Telegram Web
- عن أبي هُريرَة رَضِيَ الله عنه، عن رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (مَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليَقُل خيرًا أو ليَصمُت، ومَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليُكرِم جارَه، ومَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضَيْفَه).
رواه مسلم.
- صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ.

الراوي: عبدالله بن عباس
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم.
الصفحة أو الرقم: 705.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
التخريج: من أفراد مسلم على البخاري.




-------------------
- صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ. قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا: لِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ فَقالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كما سَأَلْتَنِي، فَقالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أَحَدًا مِن أُمَّتِهِ.

الراوي: عبدالله بن عباس.
المحدث: مسلم.
المصدر: صحيح مسلم.
الصفحة أو الرقم: 705.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
التخريج: من أفراد مسلم على البخاري.

------------------
- شرح الحديث: التَّيسيرُ والتَّرفُّقُ بالمسلِمينَ كان مِن شَأنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد أرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَخرُجَ بأُمَّتِه منَ الضِّيقِ إلى السَّعةِ في أمرِ الصَّلاةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلَّى الظُّهرَ والعَصرَ جميعًا، أي: صلَّاهما معًا مُتَوالِيَتَينِ، وقولُه: «بِالْمَدِينةِ»، أي: جمَعَ بيْنَهما وهو مُقيمٌ، ثُمَّ قال: «في غَيْرِ خَوْفٍ ولا سَفرٍ»؛ ليُبيِّنَ أنَّ الجمْعَ بيْنَ الظُّهرِ والعَصْرِ لم يكُنْ برُخصةِ الخَوْفِ أوِ السَّفرِ.
فذكَرَ التَّابِعيُّ أبو الزُّبيرِ محمَّدُ بنُ مُسلمٍ أنَّه سأَلَ التَّابِعيَّ سَعيدَ بنَ جُبَيرٍ -الرَّاويَ عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما- عن سَببِ جَمْعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للظُّهرِ والعَصرِ معًا، فأجابَه سَعيدٌ أنَّه سَألَ هذا السُّؤالَ لابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما، فأجابَه ابنُ عبَّاسٍ: «أرادَ ألَّا يُحرِجَ أحدًا مِن أُمَّتِه»، أي: إنَّما فعَلَ ذلك؛ لئلَّا يشُقَّ على أحدٍ من أُمتِه، تَخفيفًا عنهم، وتَيْسيرًا عليهم عندَ الحاجةِ، وقد حُمِلَ الحَديثُ على عُذرِ المرَضِ، فإذا حصَلَ أمرٌ اقْتَضى واستَدْعى ذلك في نادرِ الأحْوالِ؛ فإنَّه لا بأْسَ به؛ لهذا الحَديثِ، وأمَّا كَونُه يَصيرُ مأْلوفًا ومُعتادًا فليس ذلك سائغًا؛ لأنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما عُرِفَ عنه أنَّه فعَلَ ذلك مواظبًا عليه.
وللجَمعِ بيْنَ كلِّ صَلاتَينِ طَريقَتانِ حسَبَ ما يَتيسَّرُ؛ الأُولى: جمْعُ تَقديمٍ، وهو أنْ يُصلِّيَ العَصرَ معَ الظُّهرِ في وَقتِ الظُّهرِ، والعِشاءَ معَ المَغرِبِ في وَقتِ المَغرِبِ، والثَّانيةُ: جَمعُ تَأْخيرٍ، وهو أنْ يُصلِّيَ الظُّهرَ معَ العَصرِ في وَقتِ العَصرِ، ويُصلِّيَ المغرِبَ معَ العِشاءِ في وَقتِ العِشاءِ.

- لتحميل تطبيق الموسوعة الحديثية: https://dorar.net/article/1433
- صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ.

الراوي: عبدالله بن عباس
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم.
الصفحة أو الرقم: 705.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
التخريج: من أفراد مسلم على البخاري.
80- عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ، أنَّه تَمارَى هو والحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنٍ الفَزارِيُّ في صاحِبِ مُوسَى، فَمَرَّ بهِما أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابنُ عبَّاسٍ فقالَ: إنِّي تَمارَيْتُ أنا وصاحِبِي هذا في صاحِبِ مُوسَى الذي سَأَلَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، هلْ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ فقالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ، سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ يقولُ: بيْنَما مُوسَى في مَلَإٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، إذْ جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: أتَعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ مُوسَى: لا، فأوْحَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنا خَضِرٌ، فَسَأَلَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ له الحُوتَ آيَةً، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فإنَّكَ سَتَلْقاهُ، فَكانَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ، فقالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى: (أَرَأَيْتَ إذْ أوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وما أنْسانِيهِ إلَّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ)، قالَ مُوسَى: (ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي فارْتَدّا علَى آثارِهِما قَصَصًا)، فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِن شَأْنِهِما ما قَصَّ اللَّهُ في كِتابِهِ.

الراوي: أبي بن كعب.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 78.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].




------------------
- عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ أنَّه تَمارَى هو والحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنٍ الفَزارِيُّ في صاحِبِ مُوسَى، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هو خَضِرٌ، فَمَرَّ بهِما أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابنُ عبَّاسٍ فقالَ: إنِّي تَمارَيْتُ أنا وصاحِبِي هذا في صاحِبِ مُوسَى، الذي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، هلْ سَمِعْتَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: بيْنَما مُوسَى في مَلَإٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: هلْ تَعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ مُوسَى: لا، فأوْحَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إلَيْهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ له الحُوتَ آيَةً، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فإنَّكَ سَتَلْقاهُ، وكانَ يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ، فقالَ لِمُوسَى فَتاهُ: (أَرَأَيْتَ إذْ أوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وما أنْسانِيهِ إلَّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ)، قالَ: (ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي فارْتَدّا علَى آثارِهِما قَصَصًا)، فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِن شَأْنِهِما الذي قَصَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِهِ.

الراوي: أبي بن كعب.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 74.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

