دون أن أقصد أي سورةٍ بعينها، فإذا بي والله أجد أمامي سورة الإسراء، فحمدتُ الله وقلت "الله أكبر" وكأن الله فتح عليّ فتحاً عظيماً، وشعرتُ أنها رسالة تسلية وتسرية من الله لقلبي على هذا المصاب الجلل.

لم أكتب ما تقدّم عن زوجتي الغالية تنميقاً للكلمات ولا زخرفةً للعبارات، ولا لأجل استجلاب العطف أو استحضار الحزن، وإنما لأعبر عن شيئٍ من وفائي لها وبرّي بها، وأتحدث عن بعضٍ من خصالها الجميلة وصفاتها البديعة، لعلها تحظى بدعوة صادقة أو عملٍ صالح يهبه أحد المسلمين لها فيجعله الله في ميزان حسناتها..

إليك وفائي يا نبع الوفاء
حنانيك حباً كمدِّ السماء
وقلبٌ متيم ندي الصفاء
فأنتِ شراعي ومنكِ شعاعي
و فيكِ يراعي يصوغ البهاء


والله أسأل أن يجعل شهادتها وشهادة أبنائي وعائلتها المباركة خالصةً في سبيله وابتغاء مرضاته، نصرةً لديننا ودفاعاً عن مقدساتنا وبراً بوطننا، فالله اشترى.. والمؤمنون باعوا.. والسلعة الجنة.

"فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ"

26 مايو 2024م


T.me/a2qanita1



tgoop.com/As3adZawjayn/3832
Create:
Last Update:

في مثل هذا اليوم أشرقت الدنيا بميلاد زوجتي الحبيبة، وشهيدتي الغالية، وأقبلت على الدنيا صديقتي الأمينة، وصاحبتي المؤنسة، التي أضاء الله بها عتمة قلبي، وشرح بها صدري، وتهللّت لها قسماتُ وجهي.

لا أدري من أين أبدأ... يحار عقلي ويرتبك قلمي حين أفكر بالكتابة عن رفيقة الروح وشقيقة القلب وشطر الفؤاد، التي أكرمني الله بعظيم فضله حين كتبها سكناً لي، وجعلها أنساً لأولادي، وأغدق بها البركة على بيتي.

لم يكُن يوماً عادياً ذلك اليوم الذي جمعني بها لأول مرة، فقد كانت كل الأسباب ميسرّة وكل الطرق ممهدة لتكون هي قدري الأجمل ونصيبي الأبهج، إنها الفتاة الرقيقة المصونة، ذات المنبت الحسن، والمنشأ الطيب، والنسب الأصيل، والأخلاق الرفيعة، والسمعة السامقة.

لقد كانت جيشي الكبير وعدتي وعتادي، وسندي وعوني ومددي، في خوض غمار هذه الحياة بحلوها ومرها،بيسرها وعُسرها، بنينا سوياً أركان أسرتنا لبنةً لبنة، وطوبةً طوبة، وعايشنا في غمرة ذلك كل تفاصيل الحياة من حوارٍ وتشاور، واتفاقٍ واختلاف، وفرحٍ وسرور، وحزنٍ وألم، وضيقٍ وسعة، فما زادنا ذلك إلا حباً وانسجاماً ووفاءً، وتعاهداً على مواصلة الطريق حتى نؤسس بيتاً مسلماً ينفع دينه ووطنه وأمته، وقد كان بفضل الله ومنته بأعظم مما كنت أتخيّل أو أتصوّر، حتى اصطفاهم الله في معركة من أشرف وأنقى معارك الأمة في تاريخها المعاصر.

وإنّ من جميل صفاتها -تقبلها الله- أنها كانت في دنيانا اسماً على مسمى، بما تملكه من صفات الرقة وخفة الظل، والصبر والحِلم، وطيب العشرة وحسن التدبير، ما يسلّي القلب عند شجونه ويسرّي عنه وقت همومه، وقد كانت عند استشهادها كذلك، فقد أسْرَت بقلبي -رضي الله عنها- ليلة رحيلها إلى فضاء الرضا والاطمئنان، مما يعجب له العقل ويُدهش له القلب، إذ كانت آخر رسالة أرسلتها لي قبل استشهادها بدقائق معدودة، وردت عليَّ حين سألتها عن صورة الوضع لديها، بالقول: "الحمد لله رب العالمين.. راضيين ومقرين بقضاء الله وقدره"

وحين بلغني النبأ الأليم باستشهادها وأبنائي وعائلتها الكريمة، وذلك بعد لحظات أو دقائق من رسالتها الأخيرة، وقف إلى جانبي عددٌ من الأصدقاء يواسونني ويعزونني بمصابي، فحمدتُ الله وشكرته واسترجعت، وقلت: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها"، ثم أتاني أحدهم بالقرآن لأقرأ شيئاً منه ليكون بلسماً للروح، ففتحتُ المصحف بشكل عفوي دون أن أقصد أي سورةٍ بعينها، فإذا بي والله أجد أمامي سورة الإسراء، فحمدتُ الله وقلت "الله أكبر" وكأن الله فتح عليّ فتحاً عظيماً، وشعرتُ أنها رسالة تسلية وتسرية من الله لقلبي على هذا المصاب الجلل.

لم أكتب ما تقدّم عن زوجتي الغالية تنميقاً للكلمات ولا زخرفةً للعبارات، ولا لأجل استجلاب العطف أو استحضار الحزن، وإنما لأعبر عن شيئٍ من وفائي لها وبرّي بها، وأتحدث عن بعضٍ من خصالها الجميلة وصفاتها البديعة، لعلها تحظى بدعوة صادقة أو عملٍ صالح يهبه أحد المسلمين لها فيجعله الله في ميزان حسناتها..

إليك وفائي يا نبع الوفاء
حنانيك حباً كمدِّ السماء
وقلبٌ متيم ندي الصفاء
فأنتِ شراعي ومنكِ شعاعي
و فيكِ يراعي يصوغ البهاء


والله أسأل أن يجعل شهادتها وشهادة أبنائي وعائلتها المباركة خالصةً في سبيله وابتغاء مرضاته، نصرةً لديننا ودفاعاً عن مقدساتنا وبراً بوطننا، فالله اشترى.. والمؤمنون باعوا.. والسلعة الجنة.

"فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ"

26 مايو 2024م


T.me/a2qanita1

BY ❣️ أسعد زوجين ❣️


Share with your friend now:
tgoop.com/As3adZawjayn/3832

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

For crypto enthusiasts, there was the “gm” app, a self-described “meme app” which only allowed users to greet each other with “gm,” or “good morning,” a common acronym thrown around on Crypto Twitter and Discord. But the gm app was shut down back in September after a hacker reportedly gained access to user data. Write your hashtags in the language of your target audience. ‘Ban’ on Telegram 3How to create a Telegram channel? Those being doxxed include outgoing Chief Executive Carrie Lam Cheng Yuet-ngor, Chung and police assistant commissioner Joe Chan Tung, who heads police's cyber security and technology crime bureau.
from us


Telegram ❣️ أسعد زوجين ❣️
FROM American