Telegram Web
💠 قانون الاحترام (6)

🔹 القسم الثاني: العلاقاتُ الأفقية:

📌 وتعني: علاقةَ الإنسانِ بمن يحوطونه من بني جنسه، والعلاقاتُ هُنا كثيرةٌ أيضًا، نذكرُ أهمَّ نماذجها:

🔸 العلاقة الأولى: العلاقة مع الأبوين:
وقد اختصرَ معنى احترامِها إمامُنا السجّادُ (عليه السلام) بقوله: «وأمَّا حقُّ أبيك، فأنْ تعلمَ أنَّه أصلك،

☑️ وأنَّه لولاه لم تكنْ، فمهما رأيتَ في نفسِك ممَّا يُعجِبك فاعلمْ أنَّ أباك أصلُ النعمة عليك فيه، فاحمدِ اللهَ واشكره علىٰ قدرِ ذلك، ولا قوَّة إلَّا بالله» .

♻️ «وأمَّا حقُّ أُمِّك، فأن تعلمَ أنَّها حملتك حيثُ لا يحتملُ أحدٌ أحدًا، وأعطتك من ثمرةِ قلبِها ما لا يُعطي أحدٌ أحدًا،

🌀 ووقتك بجميعِ جوارحها، ولم تبالِ أنْ تجوعَ وتُطعِمك، وتعطشَ وتسقيك، وتعرىٰ وتكسوك،

🖇 وتضحىٰ وتظلّك، وتهجرَ النومَ لأجلك، ووقتك الحرَّ والبرد، لتكون لها، وإنَّك لا تطيق شكرها إلَّا بعونِ الله وتوفيقه» .

🔸 العلاقة الثانية: العلاقة مع المعلم:
وأيضًا اختصرَ لنا الإمامُ زينُ العابدين (صلوات الله عليه) كيفيةَ احترامِ هذه العلاقة بقوله: «وَحَقُّ سَائِسِكَ بِالْعِلْمِ التَّعْظِيمُ لَهُ وَالتَّوْقِيرُ لِمَجْلِسِهِ،

وحُسْنُ الاسْتِمَاعِ إِلَيْهِ وَالإِقْبَالُ عَلَيْهِ، وَأَنْ لا تَرْفَعَ عَلَيْهِ صَوْتَكَ، وَلا تُجِيبَ أَحَدًا يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَكُونَ هُو الَّذِي يُجِيبُ،

⁉️ ولا تُحَدِّثَ فِي مَجْلِسِهِ أَحَدًا، ولا تَغْتَابَ عِنْدَهُ أَحَدًا، وأَنْ تَدْفَعَ عَنْهُ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَكَ بِسُوءٍ،

🔆 وأَنْ تَسْتُرَ عُيُوبَهُ وَتُظْهِرَ مَنَاقِبَهُ وَلا تُجَالِسَ لَهُ عَدُوًّا، ولا تُعَادِيَ لَهُ وَلِيًّا،

⚖️ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ شَهِدَتْ لَكَ مَلائِكَةُ اللهِ تعالى بِأَنَّكَ قَصَدْتَهُ، وَتَعَلَّمْتَ عِلْمَهُ للهِ جَلَّ وَعَزَّ اسْمُهُ لا لِلنَّاسِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله» .

🔸 العلاقة الثالثة: العلاقة مع كبير السن:
ويقتضي احترامُ هذه العلاقة إعانتَه والاستماعَ إليه

📁 وعدمَ تخطئته بكلامه أمامه ولو كانَ كذلك واقعًا، فللشيبةِ حُرمتُها في الإسلام، وللسِنِّ أثرُه فيه.

🕌 ففي روايةٍ عن رَسُولِ الله (صلى الله عليه واله): «مِنْ إِجْلَالِ الله: إِجْلَالُ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ».

📜 وقَالَ أَبُو عَبْدِ الله (صلوات الله عليه): «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ويَرْحَمْ صَغِيرَنَا».

🕌 عن رسول الله الأعظم (صلى الله عليه واله) قال: «ثلاثة لا يستخف بحقهم إلّا منافق بيّن النفاق: ذو الشيبة في الإسلام، والإمام المقسط، ومعلّم الخير» .

🔸 العلاقة الرابعة: العلاقةُ مع الصديق:

✍️ تأتي إن شاء الله تعالى.

قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
💡قانون الاحترام (7)

🔸 العلاقة الرابعة: العلاقةُ مع الصديق:

أصبحَ من نافلةِ القولِ التأكيدُ على أهميةِ الصداقة في حياةِ الأفراد، وأصبحَ واضحًا أنَّ هذه العلاقةَ قد تقوى إلى حدٍّ تصلُ كالقرابة،

⁉️ وقد تضعفُ وتنقلبُ إلى الضدّ والعداوة، لذا كانَ حريًا بالأصدقاءِ أنْ يحترموا علاقتهم، وأنْ يبنوها على الاحترامِ المُتبادل.

📜 ومن احترامِها ما جاءَ في حديثٍ للإمامِ الصادق (صلوات الله عليه): «الناسُ سواءٌ كأسنانِ المشط. والمرءُ كثيرٌ بأخيه، ولا خيرَ في صحبةِ من لم يرَ لك مثل الذي يرى لنفسه».

📌 ولأهميةِ هذا الموضوع، نجدُ أنّ الإمامَ السجّادَ (صلوت الله عليه) قد أبرزَ حقوقَه ببيانٍ واضح، فقال (عليه السلام):

〽️ «وأما حقُّ الصاحبِ فأنْ تصحبَه بالفضلِ ما وجدتَ إليه سبيلًا وإلا فلا أقل من الإنصاف.

✔️ وأنْ تُكرمَه كما يكرمُك وتحفظَه كما يحفظُك، ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة، فإنْ سبقك كافأته.

🌐 ولا تقصرْ به عمّا يستحق من المودة. تلزم نفسَك نصيحتَه وحياطتَه، ومعاضدتُه على طاعة ربّه

♻️ ومعونته على نفسه فيما لا يهمُّ به من معصيةِ ربّه، ثم تكون [عليه] رحمةً ولا تكونُ عليه عذابًا ولا قوةَ إلا بالله».



قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
#نقطة_وهدف
من القرآن الكريم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔮 الجمعُ بينَ اللذائذ (1)

📌 قال العلماء: إنَّ اللذةَ قسمان:

🔷 القسم الأول: اللذة الطبعية:
وهي اللذائذُ التي تتوافقُ مع القوى الطبعية لدى الإنسان،

🔆 فالإنسانُ بطبعِه يُحِبُّ الحلاوةَ لا المرارة، ويُحِبُّ الطعامَ الطيّب، ويُحِبُّ الروائحَ العطِرة، فهذه لذائذُ يُحِبُّها الإنسانُ، وهي موافقةٌ لطبعه.

🔷 القسم الثاني: اللذة العقلية:
وهي اللذّةُ التي يحكمُ العقلُ بجدواها، حتى وإنْ كانتْ مُخالفةً للطبع، فالدواءُ المُرُّ لا يوافقُ الطبع،

☑️ ولذا يكرهُه الأطفال، ولكنّه موافقٌ لحكمِ العقلِ بضرورةِ تناوله طلبًا للشفاء، فيحكم العقل بلذته رغمَ مُخالفته للطبع.

🖇 ومن هذا القبيلِ حكمُ العقلِ بتركِ الراحةِ طلبًا للعلم، أو طلبًا لرضا الله (تعالى)، وما شابه.

♻️ قضاءُ حاجةِ الأخِ المؤمنِ فيها من اللذّةِ العقلية ما يُذهِبُ عناءَ طلبها، أو تعبَ السيرِ لأجلِ قضائها.

〽️ والأمثلةُ في هذا المجال كثيرة.
إلى جنبِ هذه الحقيقة، توجدُ حقيقةٌ واقعيةٌ تُمثِّلُ أحدَ أنظمةِ عالمنا،

🌐 وهي: أنَّ العالمَ المادي مبنيٌّ على أساسِ الاختبارِ والامتحانِ في جميعِ مُفرداته، ومن ثَمّ فإنّ هذه الحقيقةَ تُلقي بظلالها على لذائذِ هذه الحياة،

🔶 ليقعَ المؤمنُ –في أحايين عديدة- بينَ تعارضِ اللذّتين: الطبعية والعقلية.
خُذْ على ذلك مثالًا:

⁉️ لو أنَّ رجلًا سافرَ خارج بلده، حيثُ لا مراقبَ يعرفه، ولا قانونَ يمنعه، فأتُيحتْ له فرصةُ ممارسةِ الفاحشةِ من دونِ عقاب،

🌀 فجسمُه وغريزتُه ستدفعُه نحوَ ذلك بقوة، إلا أنَّ عقله سيقفُ منه موقفَ الرقيبِ العتيدِ الذي يقولُ له: ويحك لا تفعلْ، فإنَّ فيه الهلاك.

والأمثلةُ من هذا القبيلِ أكثرُ من أنْ تُحصى.

⚠️ حينَها، وعندَ تعارُضِ اللذتين، أيّهما على المؤمنِ العاقلِ أنْ يُقدم؟

أو قل: هل هناك من مُرجِّحاتٍ لإحدى اللذّتين لتكونَ هي المرجعَ عندَ تعارُضِهما؟
والجواب:

نعم، هناك عِدّةُ مُرجِّحاتٍ، ومنها:

🔹 المُرجّح الأول: أنْ يُقدِّمَ ما يدومُ أثرُه على ما يكونُ مؤقتًا:

يأتي إن شاء الله تعالى.



قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
💎 الجمعُ بينَ اللذائذ (2)

1⃣ المُرجّح الأول: أنْ يُقدِّمَ ما يدومُ أثرُه على ما يكونُ مؤقتًا:

✔️ وهذه قاعدةٌ حياتيةٌ عامة، الحكمةُ فيها واضحةٌ جدًا،

📜 وإليها الإِشارةُ بقولِ أميرِ المؤمنين (عليه السلام) في خُطبةِ المتقين: «صَبَرُوا أَيَّامًا قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً» .

📜 وعن أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ بن محمد (عليه السلام) يقول: «كم من صبرِ ساعةٍ قد أورثتْ فرحًا طويلًا، وكم من لذةِ ساعةٍ قد أورثتْ حزنًا طويلًا».

📜 وعَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُه يَقُولُ: «اصْبِرُوا عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وتَصَبَّرُوا عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ،

🖇 فَإِنَّمَا الدُّنْيَا سَاعَةٌ، فَمَا مَضَى فَلَيْسَ تَجِدُ لَه سُرُورًا ولَا حُزْنًا، ومَا لَمْ يَأْتِ فَلَيْسَ تَعْرِفُه، فَاصْبِرْ عَلَى تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا، فَكَأَنَّكَ قَدِ اغْتَبَطْتَ».

2⃣ المُرجِّحُ الثاني: أنْ يُقدِّمَ ما يترتبُ على تركه أثرٌ سلبيٌ أكثر من الآخر:

⁉️ فإذا دارَ الأمرُ بين لذّتين: يكونُ في تركِ إحداهما أثرٌ سلبيٌ كبيرٌ على النفس، أكثر من الأثرِ الذي يترتبُ على تركِ الأخرى،

💠 قدّمَ الأولى على الأخرى.
العقلُ –مثلًا- يحكمُ بلذّةِ جمعِ المال، والشهوةُ أيضًا تطلبُ تلك اللذة،

فلو دارَ الأمرُ بينَ الاستغناءِ بسُـرعةٍ عن طريقِ الربا أو السـرقة، وبينَ البقاءِ في الفقرِ مُدةً من الزمنِ إلى حين جمعِ المالِ بالحلال،

🔘 حينَها نحسبُ الآثارَ المُترتبةَ على تركِ إحدى اللذّتين ونقيسها إلى الأخرى، لنرى أيَّ الأثرينِ أسوأ،

فنتركَ اللذّةَ التي تكونُ هي السببَ فيه، ولا شكّ حينها أنه سيحكم بضرورة طلب المال عن طريق الحلال، ولو استغرق وقتاً أطول،

🌐 إذ إنه أفضل حالاً ممن يجمع المال من الحرام ويتحمل لأجل ذلك عتاب الأصدقاء العقلاء، فضلاً عن عقاب جهنم في الحياة الأبدية والعياذ بالله.

3⃣ المُرجِّحُ الثالث: تقديمُ ما يُرجِّحُه الدين:

يأتي إن شاء الله تعالى.



قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
💠 الجمعُ بينَ اللذائذ (3)

3⃣ المُرجِّحُ الثالث: تقديمُ ما يُرجِّحُه الدين:

فلو دارَ الأمرُ بينَ لذّتين، ووجدنا الدينَ أو المعصومَ قد رجّحَ إحداهما –حتى لو كانتا مُحلّلتين-،

💡فالعقلُ حينها يحكمُ باتباعِ الدينِ والمعصومِ في ذلك، إذ لا شكَّ أنَّ الدينَ يأخذُ بنظرِ الاعتبارِ جميعَ الآثار، والتي منها ما لا يُدرِكُه عقلُ الإنسانِ القاصر.

📜 وقد رويَ عن الإمامِ الباقر (عليه السلام) في صفةِ النبيِّ الأكرم (صلى الله عليه واله) أنَّه: «ما وردَ عليه أمرانِ قطُّ كلاهما للهِ رضىٰ، إلَّا أخذ بأشدّهما  علىٰ بدنه» .

🕌 ولقد مُدِحَ عمّار بن ياسر لاتِّصافه بهذه الصفة أيضًا، كما رويَ ذلك عن رسولِ الله (صلى الله عليه واله): «ما خُيِّرَ عمّارٌ بن ياسر بينَ أمرين إلَّا اختارَ أشدّهما» .

📌وممّا تقدّمَ تبيَن:

🔹 أولًا: إنّه لا مانعَ من الجمعِ بين اللذّتين، فيما إذا لم يكُنْ بينهما تعارض، كما في إشباعِ لذّةِ الجسمِ عن طريقِ الزواج، أو الأكلِ المُحلَّلِ، وما شابه.

🕋 يقول تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾. 

🔹 ثانيًا: إنّ القرآنَ الكريمَ وعدَ المؤمنينَ بحصولهم على كلتا اللذّتين في الجنة،

🕋 قال (تعالى): ﴿ وَعَدَ اللهُ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ﴾.

🕋 وقالَ تعالى: ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ واللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾.

🔹 ثالثًا: لا توجدُ لذّةٌ خالصةٌ في الدنيا، والعاقلُ من قدّمَ اللذّةَ التي تُرضي الله (تعالى) وإنْ أسخطتِ الناس.

📜 وقد أبدعَ أميرُ البلاغة وسيّدُ البيان بقوله (صلوات الله عليه): «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي هَذِه الدُّنْيَا غَرَضٌ تَنْتَضِلُ فِيه الْمَنَايَا، مَعَ كُلِّ جَرْعَةٍ شَرَقٌ وفِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ،

📁 لَا تَنَالُونَ مِنْهَا نِعْمَةً إِلَّا بِفِرَاقِ أُخْرَى، ولَا يُعَمَّرُ مُعَمَّرٌ مِنْكُمْ يَوْمًا مِنْ عُمُرِه إِلَّا بِهَدْمِ آخَرَ مِنْ أَجَلِه،

〽️ ولَا تُجَدَّدُ لَه زِيَادَةٌ فِي أَكْلِه إِلَّا بِنَفَادِ مَا قَبْلَهَا مِنْ رِزْقِه، ولَا يَحْيَا لَه أَثَرٌ إِلَّا مَاتَ لَه أَثَرٌ، ولَا يَتَجَدَّدُ لَه جَدِيدٌ إِلَّا بَعْدَ أَنْ يَخْلَقَ لَه جَدِيدٌ،

🌀 ولَا تَقُومُ لَه نَابِتَةٌ إِلَّا وتَسْقُطُ مِنْه مَحْصُودَةٌ، وقَدْ مَضَتْ أُصُولٌ نَحْنُ فُرُوعُهَا، فَمَا بَقَاءُ فَرْعٍ بَعْدَ ذَهَابِ أَصْلِه».

📜 وفي كلمة مشابهة له (عليه السلام) يقول: «إِنَّمَا الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا غَرَضٌ تَنْتَضِلُ فِيه الْمَنَايَا، ونَهْبٌ تُبَادِرُه الْمَصَائِبُ، ومَعَ كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقٌ،

⚠️ وفِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ، ولَا يَنَالُ الْعَبْدُ نِعْمَةً إِلَّا بِفِرَاقِ أُخْرَى، ولَا يَسْتَقْبِلُ يَوْمًا مِنْ عُمُرِه إِلَّا بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ أَجَلِه،

فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ وأَنْفُسُنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ، فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُو الْبَقَاءَ،

♻️ وهَذَا اللَّيْلُ والنَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا مِنْ شَيْءٍ شَرَفًا، إِلَّا أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا وتَفْرِيقِ مَا جَمَعَا».



قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
#نقطة_وهدف
من القرآن الكريم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔮 خطواتٌ عمليةٌ في تربيةِ النفس (1)
الإنسانُ..

🌐 ذلك الموجودُ المجهولُ في كثيرٍ من جوانبه، وذلك الخليفةُ الذي انتخبته يدُ القدرةِ الإلهيةِ ليكونَ سلطانَ الأرض،

⁉️ وهو نفسُه الغريبُ في أطواره، حيثُ لا تجدُه يثبتُ على حالةٍ إلا وينتقلُ عنها إلى أخرى،

🔆 ولا غرابة؛ إذ إنّه موجودٌ مُركّبٌ من بعدين،

🔹 أحدُهما بعدٌ مادي (هو البدن)، والذي كانَ ولا زالَ أفذاذُ العلماءِ وعباقرةُ العقولِ يبحثونَ بينَ ثنايا خلاياه عن أسراره،

🖇 وما زالَ –يومًا بعد يوم- يكشفُ لهم عن أسرارٍ غيرِ مُتناهية، في دقّةِ نظمِه وتركيبهِ وعمله.

⚠️ وإذا كانتِ الكثيرُ من خفايا البدن –على ما اُكتُشف منه- ما زالتْ تحتَ طيّ الكتمان،

🔹 فإنّ بعدَه الثاني –وهي نفسه، تلك النسمة الإلهية والنفحة الربّانية- هو الآخرُ ما زالَ ينطوي على نفسه، فالنفسُ كانتْ ولا زالتْ تلتحفُ وراءَ البدنِ وتخفي حقائقها،

🕋 ولقد صدقَ اللهُ (تعالى) حينما قال: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾.

📍وإذا كانَ للبدنِ علماؤه ومُتخصّصوه، الذين ما بخلوا بجهودهم في سبيلِ اكتشافِ بعضِ ثناياه،

☑️ فإنَّ للنفسِ كذلك علماءها وروّادَها ومُتخصّصيها، وهم كانوا ولا زالوا يبحثون عن حقيقتها، إلا أنّهم ما زالوا على شاطئها، ولمّا يغوصوا في أعماقِها فضلًا عن اكتشاف كنوزها.

🔻هذا لا يعني أنّهم لم يكتشفوا شيئًا عنها، إلا أنّهم كُلّما اكتشفوا شيئًا،

🌀 زادتْ حيرتُهم في حقيقتها، وكُلّما وضعوا يدهم على خصوصيةٍ لها، فتحتْ لهم بابَ خصائص أخرى.

يتبع...


قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
💎 خطواتٌ عمليةٌ في تربيةِ النفس (2)

🖇 واحدةٌ من أهمِّ خصائصِ النفسِ أنّها مُتقلِّبةُ المزاج، فإنّها تتصفُ بالعديدِ من الصفاتِ الضـروريةِ لاستمرارِ الحياة،

🔆 وفي الوقتِ ذاتِه هي مُتضادةٌ فيما بينها، وقد يصلُ التضادُّ بينها إلى حدِّ النزاعِ والقتال، وقد تودي بعضُها ببعض،

⁉️ فتستولي على مملكةِ النفسِ تُديرها حسب رغباتها، وتهلكُ الأخرى أو تجعلُها عبيدًا عندَها لتنفيذِ مآربِها.

🔘 النفسُ في الحقيقةِ ساحةٌ لمعركةٍ مُحتدمةٍ منذُ الأزل، وما زالَ الناسُ يُصارعون أنفسَهم،

🔻 وما زالتْ نفوسُهم تُصارعُهم، ولم تضعِ الحربُ أوزارَها إلى اليوم.

⚠️ النفسُ –لأجلِ أنّها تضمُّ بين جنباتِها صفاتٍ مُتضادة- قد تأخذُ المرءَ يمينًا أو شمالًا، قد لا تستقرُّ معه على حال،

📍وقد ترميه في وادٍ سحيق، وقد ترفعُه إلى أعلى عليين، فلو تركَها المرءُ وشأنها،

🌀 لأمكنَ أنْ تخلطَ عليه الأوراق، وتُبعثرَ عليه الكلمات، وترميه في متاهةٍ لا نهايةَ لها.

☑️ ولذلك، فقدِ اتفقتْ كلماتُ عُلماءِ النفسِ على ضرورةِ العملِ على ترويضِ النفس، أو قُلْ: على ضرورةِ ضبطِ صفاتِها،

♻️ أو سمِّه: إدارة النفسِ وتنظيم عملِ صفاتها.

والإنسانُ –وحتى ينجحَ في حياتِه- عليه أنْ يعرفَ الخطواتِ التي لا بُدَّ منها لكي يصلَ إلى مرحلةٍ مقبولةٍ من تنظيمِ علاقتِه مع نفسه.

✔️ ويُمكِنُ إجمالُ الخطواتِ التي ينبغي أنْ يخطوها المرءُ في تربيةِ النفس بالآتي:

1⃣ الخطوة الأولى: معرفةُ النفس وكيفية التعامل معها:

يتبع...


قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
💡 خطواتٌ عمليةٌ في تربيةِ النفس (3)

1⃣ الخطوة الأولى: معرفةُ النفس وكيفية التعامل معها:

عندما بحثَ العُلماءُ في النفس، فإنّهم قد وضعوا نظرياتٍ مُختلفةً في التعامُلِ معها، وأنتَ حتى تكونَ على بيّنةٍ من أمرك،

عليك أنْ تعرفَ النظريةَ التي تتناسبُ مع عقيدتك، ومستقبلك، وما بنيتَ عليه أمرك، وإلا، فإنَّ خاليَ النفسِ منها لا يعرفُ المخرجَ من أمراضها.

📜 ولذا رويَ عن أميرِ المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: « مَن لَم يَعرِفْ نَفسَهُ بَعُدَ عَن سَبيلِ النَّجاةِ، وخَبَطَ فِي الضَّلالِ والجَهالاتِ ».

2⃣ الخطوة الثانية: تحويلُ النظريةِ إلى سلوك:

⚠️ فإنَّ مُجرّدَ تكديسِ النظرياتِ في الذهنِ لا يُسمِنُ ولا يُغني من جوع.
أنتَ عندما تعرفُ أنَّ النفسَ تميلُ إلى الراحةِ والتواكُلِ والاتكالِ على الآخرين،

🌀 وأنّها قد تعيشُ سباتًا عميقًا تُحافِظُ فيه على مُجرّدِ نَفَس الاستمرار بالحياة، عليك إذناً أنْ تحملَها -رغمًا عن أنفِها- على الدخولِ في مُعتركِ الحياة،

📁 وعليك أنْ لا ترضى منها أنْ تبقيك بينَ الحفر، وعليك أنْ تحملَها على كتفِ عزمك،

وحينها، يُمكِنُك أنْ تُطبِّقَ النظرياتِ التي عرفتها مُسبقًا في كيفيةِ تربيتِها وحملِها على الصواب.

📜 وقد رويَ عنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «ما ضعُفَ بدنٌ عمَّا قويَتْ عليه النيَّة» .

⁉️ إنَّ من أخطرِ ما يُمكِنُ أنْ توقعَك فيه النفس، هو أنْ تقنعك بكفايةِ العلمِ النظري والمعرفيةِ الذهنيةِ عن التطبيقِ الخارجي،

🔆 بل هو هدفٌ من أهدافِ إبليس في عملِه الشيطاني مع البشـر، فإنّه لا يُمانِعُ أنْ تعرفَ حُرمةَ الغيبة،

🔘 إذا كُنتَ تواقعها يوميًا، ولا يخافُ كثيرًا من علمِك بحُرمةِ الربا، إذا كانتْ تجارتُك هي الربا، بل إنّ هذا الأمرَ أدعى لسـرورهِ،

🌐 إذ ارتكاب الفرد للحرام مع علمه بالحرمةِ، تكون عقوبته أشبه بالحتمية، ودخوله النار أقرب إلى الجزم، وهذا ما يُسعد إبليس وأعوانَه.

🔻ولذا حذّرتِ النصوصُ كثيرًا من خطرِ هذه الحالة،

🕋 يقولُ (تبارك وتعالى): ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ .

🕌 وقد رويَ عن رسولِ الله (صلى الله عليه واله) أنّه قال: «يؤتى بالرجلِ يومَ القيامةِ فيلقى في النار، فتندلق أقتابُ بطنه، فيدور بها كما يدور الحمارُ في الرحى،

🔶 فيجتمع إليه أهلُ النار فيقولون: يا فلان، ما لك! ألم تكُنْ تأمرُ بالمعروفِ وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كُنتُ آمرُ بالمعروفِ ولا آتيه، وأنهى عن المُنكرِ وآتيه».

3⃣ الخطوة الثالثة: تشخيصُ الأمراضِ النفسية:

يتبع...


قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
💠 خطواتٌ عمليةٌ في تربيةِ النفس (4)

3⃣ الخطوة الثالثة: تشخيصُ الأمراضِ النفسية:

📌 ربما تكونُ هذه الخطوةُ من أصعبِ الخطوات، إذ تُحيطُ بها الكثيرُ من المؤثِّراتِ التي تُخفِّفُ الضوءَ المُسلَّطَ على النفس،

⚠️ وتُشوِّشُ الرؤية، وتُلخبطُ الأوراق.
لاحظوا أنَّ القرآنَ الكريم يُحذّرُ من حالةِ انخداعِ المرء بما هو عليه،

⁉️ فيحسبُ أنّه على خير، وهو في الواقعِ يعيشُ في مُستنقعِ الضلال،

🕋 يقولُ (تعالى): ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَـرِينَ أَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾.

🖇 وفي سبيل التشخيص الصحيح، نحتاج إلى:

4⃣ الخطوة الرابعة: الاستعانةُ الدائمةُ بمصدرِ قوة:

💡 وليسَ هناك من مصدرِ قوةٍ يُمكِنُه أنْ يُعينَك على معرفةِ النفسِ مثل الله (تبارك وتعالى)،

♻️ فعلينا أنْ نتوسّلَ دومًا وأبدًا في أنْ يعرِّفَنا اللهُ (تعالى) أنفسَنا، وأنْ نعرفَ الأمراضَ التي ربما أصابتْنا،

🔆 ونعملَ على تشخيصِ العلاجِ من خلالِ النصوصِ القرآنيةِ والروائية،

✔️ وأنْ نزيدَ من همّتِنا وعزمِنا في سبيلِ خوضِ المعركةِ معها، والخروج مُنتصرين.

🌐 والخلاصة:
إنَّ معرفةَ النفسِ توجب:

🔹 أولًا: معرفة توجهاتها.

🔹 ثانيًا: معرفة قدرِ المرءِ وقيمةِ نفسه.

🔹 ثالثًا: معرفة الأمراضِ التي أصابتها.

✔️ وبعد ذلك، يمكن للمرءِ أنْ يسيرَ بعزمٍ ثابتٍ في مطباتِ الحياة.

📜 وفي ذلك رويَ عن أميرِ المؤمنين (عليه السلام): «أفضَلُ الحِكمَةِ مَعرِفَةُ الإِنسانِ نَفسَهُ ووُقوفُهُ عِندَ قَدرِهِ».

📜 وعنه (صلوات الله عليه): «أفضَلُ العَقلِ مَعرِفَةُ الإِنسانِ نَفسَهُ، فَمَن عَرَفَ نَفسَهُ عَقَلَ، ومَن جَهِلَها ضَلَّ».


قناة: لنكن لهم زيناً:
https://www.tgoop.com/Beagreatrepofus

التواصل عبر المعرف الآتي:
https://www.tgoop.com/Husseinalasadi
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#نقطة_وهدف
من الروايات الشريفة
#نقطة_وهدف
من الروايات الشريفة
2025/03/23 14:08:54
Back to Top
HTML Embed Code: