يتجلى الحب أحيانًا في الانتظار ..
كأمٍ تجلس قرب محطة القطار تحيك معطف ابنها الغائب بخيوطٍ من صبر ..
كذَّبت كل الأنباء عنه وصدَّقت حدسها ..
ترقبه بقلبٍ واجف ..
تلتفت يمنةً ويسرة ..
وتبحث في الوجوه عنه ..
كل قطارٍ يعبر يحمل معه أملًا بالرجوع ..
تضع يدها على قلبها كلما سمعت صافرة قدومه
لكنه
لا يأتي ..
فتعود لخيبتها بصمت.
هي لا تعرف ما إن كانت النهاية لقاء
أم مجرد جلوس طويل على رصيف الرجاء
لكنها تبقى ..
عيناها لا تمل الترقب
تحيك المعطف
ترفع أكفها بالدعاء
وتمنح قلبها فرصة أخرى كل يوم ..

#عائشة_تاج_السر

أنا ما خبيرة نفسية ولا بدعي إنو عندي خبرة في العلاقات ..
لكن في حاجة بقت تؤرقني بجد :
نحن داخلين على جيل شايف الزواج على إنو "مشروع متعة بصرية".
لا مسؤولية ولا سَكن.
حاليًا انتشرت فيديوهات "الكابلز كونتنت" بصورة مخيفة ..
اتنين بحبو بعض أو عاملين بحبو بعض
يطلعوا يعلمونا كيف نبني علاقة ناجحة
كيف نحتوي
كيف نحب
كيف نعمل مفاجآت
كيف نختار الهدايا
وكيف نهتم!
لكن كل دا بصيغة مفلترة ومرتبة ترتيب إنتاجي لا غير!
المؤلم؟
إنو أغلب التركيز في النوع دا من المحتوى بيكون على العاطفة ..
عشان يثيروا تفاعلك
عشان يضمنوا "اللايك"
عشان يستمر حسابهم ويزيد دخلهم الشهري!
ما عشانك ولا عشان يبنوا وعيك بصورة صحيحة
عشان تبقى "مستهلك" لمشهد مُعد مسبقًا _ما عفوي أبدًا_ يغريك!
فتزيد المشاهدات وتبقى متابع اليوميات!
النتيجة؟
بتبني صورة ذهنية مشوهة عن الزواج ..
نظرتك للمنظومة دي بتتشكل من لقطات مركزة على زاوية واحدة بس:
الرومانسية، الضحكات، المفاجآت ..
السفر والرحلات ..
فتفتكر إنك فهمت "العلاقة" ..
إنو الزواج معناهو إنو الطرف التاني دايمًا يفهم بدون شرح
يحتوي بدون طلب
يمنح دايما بدون تقصير ..
تدخل العلاقة الحقيقية
فتتفاجأ وتتصدم!
ما حتستحمل أول لحظة اختلاف
ولا أول نقاش
ولا لحظة ما فيها اهتمام
ولا يوم من غير ورود وشموع وغزل!
ليه؟
لأنو دخلت العلاقة بعين "المُشاهد" ..
منتظر كل الأحداث المخزونة في عقلك إنها تنزل خشبة المسرح!

من وجهة نظري البسيطة إنو من أكبر أسباب نجاح العلاقة – بعد توفيق الله – هي الحفاظ على الخصوصية ..
إنك تعيش الحياة بعيدًا عن الكاميرا
وعيون الناس ..
بعيدًا عن تعليقاتهم وأذواقهم وتقييمهم!
إنك تصون بيتك وعرضك
وتعيش العلاقة في مساحتها الآمنة
بحقيقتها ..
بدون تصنع
وبدون ضغط جمهور!
ما لازم تكون علاقتك قصة ملهمة للعالم!
المهم تكون ملاذ آمن ليك ..
تبني وتتعلم وتحب وتمنح وتهتم بس بدون ما تكون ممثل!
بدون سيناريوهات!
كدا بكل عفوية بدون وهم التصوير ..
ما في وصفة سريعة للسعادة!
في رضا وفي تقبل ..
صح إننا بنحب نتحب ونحب وكدا!
لكن أكتر شيء بنحتاجو فعلًا هو إننا نعيش تجاربنا بصدق.
بعيدًا عن ضغوط المقارنة ..
وبعيدًا عن محاولات إثبات السعادة للعالم.
نحزن ونختلف ونتشاكل ونتنازل
وتاني نفرح ونتفق ونتصالح ..
بس دا كلو في الخفاء.
في أثر اسمو "الإشباع الوهمي":
يعني تشوف حب كتير لدرجة تحس إنك شبعان منه
فما تتفاعل بصدق في علاقاتك الواقعية!
والأخطر؟
إنو العلاقة تتحول لـ "أداء" ..
نضطر نعيش مشاعرنا قدام الناس عشان نثبت سعادتنا!
نضحك زيادة ونخطط لمفاجآت ما ضرورية!
ونركز على كماليات فارغة للرفاهية بس!
نضغط على روحنا عشان نكون "زيهم" ..
وفي النهاية نكون بعاد جدًا من الهدف الأساسي للعلاقة.
فابنوا وعيكم على الحقيقة
سيبوا الوهم!
سلام ..

#عائشة_تاج_السر

أصبحتُ أثني عليكَ حمدًا، وأشهد أن لا إله إلا أنت، بك أصبحنا، وبك نحيا، وإليك النشور.
سبحانك ما أكرمك، وما أعظم رحمتك، لك الحمد في كل حين، ولك الشكر في كل آن. يا من لا يُحصى ثناؤك، ولا يُبلغ جلالك، ولا يُدرك كنه نعمتك، لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، لك الحمد عدد ما خلقت، وعدد ما رزقت، وعدد ما أحيت وأمت، لك الحمد حين ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.
اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، أنت الكريم إذا أُملت، الرحيم إذا سُئلت، العفو إذا عُصي، القريب إذا نُودي،فلك المحامد كلها، ما خفي منه وما ظهر.

أحيانًا تتوقف الكلمات عند حدود شعوري ..
تقف عاجزة ..
تضل طريقها نحو أعماقي ..
وتحتار في وصف ما يختلج في صدري!
كلما حاولت التعبير تتبعثر الكلمات؛
وكأن مشاعري أبلغ من أن تُقال
وأصدق من أن تُكتب!
كيف ينجح الآخرون في نسج كلمات تشبه ما يشعرون به؟

أما أنا ..
أجد في الصمت ملجأً
ومخرجًا من ذلك الضياع
منفذًا لكل ما عجزت عنه اللغة
وضاقت الحروف عن احتوائه!

#عائشة_تاج_السر

.

كلفة التأويل ..
أفكر كثيرًا في هذا الأمر ..
كيف أن الكلمات لا تثقلنا بذاتها؛ بل بما نُحمّلها نحن من ظنون وتوقعات!
نحن لا نُسيء الظن دائمًا؛
لكننا _بحسن نية أحيانًا_نتوقع أكثر مما قيل، ونستشف أكثر مما حدث!
نقرأ التصرفات بتأويل داخلي
ونربط بين الإشارات كأنها شيفرات خفية؛
فقط لأننا اعتدنا أن نربط، لا أن ننتظر التوضيح!
من وجهة نظري ..
بعض الألم لا يأتي من الآخرين؛ بل من الصورة التي رسمناها لهم.
من الحوار الذي دار في داخلنا، لا في الواقع
من سيناريوهات كتبناها وحدنا ثم صدقناها بشغف وتفاجأنا حين لم تتحقق!
وأدركت مع الوقت أن كلفة التوقعات الزائدة مرهقة
وأن التعقيد ليس دائمًا من الآخر؛ بل أحيانًا منا حين نُصر على أن نمنح كل تصرف عمقًا عاطفيًا حتى وإن لم يكن فيه عمق!
لكن!
ثم هناك أولئك الذين يربكونك عمدًا ..
يتعمدون الغموض
ويتركونك تتخبط بين الاحتمالات؛ كأنه جزء من متعتهم!
وكأنك مطالب بأن تكتشفهم بدل أن يعرفوا أنفسهم بصراحة ..
ووسط هذه الفوضى من التفسيرات والاحتمالات أدركت أن راحتي في أن :
أصدق ما يُقال بوضوح
ألا أتعب قلبي بما لم يُثبت
ألا أتوقع دومًا، ولا أؤول كل شيء!
لأن بعض العلاقات تنهكنا ليس لأنها متعبة؛ بل لأننا نظنها أكثر مما هي عليه.

#عائشة_تاج_السر

اللهمَّ ذكِّر بنا مَن يدعو لنا من أوليَائِك وأحبَّائِك ...ذكِّر بنا مَن تُفتح لأصواتهِم أبواب السّماء، ذكِّر بنا مَن لا تُرَدُّ لهُم دَعوة أبدًا.. ‏اللهُم سَخِّر لنَا دُعاء الصَّالحين💜.


