عطشُهُ الصغير لم يقتل أحدًا
‏هو فقطْ
‏مات مختنقًا بشهوةِ ماء.

‏#نزيه_أبوعفش

"إن إله الحرب يباركنا، ذلك لأننا من بعد كل الجثث المرفوعة فوق أكتاف الوطن.. مازلنا على قيد الحياة".
💔💔💔
#إيمان_الشاخوري

النسيان عمل شاق. عليك أن تذكر نفسك باستمرار بأن عليك أن تنسى. ولعل هذا هو جوهر كل أيديولوجيا



#غيورغي_غوسبودينوف

كنت أعتقد أنني الوحيدة في العالم، التي تشتري المخدات، لتضعها فوق رأسها..
كنت أظن أنني الوحيدة في العالم، التي كلما صادفت كلباً، توقفت أمامه وسألته عن اسمه..
كنت أظن أنني الوحيدة في العالم، التي تفتح النافذة للعصفور، وتبكي معتذرة أنها لا تفهم كلامه..
كنت أظن أنني الوحيدة في العالم، التي تتعارك مغ نفسها بصوت مسموع في الأماكن العامة وفي المواصلات وأمام الأصدقاء، وتطلب منهم بلطف، عدم التدخل، لإنهاء الشجار..
كنت أظن أنني الوحيدة في العالم، التي لا تتذكر اسم والديها ولا مكان ولادتها، وحين تُسأل عن اسمها، تأخذ وقتاً لتفكر..
كنت أعتقد أنني الوحيدة في العالم بطباع وعادات وأفكار لا تشبه الآخرين، إلى أن التقيت بك...
صرنا نمضي الكثير من الوقت، واضعين رأسينا تحت المخدة، ندوّن اسماء الكلاب التي نصادفها،نترك النوافذ مفتوحة محاولين تفكيك شيفرة لغة العصافير، لا نتدخل في العبارات المفاجئة التي تخرج منا ونحن نحاور أنفسنا، نحاول تذكير بعضنا، كلما نسي أحدنا، باسم أهله، وباسمه..
إلا أنني، أنا المرأة الغريبة الطباع، لم أصل إلى مكانك، وأنت تترك كتابك المفضل قرب رأسك في كل ليلة، مؤمناً أنني سأفيق ذت يوم ولا أجدك، لأنك ستعود إلى أصلك : نقطة في كتاب..
كنتَ وحدك في العالم، الكائن الذي يؤمن أنه جاء الحياة عبر خطأ مطبعي، عبر نقطة حبر أفلتت من المطبعة، فقام قارئ بحكّها، لتزلق عن الورق، وتصبح أنت..
أنت الوحيد في العالم الذي جعلتني، كلما قرأت كتاباً، أتحسس صفحاته بلطف، كي لا أضايق الأشخاص الساكنين بين الحروف، وبين المسافات البيضاء بين المقاطع والجمل والكلمات..
أنت الوحيد في العالم الذي أغار من طريقة ولادته، وأكره شكلي التقليدي لدخول الحياة..
أنت الوحيد في العالم، الذي أخاف أن أفتح عيني ذات يوم، فلا أجده، مهما نقبت عنه في كتابه المفضل، الذي يوقن أن عودته النهائية، ستكون إليه



#مها_حسن

«أي شيء ليس محظورًا هو شيء إلزامي.»
#موراي_جيل_مان

في مثل هذه الليلة ياحسينُ ، أتذكَّرك وأنا ابنُ سبع سنين ، أعرفُكَ سرَّاً يخفيه أهلُنا المستَضعَفون ، رجلاً حاضراً في البيوت ، بين أنين أمي ، وحزن أبي ، الذي أوصاني وأنا بذلك العمر أنْ أكون شاعراً حسينيا.
أعرفكَ ياحسينُ مثل نسيمٍ عذبٍ ، يمرُّ في صيفِ العراق ، مثل ماءٍ باردٍ لم تذقه ، وشربناهُ على حبِّك ، فنذكرُ عطشك ، وكأننا نشربُ القصةَ من كوزٍ كان دالاً عليك في زمن العطش!.
كان عطشاً يصيبنا كلَّ عام ياحسين ، أنْ تعود عاشوراء ، ولكن المنعَ يعودُ معها ، فلا نجد مخرجاً للوصالِ بك إلا ماندر من سماعِ قصيدةٍ ، في تسجيل قديم ، أو حضور مجلس عزاءٍ يُقامُ خفيةً ، أو تناول وجبة طعامٍ تصلُ من بيتٍ لبيتٍ في الظلام!.
كان السوادُ ممنوعاً ، والبكاءُ تهمةً ، والطبخُ جريـ.مةً ، والمجالسُ جنايـ.ةً ، وركضةُ طويريج عملاً مداناً يؤدي بنا للسجـ.ون!.
نعرفك ياحسينُ حبيباً وإماماً وسيداً وضميراً وصوتاً ومنهجاً وكرامةً ودِيناً ، منذ أنْ كنا ممنوعين عن عاشـ.ورائك ، ولكنك كنتَ ومازلتَ منتصراً ، تعرّفُنا بنفسك ، وتأخذنا إليك ، وتثبتُ أنك الحسين ، وأن المنعَ لم يكن إلا زيادةً لشدِّنا إلى جوارك ، والتقرّب لعالمك ، وأنِّ المانعين خسروا الرهان ، مثلما خسره المانعون الأولون.
وبعد كل الحـ.روب عليك وعلينا ، أدركنا سببَ المنع ، لأنك ياحسينُ سبب انتصارنا ، لأنك تُحيينا بالموقف ، وتعلِّمنا الإباء ، وتغذينا الكبرياء ، وتحضرُ معنا ، ونراك وترانا ، نهراً من الكلمات ، والفـ.داء ، والبسالة ، والرفض ، والبصيرة ، والإقدام.
أنت السبب ياإمام ..
فعليك السلام ، مني ومن والديَّ ، ومن أهلي ، وأولادي ، ومن كل الذين أحبّوك ، وكانوا معك ، وبينك وبينهم ألفُ عامٍ من الغرام.
وأهلاً بعاشـ.وراء أيها الحبيب


#أحمد_العلياوي

كنتُ في كَرْبلاءْ
‏قال لي الشيخُ إن الحُسينْ
‏ماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ!
‏وتساءلتُ
‏كيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْ
‏فأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ:
‏إنه الذَّهبُ المتلألىءُ: في كلِّ عينْ
‏إن تكُن كلماتُ الحسينْ..
‏وسُيوفُ الحُسينْ..
‏وجَلالُ الحُسينْ..
‏سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ؟
‏أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء؟
‏والفراتُ لسانٌ من الدمِ لا يجدُ الشَّفتينْ؟

‏#أمل_دنقل

إذا طافت حمامه أقره المعوذتين
شقرالك إذا طافت عليك سيوف



#محمد_وجيه

حبيبي حبيب ، زُهيرٌ بُريْر
يصيحٌ فيرجعُ منهُ الصّدى
تنامون ملء الجُفون رداً
وأبقى أناشدكم مُسهدا

#غازي_الحداد

وحدتي أوسع من عزلةٍ ومكاني أضيق
من غرفة


#علي_عاشور

الداخلونَ إلى القلقِ
المنتظم يحفرون عامًا كاملًا علَّهم يعثرون على الحزن متلبَّسًا وهكذا يعبرون خلال امتحانٍ دقيقٍ للذاكرة.
كلُّ ما في الأمر أنَّهم يصلونَ سريعًا قبل أن تُقذف النبوءة
في صدورهم بل قبل
أن يعزلوا الدمع عن الماء أو يتوافقوا جميعًا على تعريفٍ واحدٍ للحزن لكنهم رغم ذلك يتشيئونَ لمزاولة
هذا التمرد.
نسوةٌ عربيَّات عرفتُهُنَّ من الصدأ المتكسّرِ في
أحداقهن


#مهدي_بن_حسين

تحوّل العباس؏ باستشهاده من مؤمن إلى رمز للإيمان، ومن بطل إلى رمز للبطولات، ومن باسل إلى رمز للبسالة، فأصبح المثال والقدوة للثائرين على درب الحق، والرّمز في الإستقامة والثبات والتضحية، وأصبح الطريق للباحثين عن الفضائل.

وتحوّل مرقده المقدّس إلى محجة يطلب فيها المؤمنون حاجاتهم من الله، ويتقربون إليه فيه... ذلك أنّ الله عوّض الشّهداء في كربلاء الكثير من النّعَم في الدّنيا والآخرة، فهم يسرحون - ولا شكّ - في جنّة عرضها كعرض السّماوات والأرض أُعدّت للمتّقين، وقد عوّضهم الله في الدّنيا بأن قضى على عدوّهم الذي تكبّر، وتجبّر، وقرع طبول الفرح لقتلهم أهل بيت النبيّ.



#سيد_هادي_المدرسي

إنها ليلةُ العبّاس (ع)، ليلةُ الأخ، لمُجتمعٍ خسرَ كثيراً من رجاله، وترك أخواناً لهم مكسوري الظهر، استعادة المصاب الشيعيّ اليوميّ لـ١٥ قرناً، من قبل رجال فردُهم أعزل، فالأخُ يدٌ تدفعُ البلوى عن الأخ، والاستناد الذي يقتلعه القدر من المرء، ليقول "الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي"، وإن كان رجلاً معصوماً، عجيباً، مثل أخيه الحسين (ع).
لا يعرفُ طعم هذه الليلة إلا مَن فقد أخاً له ثقل عشيرة، ورجلاً بوزن سلفٍ كامل، بسمتُهُ ابتسامة العالم، وتجهّمه غيمُ الكون وهو يكفهرّ بوجهه، وما من أحد خسر أخاه إلاّ وقد خسر النفْسَ من نفسه.
فالسلامُ على أبي الفضل(عليه وعلى أبيه وأخوته السلام)، صاحب الجود، الذي "يسطرُ" ويمنحُكَ المراد بلا كفّين، الذي أيتم النهر حين ما منحه نفسه، وآجركم الله في هذه الليلة.

عندما تدخلون موسم عاشوراء لابدّ لكم أن تدخلوه بوعي ، لا كمناسبة تقليدية تعيشون فيه تقاليدكم ، بل أن تفتحوا عقولكم لتفكروا من جديد ، فقد مضىٰ أبطال عاشوراء لربهم وقاموا بمسؤولياتهم وعلينا أن نفكر ونسأل : أين كربلاؤنا نحن؟!

#السيد_فضل_الله.

"صدكَ داست عليك الخيل؟"

لا، خطفن
على وجه الشمس_ بالكَاع
رسمن ظِل
وْ
من ذاك الوكت لليوم
شلنا الظِل
سواد: هدوم مچويّات
سواد يلوكَ للمُشكاة/ إسمك
صرخة للرايات
شفناك بْسَنا التنّور;
سوالف شوف للجدّات
ينعن والحزن يفتِل
ينعن والفخر يفتِل
يحَنَّن، للعطاشى اشراع
يلِظمن للـ"غِريب" اوداع
و
تجي كل عام
لا, كل يوم
صدى الـ "كونوا"،
وتحضنك ضماير: خِــل
تجي بكل الجمر/ عاشور
تجي بإصبع صدكَ مبتور،
بس يشتل،
على الصوبين:
"صحنا بيك...."
ماتخلف وعد، حاشاك
وْ
نتلكَّاك
"آ يحسين...."
إمام وبالضوه اِمحمِّـل
هلا،
وشفناك
"ميمونك" وكت
يمحي الوكت،
يصهل/ شرف
وضلوعك تدكَ بالدنيا
فسطاطين;
آنه وإنتم و"هيهات"
والمَـحَّـد يزيد
وذِل.

شريف سعود

الرسم بالرمال :العباس يوم العاشر

المطبوخون مع القيمة
.
لا يُمكن أن ترى جماعة، إلاّ عبر علاماتها وطقوسها، فهي ما يصنعُ كلّ فردٍ منهم، ربّما لحظة ما بعد المواجهة يستطيعُ فهمها من غير الشيعة، بدقّة، في هذه الأيام.
الطفلُ الذي تتسلل لأذنه وهو نائمُ لطمات النساء على صدورِهنّ في المجالس النسائية، مع تكرار الـ"أحّاه أحّاه"، يتلقّفهُ الشارع، في ليلة الحجّة (الحَيا، الإحياء) مع رائحة الحطب، وهو نفسه الذي يوقظه صوت عبد الزهرة الكعبي في ظهيرة اليوم التالي، الصوت الذي لا يفهمُ شيئاً منه بدقّة، لأنه طفل، لكنه سيسمعُ المذياع حين يقول "وجلسَ على صدره، وقبض على شيبته، وضربه بالسيف.."، ثمّ ينظر لجدّه وهو يغطّي عينيه بالغترة، وحبّوبته وهي تمسحُ دموعها ممتزجة برائحة الهيل بطرف الشيلة.
ثم يكبر، فيكون له شيء آخر، ليس أمامه إلا أن يحنو على أخته، لأن بطله استشهد، وهو كافل أخته ذات العباءة السوداء، وحين يرى طفلةً صغيرةً في الزقاق، يشتري لها حلوى، لأن طفلةً لم تذق الحلوى، وقُلع قرطُها من اذنها، بعد أن حملوا رأس أبيها على الرمح، ثم يتقطّر من الرأس دمٌ، يكونُ علويين، يمشون بالتاريخ ويذبحهم الجميع، وكلّهم شهيدٌ أخو شهيدٍ ابنُ شهيد والد شهداء، ومن المرويات إلى الأيقونات إلى الفوتوغراف الأبيض والأسود إلى الملوّن إلى الفيديو إلى البثّ الفور كي. ذات العمامة، ذات الوجه العلوي، والشيبة المخضّبة، والكفّ القطيع، على جانب الفرات أو على طريق المطار، في خزانة رؤوس المتوكل أو بحفرة في الضاحية، بسجون صدّام أو بسهمٍ ثلاثيّ الشُعَب.
لكنه يكبر، وتأتي لحظة الموكب، ليقف أمام الحطب، رائحته أجمل من نحر حبيبته، ويدرخُ القيمة بيديه، وينطبخُ معها ذا قيمة، ملحها من دمع الرجال، وقوامُها لحمٌ يُطعم الجائعين، ويتذكّر قولة أميره، حين قال لذي وجه مُصفرّ، وقد نصحه باللحم "كُلْهُ كباباً"، فقال القردةُ عن قادته "كباب"، فكان كباب الكرامة في المعدة العربيّة الخاوية.
يتركُ الشاب مدراخة القيمة، ليُطلقَ المُسيّرة، وحين تنزلُ رجوماً على الشياطين، وصوت عبد الزهرة الكعبي وهو يرتجز:
إن تنكروني فأنا إبنُ الحسن
سبطُ النبيّ المصطفى والمؤتمنْ
هذا حسينٌ كالأسير المُرتَهن..
لكنه لم يعد أسيراً، أطلقه الله سهماً يخترقُ خمسة عشر قرناً، لينبت بكبد الذلّ، والخوف، على يد كلّ طفل، أسلمتْهُ الـ"أحّاه أحاه" لقدر القيمة، لينطبخَ معها ذا قيمةٍ، في عصرٍ ذليل، حيث لا قيمة إلا لاسم صاحب القِدْر وجدّه وأبيه، وأمّه وأخيه، والآخرين من بنيه.