قاعد علي السرير و حاسس بهزيمه من كل النواحي والله ..

" هذا الصباح ثقيل ، كل ما أحتاجه فيه أن يعانقني أحدهم ويخبرني أني لست بالسوء الذي يظُنه العالم ".

يمضي اليوم علىٰ مهل، وحينما يأتي المشهد الأخير إذ بي أستريح علىٰ أريكتي، أتكور علىٰ ذاتي، أُغمض عينيَّ بقوة لعلِّي أستطيع إيقاف تدفق الأفكار داخل رأسي، أُحاول جاهداً أن أتجاوز كل شيء قد مرَّ بي، لكن لا أستطيع!

أشعر دائماً في منتصف حديثي أنني غريب
اتضجر وأتسائل لماذا ألقي هذا الكلام؟
لماذا أنا أُجالس هؤلاء وكيف خالطتهم؟
وأنا لا أنتمي اليهم .

"كنت أقول هذا الوقت مزعج، أما الآن كل الأيام مزعجة"

"‏هكذا أستاء
أحتشدُ في نفسي
وأكونُ أنا وحدي،
كلّ هذه المسيرة الغاضبة."

‏تمُر لحظات على الإنسان يود أن يتوقَّف عن الحديث حتى مع نفسه ، أن يعيش في صمتٍ كامل بلا كلمة أو فكرة أو شعُور .

منذُ غيابُكِ يا أُمي
‏بدأ العُمر يُصبح ضدي
‏ ويمضي بلا فرح
‏وكُل الأشياء أصبحت باهته بلا ألوان حتى قلبي .

"النوم العميق لا يُناسبني إطلاقاً، اختصاصي هو الأرق، أتفنن به، سأعوض كل ما فاتني من نوم حين أموت".

"كان العالم كثيراً، وكُنت أنا وَحدي".

أريدُ البكاء لأسبابي السخيفة ، أريدُ البكاء لأن الأشياء بداخلي تستدعي ذلك ؛ كُل الأشياء المنطقية و غير المنطقية ، أشعر برغبة عارِمة في البكاء ، أبكي فتخرُج
من داخلي كُل هذه الفوضى.

‏ماضياً نحو العدم ، للأبد الذي لا يعرفه أحَد ..

" نحن ندفن كل يوم أشياء لم نخبر أحداً عنها "

أتكبّد عناء إخراج أجزائي من تحت الصخور العالقة تحت قلبي، وأُسامر الليل في صنع اليوم التالي، ليأتي الصباح كاسح ويُبعثر ما صنعت..

أنا في هدوءٍ غير آمِن .

لاشيء مما سأقوله وأفصح عنه سيُغيّر من الأمر شيء ، إلى هذا الحد لم أعد أرغب في المحاولة وقد سئمتُ حقاً .

‏اليوم،
وانا في طريقي للعودة بكيت ،
بكيت لأن كل الأشياء التي آمنت بها يوماً
لم احصد منها سوى خيبة
وانا مُتعب من محاولاتي المستمرة للتخطي
وعدم الالتفات
دون الوصول لِجهة آمنة حتى الان.

‏" إنها أيام أشعر بها أنني أبحث عن شيء طيلة الوقت، وأن كل الأشياء ليست في مكانها الصحيح، فوضى تعم كل شيء "

منذ أن دخلت العشرين تغيّرت كثيراً ، أصبحتُ لا أحنُّ في الشتاء إلّا إلى ذلك الطفل في منزله وهو مُستلقٍ بجانب المدفأة، ولا يمتلك من هموم الدنيا شيء سوى التفكير بوالده، متى سيحنُّ عليه ويقلب محطة التلفاز من قناة الجزيرة إلى سبيستون.

كنتُ أحاول تجديد نفسي، أن أكون شيئاً آخراً لا يُشبه الحزن، لكنّه العالم، يُعيدنا كما بدأنا مُرغمين..