tgoop.com/Easternphilosophies/3724
Last Update:
▫️
لحظة تنوير أم لحظة هُدى؟
□ تسعى كثير من التوجهات الفكرية الشرقية إلى أهمية العزلة والانقطاع عن الناس والعالم وصولاً إلى التنوير والإلهام،؛؛
••• لكن ما أراه أن ذلك قراءة خاطئة لما يحدث في الحقيقة
وأننا بإمكاننا أن نتوصل إلى نوع من ( الهداية) دون كل تلك الطقوسية وما يحيطونها به من جلال وإعلاء لكونها كشفاً عن الحقيقة من وجهة نظرهم.
□ ما نحتاجة فعلاً هو شيء من الوقت مع أنفسنا، وخلال ذلك الوقت نحاول أن نزيح كافة متطلباتنا من الحياة، لا وظائف لا علاقات لا اتصالات، فقط أنت، ويوم أو يومين حتى لو كنت في منزلك، لكن المطلوب التجهز بالحالة الذهنية في الاساس، لذلك تحتاج أن تزيح من ذهنك أعباء مطالب الحياة، والأهداف والمراكز الوظيفية والدخل المادي والأزمات؛؛
• فقط أنت مع عقل حر يغامر بأن ينفصل عن متطلبات الدنيا المادية ليوم أو يومين،
•• نعم هي مغامرة كبرى لم نعتادها، خاصة مع وجود هاتفك الذي يجعلك تقطع لحظات السكينة كل حين لتفحص التطبيقات والاتصالات، إذاً في هذه المغامرة تحتاج لإغلاق البيانات في هاتفك أيضاً ليوم أو يومين
••• صدقني لن يحصل شيء للعالم، بعد يومين ستكتشف أن هذا العالم الذي تخشى من تغيره في دقيقة ما زال في مكانه، بل بالعكس فقد ارتاح رأسك من تفاصيل حلت نفسها بنفسها خلال اليومين الماضيين.
□ نعود لتمريننا إذاً يومان من وضع مطالب ومتطلبات الحياة جانباً، وإزالة المشتت الأكبر الذي هو هاتفك؛؛
• وللعلم فهذا التمرين حصل في حياتك سابقاً على الأغلب بشكل قصري غير مقصود، هل تذكر لحظة فقدت فيها عزيزاً، أو فارقت محبوباً، أو تأسيت لخسارة مكانة أو مركز ما، أو انتابك العجز فيها؟
•• أن كنت تذكر ما حصل حينها، أتت عليك أيام كنت أقرب لعزل نفسك مع نفسك، لم تعد تفكر بمطالبك ومتطلباتك من الدنيا بنفس الطريقة حتى أنك لم تعد تريد شيئاً، وعدت إلى أصل نفسك تتفقدها وتسأل نفسك ( من أنا ؟ ماذا أريد ؟ إلى أين أمضي؟ ما الهدف).
••• هذا المقصود في تمريننا أن تعود لأصل نفسك بنفسك، تزيح المتطلبات وتسأل نفسك الأسئلة الأساسية ( من أنا ؟ ماذا أريد ....)
□ فهذه اللحظة التي يراها الشرقيون لحظة التنوير والحقيقة، هي لحظة من أنواع الهداية لدينا نحن المسلمين حين تنظر لنفسك والحياة على حقيقتها، وعلى طبيعتها، فهذا الانشغال الزائد بالدنيا وتفاصيلها دون وجود وقفة للتقييم والتقويم، سيجعلك تنطلق دون هُدى، ومشغول الذهن بشكل كبير عن حقيقة الحياة والآخرة.
□ قف، قيّم، قوّم، تعلم ...
•واعلم أن الله جعل هذه الدنيا مزاداً للآخرة
•• خذ منها ما يصلح لسعادتك الفعلية في الدنيا والآخرة، ولا تتوه في تفاصيل فرعية تثقلك ولا تعطيك شيئاً.
••• كن لله، عش لله، واتق الله، تسعد في الدارين.
✍ الدكتور يوسف مسلَّم
د. اختصاصي العلاج النفسي
.......
http://www.tgoop.com/Easternphilosophies
▫️
BY فلسفات شرقية
Share with your friend now:
tgoop.com/Easternphilosophies/3724