------------------
- شرح الحديث: كان الصحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يَختلِفون فيما بيْنَهم في بَعضِ مسائِلِ العِلمِ، بحسَبِ ما عِندَ كلِّ واحدٍ منهم؛ مع مُراعاتِهم لأدبِ الخِلافِ ومَعرفةِ كلِّ واحدٍ قدْرَ أخيه مِن العِلمِ، ومِن هذا أنَّ الصَّحابيَّينِ الجَليلَينِ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ والحُرَّ بنَ قَيسٍ رَضيَ اللهُ عنهم قدِ اختلَفَا في صاحبِ مُوسى عليه السَّلامُ، وهو المذكورُ في قولِ اللهِ تعالَى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 65، 66]، وكان قَولُ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه الخَضِرُ، وهو ما أيَّدَه أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رَضيَ اللهُ عنه، بِناءً على ما سَمِعَه مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قِصَّةِ مُوسى والخَضِرِ عليهما السَّلامُ، فأخبَرَ أنَّه سَمِعَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخبِرُ أنَّه بيْنَما نَبِيُّ اللهِ مُوسَى في جَماعةٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، جاءَهُ رجُلٌ فسَأَلَه: هلْ تَعلَمُ أحدًا أعْلَمَ مِنكَ في الأرضِ؟ فنَفى مُوسَى عليه السَّلامُ بظَنِّه أنْ يُوجَدَ أحدٌ أكثَرُ عِلمًا منه؛ لأنَّه نبِيٌّ ويُوحى إليه، فعَتَبَ اللهُ عليه إذا لم يَرُدَّ العِلمَ إليه، كما جاء في صَحيحِ مُسلمٍ. وقيل: جاء هذا تَنبيهًا لمُوسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَعليمًا لمَن بعْدَه، ولئلَّا يَقتدِيَ به غيرُه في تَزكيةِ نفْسِه والعُجْبِ بحالِه فيَهلِكَ، فأوْحَى اللهُ عزَّ وجلَّ إليه: أنَّه يُوجَدُ مَن هو أعلَمُ منك ممَّن آتاهُ اللهُ عِلمًا مِن عندِه غيرَ ما أوحاهُ إليك، وهو عَبْدٌ اسمُه خَضِرٌ، فسَأَلَ مُوسى: كيف يَصِلُ إليه؟ فجَعَلَ اللهُ له الحُوتَ عَلامةً لمَكانِ الخَضِرِ ولِقائِه، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ على شاطئِ البحرِ فارْجِعْ؛ فإنَّكَ سَتَلْقاهُ؛
وذلك أنَّه لَمَّا سَأَلَ مُوسى السَّبيلَ إلى الخَضِرِ، قال اللهُ تعالَى: اطْلُبْه على الساحلِ عندَ الصَّخرةِ، قال: يا ربِّ، كيف لي به؟ قال: تَأخُذُ حُوتًا في مِكتَلٍ، فحيثُ فَقَدْتَه فهو هناك، فقِيل: أخَذَ سَمَكةً مَملوحةً، وقال لفتاهُ: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فأخْبِرْني.وقوله: «وكانَ يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ»، أي: يَنظُرُ إليه بالساحلِ ويَسيرُ معه حتَّى انتهَى إلى الخَضِرِ عليه السلامُ، ليس أنَّه سَلَك في أثرِه في البحرِ. وقيل: إنَّ موسى عليه السَّلامُ الْتقَى بالخَضِرِ في جَزيرةٍ مِن جزائرِ البحرِ؛ والتوصُّلُ إلى جزيرةٍ في البحرِ لا يقَعُ إلَّا بسُلوكِ البحرِ. وقيل: إنَّ الضميرَ في قولِه: «وكان» يعودُ إلى فتَى موسى يُوشَع بنِ نُون، وذلك أنَّ موسى عليه السَّلامُ قال له: إذا فقدْتَ الحوتَ أخْبِرْني؛ لأنَّه كان علامةَ رُؤيةِ الخَضِرِ.فقالَ الخادمُ لِمُوسَى -كما حَكَى اللهُ تعالَى عنه-: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}؛ وذلك أنَّهما بعدَ راحةٍ على البحرِ نَسِيَ الخادمُ الحُوتَ، ثمَّ سارا لفَترةٍ، فلمَّا تَذكَّرَ الفَتى الخادمُ ذلك أخبَرَ به مُوسى عليه السَّلامُ، فقالَ له: «ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا»، فرَجَعا يَتتبَّعانِ الأثَرَ حتى وَصَلا إلى المكانِ الذي فَقَدا فيه الحوتَ، فوَجَدَا خَضِرًا، فكانَ مِن شَأنِهِما الذي قَصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه في سُورةِ الكَهفِ.حيث تبيَّنَ لمُوسى بعْدَ ذلك مَدى عِلمِ الخَضِرِ بما أعلَمه اللهُ مِن الغيوبِ وحَوادثِ القدرة، ممَّا لا تَعلَمُ الأنبياءُ منه إلَّا ما أُعلِموا به مِن الخالقِ عزَّ وجلَّ.وفي الحديثِ: تَحمُّلُ المَشقَّةِ في طلَبِ العلمِ، والازديادُ منه، وقصْدُ طَلَبِه، ومَعرفةُ حَقِّ مَن عِندَه زِيادةُ عِلمٍ.وفيه: التَّماري في العِلمِ، إذا كان كلُّ واحدٍ يَطلُبُ الحقيقةَ غيرَ مُتعَنِّتٍ.وفيه: الرُّجوعُ إلى أهلِ العلمِ عندَ التَّنازعِ، ولُزومُ التَّواضُعِ للعِلمِ وأهلِه.وفيه: حمْلُ الزَّادِ وإعدادُه في السَّفرِ.وفيه: أنَّ العالِمَ يَنْبغي ألَّا يَغترَّ بعِلمِه.

- لتحميل تطبيق الموسوعة الحديثية: https://dorar.net/article/1433
80- عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ، أنَّه تَمارَى هو والحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنٍ الفَزارِيُّ في صاحِبِ مُوسَى، فَمَرَّ بهِما أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابنُ عبَّاسٍ فقالَ: إنِّي تَمارَيْتُ أنا وصاحِبِي هذا في صاحِبِ مُوسَى الذي سَأَلَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، هلْ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ فقالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ، سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ يقولُ: بيْنَما مُوسَى في مَلَإٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، إذْ جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: أتَعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ مُوسَى: لا، فأوْحَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنا خَضِرٌ، فَسَأَلَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ له الحُوتَ آيَةً، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فإنَّكَ سَتَلْقاهُ، فَكانَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ، فقالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى: (أَرَأَيْتَ إذْ أوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وما أنْسانِيهِ إلَّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ)، قالَ مُوسَى: (ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي فارْتَدّا علَى آثارِهِما قَصَصًا)، فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِن شَأْنِهِما ما قَصَّ اللَّهُ في كِتابِهِ.

الراوي: أبي بن كعب.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 78.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
80- عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ، أنَّه تَمارَى هو والحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنٍ الفَزارِيُّ في صاحِبِ مُوسَى، فَمَرَّ بهِما أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابنُ عبَّاسٍ فقالَ: إنِّي تَمارَيْتُ أنا وصاحِبِي هذا في صاحِبِ مُوسَى الذي سَأَلَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، هلْ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ فقالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ، سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ يقولُ: بيْنَما مُوسَى في مَلَإٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، إذْ جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: أتَعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ مُوسَى: لا، فأوْحَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنا خَضِرٌ، فَسَأَلَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ له الحُوتَ آيَةً، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فإنَّكَ سَتَلْقاهُ، فَكانَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ، فقالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى: (أَرَأَيْتَ إذْ أوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وما أنْسانِيهِ إلَّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ)، قالَ مُوسَى: (ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي فارْتَدّا علَى آثارِهِما قَصَصًا)، فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِن شَأْنِهِما ما قَصَّ اللَّهُ في كِتابِهِ.

الراوي: أبي بن كعب.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 78.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
بسم الله الرحمن الرحيم

نظراً لكثرة الأسئلة عن التطبيقات التي يشرف عليها مركز تفسير للدراسات القرآنية فنود أن نوضح التالي:

▪️ مركز تفسير يشرف الآن على تطبيق وحي @wahyapp وتطبيق سورة @SurahApp وتطبيق مفصل @mofassal_app وتطبيق غريب، وتطبيق الكشاف، وهذه التطبيقات هي التي يعمل فريق المركز على تطويرها ونشرها بقدر إمكانياته.

▪️تطبيق آية رعاه المركز وأشرف عليه منذ انطلاقته، ولكن منذ سنتين تفرغ فريق المركز للتطبيقات التي يملكها المركز، وأصبح المبرمج للتطبيق – وهو خارج فريق المركز - هو الذي يدير تطبيق آية، ولم يعد للمركز علاقة به.

وبالنسبة للتعديلات التي تمت في بعض المحتوى باستبعاد المختصر في التفسير والميسر في التفسير وتفسير السعدي، وإضافة معاني الكلمات لمخلوف، فقد تم التواصل مع المبرمج واعتذر بأن ذلك اجتهاد خاطئ منه وسيتم إعادة الكتب عاجلاً، والمبرمج رجل فاضل سليم المعتقد ولا نزكيه على الله.

ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا، وأن يكفينا شر العجلة وسوء الظن بالمسلمين.

🔗 تطبيق سورة:
📥 onelink.to/surahapp
🔗 تطبيق وحي:
📥 onelink.to/wahy
🔗 مبادرات #مركز_تفسير:
https://linktr.ee/tafsir.net

#حذف_تطبيق_ايه
- حديث عن استجابة الدعاء 🔖:

-  مَن تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ.

الراوي: عبادة بن الصامت.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 1154.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
التخريج: من أفراد البخاري على مسلم.

- شرح الحديث: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكثر الناس ذِكرًا للهِ عزَّ وجلَّ ودُعاءً له في جَميعِ الأحوالِ، وقد خصَّصَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أذْكارًا وأدْعيةً بعَيْنِها في أوْقاتٍ وأحْوالٍ مُعَيَّنةٍ.
ومنها ما ورَدَ في هذا الحَديثِ، حيث يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى دُعاءٍ جامعٍ نافعٍ يَقولُه المؤمنُ إذا تعَارَّ مِن اللَّيلِ، أي: استيقَظَ وهبَّ مِن نَومِه وتَقلَّبَ على الفِراشِ لَيلًا، فإذا أصابَ الإنسانَ أرَقٌ وقلَقٌ أثناءَ نَومِه، ولم يَستطِعْ أنْ يَنامَ فهبَّ واستيقَظَ، فعليه أنْ يُثنِيَ على اللهِ عزَّ وجلَّ بتَوْحيدِه سُبحانه، ونَفْىِ الشَّريكِ معَه، فلا مَعبودَ بحقٍّ غيرُه، ولا شَريكَ ولا نِدَّ له سُبحانه وتعالَى، ثمَّ يُثبِتَ المُلكَ المُطلَقَ له سُبحانه؛ فهو الخالقُ المُتصرِّفُ في مُلْكِه، وله الحَمدُ الكامِلُ على جَزيلِ نِعَمِه الَّتي لا تُحصَى، والقُدرةُ التَّامَّةُ له سُبحانَه وتعالَى، فلا يُعجِزُه شَيءٌ في مُلْكِه. ثمَّ يَحمَدَ اللهَ تعالَى، وهو وَصفٌ للمَحمودِ بالكَمالِ معَ المَحبَّةِ والتَّعظيمِ؛ فهو المُستحِقُّ لإبداءِ الثَّناءِ وإظهارِ الشُّكرِ، ثمَّ يُسبِّحَ بقَولِ: «سُبحانَ اللهِ»، وهو تَنْزيهٌ للهِ عزَّ وجلَّ عَن كلِّ النَّقائصِ. ثمَّ يقولَ: «واللهُ أكبَرُ»، وفيها معنى العَظمةِ للهِ تعالَى، وأنَّه أعْلَى وأكبَرُ مِن كلِّ شَيءٍ، وقولُه: «ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ» وهي: كَلِمةُ استِسْلَامٍ وتَفْويضٍ للهِ تعالَى، واعتِرافٍ بالإذْعانِ له، وأنَّ العَبْدَ لا يَملِكُ شيئًا مِن الأمْرِ؛ فلا حِيلةَ ولا تحوُّلَ ولا حَركةَ لأحدٍ عن مَعصيةِ اللهِ تعالَى إلَّا بمَعونةِ اللهِ سُبحانَه، ولا قُوَّةَ لأحَدٍ على إقامةِ طاعةِ اللهِ تعالَى والثَّباتِ عليها إلَّا بتوفيقِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن قال هذا الدُّعاءَ عندَ استيقاظِه مِن اللَّيلِ، ثمَّ طَلَبَ مِن اللهِ المغفرةَ، أو دَعا بحاجتِه؛ فإنَّ اللهَ سُبحانَه يَستجيبُ له دُعاءَه، فإذا تَوضَّأَ وصلَّى قَبِلَ اللهُ صَلاتَه، وهو تعالَى لا يُخلِفُ الميعادَ، وهو الكريمُ الوهَّابُ؛ فيَنْبغي لكلِّ مُؤمنٍ بلَغَه هذا الحديثُ أنْ يَغتنِمَ العملَ به، ويُخلِصَ نِيَّتَه لربِّه العظيمِ أنْ يَرزُقَه حَظًّا مِن قِيامِ اللَّيلِ.
وفي الحديثِ: فَضيلةُ الذِّكرِ والدُّعاءِ باللَّيلِ.
وفيه: الحثُّ على قِيامِ اللَّيلِ.