دعواتكم دعواتكم 🥹

اللهم يا واسع الرحمة، ويا مُجيب الدعاء،
نسألك في هذه الساعة المباركة أن تحقق رجاءنا، وتبلغنا آمالنا، وتشرح صدورنا، وتيسر أمورنا، وتفتح لنا أبواب الخير من حيث لا نحتسب.
اللهم إنّا وكلناك أمرنا، فاختر لنا ما فيه صلاحنا، وارضنا بما كتبت لنا، واغننا بفضلك عمّن سواك.
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، وارزقنا السعادة في الدارين.
اللهم اجعلنا ممن دعاك فاستجبت له، وتوكل عليك فكفيته، واستغفرك فغفرت له، يا أرحم الراحمين.
آمين يا رب العالمين.

الحمد لله الذي منّ على أهلنا بالأمن والأمان ♥️

عيدكم مبارك أيا طيبين،
أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات و"القابلة في عرفات" 🤍

اللهم جازِ خيرا كل عفيفة متستِّرة بحجابها إرضاء لربها في هذا الحر الشديد، ولسان حالها يقول:
وعزتك وجلالك لأنفذن أمرك، ولو أذابتني الشمس من حرها..
فحر الدنيا هين، لكن حر جهنم لا يهون.
اللهم أبدلها بحر الدنيا بردا وسلاما وأمانا يوم تلقاك..
فالكريم إذا أطعنه إماؤه... أسبغ عليهن من واسع عطائه.
#خالد_حمدي

من الأرزاق طريقتك اللبقة في الحديث، وحُسن اختيارك لكلماتك وألفاظك، ومُراعاتك لمشاعر غيرك أثناء الحوار

‏قال تعالىٰ: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾
‏فالقول الطَّيِّب نعمة وهدايةٌ من اللّٰه تعالى ولا يصدرُ إلا من عباد اللّٰه المؤمنين.

تخيل معي ..
آخر يوم في الامتحانات ..
حين خرجت من القاعة وقد نفضت عنك غبار التعب
أتذكر؟
ذلك الشعور الذي لا يشبه شيئًا ..
خفة في القلب وسكينة تنساب في الروح؛
كأنك عبرت نفقًا طويلًا وانتهى ..
كأنك استقبلت الحياة لأول مرة ..
ذلك الشعور
هو نسخة مصغرة من شعور أولياء الله عند فراق الدنيا
لحظة أن تطوى الصحائف ويُغلق دفتر الأيام ..
لحظة أن يُقال للروح : كفى ..
كفى تعبًا
كفى صبرًا
كفى جلَدًا ..
هيا إلى الراحة.
يترقبون الموت كما يترقب العاشق لحظة الوصال ..
لم يتعلقوا بالدنيا يومًا ..
علموا أنها امتحان مؤقت وأن البقاء فيها كالبقاء في قاعة اختبار كل ما فيها مؤقت ..
حتى الفرح
حتى الألم ..
ينظرون للأيام كأنها أوراق تُعد للعرض
فلا يضيّعون منها شيئًا ..
ولا يأسفون على ما فاتهم ..
هم الغرباء ..
يمشون بين الناس وقلوبهم في السماء ..
يرون خلف البلاء بابًا من نور
وخلف الألم خلودًا أبديًّا في النعيم.
يا صاحبي
الدنيا ليست لك وأنت لست منها؛ بل فيها عابر.
كُن من هؤلاء
من الذين إذا اشتد البلاء قالوا: "اقترب اللقاء"
وإذا ضاقت الأرض قالوا: "الجنة أوسع".
اصبر ..
فإن كل اختبار له نهاية وكل غريب له عودة
"يأيتها النفس المطمئنة، ارجعي"
نحن للآخرة ..
وإليها وحدها تتجه أرواحنا كلما طال الطريق.

#عائشة_تاج_السر
#تخيل_معي

فإن أنت ظننت أنه يقوي علاقتك مع الله شيء أعظم من الصلاة؛
فقد أعظمت على نفسك الوهم
وأكبرت على نفسك الفرية!

د.أحمد العربي

يمشون نحو بيوت الله إذ سمعوا
الله أكبر في شوق وفي جزل
أرواحهم خضعت لله في أدب
وقلوبهم من جلال الله في وجل
نجواهم: ربنا جئناك طائعة
نفوسنا وعصينا خادع الأمل
إذا سجى الليل قاموه وأعينهم
من خشية الله مثل الجائد الهطل
هم الرجال فلا يلهيهم لعب
عن الصلاة ولا أكذوبة الكسل

هل يُتصور عن موسى عليه السلام الذي اصطفاه ربه، وألقى عليه محبة منه، واصطنعه لنفسه، ألا يعيش في زمنٍ صعبٍ كزمن فرعون، وألا يكون هو الذي يواجهه؟

وهل يُتصور عن محمد ﷺ، وهو خير البرية، إمام المرسلين، الذي آتاه الله المقام المحمود دون الخلق كلهم، ألا يُبعث في زمن قد عمَّ فيه الظلام أهل الأرض، وحلَّ عليهم مقت الله، ليكون هو الذي يشق طريق النور في وسط الظلام، وهو الذي ينبري لدعوة الغارقين في الضلال المبين؟

فأزمنة الضعف والجهل والظلم والطغيان هذه، هي أزمنة المصطفين الأخيار، وهي من المنن التي يمن بها الله على المصلحين حتى يتم اقتداؤهم بالأنبياء، وحتى يرى الله منهم قياما بالحق يحبه في وجه الباطل، فاحمدوا الله على نعمة العيش في هذا الزمن، فلا أحسب العامل فيه بحقٍّ إلا من أراد له الله الدرجات العلى، برفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

بقدرِ آلامنا ننضج ، وعلى إثرِ الأحزان نكبُر ، وبينَ ابتلاءٍ وابتلاء يزدادُ عقلنا رَشادًا ، ويُمنَحُ قلبُنا البصيرة لنرى العسرَ زخاتِ مطرٍ اشتدَّ سقوطُها لنخضَّر ، واندفعَتْ رياحُها كي تمحوَ شتاتًا خلَّفَتْه أصابعُ الكَربِ العابِثة ..
كمْ كانَ الضِّيقُ وجهًا آخر للسَّعة
وكم كانَتِ المشقَّةُ ضربًا من ضروبِ الرَّاحة
وذلك الليلُ القاتم
كثيرًا ما كانَ سابقًا سنا فجرِنا البهيِّ
أعلمُ أنَّ الاختبارَ قاسٍ ، وأنَّ الصَّبرَ قد يبلغُ مداه
أنَّ الأيادي ترتخي
والعزائمَ تغفو
والصلابة تلين
والهِمم تفتُر
ولكنَّ عراقيلَ الطرقِ لم تهدُفْ يومًا لكسرِ الأرجل بقدرِ ما كانَتْ تقوِّمُ مسيرَها
وما كانَتْ أصفادًا توقِفُ عزمَ خُطواتِك بقدرِ كونِها فحصًا لإرادتِك البلوغَ
إنْ كانَتْ كلُّ إشارةٍ حمراءَ تعني الرجوع ، فمَن يبقى متحيِّنًا استبانةَ السبيل؟
وإن كانَتْ كلُّ الإشارات خضراء فإذن كيفَ تنعَمُ بالتريُّث وكيف تكتشِفُ الخَلل؟
جاءتْ إليكَ شدائدٌ تهذِّبك
تريدُ إصلاحَك ، فهل تختارُ الالتواء!
اثبتْ ، واصطبِر
وأيقِن أنَّ الامتحانَ تنقِيح وتصحيح
قد بُيِّنتْ أساليبُ النَّجاح
والرسوبُ فيما حُصِّلَتْ أسبابُه عمًى وجهالة
كلُّ مكروهٍ يصيبُنا كانَ بلسمًا لداءٍ لمْ نكترِثْ إليه
وكلُّ تعبٍ يُثني عزيمةَ بأسِنا هو في الحقيقةِ أولى درجاتِ الهناء
اعتزِم قصدَ المُنى ولو مكثتَ في الدربِ طويلًا ؛فوجودِ مبرِّرٍ للتأخُّرِ لا يعني بالضرورةِ إلغاء الخطط وتعطيلِها
اسمحْ للجُنوحِ أنْ يشرقَ من جديد!
لمرةٍ واحدة
افتحِ النوافذَ التي أغلقتَها بحجة أنَّ الغيومَ حجبَت الضوء
افتحْها كمَن يريدُ التعرُّف على الشعاعِ لأولِ مرة!
اجزمْ أنَّ الشَّمسَ لنْ تستكينَ
وأنَّ الاستتارَ أبدًا لن يعلِن غيابَها
سترسِلُ الضياء رغمَ كثافةِ الحجب
لتفنيَ ظلامَكَ البائس ..
ولتكتُبَ -أنتَ- على صفحةِ مذكِّرتِك
تاريخًا حديثًا
بعدما عاصَرْتَ المتكرِّر من الأيام ..
لا زالتْ هناك سانِحة
فعند العقباتِ تكمُنُ الفرص .. 🤍

#عائشة_تاج_السر

الكلّ مبتلى؛ فلا تتمنّ حال أحد مهما رأيت من حاله، بل احمد الله على ما آتاك واسأله العافية مما كفاك ،واعلم أن الله سبحانه جل في علاه أحنّ عليك من نفسك التي بين جنبيك ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها..

وأخيرا "كل بلاء دون دينك عافية" ♥️

"الإنسانُ بغيرِ أنيسٍ تأكله الغربةُ، يهزمُه طولُ الطريقِ، تغلبُه أهونُ المخاوفِ!
حتى تقبضَ يدٌ أخرى على يديه، فيطمئن، ويواجهُ، ويرى العالمَ لأولِ مرةٍ..
حسبُنا من الدُّنيا إنسانٌ نأمنه، ونأمنُ في حضرتِه".
هذا العالم مزدحمٌ بالصخب، مترامي الأطراف، قد يبدو الإنسانُ فيهِ كظلٍ تائهٍ وسط ضوءٍ لا يعرف مصدره!
يمشي كثيرًا، يتعثّر كثيرًا، ويخاف أكثر مما يظهر!
ليس لأن الطريق طويل، ولا لأن العتمة غليظة، ولكن لأن القلب حين يخلو من الأُنس يصبح هشًّا كورقةٍ يابسةٍ في مهبّ الريح...
الغربةُ ليست في المكان _ كما يعتقِدُ الناس _ الغربةُ في الصمت!
الصمتُ الذي يحيطك رغم الضجيج، و أن تشعر أنك وحدك وسط الجموع.
في اللحظات التي تبحث فيها عن نظرة تفهمك دون شرح، و عن يدٍ تمسك بك قبل أن تقع، و عن صوتٍ يقول لك "أنا هنا، ولن تظل وحدك."
الغربة في أن تتحدث كثيرًا، ولا يصلك إلا صدى صوتك.
لكن..
يكفي الإنسان يدٌ واحدة، تمتد نحوه لا لتأخذه، بل لتبقى معه، يد لا تخاف الطريق، ولا تملّ السكون.
مجرد أن تمسكك تلك اليد، تتبدّل كلُّ الأشياء، يبدو الليلُ أكثرَ ليناً، والعتمةُ أخف، والمشي أقلّ تعبًا.
تُصبحُ الخُطوة أقوى و أكثر ثباتاً لأن هناك من يخطوها معك، حتى لو لم يتحرك من مكانه، يكفي أنه يراقبك.
أن تجد من تأتمنه على نفسك، ليس فقط على أسرارك أو تقلباتك، بل على صمتك، وارتباكك، وحتى خوفك من نفسك.
أنا أرى أعظم الأُنس، ليس في كثرة الكلام، بل في أن تجلس بالقرب منه دون أن تقول شيئًا، ويكون ذلك كافيًا لطمأنة قلبك الموحش.
أن تُجالس من لا يُشعرك أنك عبء، بل امتدادٌ له، توأمُ تعبٍ ونجاة.
في النهاية، لسنا بحاجة إلى كثيرٍ من الناس، ولا بحاجة إلى امتلاء الأمكنة من حولنا؛ نحتاج فقط إلى شخصٍ واحد، يمنح وجوده طمأنينة، وتمنحنا عيونه إحساسًا أننا لسنا وحدنا، في هذا العالم الكبير.
شعور أنك مرئي، مفهوم، محبوب كما أنت.
حسبنا من الدنيا هذا القدر.
أن نجد من نأمنه، ونأمن في حضرته،
فنقف مطمئنين أمام الحياة، كما لو أننا وُلدنا من جديد.
#عبدالسلام_يس

تخيل معي ..
أنك تكتب لا لأنك كاتب
ولا لأنك تسعى إلى جمال أدبي
ولا لترك أثر فني راقي؛
بل لأنك لا تجد وسيلة أخرى لتفهم نفسك ولتنجو من زحام ما لا يُقال إلا بالكتابة!
تجلس أمام الورقة أو الشاشة ..
تتردد قليلًا ثم تبدأ ..
تفتح نافذة داخلية لا يراها سواك
وتُخرِج ما ظل ساكنًا فيك بصمتٍ لوقتٍ طويل!
أنت لا تكتب لتبهر أحدًا؛
أنت تكتب لأن هناك شيئًا فيك يريد أن يُفهم_ ولو مرة واحدة_دون الحاجة إلى شرح.
لكن ما تكتبه غالبًا يكون أكثر صدقًا مما توقعت ..
لا يبدو كقطعة أدبية؛ بل كمرآة ..
تعكس أشياء حاولت تجاهلها طويلًا!

تخيل معي ..
وأنت تحاور نفسك
هل أشارك هذا مع أحد؟
هل أحتمل أن يقرأه مَن لا يفهم سياقه؟
مَن لا يعرفني أصلًا؟
وبالنسبة لي هذه المرحلة الأصعب ..
المرحلة التي تلي الاعتراف بالحقيقة ..
تتردد قبل نشره لا لأن النص ضعيف؛
بل لأنك تعرف تمامًا أنه حقيقي جدًّا!
والحقيقة حين تُعرض على الآخرين لا تُعامل دائمًا بلطف.
الناس يرون الكلمات لكنهم لا يرون التوقيت الذي كُتبت فيه ..
ولا الليلة التي بكيت فيها قبل أن تكتب أول سطر ..
ولا الصمت الذي سبق النقطة الأخيرة ..
ولا ارتجافة اليد قبل ضغط زر الإرسال ..
ولا
ولا ..
الكتابة تخلِّصك ..
لكن النشر يُعرِّيك.
والفرق بينهما مؤلم وإن بدا بسيطًا!
ليس كل ما يُكتب يُقال ..
وليس كل شعورٍ يُفهم ..
وأحيانًا ..
لا نُخفي نصوصنا خوفًا من الناس؛
بل لأننا لم نعد نملك طاقة شرح ما وراءها!
لذلك نكتب ونحتفظ ..
كأننا نطوي أرواحنا بين السطور ونغلق عليها برفق!
لأننا نعرف أن بعض الجروح تَشفى فقط حين تظل لنا وحدنا.

#عائشة_تاج_السر
#تخيل_معي

في أيام العيد كنا في جلسة عائلية
وكعادتي دايمًا بلعب مع الشفع ..
قررنا نلعب "الجدادة العمياء" أو "الغمَّيضة"😂
أنا البغمض وهم يتدسو وأنا أفتش عنهم .. 😂❤️
اللعب اشتد والضحك ملا الجو
وواحد من الشفع جرى مني بسرعة وقفل الباب بقوة عشان ما أمسكو ..
ضحكنا ولعبنا واتونسنا ..
ومرت الساعات وإذا بالشافع واقف ساكت جنب الباب!
استغربت وسألتو: بتتأمل في الباب؟😂
قال لي بكل براءة: بعتذر ليهو
قلت ليهو: تعتذر؟
قال: عشان ضربتو قبيل وأنا بلعب!
حاولت أخفف عنه ضحكت وقلت ليهو: هو جماد ما عندو شعور لكن ..
رد عليَّ بهدوء وبراءة: لكن هو الباب البسترنا وبيحمينا من الحرامي وو ..
أنا صراحة اتسمرت!
ولد صغير لكن قلبو مليان تقدير بالشكل دا اللهم بارك ..❤️
بيشكر الباب وما يرضى يأذيه!
ده معنى جميل انغرس فيهو
معنى إننا نشكر كل شي حتى الجماد
ونحفظ المعروف ونرد الجميل وما نأذي!
البعرف يقدر المعروف حتى لو من جماد
كيف حيكون شكره وامتنانه للناس؟!
كيف حيكون قدر الخالق في قلبه؟!
كيف حيكون شكره واستشعاره لنعمه وفضله؟!
كيف حيكون قلب طفل في عمر صغير عرف كيف يقدر قطعة خشب!
سبحان الله كيف علمني تقدير كل شي حوالينا!
كوز الموية
باب البيت
الكرسي البقعد عليه
السرير
والمخدة البتكي راسي عليها وأنوم!
الحيطة الحامياني
والسقف الساترني من لهيب الشمس وهطول المطر!
المروحة
والمكيف
البوتجاز للطقة😂❤️
والصحن اللذيذ
والدولاب المرتبني
التلفون
كلها حاجات من غيرها الحياة ما بتكتمل!
يا بخت الإنسان الشكور
ويا لهناء قلبه وحياته ..❤️❤️

#عائشة_تاج_السر