أشدّ ما أفلح فيه الاحتلال في بلاد العالم الإسلاميّ هو خلق تلك الطائفة من الببغاوات التي تردّد أسطورة فصل الدين عن الدولة، وإبعاد الدين عن الوطنية.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص165

إمّا أن يكون الإنسان مسلمًا أو غير مسلم، فإمّا أن يكون مسلمًا وشريعة الإسلام هي التي تحكم حياته، وإمّا أن يكون غير مسلمٍ فيدع أيّ قانونٍ آخر يحكمه، وليس هناك حلٌّ وسط، فالإسلام لا يعرف أنصاف الحلول.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص167.

الشعر تعبير أحرارٍ يملكون التعبير، لا جعجعة عبيدٍ أو أسرى خلف القضبان.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص178.

«إنّ إلٰهكم لواحد»، إنّه مفرق الطريق في حياة البشرية، إنّه الانقلاب الأكبر في خطّ سيرها الطويل، الانقلاب من العبوديّة إلى الحريّة، من الخوف إلى الأمن، من المهانة إلى الكرامة.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص179/180.

إنّ الغرور وحده هو الذي يصوّر لفردٍ أو عشراتٍ من الأفراد أو مئاتٍ أنّهم قادرون على أن يحوّلوا الدماء ماءً، والنار بردًا وسلاما، وعلى أن يصلوا مرّةً أخرى بين الشعب وجلاديه، وعلى أن يُنسوا هذا الشعب دماء أبناءه الأطهار، وقد كاد يكون في كلّ بيتٍ ثأر، وفي كلّ قلبٍ جرح! هيهات هيهات، لقد فات الأوان.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص150.

«إنّ إلهكم لواحد» إنّه إعلان وجود الإنسان الذي لا يستذلّ لإنسانٍ مثله، كائنًا من كان.


- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص180.

ما أحوج الذين جبنوا بعد تشجّع، وتخاذلوا بعد تماسك، وأحجموا بعد إقدام، إلى تدبّر تلك الآية القصيرة «إنّ إلهكم لواحد»، وتلمس قلوبَهم جذوتُها المقدّسة، فيرتدّ الجبناء شجعانا، والمتخاذلون أقوياء، والمحجمون أجرياء..

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص181.

إنّ التعليم الذي تزاوله معظم البلاد الإسلاميّة تعليمٌ فاشل، إنّ المدارس والجامعات تخرّج لهذه الأوطان فتاتًا آدميّا، وحطامًا بشريّا.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص190.

إنّها معركةٌ طويلة الأمد، فما أحوج الإنسان فيها إلى إله، إلهٍ واحدٍ لا معبود للناس سواه.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص182.

إنّنا لا نعارض وقف نموّ السكّان حيث يثبت أنّ مرافق البلاد غير قابلةٍ للنماء، أمّا حيث يثبت أنّها قابلة لأن تتضاعف، فإنّه من الحمق أو من المريب أن تثور نغمة تحديد النسل.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص185/186.

إنّ الطغيان لا يعيش في بلدٍ متعلّم، ولكن من هو الفرد المتعلّم؟
لأنّني أنظر في تاريخ الاحتلال فلا أجد له إسنادًا إلّا من المتعلّمين، ما هو التعليم الواجب تقديمه؟

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص188.

إنّ الصنف المتعلّم الذي تخرّجه المدارس في بلادنا اليوم ليس هو الذي يقف في وجه التيّار، وليس هو الذي يستعصي على السماسرة، بدليل أنّ كثرتها يجرفها تيّار العبوديّة والذلّ والفساد، ونشيدها 'أكل العيش'، وأكل العيش ممكنٌ في ظلال الكرامة لو أرادها الجميع.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص189.

إنّ الرجل الأبيض يستغلّنا ويستغلّ أوطاننا استغلالًا شنيعا، ومن واجبنا أن نعبّئ أعصابنا ومشاعرنا ضدّه لنستردّ حقوقنا المسلوبة.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص206.

الاحتلال لا يغلبنا اليوم بالحديد والنار، ولكنّه يغلبنا قبل كلّ شيءٍ بالرجال الذين احتُلَّت أرواحهم وأفكارهم، يغلبنا بهذا السوس الذي تركه الاحتلال في وزارة المعارف وفي الصحف وفي الكتب، يغلبنا بهذه الأقلام التي تُغمس في مداد الذلّ والهوان الروحيّ لتكتب عن أمجاد فرنسا وبريطانيا وأمريكا!

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص208.

إنّ الاحتلال الروحيّ والفكريّ هو الاحتلال الخطير حقّا، فاحتلال الحديد والنار يثير المقاومة والحقد بطبيعته، أمّا الاحتلال الفكريّ فهو ناعمٌ ليّنٌ مخدّر.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص212.

إنّنا حين نطلب للإسلام أن يحكم، وحين نطلب لشريعته أن تكون مصدر التشريع، إنّما نطالب بشريعةٍ أرقى، وبإجراءاتٍ أدقّ، وبعدالةٍ أكمل.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص218.

إنّ شريعتنا لا تقف عاجزةً أمام ملكٍ ولا رئيس جمهوريّةٍ ولا رئيس وزارة ولا وزيرٍ ولا كبير، فحيثما كانت جريمةٌ فشريعتنا حاضرةٌ لردع المجرم كائنًا منصبه ما كان.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص218.

إنّ أشدّ ما يثير الضحك المرّ رجالُ القانون عندنا، أولئك الذين يحسبون شرائعهم عصريّةً تقدّميّة، ويعدّون شريعة الله قديمةً ورجعيّة، لو كلّفوا أنفسهم النظر في شريعة الله لرأوا عقليّة شرائعهم جامدةً قاصرة، غفر الله لهم وهداهم إلى الحقّ، وهو منهم قِيد ذراع.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص219.
__
وبهذا الاقتباس ننهي هذا الكتاب وننتقل إلى كتابٍ آخرَ إن شاء الله.

إنّ لكلّ مجتمعٍ تحيّزاته، ولكنّ ما حدث هو أنّ كثيرًا من شعوب العالم بدأت تتخلّى عن تحيّزاتها النابعة من واقعها التاريخي والإنساني والوجودي، وبدأت تتبنّى التحيّزات الغربيّة ثمّ تحيّزات الحضارة الاستهلاكيّة العالميّة، وبدأت تنظر لنفسها من وجهة نظر التحيّز الغربي!

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ط عام 2000م دار الهلال، ص34.

إنّ المناهج البحثيّة المستوردة تستند إلى رؤيةٍ للواقع غير رؤيتنا، ومن ثَمّ لا تصلح للتعامل مع واقعنا.

- العالم من منظور غربي، عبد الوهّاب المسيري، ص43.