- لتحميل تطبيق الموسوعة الحديثية:
https://dorar.net/article/1433
- حديث صحيح عن إستجابة الدعاء ⬆️🔖.
- (الرزق) حديث صحيح وفضله عظيم 🔖 ⬇️.

اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت

الراوي: عبدالله بن مسعود.
المحدث: الألباني.
المصدر: صحيح الجامع.
الصفحة أو الرقم: 1278.
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
التخريج: أخرجه الطبراني (10/220) (10379)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/36).

------------------
- شرح الحديث: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكرمَ الناسِ، وكان يُكرِمُ الضِّيفانَ، ولكنَّه كان يَعيشُ على الكَفافِ؛ فكان بَيْتُه يَخْلو مِنَ الطَّعامِ في أَحايينَ كَثيرةٍ، وكان يَطلُبُ الرِّزْقَ من اللهِ مع الصَّبْرِ على شِدَّةِ العَيْشِ دُون ضَجَرٍ، وهذا الحَديثُ يُبيِّنُ جانِبًا من ذلك، وهو جُزءٌ من حديثٍ، وفيه –كما في روايةِ أبي نُعيمٍ في الحِليةِ- يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أَضافَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضَيْفًا" أي: اسْتَضافَه في بَيْتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فَأرْسَلَ إلى أَزْواجِه يَبْتَغي مِنهنَّ طَعامًا"، أي: يَطلُبُ منهنَّ طَعامًا؛ لِيُكرِمَ به ضَيْفَه، "فَلَمْ يَجِدْ، فَقالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ من فَضْلِكَ"، أي: سَعَةِ جُودِكَ "ورَحْمَتِكَ" التي وَسِعَتْ كُلَّ شيءٍ "فإنَّه لا يَملِكُها إلَّا أَنْتَ"، أي: لا يَملِكُ الفَضْلَ والرَّحْمةَ غيْرُك؛ فإنَّك مُقدِّرُهما ومُرسِلُهما، فلا يُطْلَبانِ إلَّا منك، "فأُهْدِيَتْ إليه شاةٌ مَصْليَّةٌ"، أي: مَشْويَّةٌ، وفي هذا دَلالَةُ سُرْعةِ اسْتِجابَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهذا من ثِقَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإيمانِه باللهِ عزَّ وجلَّ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "هذه من فَضْلِ اللهِ"، أي: للرِّزْقِ الذي أرسَلَه اللهُ عزَّ وجلَّ، "ونحنُ نَنْتَظِرُ الرَّحْمةَ"، تَقْريرٌ أنَّ العبدَ تحتَ رَحْمةِ ربِّه كُلَّ وَقْتٍ، وفي كُلِّ حالٍ، وهو دائِمًا يَرْجوها.
وفي الحَديثِ: الدُّعاءُ عندَ ضِيقِ الرِّزْقِ.
وفيه: الحَثُّ على شُكْرِ اللهِ عندَ بُلوغِ النِّعَمِ.

- لتحميل تطبيق الموسوعة الحديثية:
https://dorar.net/article/1433
- كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُنِي وأَنَا مَرِيضٌ بمَكَّةَ، فَقُلتُ: لي مَالٌ، أُوصِي بمَالِي كُلِّهِ؟ قالَ: لا قُلتُ: فَالشَّطْرِ؟ قالَ: لا قُلتُ: فَالثُّلُثِ؟ قالَ: الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثِيرٌ، أنْ تَدَعَ ورَثَتَكَ أغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِن أنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ في أيْدِيهِمْ، ومَهْما أنْفَقْتَ فَهو لكَ صَدَقَةٌ، حتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا في فِي امْرَأَتِكَ، ولَعَلَّ اللَّهَ يَرْفَعُكَ، يَنْتَفِعُ بكَ نَاسٌ، ويُضَرُّ بكَ آخَرُونَ.

الراوي: سعد بن أبي وقاص.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 5354.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].




------------------
- جاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُنِي وأنا بمَكَّةَ، وهو يَكْرَهُ أنْ يَمُوتَ بالأرْضِ الَّتي هاجَرَ مِنْها، قالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفْراءَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أُوصِي بمالِي كُلِّهِ؟ قالَ: لا، قُلتُ: فالشَّطْرُ؟ قالَ: لا، قُلتُ: الثُّلُثُ؟ قالَ: فالثُّلُثُ، والثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ إنَّكَ أنْ تَدَعَ ورَثَتَكَ أغْنِياءَ خَيْرٌ مِن أنْ تَدَعَهُمْ عالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ في أيْدِيهِمْ، وإنَّكَ مَهْما أنْفَقْتَ مِن نَفَقَةٍ، فإنَّها صَدَقَةٌ، حتَّى اللُّقْمَةُ الَّتي تَرْفَعُها إلى فِي امْرَأَتِكَ، وعَسَى اللَّهُ أنْ يَرْفَعَكَ، فَيَنْتَفِعَ بكَ ناسٌ ويُضَرَّ بكَ آخَرُونَ. ولَمْ يَكُنْ له يَومَئذٍ إلَّا ابْنَةٌ.

الراوي: سعد بن أبي وقاص.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 2742.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

------------------
- شرح الحديث: لقدْ أوضَحَ الإسلامُ أحكامَ الوَصيَّةِ وبيَّن كَيفيَّتَها، وما يَجوزُ الوصيَّةُ به وما لا يَجوزُ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جاءه يَعودُه مِن وَجَعٍ قارَبَ منه على الموتِ، وكان ذلك بمكَّةَ في حَجَّةِ الوَداعِ في العام العاشر من الهجرة، كما في رواية الصحيحين، وكان سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه يَكرَهُ أنْ يَموتَ بالأرضِ الَّتي هاجَر منها، كما صرَّحَت رِوايةُ مُسلمٍ: «قدْ خَشِيتُ أنْ أموتَ بالأرضِ التي هاجرْتُ منها»، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يَرْحَمُ اللهُ ابنَ عَفْراءَ»، يَقصِد سَعْدَ ابنَ خَوْلةَ رَضيَ اللهُ عنه، وكان قدْ مات بمكَّةَ، وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَكرَهُ لمَن هاجَرَ مِن مكَّةَ أنْ يَرجِعَ إليها أو يُقيمَ بها أكثَرَ مِن انقضاءِ نُسكِه.
فسَأَلَ سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ يُوصي بمالِه كلِّه؟ أي: يُخرِجُ هذا المالَ في أعمالِ البِرِّ بعْدَ مَوتِه، فنَهاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فالشَّطْرُ؟ وهو النِّصفُ، فنَهاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: الثُّلُثُ؟ فأجابَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَكفِيكَ الوصيَّةُ بالثُّلثِ، وهو كَثيرٌ، تَرغيبًا مِنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لسَعدٍ لِيُقلِّلَ عن الثُّلثِ. ثمَّ بيَّنَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الأفضَلَ له أنْ يَترُكَ وَرَثتَه أغنياءَ، فيكونُ هذا المالُ سَببًا في إغناءِ الوَرَثةِ؛ فهو خَيرٌ مِن أنْ يَترُكَهم فُقراءَ «يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ في أيدِيهم» فيَسْأَلونَهم بأكُفِّهم أنْ يَبْسُطوها للسُّؤالِ، أو يَسْأَلون ما يَكُفُّ عنهم الجُوعَ، وأخْبَرَه أنَّه إنْ عاش فما أنْفَقَه مِن نَفَقةٍ ابتغاءَ وَجْهِ اللهِ، فإنَّها صَدَقةٌ، فالأجرُ حَاصلٌ له حيًّا وميِّتًا، حتَّى اللُّقمةُ تَرفَعُها إلى فَمِ امرأتِك، وهذا مُبالَغةٌ في بَيانِ أوجُهِ الإنفاقِ التي يُثابُ ويُؤجَرُ عليها الإنسانُ؛ لأنَّ زَوجةَ الإنسانِ هي مِن أخصِّ حُظوظِه الدُّنيويَّةِ وشَهواتِه ومَلاذِّه المباحةِ.
ثمَّ دعَا له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «عَسى اللهُ أنْ يَرفَعَكَ»، أي: يُطيلَ عُمرَك، فَيَنتفِعَ بكَ ناسٌ مِن المسلمين بالغَنائمِ ممَّا سيَفتَحُ اللهُ على يَدَيك مِن بِلادِ الشِّركِ، «ويُضَرَّ بكَ آخَرون» مِن المشركينَ الذين يَهلِكون على يَدَيك.
ثمَّ بيَّن الرَّاوي أنَّه في وقْتِ مَرَضِ سَعدٍ هذا لم يكُنْ له إلَّا ابنةٌ واحدةٌ، ومعنى ذلك: أنَّه لا يَرِثُني مِن الولَدِ، أو مِن خَواصِّ الوَرَثةِ، أو مِن النِّساءِ؛ وإلَّا فقدْ كان لسَعدٍ عَصَباتٌ؛ لأنَّه مِن بَني زُهْرةَ، وكانوا كَثيرًا، وقيل: مَعناهُ: لا يَرِثُني مِن أصحابِ الفروضِ، أو خصَّها بالذِّكرِ على تَقديرِ: لا يَرِثُني ممَّن أخاف عليه الضَّياعَ والعجْزَ إلَّا هي، أو ظنَّ أنَّها تَرِثُ جَميعَ المالِ، أو استَكثَرَ لها نِصفَ التَّركةِ.
قيل: إنَّ قولَه في الحديثِ: «ابْنَ عَفْراءَ» وهَمٌ مِن أحَدِ الرُّواةِ، والمحفوظُ: ابنُ خَوْلةَ، وقيل: يَحتمِلُ أنْ يكونَ «ابنُ عَفْراءَ» لَقَبًا له أو اسمًا آخَرَ لأُمِّه.
وفي الحديثِ: بَيانُ أنَّ الوَرَثةَ أحقُّ النَّاسِ بتَرِكةِ الميِّتِ.
وفيه: أنَّ النَّفقةَ على الأهْلِ مِن الأعْمالِ الصَّالحةِ.
وفيه: أنَّ المُباحَ إذا قُصِدَ بِه وجْهُ اللهِ تعالَى صارَ طاعةً ويُثابُ عليه.
وفيه: عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ إذ وقَعَ كما أخْبَرَ؛ فقدْ عاشَ سَعدٌ بعْدَ حَجَّةِ الوداعِ سِنينَ، وانتَفَعَ به ناسٌ، وضُرَّ به آخَرون.
وفيه: عِيادةُ المريضِ.
وفيه: بيانُ ما كان عندَ الصَّحابةِ مِن حِرصٍ على فِعلِ الخَيرِ.
وفيه: الوصيَّةُ والمبادَرةُ إليها معَ عَلاماتِ الموتِ؛ كمرَضٍ ونحوِه.
وفيه: أنَّ الوصيَّةَ تكونُ في ثُلثِ المالِ أو أقلَّ ولا تَزيدُ عن ذلك.

- لتحميل تطبيق الموسوعة الحديثية: https://dorar.net/article/1433
- كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُنِي وأَنَا مَرِيضٌ بمَكَّةَ، فَقُلتُ: لي مَالٌ، أُوصِي بمَالِي كُلِّهِ؟ قالَ: لا قُلتُ: فَالشَّطْرِ؟ قالَ: لا قُلتُ: فَالثُّلُثِ؟ قالَ: الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثِيرٌ، أنْ تَدَعَ ورَثَتَكَ أغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِن أنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ في أيْدِيهِمْ، ومَهْما أنْفَقْتَ فَهو لكَ صَدَقَةٌ، حتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا في فِي امْرَأَتِكَ، ولَعَلَّ اللَّهَ يَرْفَعُكَ، يَنْتَفِعُ بكَ نَاسٌ، ويُضَرُّ بكَ آخَرُونَ.

الراوي: سعد بن أبي وقاص.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 5354.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
2025/01/09 10:16:24
Back to Top
HTML Embed Code: