Telegram Web
وصفَ رجلٌ رجلاً فقال: كان، والله، سمحاً سهلاً، كأنما بينه وبين القلوب نسب، أو بينه وبين الحياة سبب، إنما هو عيادة مريض، وتحفة قادم، وواسطة عقد.



زهر الآداب وثمر الألباب
﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾

قال الإمام ابن كثير رحمه الله:

" فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ الصَّالِحَ يُحفظ في ذريته، وتشمل بركة عِبَادَتِهِ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، بِشَفَاعَتِهِ فِيهِمْ وَرَفْعِ دَرَجَتِهِمْ إِلَى أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ لِتَقَرَّ عَيْنُهُ بِهِمْ، كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ وَوَرَدَتِ السُّنَّةُ بِهِ "

أنظر: 📚 [ تفسير الإمام ابن كثير سورة الكهف ]‏

قال التابعي الجليل سعيد بن جبير:

"إني لأزيد في صلاتي من أجل ابني هذا".

📚 [ الحلية٤/٢٧٩ ]

يعني أتقرب إلى الله بزيادة الطاعة والعبادة لكي يصلح الله لي أبنائي...
كان يُكتبُ على مدخلِ كلّ مدرسةٍ من مدارسِ الأندَلُسِ:

الدُّنيا تستندُ على أربعةِ أركانٍ: عِلمُ الأفاضلِ، وعدلُ الأكابرِ، ودعاءُ الصّالحينَ، وجلالُ الشُّجعانِ.
‏قال قيس بن ذريح:

‏وفي اليأسِ لِلنفسِ المريضةٍ راحةٌ
‏إذا النفسُ رامت خُطّةً لا تنالُهَا.

‏يقول: إذا سعيتَ لنيل حاجةٍ من حاجاتك فلم تنَلْها فلا دواءَ للنفس إلا اليأس، فإنّ مَن عدا وهرول ليبلغ سرابا مات عطشا، ففرِّغْ نفسَك لِما تطُولُه وتبلُغُه.
اللهم إنكَ أمَرتَنا أن نعفُوَ عمَّن ظلَمَنا، وقد ظلَمنا أنفُسَنا فاعفُ عنَّا.

- من دعاء الأعراب.
قال الخليفة العباسي المهدي بن المنصور رحمهما الله عن نظرات العيون وفلتات اللسان التي تكشف ما يخفيه الجَنان:

‏ومُطْلِعٍ مِن نفسِه ما يُسِرُّه
‏عليه مِن اللَّحظِ الخفيِّ دليلُ

‏إذا القلبُ لم يُبْدِ الذي في ضميرِه
‏ففي اللّحظِ والألفاظِ منه رسولُ.
يقول ابن ميادة:
يقولون حج البيت واجتنب الصبا
وصل الضحى والبس طوال القلانس

وكيف يحج البيت من في فؤاده
لحب الغواني البيض أكبر هاجس

فجعل الهاجس من موانع التوبة، وفي هذا يقول ابن تيمية: فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب.
‏من الأبيات التي تزيد في المروءة قول الفرزدق، وقد أحسن وبلغ الغاية بأيسر لفظ وأتمِّ معنى:

لِكُلِّ اِمرِئٍ نَفسانِ نَفسٌ كَريمَةٌ
وَأُخرى يُعاصِيها الفَتى أَو يُطِيعُها

ولابن الرُّمي في قريب من هذا المعنى:

فاستقضِ عقلكَ لا هواكَ فإنَّهُ
عندَ التباسِ الأمرِ أعدلُ قاضي.

- عبدالرحمن الغامدي.
2025/07/13 21:11:44
Back to Top
HTML Embed Code: