إنّي محاط بقتلٍ فظيع. سنوات "
مليئةٌ بالجثثِ ولا أعرفُ كيفَ لا أزالُ هنا، بين الجدران:
جسدًا سويًّا. ناسٌ كثيرون يمشون الآنَ في الخارج بأعضاءٍ ناقصةٍ، باحثين ليسَ عن أعضائهم المفقودةِ لأنَّهُم علي الأرجح نسوها، بل عن لقمةِ خبز. وناسٌ كثيرون لم يعودوا بحاجةٍ إلي تلك الأعضاء لأنَّهُمْ تناثروا معها في أمكنةٍ لا يعرفونَها هُمْ ولا أحبَاؤهُم"


#وديع_سعادة

أنا اللّيل
يبدأُ عَمَلي بعد انصراف الشمس
أنشرُ اللِّحافَ الأسود
غير المغسول منذُ خُلق
أُثبّت أطرافَهُ بِدبابيسَ تُضيء
أجلسُ على مصطبّة السماء
وأُكلّم الله
" أنا في خفارةٍ لِحراسة العالم "

#هنادي_الشمري

أن الوحدة شعور يتطابق بين أولئك الذين يحملونه، يجمع بين أشخاص تفصل بينهم أزمنة ومسافات وثقافات شتى.
#نورا_ناجي

"كل ليلةٍ أودع قلبي في خزينة البنك أرقمه بشفّرة لا تكتشفها أجهزة الإنذار لأصغي إلى مِعدلات الفائدة
فأسمع نبضًا يزداد بطعًا
كلما ازداد النهار صلابة أعود إلى البيت بحقيبة فارغة
وفي جيبي قطعة نقد واحدة -
وجهها يحمل صورة قمري
وظهرها يرسم نافذة تضيء الثانية
ثم تنطفئ :
تاركة على الحائط ظل امرأة
تحاول اقتلاع الليل بأظافرها"


#بارنيا_عباسي

كانت أمي تنشر غسيل البيت كله على حبل سطح بيتنا القديم.
تنفضها من سلة الغسيل قطعةً قطعة.
ثوب جدي الأبيض بجانب ثوب جدتي الأسود المبقع بالأزهار الملونة…
قميص خالي الأزرق بجانب بنطاله الرمادي،
يليه ثوب أخيه.
تثبتها جميعًا بمشابك الغسيل.
ترتبها قطعةً قطعة…

صار ثوب أبي بينها لاحقًا، مرةً معلقًا بعد ثوب جدي، وأخرى بعد قميص خالي، مرةً في أخر الحبل، ومرةً في أوله.

حين جاء أخي صار له مكان على الحبل،
قميص صغير بلون البحر .. وسروال لا يكفي لجيب ولا تأرجحه الريح.
صار الحبل أطول… ثياب وردية وصفراء,وبيضاء…
متجاورة أحيانًا ومرة متباعدة.

صارت ثيابنا أكثر، وأثقل
تصعد أمي الدرج مرتين في الأسبوع، وحين دخلنا المدرسة لم تمانع أن تصعده ثلاثًا، ثم أربعًا…

صارت الريح أقوى…
وصارت أمي تنسى مشابك الغسيل.
مرةً طار ثوب جدي حتى وصل السماء ولم يعد.
ثم صارت تنسى الثياب، وحين جاء الشتاء نسيت الشمس.

صار الحبل أهدأ، وثيابنا بلا رائحة.
راحت أمي تصطاد الهواء.
تجذبها بملابسنا القديمة.
تمد بيدٍ محنكة قميصًا منسيًا للفراغ.
ثم تجذبها جميعها كصياد ماهر.
الحبل ورائحة الشمس، والهواء، وظلال الثياب.

لكن بيتنا الجديد بلا سطح.
والهواء محبوس بين الجدران.
والملابس صارت تلاحق بعضها داخل الدائرة الصغيرة.
دون أن تصل..
ثم تخرج جافة بلا طقوس للسماء.
لا ظل لها تحت الشمس.
ولا هواء يأرجحها.
وبلا ذاكرة….

#يثرب_الصدير

فأي ُّ كَمَد ٍسأَزْدَهي بِهِ
‏لو آن َ لِهذا
‏أن ْ يَنْتهي؟

‏#غسّان_الخُنيزي

أقيس العالم

بقامة فاجعتي.

من اي مكان

أرسل لي أحدهم دمعة

أضعها في عين روحي

وأحفظها إلى الابد.


#شيركو_بيكه_س

ننتهي أنا وأنت في مكانٍ ما سأحترق..
سأصير نجمًا منطفئا
دخانا في سمائك..
القصيدة تمشي الآن وحدها
بين الركام..
تخمش بأظافرها الزجاج
وتفتح نافذة صغيرة لنهار لا يحتاج إلى تصريح.
#بارنيا_عباسي

لا بد أن تكون لك غريزة طير لتُدرك أنَّ الصبح ليس تكرارًا زمنيًا، إنه امتياز.🌤️


#عبدالله_ثابت

ما لا تُخبرنا به الابتسامات

تبتسمُ…
والعالمُ يظنّ أنها بخير.
يصفّقون لها، يعجبون بلمعان عينيها،
ولا أحد يُدرك أن الضوء الذي يرونه…
قد يكون احتراقًا داخليًا يُسمّى: الحرمان.

هناك وجوهٌ وُلدت لتُتقن الضحك،
تمامًا كما يُتقن غيرهم البكاء.
لكن لا أحد يسأل:
كم مرة بكت هذه الروح في صمت؟
كم مرة تمنت حضنًا صادقًا لا يطلب شيئًا،
لا تفسيرًا، ولا تبريرًا… فقط أن تكون؟

الحنان حين يُمنع صغيرًا،
يترك تجويفًا في القلب لا يملؤه الزمن،
ولا تنجح في اخفاءه كل الابتسامات المهنية،
كل النجاحات المؤقتة،
كل ضحكات المناسبات.

بعض النساء يضحكن في الصور،
لكن في داخلهنّ فتاة صغيرة
ما زالت تقف على باب بيت قديم،
تنتظر أن يُفتح لها…
أن يُقال لها: "لقد اشتقنا إليكِ، لا لسبب… بل لأنكِ أنتِ".

ما أصعب أن تكون ناجحًا في الخارج،
لكن وحيدًا في الداخل.
أن يُخدع بك الناس…
ولا يجدك أحدٌ حين تسقط.

اعْلَمْ.. اعْلَموا..
حين تُرى ابتسامةٌ على وجهٍ منهك،
لا تكتفِ بالإعجاب،
بل تمنّ له شيئًا أعمق:
أن يجد الحنان الذي لم يُمنح له،
أن يُشفى من الحرمان بصمت،
وأن يُضيء يومًا… من الداخل.
فوراء كل حضور، ثمةُ غياب،
ووراء كل ابتسامة، ثمةُ شجون.
منقول

عطشُهُ الصغير لم يقتل أحدًا
‏هو فقطْ
‏مات مختنقًا بشهوةِ ماء.

‏#نزيه_أبوعفش

"إن إله الحرب يباركنا، ذلك لأننا من بعد كل الجثث المرفوعة فوق أكتاف الوطن.. مازلنا على قيد الحياة".
💔💔💔
#إيمان_الشاخوري

النسيان عمل شاق. عليك أن تذكر نفسك باستمرار بأن عليك أن تنسى. ولعل هذا هو جوهر كل أيديولوجيا



#غيورغي_غوسبودينوف

كنت أعتقد أنني الوحيدة في العالم، التي تشتري المخدات، لتضعها فوق رأسها..
كنت أظن أنني الوحيدة في العالم، التي كلما صادفت كلباً، توقفت أمامه وسألته عن اسمه..
كنت أظن أنني الوحيدة في العالم، التي تفتح النافذة للعصفور، وتبكي معتذرة أنها لا تفهم كلامه..
كنت أظن أنني الوحيدة في العالم، التي تتعارك مغ نفسها بصوت مسموع في الأماكن العامة وفي المواصلات وأمام الأصدقاء، وتطلب منهم بلطف، عدم التدخل، لإنهاء الشجار..
كنت أظن أنني الوحيدة في العالم، التي لا تتذكر اسم والديها ولا مكان ولادتها، وحين تُسأل عن اسمها، تأخذ وقتاً لتفكر..
كنت أعتقد أنني الوحيدة في العالم بطباع وعادات وأفكار لا تشبه الآخرين، إلى أن التقيت بك...
صرنا نمضي الكثير من الوقت، واضعين رأسينا تحت المخدة، ندوّن اسماء الكلاب التي نصادفها،نترك النوافذ مفتوحة محاولين تفكيك شيفرة لغة العصافير، لا نتدخل في العبارات المفاجئة التي تخرج منا ونحن نحاور أنفسنا، نحاول تذكير بعضنا، كلما نسي أحدنا، باسم أهله، وباسمه..
إلا أنني، أنا المرأة الغريبة الطباع، لم أصل إلى مكانك، وأنت تترك كتابك المفضل قرب رأسك في كل ليلة، مؤمناً أنني سأفيق ذت يوم ولا أجدك، لأنك ستعود إلى أصلك : نقطة في كتاب..
كنتَ وحدك في العالم، الكائن الذي يؤمن أنه جاء الحياة عبر خطأ مطبعي، عبر نقطة حبر أفلتت من المطبعة، فقام قارئ بحكّها، لتزلق عن الورق، وتصبح أنت..
أنت الوحيد في العالم الذي جعلتني، كلما قرأت كتاباً، أتحسس صفحاته بلطف، كي لا أضايق الأشخاص الساكنين بين الحروف، وبين المسافات البيضاء بين المقاطع والجمل والكلمات..
أنت الوحيد في العالم الذي أغار من طريقة ولادته، وأكره شكلي التقليدي لدخول الحياة..
أنت الوحيد في العالم، الذي أخاف أن أفتح عيني ذات يوم، فلا أجده، مهما نقبت عنه في كتابه المفضل، الذي يوقن أن عودته النهائية، ستكون إليه



#مها_حسن