"أيّدوا قوّاتنا"، "هل أنت ضدّ قواتنا؟" هذه شعارات بلا معنى، لن يكون بإمكان أحد الوقوف ضدّها، وسيصطف الجميع خلفها، فلا أحد يعرف ما تعنيه؛ لأنّها في واقع الأمر لا تعني شيئًا على الإطلاق، وقيمتها الأساسية تكمن في تشتيت الانتباه عن سؤالٍ ذي معنى هو "هل تؤيّد سياساتنا؟"، وهو السؤال الذي لن يسمح لك بالحديث عنه.

- السيطرة على الإعلام، نعوم تشومسكي، ص15.

يفترض مفهوم التقدّم وجود تاريخٍ إنسانيٍّ واحد (لا إنسانيّةٍ مشتركةٍ تتبدّى في تشكيلاتٍ حضاريّةٍ متنوّعة) ولذا ما يصلح لتشكيلٍ حضاريٍّ وتاريخيٍّ ما يصلح لكلّ التشكيلات الأخرى.

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص145.

فكرة التقدّم باعتباره قانونًا عامًّا طبيعيًّا والغرب باعتباره قمّة التقدّم، تؤدّي إلى تقبّل مسلّمة تفوّق الغرب وعالميّته وإطلاقه، ومعياريّة النموذج الحضاري والمعرفي الغربي بحيث يصبح نموذجًا قياسيًّا للبشريّة جمعاء، على الجميع الالتزام به واتّباعه إن أرادوا سدّ الفجوة بينهم وبين الغرب للوصول إلى الرقيّ والسعادة.

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص146.

استخدم أحد جهابذة علم الاجتماع المصريّ «عدد ساعات الاستماع للسيمفونيات» معيارًا للتقدّم والتخلّف، وهو معيارٌ غريبٌ يجعل من كلّ البشر -باستثناء نخبةٍ صغيرةٍ في الغرب- متخلّفين، ويتجاهل الأشكال الفنيّة المحليّة الشعبية وغير الشعبية..
وهو يشبه أن يحكم عالمٌ عربيٌّ على الغرب بالتخلّف لانعدام فنّ الخطّ في جدران مبانيهم بينما هو فنٌّ شرقيّ!

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص147.

التقدّم في الوجود الإنسانيّ عادةً ما يكون من مكانٍ إلى آخر، أمّا التقدّم الغربيّ المادّيّ فهو عمليّةٌ حركيّةٌ تعني الانتقال، دون تحديد الهدف من الحركة!

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص148.

إنّ التقدّم الماديّ أصبح بلا مرجعيّة، أو أصبح هو المرجعيّة، أو الوسيلة التي أصبحت غاية، فنحن نتقدّم كي نحرز مزيدًا من التقدّم.

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص149.

أيًّا كان هذا الألم فإنّ له ثمنه الذي لن يضيع، فالدم هو عربون الحريّة في كلّ زمانٍ ومكان، والاستشهاد هو ثمن الكرامة على تغيّر الأزمان، وإنّ لليوم لغدا، وإنّ للحرية لفجرا، وإنّ النصر لآت..

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص49.

ولقد ظلّ هؤلاء جميعًا: الكتّاب المأجورون، أو المخدوعون والساسة الضعفاء أو الجهّال... ظلّوا يسكبون في سمع الأمّة كلها منطقًا زائفًا مدخولًا عن الديمقراطيات الغربيّة، وعن الضمير الغربي، وعن الحريّة والإخاء والمساواة، إلى آخر تلك الخدع الماكرة اللئيمة، التي ألقاها الأقوياء للضعفاء ،فتلقّفها هؤلاء، وغنّوا بها كالببّغاء.
ظلّ هذا المنطق البائس المجرم يسكب في سمع الأمّة، حتّى انبعث أخيرًا ذلك المنطق الحقّ الصارم الذي لا عوج فيه ولا خفاء، ذلك منطق الدماء..

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص 50.

وبعد،
بوركت هذه الدماء الزكيّة التي كشفت عن أعيننا القناع، بوركت هذه الدماء التي أسكتت بمنطقها الحقِّ الواضح، كلَّ منطقٍ مبهرجٍ أو مدخول..

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص52.

نحن - الأمم العربيّة- نستحقّ كلّ ما يجري علينا، ما دمنا نختار لأنفسنا دائمًا موقف الانتظار، ولا نخطو خطوةً إيجابيّةً واحدة، بل ندع ذلك لخصومنا وننتظر دائمًا ما يصنعون!

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص57.

ومصيبتنا الكبرى أنّ فينا من 'العقلاء' أكثر ممّا ينبغي، 'ونتعقّل' ونسلك الطرق السلميّة حتّى لا نخسر عطف العالم المتمدين، أي العالم الغربيّ على العموم..

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص57.

أيّها 'العقلاء'!
إنّ الضمير الغربيّ كلّه متعفّن، فالمغفّلون وحدهم هم الذين يثقون بهذا الضمير، ويعلّقون على يقظته حقوقهم القوميّة.

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص59.

اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا العالم المتمدين، هي اللغة التي يخاطبهم بها اليهود: القوّة والمال، والإقلاق المستمرّ الذي لا يدع أعصابهم مستريحة، ولا يدع تدجيلهم الدوليّ مستورا، وكلّما هاجت أعصابهم وانكشف موقفهم زاد ضميرهم يقظةً وتحرّكت في نفوسهم عواطف الرحمة والإشفاق على هؤلاء المقلِقين الثائرين.

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص59.

ليس أمامنا تجربةٌ واحدةٌ تثبت أنّ الضمير الغربيّ قد تحرّك مرّةً واحدةً لقضيّةٍ إنسانيّةٍ بريئةٍ يتبع أصحابها نصائح 'العقلاء' فيدعون الضمير الغربيّ هادئًا يغطّ في نومه العميق.
لا بدّ من ضجّةٍ وجلبةٍ لإيقاظ هذا الضمير النائم، واليهوم اليوم يدركون هذه الحقيقة، ولذلك هم ناجحون.

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص59.

وكلّهم سواءٌ أولئك الغربيّون: ضميرٌ متعفّن، وحضارةٌ زائفة، وخدعةٌ ضخمةٌ اسمها الديمقراطيّة يؤمن بها المخدوعون.

- أيّها العرب، استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص61.

البرجر، والجينز الذي يصلح لجميع المناسبات، وموسيقا الديسكو والتيشيرت، معظمها من أصولٍ أمريكيّة، إلّا أنّها استقلّت عن أصلها الأمريكيّ، فما حدث هو أنّ الحضارة الأمريكية تقدّمت بما فيه الكفاية، وتزايدت عمليّات التنميط في الإطار المادّيّ، ما أدّى تدريجيًّا إلى القضاء على أيّ ملامح خصوصيّةٍ محلّيّة.

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص163/164.

بعد أن كانت الحضارة الأمريكيّة نفسها مقسّمةً إلى عدّة حضاراتٍ محلّيّةٍ لها تقاليدها الخاصّة، دخلت مرحلة المادّة، حيث ظهر الإنسان المادّيّ الذي لا قَسَمات له ولا ملامح ولا لون يميّزه إلّا الحركة والقوّة العضليّة والعنف، والمقدرة الاستهلاكيّة (وهي صفاتٌ مشتركةٌ بين الإنسان والحيوان).

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص164.

إنّ الحضارة الاستهلاكيّة تتوجّه إلى شيءٍ كامنٍ في الإنسان، وهي رغبته الطفوليّة بانعدام الحدود والهويّة، وبالتحرّك خارج جميع المنظومات، وبهذا فإنّها تولّد تحيّزًا للبسيط والسهل والمباشر، وتعمل على محو الهويّة التاريخيّة ما يجعلها تعبيرًا عن النظام العالميّ الجديد الذي يُعنى بإسقاط الحدود التاريخيّة ليسود الإنسان الاقتصاديّ، وليصبح العالم بأسره سوقًا وشركةً سياحيّة.

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص166.

في العلوم الإنسانيّة العربيّة استوردت معظم المصطلحات التي نستخدمها من الخارج، ولهذا فقد الإنسان العربيّ الحديث القدرة على تسمية الأشياء، ومن لا يسمّي الأشياء يفقد السيطرة على الواقع والمقدرة على التعامل معه بكفاءة.

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص168.

إنّ الذي يدرك الواقع حقّ الإدراك، ثمّ يصنّفه بلغته، ويسمّيه أسماء تتّفق مع الإدراك، يمكنه الحركة فيه بقدرٍ معقولٍ من الحريّة، ممّا يحسّن من قدرته على التعامل معه.

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص168.