أتفهم رغبة الأخرس بالصّراخ ؟
‏بذلك العجَز وتلك القسوة ، أحاول .

الآن،
يحمل باص النقل الداخلي عشرات الناس المتراصين كالزيتون في برطمان، وأرى في نظرات من تمسهم عيني آلاف الهموم والانكسارات والإذلالات، وفي الشرايين المنتفخة لأيديهم الباحثة عما تتشبث به خشية السقوط والانكسار سيولاً من الآلام وفيوضاً من الإنهاك،
لم أرَ شخصاً يبتسم،
ولا واحداً،
إلا عجوزاً تبتسم لأنها صعدت «على القاعد» وأرخَت ركبتيها الملتهبتين.

الظلام والبرد شعوران، لا علاقة لهما بالضوء والطقس.

قطفتُ اليوم بعض الهواء، ودخلت به إلى غرفتي، قلتُ إنه هواء، وسيعثر على معبرٍ إلى رئتيّ، لكن ما إن دخلتُ به الغرفة حتى صار دُخاناً يشبه دخان الحمراء الطويلة، وزادني اختناقاً

قُلت إن السماء واسعة، وباردة، وإن خرجتُ في هذا المساء فقد يخف الثقل بي، وتحمل بعضه عني، لكنني كنتُ في حال أسوء ..

فأملتُ أن تتسع الموسيقى لما لم تتسع له الحياة، وشغلتُ الموسيقى بكل سذاجة، فأضاءت الضوضاء زوايا عقلي النائمة، وصار عندي المزيد من التفكير لأدرك ثقل حزني به.

قُلت لن أزيد الطين بلاً ، وسأستلقي بأثقالي وأسمالي على تختي المريب، وعسى يسوقني الوسن إلى حلم أعيش فيه، لكن الهواء البارد أيقظني بأصابع وخّازة إبريّة تخيّط جسدي،

فقنعتُ،

ورضيتُ،

وأشعلتُ سيجارتي الأخيرة،

وضحكتُ لي وبكيتُ عليّ،

ومنعتني الغشاوة من إكمال هذا النص.

‏" لو أنك تدري، كم تسوءُ الأمور من ناحيتي، كل ما أصلح شيئاً تفسد آلاف الأشياء و كم أحاول، و كم أركض في كل إتجاه ، في كل اتجاهٍ ولا أصل "

في هذا المنزل ، أنا الجدار المتصدّع.

"عزيزي الموت.. بعد التحية،

اعلم أنك موجود في الطرف الاخر من هنا، لا اخافك ولكني لا اعلم ماذا وراءك، فإذا كان الموت هو ستارة سوداء تفصل بين الحياة وما بعدها فالمشكلة في تخيل ما خلفها يقال هناك إما جحيم تام أو نعيم تام، ولكن أي جحيم وماذا يسمى ما نحن فيه !

اتعلم لا اصدق ان ما بعد الحياة مجرد امتداد لما فيها من جحيم، اين الاختلاف !
أنت مختلف، نقطة فصل بين شيئين مختلفين، لا يمكن أن تكن مجرد فاصلة لتكملة ما سبق ."

أرفع قدميّ عن الأرض لكي لا أتعثر بخسائري

" أَسوءُ شعورٍ قد تشعر بهِ على الإطلاق هو عدم معرفة إذا ما كانَ عليك الإنتظار أو الإستسلام. "

“المُخجل في الأمر هو تقدّمك بالعُمر، وانت لم تقم بأي شيء يُذكر، ولا حتي السيء منه، تقف بالمنتصف، لا أنت من إحدى العصابات التي يهابها الناس بالحيّ، ولست مِن مَن يبيتون لربّهم سُجّدا، تُراقب الحياة من هاتفٍ خلويْ، تخسر علاقاتك، حزينٌ يومياً عِند منتصف الليل، ولا يهتمّ لأمرك أحد، تشارك بعض الأشياء عمداً لتقصد بها شخص معين، ولا يأبه لأمرك، تتمني مرور الأيام، وتنسي أنّها عُمرك.”

في تاريخي أحزان لا تمحوها ألف سنة جديدة.

١ يناير ٢٠٢٣ |

‏" رجائِي الحقيقيّ هو أن أتعافى من كل خُذلانٍ عشته ولم أكُن أستحقه "

الأنتحار هو البقاء على قيد الحياة
هو العيش بتفاصيل الحياة المميتة هذه بدقتها .
رغبة الموت دون حضوره .

‏قاسية فكرة أنك مجبور دائماً أن تُكمل
‏حتى مع انعدام رغبتك، وحاجتك للتوقف
‏لو لبرهة.

‏لا أحدَ
‏يسمعني
‏أنا مُجرد
‏صرخة في بئر عميق .

- فيلم قصير بعنوان " سهرة مُهذبة " .

مهما حاولت أن أبدو صادقًا وأنا أقول أنني بخير.. لا أحد يصدق، ملامحي كانت دائمًا بعيدة كل البُعد عن الخير، صوتي وحده كافٍ لفضح أمري.

صباح ممتلئ بدموع قديمة .

لن يتحملني أحد.
فأنا مُتردد طوال الوقت ولا أعرف ماذا أريد ، وذو مزاج متقلب، وحظٍ سيء.
لن يتحملني أحد،
وحتى أنا لا أتحملني..

- و أنا منهم ..