Telegram Web
قريبًا بإذن الله تعالى،،
الإعلان عن (الدفعة 8) من برنامج التأهيل الفقهي المالكي..

تابعوه عبر قناة تليجرم
https://www.tgoop.com/TahilMaliki
أو صفحة الفيسبوك
https://www.facebook.com/faqihnafsak
أورد الإمام البخاري في صحيحه:
«كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ ‌جِبْرِيلُ، وَكَانَ ‌جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ ‌الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ يَلْقَاهُ ‌جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ».
وأورد الإمام الذهبي في سيره:
قال ابن وهب: قيل لأخت مالك:
ما كان ‌شغل ‌مالك ‌في ‌بيته؟ قالت: المصحف والتّلاوة.

في شهر القرآن، سيكون في قناة (فقّه نفسك) شيءٌ من النقول اليسيرة من تفاسير أئمتنا رحمهم الله، مما يعيننا على الفهم والتدبر لكتاب الله في هذا الشهر الكريم.
تحدّث الإمام ابن جزي في فصلٍ من مقدّماته عن معاني كلماتٍ يكثر دورها في القرآن، وعرّف التقوى بأنها:
مصدر مشتق من الوقاية، فالتاء بدل من الواو، معناه: الخوف والتزام طاعة الله، وترك معاصيه، فهو جامع لكل خير.

ثم في سورة البقرة عند أول ذكرٍ للكلمة تكلّم بكلام جامع مفيد، فقال:

فنتكلم عن ‌التقوى في ثلاثة فصول.
الأوّل: في فضائلها المستنبطة من القرآن.
وهي خمس عشرة:

الهدى، كقوله: ﴿هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾.
والنّصرة، لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾.
والولاية، لقوله: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾.
والمحبّة، لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾.
والمعرفة، لقوله: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً﴾.
والمخرج من الغمّ، والرّزق من حيث لا يحتسب، لقوله: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾.
وتيسير الأمور، لقوله: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً﴾.
وغفران الذّنوب، وإعظام الأجور، لقوله: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً﴾ .
وتقبّل الأعمال، لقوله: ﴿إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.
والفلاح، لقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
والبشرى، لقوله: ﴿لهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَة﴾.
ودخول الجنّة، لقوله: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾.
والنّجاة من النار، لقوله: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾.
البواعث على ‌التقوى عشرة:
خوف العقاب الأخروي، وخوف العقاب الدنيوي، ورجاء الثواب الدنيوي، ورجاء الثواب الأخروي، وخوف الحساب، والحياء من نظر الله، وهو مقام المراقبة، والشكر على نعمه بطاعته، والعلم لقوله: ﴿إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ﴾، وتعظيم جلال الله، وهو مقام الهيبة، وصدق المحبة لقول القائل: -
تعصي الإله وأنت تظهر حبه … هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبُّك صادقا لأطعته … إن المحبّ لمن يحبُّ مطيع
ولله درّ القائل: -
قالت وقد سألت عن حال عاشقها … لله صفه ولا تنقص ولا تزدِ
فقلت: لو كان يظن الموت من ظمأ … وقلت: قف عن ورود الماء لم يرد

من تفسير ابن جزي
درجات ‌التقوى خمس:
أن يتقي العبدُ الكفر، وذلك مقام الإسلام.
وأن يتقي المعاصي والحرمات، وهو مقام التوبة.
وأن يتقي الشبهات، وهو مقام الورع.
وأن يتقي المباحات، وهو مقام الزهد.
وأن يتقي حضور غير الله على قلبه، وهو مقام المشاهدة.

من تفسير ابن جزي
Channel name was changed to «فقِّه نفسك في المذهب المالكي»
في سورة البقرة عند قوله تعالى: {ولا تَقْرَبا هذه الشَّجرة} قال الإمام ابن جزي:

النَّهي عن القرب يقتضي النَّهي عن الأكل بطريق الأولى، وإنما نهى عن القرب سدًّا للذريعة، فهذا أصل في ‌سدّ ‌الذرائع.
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} قيل:
معناه: استعينوا بها على ‌مصائب ‌الدنيا، وقد روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «كان إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة»، ونُعي إلى ابن عباس أخوه قثم فصلّى ركعتين وقرأ الآية.
وقيل: استعينوا بهما على طلب الآخرة، وقيل: الصَّبر هنا الصوم، وقيل: الصلاة هنا الدعاء.
قال الإمام ابن جزي عند قوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ﴾، كانوا قد ‌تجنبوا ‌اليتامى تورّعا، فنزلت إباحة مخالطتهم بالإصلاح لهم.

فإن قيل: لم جاء {ويسألونك} بالواو ثلاث مرات، وبغير واو ثلاث مرات قبلها؟
فالجواب: أن سؤالهم عن المسائل الثلاث الأولى وقع في أوقات مفترّقة فلم يأتِ بحرف عطف، وجاءت الثلاثة الأخيرة بالواو لأنها كانت متناسقة. اهـ

والإمام يعني الآيات التالية:
﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ﴾
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ﴾
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ﴾
﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ﴾
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾
وقد سمعت بعض شيوخ الزهاد يقول: إن الله ردّ "‌موسى" على أمّه في لحظة، وردَّ "يوسف" في مدة، فيه سبعة أوجه من الحكمة:

الأول: أن أمَّ ‌موسى كانت ضعيفة بالأنوثة، وكان ‌يعقوب قوياً بالذكورة.
الثاني: أن رمي ‌موسى كان من الله، وذهاب يوسف كان من النّاس باستحفاظه لإخوته، فخانوا فيه، فأدّب لئلا يستحفظ أحد غير الله.
الثالث: أن أمَّ ‌موسى وثقت بوعد الله، ورجا ‌يعقوب شفقة الإخوة.
الرابع: أن أم ‌موسى وعدها الله فأنجز وعده، ويعقوب لم يكن له من الله وعد، وإنما بقي بين الأسباب متردّداً حتى ساقته إليه المقادير على كلمة وتقدير.
الخامس: أن "‌موسى" رمي صغيراً فسبب الله له كفيلاً.
السادس: أن "يوسف" لو قال حين أُخرج من الجب: "أنا حر وابن نبي وهؤلاء إخوتي وهذه قريتي"، لما اشتروه، ولكنه استسلم، فأسلمه الله إلى الحكمة حتى يجعله سنَّة لمن بعده، وموسى صغير فتولى الله سلامته وردَّه في الحال.
السابع: أن إخوة يوسف قالوا "اطرحوه أرضاً"، والأرض أمُّ الآدمي ومقرُّه، فلم يُلق بمضيعة، وموسى رمي في البحر فلم يكن له بدٌّ من هلكة أو نجاة، فكانت النجاة السابقة في علم الله.

من قانون التأويل للإمام ابن العربي
{سَمَّيْتُها ‌مَرْيَمَ} إنما قالت لربّها ‌سميتها ‌مريم لأن مريم في لغتهم بمعنى العابدة، فأرادت بذلك التقرّب إلى الله.
ويؤخذ من هذا تسمية المولود يوم ولادته.
ابن جزي
{أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ} أي: علامتك أن لا تقدر على كلام الناس {ثَلاثَةَ أَيَّامٍ} بمَنْع لسانه عن ذلك مع إبقاء الكلام بذكر الله، ولذلك قال: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً} وإنما حبس لسانه عن الكلام تلك المدة ليخلص فيها لذكر الله شكرا على استجابة دعائه، ولا يشغل لسانه بغير الشكر والذكر.
ابن جزي
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ}

اختلف ‌الناس ‌في ‌الكبائر ما هي؟
فقال ابن عباس: الكبائر كلُّ ذنب ختمه الله بنار أو لعنة أو غضب.
وقال ابن مسعود: الكبائر هي الذنوب المذكورة من أول هذه السورة إلى أوّل هذه الآية.
وقال بعض العلماء: كلُّ ما عُصي الله به، فهو كبيرة، وعدّها بعضهم سبعة عشر.
وفي البخاري عن النبي صلّى الله عليه واله وسلّم: «اتقوا السبع الموبقات: الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات» ، فلا شك أنّ هذه من الكبائر للنص عليها في الحديث.
وزاد بعضهم عليها أشياء، ورد في الأحاديث النَّص على أنها كبائر، وورد في القرآن أو في الحديث وعيد عليها، فمنها:
عقوق الوالدين، وشهادة الزور، واليمين الغموس والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، والنهبة، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله، ومنع ابن السبيل الماء، والإلحاد في البيت الحرام، والنميمة، وترك التحرّز من البول، والغلول، واستطالة المرء في عرض أخيه، والجور في الحكم.

تفسير ابن جزي
{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ} أي: حتى تعود إليكم عقولكم فتعلمون ما تقرؤون، ويظهر من هذا أن السكر أن لا يعلم ما يقول؛ فأخذ بعض الناس من ذلك أنّ ‌السَّكران ‌لا يلزمه طلاقه ولا إقراره.

تفسير ابن جزي
قَالَ سيِّدنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
«إِذَا ‌صُمْتَ ‌فَلْيَصُمْ ‌سَمْعُكَ، وَبَصَرُكَ، وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلَا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَصَوْمِكَ سَوَاءً».
{وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى}
وصية عامة، والفرق بين البرّ والتقوى: أن البرّ عام في فعل الواجبات والمندوبات وترك المحرمات، وفي كلِّ ما يقرِّب إلى الله، والتقوى في الواجبات وترك المحرمات دون فعل المندوبات؛ فالبرّ ‌أعمّ ‌من ‌التقوى.
{وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ}
الفرق بينهما: أن الإثم كلُّ ذنب بين العبد وبين الله، أو بينه وبين الناس، والعدوان على الناس.

تفسير ابن جزي
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}
إخبار عن شدّة عداوة اليهود وعبدة الأوثان للمسلمين.
وإخبار أن النصارى أقرب إلى مودة المسلمين.
وهذا الأمر باقٍ إلى آخر الدهر، فكلُّ يهوديٍّ شديدُ العداوة للإسلام والكيد لأهله.

تفسير ابن جزي
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا}

‌استمتاع ‌الجن بالإنس: طاعتهم لهم، واستمتاع الإنس بالجن كقوله: {وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ}، فإن الرجل كان إذا نزل واديا قال: أعوذ بصاحب هذا الوادي، يعني كبير الجن.

تفسير ابن جزي
2025/07/13 23:14:59
Back to Top
HTML Embed Code: