مجازر لم تتوقف في غزة وبالأخص في مخيم البريج،
بعد صلاة العصر تم قصف مدرسة لوكالة الغوث عبارة عن إيواء، رأيت القصف وكان يبعد عنا بضعة أمتار، رأيت أشلاء الناس تتطاير لعلوّ يفوق ال٣٠ مترا في السماء، قضى في هذه الضربة أكثر من ٢٠ شهيد وعشرات الجرحى،

قبل قليل تم تحذير المدرسة نفسها بالإخلاء، والناس ما زالت تبكي على أطفالها، ذهبنا وأخرجنا الناس من المدرسة بأعجوبة،
قام الناس بالإخلاء وبعضهم توجّه لمدرسة أخرى عِبارة عن مركز إيواء فقام أعداء الله بقصف المدرسة التي توجّه الناس إليها.!!

المشهد مُروّع جداً، جثث الشهداء ملقاة في الشوارع والجرحى كذلك، لا إسعافات أو سيارات لنقل الشهداء والجرحى إلا القليل، والمستشفى عاجز عن التعامل مع الإصابات بسبب فداحة الحدث وصعوبته،

إلى متى هذا الخذلان يا أمة الإسلام؟!!

اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل
يا مغيث أغثنا يا الله.!

لحظة قصف الاحتلال مدرسة أبو هميسة التي تؤوي نازحين بمخيم البريج وسط قطاع غزة، وارتكاب مجزرة بحق النازحين.

استشهاد الشاب ابراهيم أحمد وشاح شقيق مسؤول فريق زاد الإغاثي المنفذ لمشاريعنا الإغاثية في غزة على إثر المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في محل كوفي شوب قرب مدخل مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.
باسمي وباسم كل أعضاء فريق زاد نتقدم من مسؤول الفريق بخالص المواساة إثر هذا المصاب الجلل، رحمه الله وتقبله وربط على قلب ذويه.

إنا لله وإنا إليه راجعون..
أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وربط على قلبك وقلوب ذويك أخي الحبيب أبو عاصم.

هنيئاً لأخيكم الشهادة ولكم الشفاعة
فلتصبر ولتحتسب.

أتقدّم بجزيل الشُكر لكلّ من واسانا في مصابنا الجلل في فقد أخي إبراهيم، سواءً زارنا في مكان نزوحنا، أو تواصل معنا بأي وسيلة كانت للتعزية والمواساة،

وأعتذر عن التأخير والتقصير في النشر بسبب ظروفنا الصعبة التي نحياها في غزة والحمد لله على كل حال ..

اللهم ارحم أخي وتقبله عندك في الشهداء الأبرار.

"في وداعِ أخي إبراهيم رحمه الله وتقبله في الشهداء"

في وداع أخي إبراهيم رحمه الله
"ما أثقلَ الأيّام بعدكَ يا أخي"!

اللهم إنّا نبرأ إليك من أمةٍ خذلتنا في ساعة العُسر، وطعنتنا في الظهر، وصمتت على دمائنا وهي تُسفك، ومالت إلى من قتلنا وظلمنا وجوعنا.

اللهم إنّا نشكو إليك ضعفنا، وهواننا على الناس، وتواطؤ القريب قبل البعيد، فكن لنا ولا تكن علينا، وانصرنا بما شئت وكيف شئت، إنك على كل شيء قدير.

سنكون مرتاحين جدًا إن وافقت حماس على الصفقة وجنبت شعبنا الجحيم الذي ينتظره فيما يسمى بعربات جدعون والذي لمسنا جزء بسيط منه خلال الأيام الأخيرة ، وسنقدر للحركة قرارها مهما كانت تفاصيله إن كانت نتيجته وقف مسار سيؤدي في نهاية المطاف لاحتلال غزة وتدميرها وتهجير أهلها ، أي سيناريو مهما كانت تفاصيله هو أقل سوءً من ذلك السيناريو الذي تستمر فيه الهجمة الحالية وتتصاعد بنوايا حسم واضحة لجغرافيا غزة ولناسها ، وإن أكبر خطأ هو السلبية في مواجهة ذلك والاستسلام للأمر الواقع وترك الناس يواجهون مصيرهم بصفر أدوات تحت حجة أنه لا يوجد حلول

حركة حماس معها تفويض شعبي كامل للتوصل لأي حل يعرقل عجلات عربات جدعون التي بدأت تتقدم على حساب جغرافيتنا ووجودنا وأجساد أطفالنا وأنا مسؤول عن هذا الكلام ، والاستفتاء في الأعلى خير دليل

اللهم فرِّج عن أُمة نبيك فقد لاقت ما لاقت..
اللهم اكشف الكرب عن أهلنا، وأغثهم، وتولهم، وكن لهم، واكفِهم، واكفِهم، واكفِهم، وأطعمهم، واسقهم، وعافِهم، ولا تفتنهم، وصبّ عليهم حنانك وأمانك، واحفظهم بحفظك، واكلأهم برعايتك!

ربِّ ارفع الهَمَّ والغم والبلاء عن عبادك، اشفِ كل مريض، آوِ كل طريد، اجمع كل حبيب، آنس كل غريب، فك أسر المأسورين، فك أسر المأسورين، فك أسر المأسورين، واجبر المكسورين، وارحم المسلمين..

اللهم فرج عن الأسرى، وحرر المَسرى، وكن لأهل عْرْة والسودان وكل المستضعفين في كل مكانٍ يا رب!

اللهم كن لعبادك المجـاهـ...دين، وانتقم من الظالمين، اللهم انتقم من الظالمين، اللهم انتقم من الظالمين، واقصم الصهـايـ..نة ومَواليهم، اللهم وقد نازعوك كِبرك، وبغوا في أرضك، واستعلوا على خلقك وأنت المتكبر ذو القوة المتين.

اللهم أصلح أحوال عبادك أجمعين، تب علينا وعلى عصاة المسلمين، واهد شباب وبنات المسلمين، وأبرم لهذه الأمة أمرَ عزٍ وخيرٍ ورَشد.

اللهم في القلب من الحُزن والأسى والكمد -لهذه الأمة ولكل عبدٍ مسلمٍ مُبتلى بما قد كتبت عليه الذي كتبت- ما أنت به عليمٌ خبير، وإني لا أملك على نفسي ألا آسى ولا أحزن، فبحق رحمتك التي كتبتها على نفسك وتعاظمت بها في كتابك، واستعليت بها سبحانك إلـٰهًا وربًا وسيدًا= تولَّ عبادك، وكن لهم والطف بهم، واعطف عليهم، إنك بهم أدرى وأرحم.

ولك الحمد سبحانك على كل حال.
وأشهد ألا إلـٰه إلا أنت وأن نبينا محمدًا عبدك ورسولك.

إذرفي يا عينُ دمعاً
باتَ قومي نائمين!💔

مضى على فراق أخي أربعةٌ وعشرونَ يوماً، وأنا لا زلتُ أذكره كلّ ساعة، بل كلّ لحظةٍ أعيشُ فيها مع نفسي، أكابدُ ذكراه، وآسى عليه، رغم فوزه وخسارتي، إلا أنّ فراقه فَتّ في عضدي وأثقل كاهلي، وقصَم ظهري..

لا زلتُ أبكيه، وتدمعُ عيني كلّما رأيتُ صورته،
أو تذكرتُ موقفاً من مواقفه،
صحيح أنّه يصغرني بثلاثة عشرَ سنة، لكنّي لم أكن أشعر بفارق السِنّ بيننا، لقد كان سندي وسند أمي وأبي والعائلة بأكملها منذ اليومِ الأوّل في هذه الحرب الضروس التي أكلت الأخضر واليابس وأهلكتِ الحرث والنّسل إلى اليوم الذي فارقَنا فيه،

وددتُ والله أن أحدّثكم عنه كل يوم أو كلّ ساعة، لكنّي أستحي بهذا المُصاب -الجلل- أمام الكثير من إخواني في غزة الذين أصابهم ما أصابنا وزيادة عنه أضعافا مضاعفة، وربّما يقرأ بعضهم هذه الكلمات الآن..

ولا يحضُرُني في هذا المقام إلا شِعر جدّتي الخنساء رحمها الله في رثاءِ أخيها، وكأنّها عَنَتْنِي به:

يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراً
وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ

وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي
عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي

فرحمك الله يا إبراهيم وجمعنا بك في الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

سمعتُ صوتَ القصف وكان قريبا، فوجدتُ نفسي أحاول الإتّصال به بعد نصف دقيقة من الضربة فلم يردّ على هاتفه،
انقبضَ قلبي حينها، ثم جاءنا الخبر بأنه مصاب فقُمنا نهرع للمستشفى لنطمئن عليه حيث حصلت مجزرة في المكان الذي كان يتواجد به،

حاولنا أن نجد سيارة أو أي مواصلة للمستشفى الذي يبعد عنا بعض الكيلو مترات فلم نجد،
فلا مواصلات ولا سيارات ولا وقود، الأزمة خانقة،
أدركت حينها عظيم مأساتنا، فتوجهنا للمستشفى وقطعنا كل هذه المسافة ركضاً على أقدامنا،

وصلتُ المستشفى فوجدتهُ مُسجَّى بدمائه وقد فاضت روحه إلى بارئها،
لا أجد نفسي أستطيع أن أصف لكم هذا الشعور وهذا المشهد، وأسأل الله ألا يذوقه أحد منكم، لقد مادت بي الأرض حينها، فقد كانت هذه اللحظة قاصمة الظهر وفاجعة الدهر بالنسبة لي، ولا حول ولا قوة إلا بالله..

فارقتُ الكثيرَ من الأهلِ والأحبّة قبل أخي إبراهيم، في هذه الحرب وقبلها، وذرفت عليهم دموع الحزن والألم، فكنتُ أظن نفسي قد جَسَرتُ على الفراق، لكنّني لما رأيتُ أخي مُسجّىً أمامي عرفتُ أنّي لم أذق طعمَ الفراقِ من قبل!

وإنّه لم يُهوّن عليّ أحدٌ فراقه كالشاب الذي كان يجلس بجانبه وقد أنجاهُ الله من موتٍ مُحقّق، عندما حدّثني أن أخي فرغ من صلاة المغرب قُبيل القصف بلحظات، وأنّه مات على لا إله إلا الله، وقد تلفّظ بها في الرمقِ الأخير قبل أن يلفظَ أنفاسهُ الأخيرة،

وقد صح في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال:
"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"

وقد مضى أخي إلى ربّه كغيره من أبناء غزة مُسلماً مظلوماً مُستضعفاً شهيداً بإذن الله،

فأكرِم بها من خاتمة، وأنعِم بها من كرامة.

فإلى اللقاء يا عينَ أخيك
ويا قلبَ أمّيَ المكلومة
ويا أطوعَنا لوالدَينَا وأبَرّنَا بهِما،

إلى اللقاءِ {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر} بإذنِ الواحدِ الأحد..

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

فلو رأيتم -معشر المسلمين- إخوانكم في الدين، وقد غُلبوا على المال والأهلين، واستحكمت فيهم السيوف، واستولت عليهم الحتوف، وأثخنتهم الجراح، وقد كثر الضجيج والنياح، ودماءهم على أقدامهم تسيل سيل المطر بكلّ سبيل!

- رسالة ابن عبد البرّ إلى المسلمين!.

"جثث متفحمة وصرخات نازحين تشتعل النيران في أجسادهم"..

الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة بحق النازحين في مدرسة فهمي الجرجاوي بحي الدرج في مدينة غزة