Telegram Web

« فَالتَّوحِيدُ هُوَ جِمَاعُ الدِّينِ الَّذِي هُوَ أصلُهُ وفَرعُهُ ولُبُّهُ ، وهُوَ الخَيرُ كُلُّهُ ،

والاستِغفَارُ يُزِيلُ الشَّرَّ كُلَّهُ ،

فَيَحصُلُ مِن هَذَينِ جَمِيعَ الخَيرِ ، وزَوَالُ جَمِيعَ الشَّرِّ.

وكُلُّ مَا يُصِيبُ المُؤمِنَ مِنَ الشَّرِّ فَإنَّمَا هُوَ بِذِنُوبِهِ.

والاستِغفَارُ = يَمحُو الذُّنُوبَ فَيُزِيلُ العَذَابَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : { ومَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وهُم يَستَغفِرُونَ } ».

ابنُ تَيمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ جَامِعُ المَسَائِلِ || ٧ / ٢٧٤ ]

| T.me/DU_R_AR

« ونَومُ الصُّبحَةِ = يَمنَعُ الرِّزقَ ؛

لأنَّ ذَلِكَ وَقتٌ تَطلُبُ فِيهِ الخَلِيقَةُ أرزَاقَهَا ، وهُوَ وَقتُ قِسمَةِ الأرزَاقِ ، فَنَومُهُ حِرمَانٌ إلَّا لِعَارِضٍ أو ضَرُورَةٍ ،

وهُوَ مُضِرٌّ جدًّا بالبَدَنِ ؛ لإرخَائِهِ البَدَنَ ، وإفسَادِهِ للفَضَلاتِ الَّتِي يَنبَغِي تَحلِيلُهَا بالرِّيَاضَةِ ، فَيُحدِثُ تَكَسُّرًا وعِيًّا وضَعفًا ،

وإن كانَ قَبلَ التَّبَرُّزِ والحَركَةِ والرِّيَاضَةِ وإشغَالِ المَعِدَةِ بشَيءٍ فَذَلِكَ الدَّاءُ العُضَالُ المُوَلِّدُ لأنوَاعٍ مِنَ الأدوَاءِ ».

ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ زَادُ المِعَادِ || ٤ / ٢٢٢ ]

| T.me/DU_R_AR
❍ قال ابن تيمية - رحمه الله -:

《 فإن السنة مقرونة بالجماعة كما أن البدعة مقرونة بالفرقة، فيقال: أهل السنة والجماعة؛ كما يقال: أهل البدعة والفرقة 》.

[الإستقامة (1/42)]

T.ME/HADEETH_PAGE4

« لَا يَختَلِفُ المُسلِمُونَ أنَّ تَركَ الصَّلاةِ المَفرُوضَةِ عَمدًا = مِن أعظَمِ الذُّنُوبِ ، وأكبَرِ الكَبَائِرِ ،

وأنَّ إثمَهُ عِندَ اللهِ أعظَمُ مِن إثمِ قَتلِ النَّفسِ ، وأخذِ الأموَالِ ، ومِن إثمِ الزِّنَا والسَّرِقَةِ وشُربِ الخَمرِ ،

وأنَّهُ مُتَعَرِّضٌ لِعُقُوبَةِ اللهِ وسَخَطِهِ ، وخِزيِّهِ فِي الدُّنيَا والآخِرَةِ ».

ابنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ كِتَابُ الصَّلَاةِ || ٥ / ١ ]

| T.me/DU_R_AR

« الَّذِي لَا يُصَلِّي = أشَدُّ مِنَ اليَهُودِ والنَّصَارَى ؛

اليَهُودُ لو ذَبَحُوا لَأكَلَ الإنسَانُ ذَبِيحَتَهُم ، والنَّصرَانِيُّ أيضًا كَذَلِك ،

أمَّا تَارِكُ الصَّلاةِ لَو ذَبَحَ فَإنَّ ذَبِيحَتَهُ لَا تَحِلُّ ،

تَارِكُ الصَّلاةِ مَثَلًا لَو كَان أُنثَى لَا تُصَلِّي = فَإنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلمُسلِمِ أن يَتَزَوَّجَهَا ،

ولَو كَانَت نَصرَانِيَّة جَازَ أن يَتَزَوَّجَهَا المُسلِمُ ، ولَو كَانَت يَهُودِيَّة جَازَ أن يَتَزَوَّجَهَا أيضًا ،

فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أنَّ تَركَ الصَّلاةِ = أعظَمُ مِنَ اليَهُودِيَّة والنَّصرَانِيَّة ، هَذَا الأمرُ الَّذِي يَتهَاوَنُ بِهِ النَّاسُ اليَومَ ».

ابنُ عُثَيمِينَ - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ شَرحُ رِيَاضِ الصَّالِحِينَ || ٥ / ١٠٠ ]

« أعظَمُ المُعَاقَبَةِ = أَن لَا يُحِسَّ المُعَاقَبُ بِالعُقُوبَةِ.

وأشَدُّ مِن ذَلِكَ = أن يَقَعَ السُّرورُ بِمَا هُوَ عُقُوبَة ، كَالفَرَحِ بِالمَالِ الحَرَامِ ، والتَّمَكُّنِ مِن الذُّنُوبِ.

ومَن هَذِهِ حَالُه لَا يَفُوزُ بطَاعَةٍ ».

ابنُ الجَوزِي - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ صَيدُ الخَاطِرِ || ٢٢ ]

« مَن أحَبَّ أن يَفتَحَ اللهُ قَلبَهُ أو يُنَوِّرَهُ؛ فَعَلَيهِ بِتَركِ الكَلامِ فِيمَا لَا يَعنِيهِ، واجتِنَابِ المَعَاصِي،

ويَكُونُ لَهُ خَبِيئَةٌ فِيمَا بَينَهُ وبَينَ اللهِ تَعَالَى مِن عَمَلٍ.

وفِي رِوَايَةٍ: فَعَلَيهِ بالخَلوَةِ، وقِلَّةِ الأكلِ، وتَركِ مُخَالَطَةِ السُّفَهَاءِ،

وبُغضِ أهلِ العِلمِ الَّذِينَ لَيسَ مَعَهُم إنصَافٌ ولا أدَبٌ ».

الشَّافِعِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ المَجمُوعُ شَرحُ المُهَذَّب لِلنَّوَوِيِّ || ١ / ٣١ ]

« قَالَ سَهلُ بن عَبدِ اللهِ التُّستُرِي: ”تَركُ الأمرِ عِندَ اللهِ أعظَمُ مِن ارتِكَابِ النَّهيِّ؛ لأنَّ آدَم نُهِيَ عَن أكلِ الشَّجَرَة فَأكَل مِنهَا، فَتَابَ عَلَيهِ، وإبلِيس أُمِرَ أن يَسجُد لآدَم، فَلَم يَسجُد؛ فَلَم يُتَب عَلَيهِ“.

قُلتُ: هَذِه مَسألَةٌ عَظِيمَةٌ لَهَا شَأنٌ، وهِيَ أنَّ تَركَ الأوَامِرِ أعظَمُ عِندَ اللهِ مِن ارتِكَابِ المَنَاهِي وذَلِكَ مِن وُجُوهٍ عَدِيدَةٍ:

أحدُهَا: مَا ذَكَرَهُ سَهلٌ مِن شَأنِ آدَم وعَدُوِّ اللهِ إبلِيس.

الثَّانِي: أنَّ ذَنب ارتِكَابِ النَّهيِّ مَصدَرُهُ فِي الغَالِب الشَّهوَةُ والحَاجَة، وذَنبُ تَركِ الأمرِ مَصدَرُهُ فِي الغَالِبِ الكِبرُ والعِزَّةُ، ولَا يَدخُلُ الجَنَّةَ مَن كَانَ فِي قَلبِهِ مِثقَالُ ذَرةٍ مِن كِبرٍ، ويَدخُلُهَا مَن مَاتَ عَلَى التَّوحِيدِ وإن زَنَى وسَرَق.

الثَّالث: أنَّ فِعلَ المَأمُورِ أحبُّ إلَى اللهِ مِن تَركِ النَّهيِّ؛ كَما دَلَّ عَلَى ذَلِكَ النُّصُوصُ: كَقولِهِ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم-: ”أحبُّ الأعمَالِ إلى اللهِ الصَّلاةُ عَلى وَقتِهَا“، وغَيرَ ذَلِكَ مِن النُّصُوص. وتَركُ المَنَاهِي عمَلٌ؛ فإنَّهُ كَفُّ النَّفسِ عَنِ الفِعلِ ».

ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّـهُ-.
[ الفَوَائِد || ١ / ١١٩ ]

« ومِمَّا يَدُلُّ عَلى أنَّ الجَمَالَ البَاطِنِ أحسَنُ مِن الظَّاهِرِ: أنَّ القُلُوبَ لا تَنفَكُّ عَن تَعظِيمِ صَاحِبِهِ ومَحَبَّتِهِ والمَيلِ إلَيهِ،

وأمَّا الجَمالُ الظَّاهِرُ فَزِينَةٌ خَصَّ اللهُ بِهَا بَعضَ الصُّوَرِ عَن بَعضٍ، وهِيَ مِن زِيَادَةِ الخَلقِ الَّتِي قَالَ اللهُ فِيهَا: { يَزِيدُ فِي الخَلقِ مَا يَشَاءُ }، قَالُوا: هُوَ الصَّوتُ الحَسَنُ، والصُّورَةُ الحَسَنَة،

والقُلُوبُ كَالمَطبُوعَةِ عَلى مَحَبَّتِهِ، كَمَا هِيَ مَفطُورَةٌ عَلى استِحسَانِهِ.

والجَمَالُ الظَّاهِرُ مِن نِعَمِ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ يُوجِبُ الشُّكرَ.

وشُكرُهُ التَّقوَى والصِّيَانَةُ، فَكُلَّمَا شَكَرَ مَولاهُ عَلَى مَا أولَاهُ زَادَهُ اللهُ جَمَالًا، ومَنَحَهُ كَمَالًا.

وأمَّا إن بَذَلَ الجَمَالَ في المَعَاصِي؛ عَادَ وَحشَةً وشَينًا كَمَا شُوهِدَ مِن عَالَمٍ كَثِيرٍ في الدُّنيَا قَبلَ الآخِرَةِ.

فَكُلُّ مَن لَم يَتَّقِ اللهَ سُبحَانَهُ وتَعَالَى في حُسنِهِ وجَمَالِهِ = انقَلَبَ قُبحًا وشَينًا يَشِينُهُ اللهُ بِهِ بَينَ النَّاسِ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللَّـهُ-.
[ رَوضَةُ المُحِبِّينَ || ١ / ٢٢٢ ]

« والقُلُوبُ فِيهَا وَسوَاسُ النَّفسِ، والشَّيطَانُ يَأمُرُ بالشَّهَوَاتِ والشُّبُهَاتِ مَا يُفسِدُ عَلَيهِ طِيبَ عَيشِهَا؛

فَمَن كَانَ مُحِبًّا لِغَيرِ اللهِ فَهُوَ مُعَذَّبٌ في الدُّنيَا والآخِرَةِ؛

إن نَالَ مُرَادَهُ = عُذِّبَ بِهِ،
وإن لَم يَنَلهُ = فَهُوَ في العَذَابِ والحَسرَةِ والحُزنِ.

ولَيسَ لِلقُلُوبِ سُرُورٌ ولا لَذَّةٌ تَامَّةٌ إلَّا في مَحَبَّةِ اللهِ والتَّقَرُّبِ إلَيهِ بِمَا يُحِبُّه،

ولا تُمكِنُ مَحَبَّتُهُ إلَّا بالإعرَاضِ عَن كُلِّ مَحبُوبٍ سِوَاهُ، وهَذا حَقِيقَةُ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وهِيَ مِلَّةُ إبرَاهِيمَ الخَلِيلِ -عَليهِ السَّلامُ- وسَائِرِ الأنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ صَلاةُ اللهِ وسَلامُهُ عَليهِم أجمَعِينَ ».

[ مَجمُوعُ الفَتَاوَى || ۲۸ / ۳۱ ]

« وإخفَاءُ النَّوافِل وإسرَارُهَا أفضَل لَا سِيَّمَا الصِّيَامُ؛ فإنَّهُ سِرٌّ بَينَ العَبدِ ورَبِّه، ولِهَذا قِيل: إنَّه لَيسَ فِيهِ رِيَاءٌ.

وقَد صَامَ بَعضُ السَّلفِ أربَعِين سَنةً لَا يَعلَمُ بِه أحدٌ، كَانَ يَخرُج مِن بَيتِهِ إلَى سُوقِهِ ومَعَهُ رَغِيفَان، فَيَتَصدَّقُ بِهِمَا ويَصُومُ؛ فَيَظُنُّ أهلُهُ أنَّهُ أكلَهُمَا، ويَظُنُّ أهلُ سُوقِهِ أنَّه أكلَ فِي بَيتِه.

وكَانُوا يَستَحِبُّون لِمَن صَام أن يُظهِرَ ما يَخفِي بِه صِيَامَه؛ فعَن ابنِ مَسعُودٍ أنَّهُ قَال: إذَا أصبَحتُم صِيَامًا فَأصبِحُوا مُدَّهَنِينَ. وقَال قَتَادةُ: يُستَحَبُّ لِلصَّائِمِ أن يَدَّهِنَ حَتَّى تَذهَبَ عَنهُ غُبرَةُ الصِّيامِ ».

ابنُ رَجَبٍ - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ لطَائِفُ المَعَارِفِ || ٢٥٢ ]

| T.me/DU_R_AR

« هَؤُلَاءِ القَومُ المُسَمَّونَ بالنُصَيرِيَّة هُم وسَائِرُ أصنَافِ القَرَامِطَةِ البَاطِنِيَّةِ = أكفَرُ مِنَ اليَهُودِ والنَّصَارَى، بَل وأكفَرُ مِن كَثِيرٍ مِنَ المُشرِكِينَ، وضَرَرُهُم عَلى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ أعظَمُ مِن ضَرَرِ الكُفَّارِ المُحَارِبِينَ مِثلَ كُفَّارِ التَّتَارِ والفِرنجِ وغَيرِهِم؛

فَإنَّ هَؤُلاءِ يَتَظَاهَرُونَ عِندَ جُهَّالِ المُسلِمِينَ بالتَّشَيُّعِ ومُوَالَاةِ أهلِ البَيتِ، وهُم في الحَقِيقَةِ لا يُؤمِنُونَ باللهِ ولا برَسُولِهِ ولا بكِتَابِهِ، ولا بأمرٍ ولا نَهيٍ، ولا ثَوَابٍ ولا عِقَابٍ، ولا جَنَّةٍ ولا نَارٍ، ولا بأحَدٍ مِنَ المُرسَلِينَ قَبلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ، ولا بمِلَّةٍ مِنَ المِلَلِ السَّالِفَة.

ولَهُم في مُعَادَاةِ الإسلامِ وأهلِهِ وقَائِعُ مَشهُورَةٌ، وكُتُبٌ مُصَنَّفَةٌ، فَإذَا كَانَت لَهُم مُكنَةٌ سَفَكُوا دِمَاءَ المُسلِمِينَ، كَمَا قَتَلُوا مَرَّةً الحُجَّاجَ وألقَوهُم في بِئرِ زَمزَمَ، وأخَذُوا مَرَّةً الحَجَرَ الأسوَدَ وبَقِيَ عِندَهُم مُدَّةً، وقَتَلُوا مِن عُلَمَاءِ المُسلِمِينَ ومَشَايِخِهِم مَا لا يُحصِي عَدَدَهُ إلَّا اللهُ تَعالَى.

وصَنَّفَ عُلَمَاءُ المُسلِمِينَ كُتُبًا في كَشفِ أسرَارِهِم، وهَتكِ أستَارِهِم، وبَيَّنُوا فِيهَا مَا هُم عَلَيهِ مِن الكُفرِ والزَّندَقَةِ والإلحَادِ الَّذِي هُم بِهِ أكفَرُ مِن اليَهُودِ والنَّصَارَى ومِن بَراهِمَةِ الهِندِ الَّذِينَ يَعبُدُونَ الأصنَامَ ».

ابنُ تَيمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ مَجمُوعُ الفَتَاوَى || ٣٥ / ١٥٠ ]

T.me/DU_R_AR

« فَلَو أنَّ رَجُلًا مِمَّن وَهَبَ اللهُ لَهُ عَقلًا صَحِيحًا، وبَصَرًا نَافِذًا، فَأمعَنَ نَظَرَهُ ورَدَّدَ فِكرَهُ، وتَأمَّلَ أمرَ الإسلامِ وأهلَهُ، وسَلَكَ بأهلِهِ الطَّرِيقَ الأقصَدَ، والسَّبِيلَ الأرشَدَ؛

لَتَبَيَّنَ لَهُ أنَّ الأكثَرَ والأعَمَّ الأشهَرَ مِنَ النَّاسِ قَد نَكَصُوا عَلى أعقَابِهِم، وارتَدُّوا عَلى أدبَارِهِم؛ فَحَادُوا عَنِ المَحَجَّةِ، وانقَلَبُوا عَن صَحِيحِ الحُجَّةِ،

ولَقَد أضحَى كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ يَستَحسِنُونَ مَا كَانُوا يَستَقبِحُونَ، ويَستَحِلُّونَ مَا كَانُوا يُحَرِّمُونَ، ويَعرِفُونَ مَا كَانُوا يُنكِرُونَ،

ومَا هَذِهِ رَحِمَكُمُ اللهُ أخلاقَ المُسلِمينَ، ولا أفعَالَ مَن كَانُوا عَلى بَصِيرَةٍ في هَذا الدِّينِ، ولا مِن أهلِ الإيمَانِ بِهِ واليَقِينِ ».

ابنُ بطَّةَ العُكبَرِيُّ - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ الإبَانَةُ الكُبرَى || ١ / ١٨٨ ]

T.me/DU_R_AR

« ورُبَّمَا رَأى العَاصِي سَلامَةَ بَدَنِهِ ومَالِه؛ فَظَنَّ أن لا عُقُوبَة، وغَفلَتُهُ عَمَّا عُوقِبَ بِه عُقُوبَة.

وقَد قَالَ الحُكَمَاء: "المَعصِيَةُ بَعدَ المَعصِيَة = عِقَابُ المَعصِيَة، والحَسَنةُ بَعدَ الحَسَنة = ثَوَابُ الحَسَنة".

ورُبَّمَا كَانَ العِقَابُ العَاجِلُ مَعنَوِيًّا، كَمَا قَالَ بَعضُ أحبَارِ بَنِي إسرَائِيل: "يَا رَب كَم أعصِيكَ ولا تُعَاقِبُنِي؟" فَقِيلَ لَهُ: "كَم أُعَاقِبُكَ وأنتَ لا تَدرِي، ألَيسَ قَد حَرَمتكَ حَلاوَةَ مُنَاجَاتِي؟".

فَمَن تَأمَّلَ هَذَا الجِنسُ مِنَ المُعَاقَبَة وَجَدَهُ بِالمِرصَادِ،

فَرُبَّ شَخصٍ أطلَقَ بَصَرَهُ؛ فَحُرِمَ اعتِبَارَ بَصِيرَتِه، أو لِسَانَه؛ فَحُرِمَ صَفَاءَ قَلبِه، أو آثَرَ شُبهَة فِي مَطعَمِهِ؛ فَأظلَم سِرَّه، وحُرِمَ قِيَامَ اللَّيلِ، وحَلاوَةَ المُنَاجَاة، إلَى غَيرِ ذَلِك.

وهَذَا أمرٌ يَعرِفهُ أهلُ مُحَاسَبَة النِّفُوسِ، وعَلَى ضِدِّهِ يَجِد مَن يَتَّقِي اللهُ تَعَالى مِن حُسنِ الجَزَاءِ عَلَى التَّقوَى عَاجِلًا ».

ابنُ الجَوزِي - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[صَيدُ الخَاطِر || ٦٥ ]

T.me/DU_R_AR

« ليسَ في الوجُودِ شَرٌّ إلَّا الذُّنوبُ ومُوجِباتُها، فَإذا عُوفِيَ مِنَ الذُّنوبِ = عُوفِيَ مِن مُوجِبَاتِها.

فَليسَ لِلعبدِ إذا بُغِيَ عَليهِ وأُوذِيَ، وتَسلَّطَ عَليهِ خُصومُهُ شيءٌ أنفعُ لهُ مِنَ التَّوبةِ النَّصُوح.

وعَلامةُ سَعادتِه: أن يعكِسَ فِكرَهُ ونَظرَهُ على نَفسِهِ وذُنوبِه وعُيوبِه؛ فَيَشتغِل بِها وبإصلاحِها وبالتَّوبةِ مِنها؛ فلا يبقَى فِيهِ فَراغٌ لِتدبُّرِ ما نَزَلَ بِه،

بَل يَتولَّى هُوَ التَّوبةَ وإصلاحَ عُيوبِه، واللهُ يَتولَّى نُصرَتَهُ وحِفظَهُ والدَّفعَ عَنهُ ولا بُدَّ، فَما أسعدَهُ مِن عَبدٍ، وما أبرَكَها مِن نازِلَةٍ نَزَلت بِه، وما أحسَنَ أثَرَها عَليه!

ولكِنَّ التَّوفِيق والرُّشد بِيدِ اللهِ لا مَانِعَ لِمَا أعطَى ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعَ؛ فَما كلُّ أحدٍ يُوفَّقُ لِهذا، لا مَعرِفةً به ولا إرادَةً له ولا قُدرَةً عَليه، ولا حَول ولا قوَّة إلَّا بِالله ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ بَدَائِعُ الفَوَائِدِ || ٢ / ٧٧١ ]

| T.me/DU_R_AR

« فَمَا سُلِّطَ عَلى العبدِ مَن يُؤذِيهِ إلَّا بِذنبٍ يَعلَمُهُ أو لا يَعلَمُهُ،

ومَا لا يَعلَمُهُ العبدُ مِن ذُنوبِه أضعافُ ما يَعلَمُهُ مِنها، وما يَنساهُ مِمَّا عَلِمَهُ وعَمَلَهُ أضعافُ ما يَذكُرُه.

وفِي الدُّعاءِ المَشهُورِ: " اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ أن أُشرِك بِكَ وأنا أعلَمُ، وأستَغفِرُكَ لِمَا لا أعلَمُ "؛

فما يَحتَاج العبدُ إلى الاستِغفارِ مِنه مِمَّا لا يَعلَمُهُ أضعافُ أضعافِ مَا يعلَمُهُ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ بَدَائِعُ الفَوَائِدِ || ٢ / ٧٧٠ ]

| T.me/DU_R_AR

« واختَلَفُوا فِي مَعنَاهَا -أي التَّوبَةَ النَّصُوح-:

قالَ عُمَرُ وأُبَيٌّ ومُعاذٌ: "التَّوبَةُ النَّصُوحُ" أن يَتوبَ ثُمَّ لا يَعُودَ إلى الذَّنبِ، كَما لا يَعُودُ اللَّبَنُ إلى الضَّرعِ.

قالَ الحَسَنُ: هِيَ أن يَكُونَ العَبدُ نادِمًا على ما مَضَى؛ مُجمِعًا على ألَّا يَعُودَ فِيهِ.

قالَ الكَلبِيُّ: أن يَستَغفِرَ بِاللِّسانِ، ويَندَمَ بالقَلبِ، ويُمسِكَ بالبَدَنِ.

قالَ سَعيدُ بنُ المُسَيَّبِ: تَوبَةً تَنصَحُونَ بِها أنفُسَكُم.

قالَ القُرَظِيُّ: يَجمَعُها أربَعَةُ أشيَاء: الاستِغفارُ باللِّسانِ، والإقلاعُ بالأبدانِ، وإضمارُ تَركِ العَودِ بالجَنانِ، ومُهَاجَرَةُ سَيِّئِ الإخوانِ ».

أبُو مُحَمَّدٍ البَغَوِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ مَعَالِمُ التَّنزِيلِ || ٨ / ١٦٩ ]

| T.me/DU_R_AR

« وإنِّي تَدَبَّرتُ أحوَالَ أكثَرِ العُلمَاءِ والمُتَزَهِّدِين، فَرَأيتهُم فِي عُقُوبَاتٍ لا يُحِسُّونَ بِهَا؛

فالعَالِمُ مِنهُم: يَغضَبُ إن رُدَّ خَطَؤُه، والوَاعِظُ: مُتَصَنِّعٌ بِوَعظِهِ، والمُتَزهِّدُ: مَنافِقٌ أو مُرَاءٍ!

فَأوَّلُ عُقُوبَاتِهِم = إعرَاضُهُم عَن الحَقِّ شُغلًا بِالخَلقِ.

ومِن خَفِيِّ عُقُوبَاتِهِم = سَلبُ حَلاوَةِ المُنَاجَاةِ، ولَذَّةِ التَّعبُّدِ.

إلَّا رِجَالٌ مُؤمِنُونَ ونِسَاءٌ مُؤمِنَاتٌ، يَحفَظُ اللهُ بِهِم الأرضَ؛ بَواطِنُهُم كَظَواهِرِهِم بَل أجلَى، وسَرَائِرُهُم كَعَلانِيَّتِهِم بَل أحلَى، وهِمَمُهُم عِندَ الثُّرَيَّا بِل أعلَى.

إن عُرِفُوا تَنَكَّرُوا وإن رُئِيَت لَهُم كَرَامَةٌ أنكَرُوا؛ فَالنَّاسُ فِي غَفَلاتِهِم، وهُم فِي قَطعِ فَلاتِهِم، تُحِبُّهُم بِقَاعُ الأرضِ، وتَفرَحُ بِهِم أفلَاكُ السَّمَاءِ.

نسَألَ اللهُ -عزَّ وجَلَّ- التَّوفِيقَ لِاتِّبَاعِهِم، وأن يَجعَلنَا مِن أتبَاعِهِم ».

ابنُ الجَوزِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ صَيدُ الخَاطِرِ || ٤٢ ]

| T.me/DU_R_AR

« صِدقُ اللَّهجَةِ = عُنوَانُ الوَقَارِ، وشَرَفُ النَّفسِ، ونَقَاءُ السَّرِيرَةِ، وسُمُوُّ الهِمَّةِ، ورُجحَانُ العَقلِ، ورَسُولُ المَوَدَّةِ مِن الخَلقِ، وسَعَادَةُ الجَمَاعَةِ، وصِيَانَةُ الدِّيَانَةِ؛

ولِهَذَا كَانَ فَرضُ عَينٍ؛ فَيَا خَيبَةَ مَن فَرَّطَ فِيهِ، ومَن فَعَلَ فَقَدَ مَسَّ نَفسَه وعِلمَهُ بأذًى.

والصِّدقُ: إلقَاءُ الكَلَامِ عَلَى وَجهٍ مُطَابِقٍ لِلوَاقِعِ والاعتِقَادِ، فَالصِّدقُ مِن طَرِيقٍ وَاحِدٍ، أمَّا نَقِيضُهُ الكَذِبُ فَضُرُوبٌ وألوَانٌ ومَسالِكُ وأودِيَةٌ.

فَالزَم الجَادَّةَ ( الصِّدقَ )، فَلَا تَضغَط عَلَى عَكَدِ اللِّسَانِ، ولَا تَضُمَّ شَفَتَيكَ، ولَا تَفتَح فَاكَ نَاطِقًا إلَّا عَلَى حُرُوفٍ تُعَبِّرُ عَن إحسَاسِك الصَّادِقِ فِي البَاطِنِ؛ كَالحُبِّ والبُغضِ، أو إحسَاسِكَ فِي الظَّاهِرِ؛ كَالَّذِي تُدرِكُهُ الحَوَاسُّ الخَمسُ: السَّمعُ، البَصَرُ، الشَّمُّ، الذَّوقُ، اللَّمسُ.

واحذَر أن تَحُومَ حَولَكَ الظُّنُونُ، فَتَخُونَكَ العَزِيمَةُ فِي صِدقِ اللَّهجَةِ؛ فَتُسَجَّلَ فِي قَائِمَةِ الكَذَّابِينَ.

وطَرِيقُ الضَّمَانَةِ لِهَذَا -إذَا نَازَعَتكَ نَفسُكَ بِكَلَامٍ غَيرِ صَادِقٍ فِيهِ- : أن تَقهَرَهَا بِذِكرِ مَنزِلَةِ الصِّدقِ وشَرَفِهِ، ورَذِيلَةِ الكَذِبِ ودَرَكِهِ، وأنَّ الكَاذِبَ عَن قَرِيبٍ يَنكَشِفُ ».

بَكرُ أبُو زَيدٍ -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ حِليَةُ طَالِبِ العِلمِ || ٦٠ ]

| T.me/DU_R_AR

« واحذَر دَاءَ الجَبَابِرَةِ = ( الكِبرَ )؛

فَإنَّ الكِبرَ والحِرصَ والحَسَدَ أوَّلُ ذَنبٍ عُصِيَ اللهُ بِهِ،

فَتَطَاوُلُكَ عَلى مُعَلِّمِكَ كِبريَاءٌ، واستِنكَافُكَ عَمَّن يُفِيدُكَ مِمَّن هُوَ دُونَكَ كِبرِيَاءٌ، وتَقصِيرُكَ عَن العَمَلِ بالعِلمِ حَمأةُ كِبرٍ وعُنوَانُ حِرمَانٍ.

العِلمُ حَربٌ لِلفَتَى المُتَعَالِي
كَالسَّيلِ حَربٌ لِلمكَانِ العَالِي

فَالزَم -رَحِمَكَ اللهُ- اللُّصُوقَ إلَى الأرضِ، والإزرَاءَ عَلى نَفسِك، وهَضمهَا، ومُرَاغَمَتهَا عِندَ الاستِشرَافِ لِكِبريَاءٍ أو غَطرَسَةٍ، أو حُبِّ ظُهُورٍ، أو عُجبٍ...

ونَحوِ ذَلِكَ مِن آفَاتِ العِلمِ القَاتِلَةِ لَه، المُذهِبَةِ لِهَيبَتِه، المُطفِئَةِ لنِورِه، وكُلَّمَا ازدَدتَ عِلمًا أو رِفعَةً فِي وِلايَةٍ؛ فَالزَم ذَلِك؛ تُحرِز سَعَادَةً عُظمَى، ومَقَامًا يَغبِطُكَ عَلَيهِ النَّاسُ ».

بَكر أبُو زَيدٍ -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ حِليَةُ طَالِبِ العِلمِ || ١٥ ]

| T.me/DU_R_AR
2025/02/04 22:04:57
Back to Top
HTML Embed Code: