••

العشر الأوائل من ذي الحِجَّة: فضائلها وبرامجُ عمليَّةٌ للاستفادةِ منها

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ أجمعينَ.

أمَّا بعدُ، فإنَّنا نعيشُ هذهِ الأيَّامَ أواخرَ شهرِ ذي القَعدةِ، ونستقبلُ -بإذنِ اللهِ- شهرَ ذي الحِجَّةِ المُبارَك. ويُحتمَلُ أن يكونَ يومُ الاثنينِ هو غُرَّةَ الشهرِ، أو الثلاثاءُ بحسبِ رؤيةِ الهلالِ، إذ إنَّ يومَ غدٍ هو التاسعُ والعشرونَ من ذي القَعدةِ، فإمَّا أن يُكمَلَ الشهرُ ثلاثينَ يومًا، أو يُعلَنَ دخولُ ذي الحِجَّةِ.

أهميَّةُ التذكيرِ بفضائلِ هذهِ الأيَّام:
تذكيرُ النفسِ والغيرِ بأيامِ الفضائلِ من الاستجابةِ لأمرِ اللهِ تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: ٥]. وكثيرٌ من النَّاسِ يغفلونَ عن هذهِ الأيَّامِ العظيمةِ، بل إنَّ عشرَ ذي الحِجَّةِ لم تأخُذْ مكانتَها التي خصَّتْها بها الشريعةُ، بينما نرى النَّاسَ يستعدُّونَ لرمضانَ استعدادًا مميَّزًا! مع أنَّ نهارَ هذهِ العَشرِ لا يقلُّ فضلًا عن أيَّامِ رمضانَ، بل هي أفضلُ أيَّامِ السنةِ على الإطلاقِ، وأفضلُها يومُ النَّحرِ، ثمَّ يومُ القَرِّ كما في الحديثِ. ويومُ عرفةَ -وهو من أيَّامِ العَشرِ- يُغفَرُ فيه ذنوبُ سنةٍ ماضيةٍ وسنةٍ مُقبِلةٍ.

كيفَ نعيشُ العَشرَ الأوائلَ من ذي الحِجَّةِ؟
لا يكفي الكلامُ النَّظريُّ عن الأدلَّةِ، بل نحتاجُ إلى خطواتٍ عمليَّةٍ تُحيي هذهِ الأيَّامَ في بيوتنا، ومنها:

1. اجتماعُ الأسرةِ:
- عقدُ اجتماعٍ عائليٍّ قبلَ بدءِ العَشرِ، يُذكَّرُ فيه الجميعُ (الآباءُ، الأمهاتُ، الأبناءُ، البناتُ) بفضلِ هذهِ الأيَّامِ، ويُوضَّحُ أنَّها أيَّامٌ مختلفةٌ عن غيرِها، يجبُ أن يُحسَّ بتميُّزها في البرنامجِ اليوميِّ.

2. التَّسابُقُ في الختمةِ القرآنيَّةِ:
- تشجيعُ الأسرةِ على ختمِ القرآنِ خلالَ العَشرِ (خاصَّةً الأيَّامَ التِّسعَةَ الأولى، لأنَّ يومَ العيدِ مشغولٌ بالعيدِ). ويمكنُ تنظيمُ مسابقةٍ داخلَ البيتِ مع جائزةٍ رمزيَّةٍ لمن يختمُ أوَّلًا.

3. إحياءُ سُنَّةِ التكبيرِ:
- الإكثارُ من التكبيرِ (اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، الحمدُ للهِ) في البيوتِ والأسواقِ والمساجدِ، اقتداءً بالصحابةِ والتَّابعينَ الذينَ كانوا يُكبِّرونَ في الأسواقِ حتى يُردِّدَ النَّاسُ خلفَهم.

4. برامجُ السَّحورِ والقيامِ:
- إيقاظُ الأهلِ للسَّحورِ قبلَ الفجرِ، ولو كانَ أحدُهم ساهرًا ليوقظَ البقيَّةَ، مع تذكيرِهم بأنَّ هذهِ لياليَ العَشرِ، وليستْ كغيرِها.
- تجنُّبُ السَّهرِ غيرِ المُفيدِ، والحرصُ على صلاةِ الفجرِ جماعةً، وقراءةُ القرآنِ بعدها.

5. التَّفنُّنُ في الأعمالِ الصَّالحةِ:
- طرحُ أفكارٍ إبداعيَّةٍ للعبادةِ، مثلَ: توزيعُ هدايا على الفقراءِ، أو إعدادُ مشروعٍ خيريٍّ عائليٍّ، مع مكافأةِ صاحبِ أفضلِ فكرةٍ.

6. إظهارُ العبادةِ في البيتِ:
- كسرُ حاجزِ الخجلِ من العملِ الصَّالحِ أمامَ الأهلِ، فليصلِّ الواحدُ بالليلِ، وليقرأِ القرآنَ أمامَ أبنائِهِ، وليُشعِرِ البيتَ بأنَّه ليس "مقبرةً" خاليةً من الذكرِ.

الختامُ
اللهمَّ بلِّغْنا العَشرَ الأوائلَ من ذي الحِجَّةِ، واجعلْنا من عبادِكَ المُقبِلينَ عليكَ فيها. اللهمَّ انصرْ إخوانَنا في السُّودانِ، وارفعْ عنهمُ الظلمَ، وردَّ إليهمُ الأمنَ والأمانَ.

وصلى اللهُ على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

بتاريخ: السبت، ٢٨ ذوالقعدة (١١)، ١٤٤٤ هـ

للتوسع: «هُنا»

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••

🖥 T.me/DorarAttahir