قَمَرٌ هَوَى في التُّرْبِ، تُحثى فَوْقَهُ
للهِ ما حازَ الثّرَى المنهالُ
- ابن زيدون

أَما أَنا فَمُتَيم
قَلق الفُؤاد فَأَنتَ كَيف
حالي كَحالك في الهَوى
وَأَنا القَتيل بَغَير سَيف
- الأمير منجك باشا

‏أفتىٰ "ابنُ جَنْبيْ" أنَّ خمركِ جائزٌ
بَعدَ الغيابِ، وأنَّ ثغرك ِ ساقِ

وأحلَّ تكسيرَ الضلوعِ بضمّةٍ
لا خيرَ في لُقيا بغيرِ عِناقِ

عيناكِ سارِقَتَا فؤاديْ خِلسةً
يا ليتَ أنّكِ تسرقينَ الباقي

محمد عمار

قال الأوزاعي: قلتُ لرجلٍ: أريد بيتًا بجوار أُناس لا يغتابون، ولا يحسدون، ولا يُبغضون.

‏فأخذني الرجل إلى المقبرة وقال لي: هنا.

«كفى بكَ داءً أن ترى الموتَ شافيًا
وحسبُ المنايا أنْ يكنَّ أمانيا.»

- المتنبي.


تحكي هذه الابيات عن حالة يأس عميق قد تضرم في الانسان فتجعلهُ يرى الموت راحة من آلام الدنيا ومقاسيها! وبالتالي يصبح الموت الذي كان على الدوام مصدر رعب لعامة البشر امنيّة لبعضهم وخلاصًا يلوذون اليه ليفروا من أجل مصاعب الحياة.

‏مَالي أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا؟
وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا

إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم
والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا

وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم
وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا

"رعى اللهُ الأحبةَ حيثُ حلُّوا
لهم في القلبِ مرتحلٌ وحلُّ

خيولُ الشوقِ مسرجةٌ إليهم
تبارت حيثما هلُّوا وحلُّوا"

"وقل للنفسِ إن فقدَت رجاها
‏وصارَ اليأسُ يُوهِنُها قُواها
‏ثقي باللهِ، كم خافت نفوسٌ
‏مِن الدنيا وخالقُها كفاها"

أسرَارَك اكتُم، ولا تأمنْ لهَا أحدًا
لا يكتُمُ السِرَّ إلا القَبرُ والكَفَنُ

ونَم ولا تَتَخيَّل ما يجِيءُ غَدًا
فليسَ يدرِي بما يأتِي غدًا فَطِنُ

ودَع تذكُّرَ أطيافِ الّذينَ مضَوا
فالكلُّ ماضٍ ولو أغرَاهُمُ الزَّمَنُ

يمشي الزَّوَالُ على الدُّنيا بأجمَعِهَا
السَّاكنونَ بها للهُلْكِ والسَّكَنُ

واسكُب على لَهَبِ الأحزانِ دَلْوَ رِضًا
يَمضِي السرورُ، ويَمضِي مِثلَهُ الحَزَنُ

#عماد_الدين_علي

"ولا بُدَّ من فتًى يُعينُ على الدهر، ويُغني عن كِرام الناس فضلًا عن لئامهم، ويُذلِّل قَعودَ الصبرِ، ويُجِمّ راحلةَ الأملِ، ويُحلي مُرَّ اليأسِ".
ـــــــــــــــــــــ
[الإمتاع والمؤانسة، أبو حيَّان التوحيدي، (1/13)]

عتبت متيم على علي بن هشام فهجرته، وترضاها بكل شيء فلم ترض، فكتب إليها:
الإدلال داعية الملال، والتغضب مقدمة التجنب، ورُبَّ هجر يدعو إلى صبر، وإنما سُمي القلب قلبا لتقلبه، وما أحسن ما قال العباس:

ما أراني إلا سأهجرُ مَن ليـ
ـسَ يراني أقوى على الهجرانِ

ملَّني واثقًا بحُسنِ وفائي
ما أضرَّ الوفاءَ بالإنسانِ!

‏الكتابةُ خِلاف حال الناس سوأة للكاتب في صنعته، فإنَّ الناس لا تُريد الحكمة إن جاعوا، ولا تتلمَّح المروءات إن خافوا، ولا تنزِعُ للمودات متى حزنوا، فتبصر مواضع النفوس وما يُسلِّيها، وتحيَّن ما يُجلِّيها، وكُن أنيسها واجمع لها الآمال، واعلم أن الكاتب كالجليس إما مُقرَّبٌ أو منبوذ ..
___
واكف

وما كلّ فَعّالٍ يُجازى بِفعلهِ
ولا كلّ قوّالٍ لديَّ يُجابُ

ورُبّ كلامٍ مَرَّ فوق مسامعي
كما طَنَّ في لوح الهجير ذبابُ




-أبو فراس الحمداني

وعذّبَ بالي نعّمَ اللهُ بالهُ
وسهَّدني، لا ذاقَ بلوى التسهُّدِ!

- ابن سهل الأندلسي

مَهمَا تَوارى الحُلمُ فِي عَينِي
وَأرقِنى الأجلْ
مَازِلت ألمح فِى رمادِ العُمرِ
شَيئاً مِن أمل
فغداً ستنْبت في جبيَن الافقِ
نَجماتُ جديدهْ
وغداً ستُورِق في لَيالي الحزنِ
أيامْ سعَيدهْ
وغداً أراك على المدَي
شَمساً تَضىء ضلامَ أيًامي
وإن كَاَنتْ بعيِده .

جاسم الصحيح لما بلَغ الخمسين قال لها:
"فـَ خُذي إلى عُمري طريقكِ واحذري
‏أن تعثري بحواجزِ الخمسينِ
‏العذرُ للعشرينِ حين عبرتها وحدي
‏ولم أعرفكِ بالعشرينِ".

أَبِيتُ اللَّيْلَ مُكْتَئِبًا
‏وَقَلْبِي فِي الْحَشَا يَجِفُ
‏فَنَوْمِي كُلُّهُ سَهَرٌ
‏وَعَيْشِي كُلُّهُ أَسَفُ
‏وَمَا أُخْفِيهِ مِنْ وَجْدِي
‏وَحُزْنِي فَوْقَ مَا أَصِفُ

_

"أنا من غابر الأزمانِ ماضٍ
أفتّشُ في مدائنِ ذكرياتي
أسائلُ كل من لاقيتُ فيها:
أما صادفتَ في الطُرُقات ذاتي؟"

“

‏"قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا
‏لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا
‏والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً
‏هل هانَ حُلْمُكَ.. أم أنتَ الذى هانَا؟"

فَقَرَّت عُيونٌ كانَ أَسخَنَها البُكا
وَقَرَّت قُلوبٌ كانَ زَلزَلَها الذُعرُ

• ابن زيدون | 💜