Telegram Web
ـــــــــــــــــــــ

بعد السَّبْحِ الطويل في النهار،
والانشغال المضني، يأنس الإنسان
في الليل بفسحةٍ من الوقت
وعزلةٍ عن الناس تمكّنه من النظر
إلى قلبه، وتفقُّد روحه!
زعمَ الشعراءُ أنَّ البكاءَ يجلو بعض الهمِّ
عن المكروب، وفي هذا قال الفرزدق:

فقلتُ لها إنّ البكاءَ لراحةٌ
به يشتفي من ظنّ أن لا تلاقيا.

ٖ
قيل لعمر بن عبدالعزيز:
كيف صبرت على موت ابنك؟
قال ذاك أمرٌ وطَّنْتُ نفسي عليه.

قال أبو العتاهية:

وَلا خَيرَ فيمَن لا يُوَطِّنُ نَفسَهُ
عَلى نائِباتِ الدَهرِ حينَ تَنوبُ.
‏" لا توجد طاعة نص الله على الفرح بها
👈🏻إلا التوبة!
فالله يفرح بتوبتك مع أنه
غنيٌ عنك سبحانه ".
الكريم إذا أعطى أدهش

والله سبحانه أكرم الأكرمين..
أتساءل!
كيف سيكون عطاؤه تعالى
لمن ترك شيئا لأجله ؟!
ثلاث آيات من تذكرها في خلواته أفلح :

" ألم يعلم بأن الله يرى "
"ولمن خاف مقام ربه جنتان "
" إني أخاف الله ربَّ العالمين "
القلب إذا مرض، وازداد مرضه تمكنًا،
لم يعد يقدر أنَّ يغادر المعصية التي يزاولها، وخصوصًا المعاصي التي يستتر بها عن الناس.
ولا يزال الله يستر عثراته، ويضفي عليه
برحمته غطاء الستر، وقلبه المريض
يُصِرُّ على المضي قدمًا في تلك المعاصي،
حتى يفضحه أمام الخلق.
وكم من قلب فضح صاحبه وعراه!
ما من عدوٍ أحق وأحرى أن تدعو الله
أن يحميك من شره؛ مثل نفسك!
‏"يتعافى المرء كلَّما هجر ذنبًا،
كلَّما أخضع نفسهُ وهواهُ للطَّريق الصحيح."
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
‏فإنَّ العشر الأوائل من ذي الحجة دنت ‏
فاستبشر خيرًا وإنّها والله لرحمة من الله
أن يمُنَّ عليك ببلوغ العشر فتأهب، وتعاهد
قلبك من الآن جددهُ بالمسير إلى الله
وأكثروا من الاستغفار.
نصيحة عزيزة جدًا لا يفعلها إلا من وفقه الله، وكم نقصر في تطبيقها:

الصمت والحلم والأدب في وقت غضب من نحبه
ويحبنا، ونحترمه ويحترمنا، وله حق علينا
لصحبة أو علم أو نسب أو سبب، فنظهر له
تمام الأدب لحظة غضبه العاصف، وندعه
حتى تهدأ الأمور، ويذهب الغضب العابر
بكلمات الاحترام والتقدير.
المشاعر تجاه الآخرين هي ملك للإنسان أكثر
من أن تكون ملكًا لهم،
وخصوصيتها تعود إليه
وليست إليهم، حبًا وكرهًا على حد سواء، والتصريح بالحب يكون بحسب المصلحة
وليس حكمًا عامًا، أما مشاعر الكراهية ففيها
حكمة بعض العرب الذين قالوا:
(لا تقل لعدوك إني اتخذتك عدوًا)،
فلا تقل لمن تكرهه أنا أكرهك، دعه يمضي
لحال سبيله وأنت لسبيلك، والحياة تتسع للجميع،
ولا تصدم الآخرين بمثل هذه المشاعر،
وتغافل في دروب الحياة.
الذكرى الجميلة ليست مجرد تذكر شيء غاب،
إنها حياة حقيقية لا تزال موجودة وتعيش
داخل الإنسان وترافقه، وتحيا فيه ومعه
ولا تغيب عنه، إنها قوة يستلهم منها الفرح ويستمد منها الطاقة للاستمرار بعد عبور
مفترق الطرق.
يوماً ما، سنصبح تاريخاً يُروى.. أو يُطوى..
أو ربما أحاديثَ يأنس بها السُّمّار،
هذه الحقيقة كلما تمثّلَها الإنسان حرِص
على ما يبقى، وزهِد فيما يفنى..
‏"وإنما المرءُ حديثٌ بعدَهُ
‏فكن حديثاً حسَناً لمن وعى".
إذا كانت الغايات عظيمة والطموح كبير؛
تفرّق عنك مساعدوك، وقلَّ مُناصِرُوك.


يقول المتنبي عن نفسه:

‏أهُمُّ بِشَيءٍ والليالي كَأَنَّها
‏تُطارِدُني عن كَونِهِ وَأُطارِدُ

‏وحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
‏إذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ.
ٖ
رأى أحدهم رجلًا يشكو إلى آخر فاقةً
وضرورةً، فقال: تشكو من يرحمك
إلى من لا يرحمك؟ ثمَّ أنشده:

وَإذا عَرَتْكَ بَلِيَّةٌ فاصْبِرْ لها
صَبْرَ الكريمِ فإنَّهُ بِكَ أعلمُ

وإذا شَكَوْتَ إلى ابن آدمَ إنَّما
تَشْكُو الرحيمَ إلى الذي لا يَرْحَمُ

- مدارج السالكين، لابن القيم (٤٦١/٢).
ٖ
2024/07/01 18:57:38
Back to Top
HTML Embed Code: