Telegram Web
((ليلة النصف من شعبان))

السؤال/ هل إن قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها بدعة أو مشروع؟
الجواب/
أولا – قيام ليلة النصف من شعبان أمر مشروع فقد وردت أحاديث صحيحة في قيامها نذكر منها ما يأتي:-
1. ما روى الطبراني وابن حبان في صحيحه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((يطلّع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
2. ما روى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال: يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قلت: قد قلت وما بي ذلك؛ ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب).
وبهذا يتبين أن قول من يقول لم يصح فيها حديث فيه نظر؛ لأن من حفظ، حجةٌ على من لا يحفظ.
ثانيا: أما صوم يوم النصف: فإنه قد ورد فيه حديث ضعيف السند، وهو ما روى ابن ماجة عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفرٌ فاغفر له، ألا مسترزقٌ فارزقه، ألا مبتلىً فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر))، فإن في مسنده ابن أبي سبرة قال فيه احمد بن حنبل وابن معين يضع الحديث إلا أن متنه يقوى بما يأتي:-
1- القيام ثبتت فيه أحاديث صحيحة كما تقدم، أما الصوم فإنه وإن كان سند الحديث فيه ضعفا إلا أنه يقوى وتثبت مشروعيته؛ لأنه يوم من الأيام البيض ولا خلاف في مشروعيتها، وأيضا إنه يوم من أيام شعبان وقد ثبت مشروعية صيام شعبان بما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استكمل صيام شهر إلا رمضان، و ما رأيته أكثر صياما منه في شعبان).
2- وبما روي أيضا عن أبي سلمة أنّ عائشة رضي الله عنها حدثته قالت: لم يكن النبي (صلى الله عليه وسلم) يصوم شهرا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله، ويقول خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملّوا، وأحبُّ الصلاة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ما دووم عليه وإن قلت، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها)).
3- وبما روي أيضا عن عمران عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنّه سأله (هل صمت من سُرر شعبان؟، قال: لا يا رسول الله، قال: فإذا أفطرت فصم يومين) والسُرر قد يراد بها أول الشهر أو أخره لاستمرار القمر فيها؛ ولكن أبا داود وغيره رجّح أنّ المراد به وسط الشهر؛ لأن سُرّة الشيء وسطه مؤيدا ذلك بأنها من أيام البيض.
أما ما جاء من النهي عن صيام النصف الثاني من شعبان بما رواه أبو هريرة مرفوعا (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره فيجاب عنه بما يلي:-
1. إن نصف شعبان هو الخامس عشر وهو داخل ضمن النصف الأول من شعبان والنصف الثاني يبدأ من اليوم السادس عشر.
2. إن الحديث معارض بما سبق من الأحاديث الصحيحة في مشروعية صيام شعبان كله.
3. إن الحديث هذا ضعّفه الإمام أحمد وابن معين وقالا هو منكر، وضعّفه البيهقي والطحاوي ورجّحا حديث الجواز كما ضعفه ابن رجب الحنبلي.
4. وعلى فرض صحته فإنه يحمل على مَن يُضعِفه الصوم إذا صام النصف الأخير من شعبان عن صيام رمضان، أو لمن لا يصوم قبل النصف ثم يتعمد صيام النصف.
والله تعالى اعلم
أ.د عبد الملك عبد الرحمن السعدي
مغالطة وسائل الإعلام في تصوير العظماء (1/2)

د. إسماعيل محمد رفعت – من علماء الأزهر الشريف
الصورة النمطية التي ما زالت تقدمها (الميديا) للشخصيات العظيمة في تاريخنا تختصر العظمة في خوارق جسدية، ومن نتاج ما قدمته الأفلام والمسلسلات في أذهان أجيال أن ارتسم صورة ذهنية لآحاد عظماء الأمة، فلا تكاد يُذكر بطل أو عالم إلا واستدعى الذهن صورة شخصها ممثل مفتول العضلات جميل الصورة، حتى وإن تدخلت في صناعة هذه الصورة التقنيات الحديثة في اللعب بالأشكال والأجساد، والغريب أن المشخصين أنفسهم ليسوا بهذه القوة من الشكل أو الحركة التي عرضتها علينا (التمثيليات).

ومع افتراض حسن نية العاملين في هذا المجال، فإنهم يفتقدون النظر الثاقب في الدرس التاريخي والبُعد التربوي ويرون نجاحهم في إبراز الصورة المثيرة للشغف، أكثر من عكس واقع الأمر!

فإذا كان كسب القدوة الصالحة هو الهدف من حرص الآباء أن يشاهد أبناؤهم تمثيليات لقصص الأبطال والمصلحين، فإن تجسيد العظماء كعمالقة وعلى خلاف حقيقة حالتهم البنيوية؛ هو مغالطة تصيب الأجيال القادمة باليأس من أن يخرج منهم واحد كهؤلاء العظماء، بسبب بسيط أنه رأى هؤلاء العظماء في الأفلام والمسلسلات عمالقة في أجسادهم وأقوياء في أبدانهم، ويمثل الفرق الهائل بينهم وبين الشخصية المغلوطة في البنية الجسدية حاجزاً بينهم وبين الإنجازات التي تجعلهم في مصاف العظام!

وهذه الحالة لا تختلف كثيراً عما يفعله بعض الوالدين، فإذا ما رأى أحدهما طفلاً صغيراً ختم القرآن أو حصل على جوائز دولية، فيبادر بعرض مصوراتهم وأخبارهم لابنه، في حالة مقارنة بينهما ظناً منه أنه يُحفز ولده ويشجعه على الحفظ والتفوق، وبفعله هذا -ومن حيث لا يدري- يصاب الصغير بخيبة أمل وشعور بالفشل، لأن هناك جهد غير مرئي قبل مشهد الإنجاز الكبير والفوز بجائزة دولية؛ لعل أقله: هو جهد الصغير الفائز، وأكثره: مجهود الوالدين ومثابرتهم في متابعة ابنهم في برنامج متكامل مع شيخ متقن!

مثل هذه المفارقات تذكرني بالأستاذ الشيخ البصير «أحمد محرم» -قدس الله سره وبرَّد مضجعه- أحد أساطين علم الحديث الشريف في جامعة الأزهر، وأكبر مشايخي في الحديث والتهذيب -‌رَحِمَهُ ‌اللَّهُ- كان ورده في صلاة الفرائض ثلاثة أجزاء يقرأ بها يومياً، وذكر لنا أنه لم ينجح في مسابقة قط! وهو متقن الوحيين حفظاً وتجويداً!

وإن مشهداً حقيقياً لـ«أبي إبراهيم السنوار» وهو صاحب جسد نحيل يتوكأ على خشبة ويلتحف بغطاء بالٍ ويتمثل قول شوقي:

‌وللحرية ‌الحمراء ‌بابٌ ** بكل يد مضرجة يُدَقُّ

إنه مشهد يصحح لنا مفهوم الصورة الجسدية المبالغ فيها التي تُعرض للعظماء على الشاشات، فقد كان هناك العديد من العلماء والقادة الذين عانوا من أمراض أو إعاقات لكنهم قادوا جيوشهم لانتصارات كبيرة، لأن العظمة لا ترتبط بالجسد العملاق، بل بالإرادة والعقل والعمل الدؤوب، وكثير منهم لم يكون صاحب بنية جسدية خارقة، بل منهم من عانى من أمراض وإعاقات لم تمنعهم من تحقيق إنجازات خرافية في مجالاتهم، ولا نمل من التكرار أن العظمة ترتبط بالإرادة والذكاء، وهما أقوى من الظروف الجسدية، وهذا ما جعلهم يحققون نجاحات كبيرة رغم التحديات التي واجهوها.

إن في تاريخ البشرية نماذج حية لإمكانية تحويل العقبات إلى فرص، وللصمود في الأوقات العصيبة، وقد كان لهم رؤى إنسانية لا زالت مصدر إلهام للأجيال القادمة، ورغم معاناتهم لم تقتصر إنجازاتهم على ميادين الحرب والسياسة أو العلم فحسب! بل شكلوا وعيًا ضد العجز والاستكانة بقي أثره وامتد عطاؤه!

إنهم عرفوا كيفية تحويل نقاط ضعفهم إلى قوة، سواء كان ذلك عن طريق الذكاء الاستراتيجي أو القيادة والقدوة الحكيمة!

إن الطبيعة الجسدية العملاقة لم تتوفر حتى للنبي ﷺ وفضلاً عما ورد في شمائله الشريفة ﷺ فثمة أشياء تمنع قصر عظمة الرسول ﷺ على البنية العملاقة منها:

جعل الله تَبَارَكَ ‌وَتَعَالَى فيه ﷺ القدوة للبشرية ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21] والتكاليف التعبدية القائمة على القدرة البشرية لا يعقل أن يكون القدوة فيها عملاقاً أو خارقاً في إمكانياته الجسدية؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكًا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلًا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ﴾ [الأنعام: 9].

وصرح القرآن العظيم بالطبيعة البشرية الكاملة للنبي ﷺ وجعل الفرق الوحيد بين نفسه الشريفة وبين سائر البشر هو الوحي المُلْهِم للإرادة والإصرار على تحصيل الكمال، فقال ‌جَلَّ ‌وَعَلَا: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ﴾ [الكهف: 110، فصلت: 6].
إن القوة الخارقة التي تتخطى قدرات البشر تُخرج صاحبها عن خاصية وموضوعية القدوة الشريفة التي هي من صميم عمل النبي الكريم ﷺ، وإن وردت أحاديث في بيان قدرته ﷺ على مصارعة الأبطال -كحديث ركانة- وهو معلول بالإرسال عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ بِالْبَطْحَاءِ ‌فَأَتَى ‌عَلَيْهِ ‌رُكَانَةَ وَمَعَهُ أَعْنُزٍ لَهُ، فَقَالَ: لَهُ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ لَكَ أَنْ تُصَارِعَنِي؟ قَالَ: «مَا تَسْبِقُنِي» قَالَ: شَاةٌ مِنْ غَنَمِي، فَصَارَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَصَرَعَهُ فَأَخَذَ شَاةً، فَقَامَ رُكَانَةُ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي الْعَوْدَةِ؟ فَصَارَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَصَرَعَهُ، فَقَالَ: لَهُ مِثْلَهَا، فَصَارَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَصَرَعَهُ، ذَكَرَ ذَلِكَ مِرَارًا، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا وَضَعَ جَنْبِي أَحَدٌ إِلَى الْأَرْضِ، وَمَا أَنْتَ الَّذِي صَرَعَنِي، فَأَسْلَمَ وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَرَدَّ عَلَيْهِ غَنَمَهُ».

لكن هذا وإن كان تأييداً ربانياً لم يكن خارجاً عن إطار الطاقة البشري في مجال القوة الجسدية الذي قد يتفق لأحاد الناس مثله أو أكثر! وأكثر الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- آمنوا على ضعف في الحال، وتحملوا الاستضعاف ممنوعين من رد العدوان في أول الأمر، فلم يكن الدافع هو خروج النبي ﷺ كصاحب قوة خارقة فاتبعوه لذلك! بل كان الإيمان بالوحي والعمل به هو السر المكنون في إيمانهم وعظمة إنجازاتهم، فما حققوه في ربع قرن عجزت عنه سائر الأمم بل حتى أتباع كل الأنبياء -عَلَيْهِم ‌السَّلَام-!

ومن هذا كان الاعتراض -المعروف- على العنوان الذي وضعه الأستاذ العقاد لكتابه الرائع «عبقرية محمد» فإن عظمة الرسول ﷺ ليس في كونه عبقرياً، وكذلك لا يختصر وصف الرسول ﷺ في الذكاء الاجتماعي كزوج متوافق لم تعترض على معيشته أيٍ من زوجاته -‌رَضِي ‌الله ‌عَنْهُن- ولا كقائد عسكري منتصر في أغلب ما خاض من غزوات، ولا حتى زعيماً، بل إن عظمته ﷺ في «الوحي الشريف» كما دل عليه القرآن الكريم: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ﴾.

الاستقامة سر النجاح
وكما كان الوحي الشريف خاصية للنبي ﷺ فإن اتباع الوحي هو مزية أتباعه على مر التاريخ وأبوبكر الصديق -رَضِيَ ‌اللَّهُ ‌عَنْهُ- كأول خليفة له ﷺ لم يكن في إهاب المصارعين الأبطال، ولكنه صاحب قلب امتلأ إيماناً وإرادة قوية في الحفاظ على الدين والحرص على تطبيقه، يروى عن النبي ﷺ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى ‌عَتِيقٍ ‌مِنَ ‌النَّارِ ‌فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ»(). شهد مع النبي ﷺ المشاهد كلها، ولم يفارقه في جاهلية، ولا في الإسلام، وهو أول الرجال إسلامًا، كان أبيض نحيفًا خفيف العارضين، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة [وفي رواية: والوجنة] ‌عاري ‌الأشاجع() أجنأ() ‌لا ‌يستمسك، ‌إزاره يسترخي عن حقويه()، له ولأبويه وولده وولد ولده صحبة، ولم يجتمع هذا لأحد من الصحابة() رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ.

فها نحن نرى رجل من ناحية البنية الجسدية لا يختلف عن عموم الناس، ولا شك أن فيهم من هو أقوى منه، لكن لما تُراجع مواقفه تجد أن له جوانب قوة لم تتوفر لأحد بعد رسول الله ﷺ إلا لأبي بكر رَضِيَ ‌اللَّهُ ‌عَنْهُ.

ومن الصحابة أيضا عمرو بن الجموح (ت 3ه) كان أعرجًا، ورغم ذلك أصر على الجهاد في غزوة أحد واستشهد فيها -رَضِيَ ‌اللَّهُ ‌عَنْهُ-.

ومن أبرز الصابرين على البلاء مع الشيخوخة
أحمد بن حنبل (164- 241ه) رغم معاناته السجن والتعذيب أثناء محنة القول بخلق القرآن، إلا أنه لم يساوم على مبدأه، وظل صامدًا في مواجهة ظلم السلطة، ولم تمنعه أوجاعه من أن يصبح أحد أعظم الأئمة في الإسلام! بل قال علي بن المديني: إن الله أعز هذا الدين ‌برجلين ليس لهما ثالث، أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.

ولك أن تقول أن أحمد -‌رَحِمَهُ ‌اللَّهُ- لم يتوفر له من الأعوان في المحنة ما توفر لسيدنا أبي بكر -رَضِيَ ‌اللَّهُ ‌عَنْهُ- في مواجهة الردة.

ومن القادة المسلمين:

القائد الأفغاني السلطان محمود بن سُبُكْتِكِيْن الغزنوي (361-421ه) الذي أسس إمبراطورية قوية وقاد حملات ناجحة في الهند، خاض ما يقرب من سبع عشرة معركة ضد الهنود في الفترة من 1001م إلى 1027م، وأمضى أغلب حياته في الجهاد والغزو، وبالأخص غزواته إلى الهند التي أنهكته جدًا، «أصيب بمرض عاناه مدة سنتين، لم يضطجع فيهما على فراش بل كان يتكئ جالساً، حتى مات وهو كذلك».
ومن قبله «محمد بن القاسم الثقَفي الذي حاز من الهند ما لم يَحُزْه قبله فاتح ولم يَزِدْ عمره يومئذ عن سبع عشرة سنة، وهي سنّ تلميذ في الصف الثاني الثانوي!».
وللمقال بقية.
#الْعَشرُ_الأَواخِرُ_مِن_رمضانَ
🔖 هِي خيرُ لِيالي السَّنةِ؛ فيها ليلةُ القدْرِ،
وليلةُ القدْرِ خيرٌ مِن ألْفِ شَهْرٍ،

🌹 وفي هذا الحديثِ تُبيِّنُ عائشةُ رضِي اللهُ عنها حالَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذه العَشْرِ من اجتهادِه في العبادةِ وحثِّ أهلِه عليها، فتقولُ:

"كان إذا دخلَتِ العَشرُ الأَواخرُ مِن رمضانَ شَدَّ مِئزرَه"،
وهذه إشارةٌ إلى اعتزالِ النِّساءِ، والمئزرُ هو ما يُلبَسُ مِنَ الثِّيابِ أسْفلَ البدَنِ،
وقِيلَ: معناه: أنَّه اجْتهَدَ في العبادةِ زيادةً على عادتِه في غيرِه، فإنَّه يُقال: شدَّدْتُ في هذا الأمرِ مِئزري، أي: تشمَّرْتُ له وتَفرَّغْتُ،
"وأحيا ليله"، أي: بِالسَّهرِ للعبادةِ،
"وأيقظَ أهلَه"، أي: أيقظَهم لِيصلّوا مِنَ اللَّيلِ.

👈 وفي الحديثِ: حثُّ الرَّجلِ أهلَه وتَشجيعُه إيَّاهم على أداءِ النَّوافلِ والعباداتِ.
.
.
.
#رمضانيات
T.me/Eclil7
🌴 إن البقرة إذا مرّت على بقعة دم لبقرة مثلها ذُبحـت فإنها تضـرب الأرض بحوافرها ويعلو ثغاؤها تعبيرًا عن حزنها لما أصاب أختها. وها نحن نرى القـتل والـ.ـدم وتقــطيع الأشـلاء ونرى الأجساد المتفــحمة كل لحظة، لا بل إنهم ستون ألفًا من الشــهداء وأكثر من مائة ألف من الجـرحى والمـعاقين، ومع ذلك نبقى على إصرارنا لإقامة الأعراس. فهل أصبحت البقرة أرحم بأختها منا على إخوتنا؟!

الشيخ كمال الخطيب
#غزة_تُباد
في ساحة مشرحة مستشفى غزة، وقف الطبيب ينادي بألم:
"عائلة فلان... جثامينكم جاهزة، تم تكفينهم... حد ييجي يستلمهم، نصلي عليهم وندفنهم."
ينتظر... ولا أحد يرد.
ينادي مرة واثنتين وثلاث... ولا أحد يجيب.
الصمت يقتل أكثر من الصواريخ.
لأن الحقيقة المروّعة أن لا أحد تبقى من العائلة...
لا الأب، لا الأم، لا الجد، ولا حتى الرضيع الأخير.
كلهم، من الكبير للصغير، تم محوهم عن وجه الأرض.
أُبيدت العائلة... ولم يتبقَ من يدفن الشهداء.
هذا ليس مشهدًا من فيلم، هذه غزة... وهذه مجازر تُرتكب في وضح الحقيقة.

الخزي والعار ياحكام العرب والمسلمين الخونة
حين تتلاطم أمواج اﻵﻻم والمحن فلا راد لها وﻻ صاد.. إﻻ السجود بين يدي الغفور الودود.. " فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين "
..
..
🖋 د. أبو بكر القاضي
"تم قصف المستشفى والمدارس والخيام... لم يتبقى شيء. "

#Gaza_under_attack
#with_GAZA
ساعة إدارة الحياة العثمانية ( عثمانية الصنع) كتب مكان الأرقام عادات وتقاليد المجتمع حتى يتعلم منها المرء عندما ينظر إليها معرفة الوقت والنظام والأخلاق الحسنة
..
..
..
#ذوقيات
في عام 1906 فى قرية جرجا بمحافظة سوهاج فى صعيد مصر اشترى أحد الشيوخ البسطاء صحيفة، وعندما قرأها لفت انتباهه خبر غريب مفاده:
رئيس وزراء اليابان الكونت (كاتسورا)
أرسل خطابات رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين
وكل أصحاب الديانات لكي يجتمعوا في مدينة طوكيو فى مؤتمر عالمي ضخم يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته، ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون ديناً رسمياً للإمبراطورية اليابانية بأسرها
وسبب ذلك: أن اليابانيين بعد انتصارهم المدوي على الروس فى معركة تسوشيما عام 1905 م رأوا أن معتقداتهم الأصلية لا تتفق مع تطورهم الحضاري وعقلهم الباهر ورقيهم المادي والأدبي الذى وصلوا إليه
فأرادوا أن يختارو ديناً جديداً للإمبراطورية الصاعدة يكون ملائماً لهذه المرحلة المتطورة من تاريخهم ..
عندها أسرع هذا الصعيدي المتحمس لنصرة دينه إلى شيوخ الأزهر يستحثهم بالتحرك السريع لانتهاز هذه الفرصة الذهبية
لنقل دين محمد صل الله عليه وسلم
إلى أقصى بقاع الأرض ..
فلم يستمع الشيخ إلا عبارات (إن شاء الله)، (ربنا يسهل)

فكتب الشيخ فى صحيفته الخاصة (الإرشاد) نداءاً عاماً لعلماء الأزهر لكى يسرعوا بالتحرك قبل أن يفوتهم موعد المؤتمر و لكن لا حياة لمن تنادي، و برغم كل هذا الإحباط
لم يستسلم هذا الصعيدي البطل
فحمل هم أمة كاملة على كتفيه
وانطلق إلى قريته الصغيرة ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت كل ثروته لينفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغامرة العجيبة
التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا
ومنها إلى عدن في اليمن
ومنها إلى بومباي في الهند ومنها إلى كولمبو في جزيرة سيلان
ومن هناك استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسنغافورة
ثم إلى هونج كونج ثم سايغون في الصين
ليصل أخيراً إلى ميناء يوكوهاما الياباني
بعد مغامرة بحرية لقي فيها الأهوال والمصاعب و هناك فى اليابان كان العجب!!
فلقد تفاجأ هذا الشيخ الصعيدي على الميناء بوجود شيخ هندي وشيخ بربري من مشايخ القيروان في تونس وشيخ صيني من تركستان الشرقية وشيخ قوقازي من مسلمي روسيا
كل هؤلاء جاءوا مثله على نفقتهم الخاصة ليجدوا أن الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني أرسل وفداً كبيراً من العلماء الأتراك !
ليجتمع أولئك الدعاة جميعاً و يكونوا وفداً إسلامياً ضخماً مكوناً من مسلمين من أقطارٍ مختلفة ليحمل كل واحدٍ منهم رسالة محمد بن عبدالله صل الله عليه وسلّم
في وجدانه ليوصلها إلى إمبراطور اليابان شخصياً.
وهناك في طوكيو أسلم الآلاف على أيدي تلك المجموعة الربانية و كاد امبراطور اليابان (ألماكيدو) نفسه أن يسلم على يد ذلك الشيخ الصعيدي البطل بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام إلا أنه خاف على كرسيه الامبراطوري
بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر ..
فأخبر (الماكيدو) الشيخ الجرجاوي أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك ..
فخرج الجرجاوي – رحمه الله – إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان ليسلم ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 12 ﺃﻟﻒ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ .""وكاد ان يسلم علي يديه الامبراطوريه اليابنيه كلها انه الصعيدي احمد الجرجاوي

ويعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق فى كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات في القرن العشرين أسماه الرحلة اليابانية .
2025/05/20 05:51:42
Back to Top
HTML Embed Code: