اترددت كتير قبل أكتب البوست دا… لا مرتين، لا ستة.. الف مرة
(الغير مرتب له إطلاقًا)
لكن وأنا في عز أرقـي، وعدم النوم، وتصفحي للسوشيال ميديا،
صادفني خبر المصري الأنهى حياته،
وحسابه المليان فآخر أونة ذِكر وروحانيات.
وعلى طول استحضرت قصة المرأة السودانية الولدها عمره ١٨ سنة وأنهى حياتو قبل يومين بالزبط.
واتذكرت كل البوستات البتمر علي من قروب Sudanese Anxiety Support Group.
وحسّيت إنو التمطر حصو.

أنا ما كنت حابة أشارك أطلاقًا ما خوف من إطلاق الأحكام لأنه ما بخجل من ال down's بتاعتي أبدًا، بس ماكنت حاسة في داعي لكن اسي لازم أكتب عشان في ناس حقيقي، حقيقي، بتنهار كل يوم وبتتكسّر جوّاها بصمت،
وما قاعدين نلاحظ… لا نحنا، لا أقرب الناس ليهم وبيصلوا للحد البفكروا ينهوا حياتهم!!!

في أغسطس الفات، اتشخصت بـ"اكتئاب حاد".
وأنا طالبة الطب، الواعية، الدراسة سيكاتري ومع كدا، الاكتئاب كان ماسكني وأنا ما عارفة،
ما قادرة أحدد إنو الحاصل لي ما طبيعي،
وإني محتاجة مساعدة، ما بس راحة أو يومين نوم.

١٠ شهور وأنا من دكتورة لدكتورة،
من معالجة لمعالجة،
من دواء بمضاعفات، لدواء تاني بمضاعفات أخف، لكن مافي "تحسن سحري".
ولسة انا ما اتعافيت وكل فترة انتكاسة أسوأ من الفاتت بس الفرق انه بفيت اعرف اتعامل مع حالي وبقيت أعرف أحاول استعيد حياتي الطبيعية القديمة... لأني استعنت بالله وتوكلت عليه وحاولت أسعى لكل الأسباب.

لأنه التحسن ببدأ بالأخذ بالأسباب
ووالنجاة بتكون تدريجية

الناس فاكرة الاكتئاب مرتبط بضعف الإيمان، ولسة المجتمع العربي كلها أجمع تفكيره عن الصحة النفسية الاضطرابات النفسية مشوهه عديل
الاكتئاب مرض. زيّو وزي أي مرض عضوي ممكن يصيبك.
زي إنك تفقد القدرة على المشي،
وإصابة بطفيلي،
زيه زي أي ألم عضوي وأشد،
زي أي خلل فسيولوجي بيأثر على كيمياء دماغك.

ما عندو علاقة بروحانياتك أو صلاحك.
أعرف ناس عندهم صلاتهم وصيامهم ووردهم اليومي…
لكن دموعهم ما بتتوقف،
وإحساس الذنب والفراغ والخوف والحزن والرغبة في انهاء حياتهم ماسك فيهم زي قبضة حديدية.

الاكتئاب ما دايمًا واضح.
مرات بيظهر في شكل:

فقدان طاقة.
نوم كتير أو أرق مميت.
فقدان الشهية أو أكل مفرط.
عزلة، صمت، أو ضحك مصطنع.
وجع ما طبيعي في جسمك، يغلبك تعمل اي شيء
تحنس نفسك حنسسسسة للمهام اليومية العادية
إحساس بالذنب، جلد ذات، أو فقدان القيمة.
فقدان الشغف التام بأي حاجة كنت تحبها.
وأحيانًا، أفكار مظلمة… ثقيلة… مرعبة.
وعنده أشكال كتير ") وببدأ معاك بالتدريج وانت تكون حاسي شكله إرهاق من الضغوط عام شكله جسمي بس تعبان
الاكتئاب بيشلك،
بخليك جثة هامدة، قاعد ساكت، ما قادر تتحرك.
ومرات تانية
بيدفعك لأفكار خطيرة تحاول تنهي بيها حياتك.

الوعي مهم.
الملاحظة مهمة.
ما تستهين،
لو حسيت بأي عرض ما طبيعي
لو حسيت صاحبك اتغير،
أختك بقت ما بترد،
صحبتك/ صحبك بقى نومه ضارب شديد،
زميلك بقى ما بيضحك زي زمان…

الحاصل دا ما "مزاج" ولا "دلع".
دا إنذار.

أرجوكم…
لو حسيتو نفسكم، أو زول قريب ليكم، اتغيّر…
ألحقو نفسكم بدري.
اطلبوا المساعدة.
زوروا مختص.
وما تنتظروا "ما يكفي من التدهور" عشان تبدأوا العلاج.

الدعم النفسي ما رفاهية.
ولا الكلمة الطيبة مجاملة.
كلنا ماشيين في الدنيا دي شايلين بلاوينا فوق ضهرنا…
ما عايزين نكسر بعض،
رجاءًا خلونا ننجو.

وعارفين بعد الحrb بالذات الاكتئاب بقى منتشر بشكل بشع، وللأسف للأسف أكتر فئة متضررة فعليًا الرجال ياجماعة!!!!
شباب ورجال السودان وادخلوا القروب حتشوفوا البوستات براكم وحتكونوا بنفسكم لاحظتوا لابائكم واخوانكم في البيت ودي من أكبر مصائب الحrب الابشع من كل الفقد المادي والحيفضل أثرها ملاحقنا فأسي، أنا بكتب البوست دا،
عشان لو في زول واحد بس محتاج يسمع الكلام دا… أرجوك لو حاسي انك ما تمام ألجى لمختص نفسي أرجوك!

في فرصة حقيقية نتشافى ونقوم، الحقوا نفسكم من البدايات لأنه والله أمر غاية فالسوء الله لا يكتبه على على قريب لا بعيد لا حبيب لا عدوا!

وأذكر نفسي واياكم:
المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده،
وإنت بلسانك ممكن تحيي زول،
وممكن — من غير ما تحس — تقتل آخر ذرة أمل جواهو بكلمة ولا نظرة ولا موقف.

مروا في حياة الناس بخِفّة.
لو ما حتدعم، ما تضغط.
لو ما حتطبطب، ما تحكم.
ولو ما فهمت الوجع، اسكت…
الصمت أرحم من الظن،
وأحن من التجريح،
وأعدل من إطلاق الأحكام.

الوجع النفسي بيقtل بصمت،
والكلمة الطيبة… ممكن تبقي سبب حياة لزول واقف في آخر حافة.!!!

لـ صاحبته.

‏بارك لنا يارب في العمر والحب والصحبة، في البهجة، بارك لنا في فجر السماء، وفجر البدايات، وفجر الروح ، واصرفنا عن العتمة، بارك لنا في الثبات، في الصدق، في الطمأنينة في الطريق، في المضي، في الرفقة♥️♥️.

اقتربَت خيرُ أيّامِ الدنيا🤍..
فاللهم لا تحرمنا فضلها ويسر لنا فيها من الأعمال الصالحات ما تبلغنا به رضاك، بلغنا اياها نحن ومن نحب آمنين مطمئنين وتقبل فيها أخلص أعمالنا واستجب فيها لأصدق دعواتنا يارب العالمين 🤲.

حضرت بالأمس محاضرة لشيخة جيهان حفظها الله اللهم بارك كانت من أجمل المحاضرات!🌸


طرحَت الشيخة جيهان فيها سؤال مهم جدًا ، سؤال بنسمعه كثير في زمننا دة
"في ناس كتار بتقول ليك ليه تحفظ القرآن؟ ما هو المصحف موجود وهدا في اليوتيوب تسمعه، ليه تكلف نفسك وتحفظه؟"

شيخة جيهان جاوبت بمشهد يهزّ الكيان كله ، مشهد بخليك تواجه الحقيقة الكبيرة الممكن تكون غايبة عننا كل يوم!
أخدتنا في رحلة لآخر مطاف كل نفس رحلة بتوريك قيمة القرآن..

قالت:
غمضوا عينكم أو فتحوها و تخيلي معاي.. جيتِ مارة بالطريق، لقيتِ جنازة وناس دايرين يصلّوا عليها وكنتِ ماشة في مشوارك راجعة على بيتك، قمتِ وقفتِ وصليتِ معاهم صلاة الجنازة وبعد ما خلصتوا وسلمتوا جاك فضول تفتحي وش الجنازة دي
فجأة فتحتيه... لقيتي دي إنتِ! الدنيا هنا بتقيف و كل شي بتجمد! كنتِ ماشة بعربيتك ، شايلة خضارك ، ماشة لحياتكِ دي..
فجأة تكتشفي حياتك إنتهت! إنتهت خلاص وبقيتي مع الميتين وبيجاي بجيبوا في التراب وبيكشحوه في وشك!..
وتسمعي قرع النعال تمني تقولي لهم

وين مالي مابتدوني منه!
وين أولادي أستأنس بيهم!

مافي! مافي أي ذرة من الدنيا دي بتنفعك في اللحظة دي، هتتمني شنو؟ الأمنية الوحيدة
"أنك تكوني حافظة كتاب الله!"

مافي مافي غير الأمنية دي هتتمني تحفظي القرآن!

القرآن سندك وشفيعك في يوم الهول الأعظم.."

شيخة جيهان واصلت كلامها قالت..

تخيلوا بس يوم القيامة يوم الهول الأعظم يوم كل الناس دي بتتكلم مع ربها ليس بينها وبينه ترجمان، تخيلوا عظمة الموقف! كل صغيرة وكبيرة عملتيها وكل كلمة قلتيها كل نظرة وكل همسة "سجلناها لك!" هتقولي أنا دي عملتها؟!..
وبتكوني نسيتي، لكن والله كله كله مسجل ، كل فعل وكل شئ ومن قبل سنوات طوال كله مدون بحرفية..
وتجي تُعرض عليكِ أعمالك كلها ما بتفوتك نملة ولا ذرة، كل ما عملتيه بيظهر قدام عينك كأنه الآن!

وهنا المفاجأة البتخلي الروح ترتجف..
يجي القرآن يقول يارب كلامك معاي أنا، خليها هي! يجي يقيف هو يحاجج لك!"
القرآن يحاجج لك!"

يا الله !
أنتِ تقعدي عاجزة عن الكلام لسانك مربوط وأنتِ بتشوفي أعمالك، والقرآن يقيف هو يقول "يارب معاي أنا خليها هي!
أنا صاحبها في الدنيا، لا تدعها تضيع يوم العرض! دعني أشفع لها!"

تخيلوا عظمة الموقف!..

ووالديك! يا جماعة، ووالديك فكروا فيهم!
فكروا في بركة حفظ القرآن عليهم..
"النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه والدي حافظ القرآن بيلبسوا تاج من نور.."

قال ﷺ : [من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن] رواه الحاكم.

تاج نوره بيشع في يوم الظلمات يبهر العيون.. فكيف بحافظ القرآن نفسه؟
لو دة تكريم والديك عشانك، كيف سيكون تكريم حافظ القرآن نفسه؟!"

تخيلوا المنظر.. أبوكِ وأمك يمكن يكونوا فاكرين إنه أعمالهم ما كبيرة أو حتى كانوا مقصرين... بيلقوا نفسهم بتكرموا بحلل من الجنة نورها بخطف البصر أمام الكل
ويخليهم في دهشة ما بعدها دهشة يقولوا دة شنو ومن وين ننال كل الخير دة!
بتجيهم صدمة ما بعدها صدمة يوم القيامة، صدمة الفرح والسرور!
وكل دة بسبب ولدهم/بنتهم الحفظت كتاب الله! ياااه! يا له من فضل! يا له من جزاء! يا له من بر أعظم!...

بعد كل الكلام دة شيخة جيهان ذكّرتنا بكلمة حاسمة،
قالت:
"فوق الأهوال دي كلها يُقال لكِ "اِقرَئي ورتّلي وارقَي وارتقي فإن منزلتكِ عند آخر آية تقرَئينها!"
يا الله! أي مكافأة أعظم من دي؟!
القرآن هو ال بعلي قدرك يوم القيامة وبرفعك لأعلى درجات الجنة.

ختامًا..."
إقرأ وأرتقِ ورتل ، لديك تسميع يوم القيامة"

أجعلي هذا الكلام بوصلتك وهدفك الأسمى في الحياة.
القرآن هو سندك ونورك ونجاتك الأكيدة.

و كما تقول شيخة جيهان :
إياك إياك إياك ، تدخلي القبر ومامعاك القرآن
دقستِ دقسة عمرك!

#جود_الشاهر🌸

"مُعظم ما يتّـطبعُ ليُصبح دون أن نُحس به، جُزءًا أصيلاً فينا، لا يظهر إلا حين تمتحنهُ المواقف المُباغتة، وتدرك في لحظة خاطفة، كم أن تصرفاتك، نابعةٌ من قلبِ واجه الحياة وتمرُّدها من قبل.
كُنت شجاعًا، حين كان الموقف يتطلب في الواقع أن تنزوِي باكيًا في أقصى زاوية، كل ما جعلك تشعُر يومًا أنك جـبان، فائدتهُ محدودة، وجوده ظل، وأكله إحراج الآخرين له، يـصنعُ من هذه النفس شخصيةً حكيمة، فيها من الحرص ما يثير العجـب، من كونها في حالةِ تأهب دائمـة، إذا ما تعّرض شخصٌ ما، للموقف ذاته.
تعرف أنك أصبـحت مُحاربًا في عين نفسه، لا يلتفت بذاكرته إلى اللحظة التي آلمتهُ، لا تُوجعه ذكرياته لمجرد النظر إليها، عندما يقعُ في لحظات غير متوقعة تُعيدها إليه، يُصبح أكثر فهمًا لما تتطلبهُ حياته كلها، ويمضـي شخصًا أكثر نُضجًا، عالمًا أن الحـياة تُعلمهُ في كل مـرة، كيف يُعيد بناء نفسه من جديد."🤍

#زكية_عاطف

‏افتح كتابًا، أطفئ العالم، اقرأ.

مع اقتراب يوم عرفة، أحب أن أُذكّر نفسي وأُذكّركم بهذا اليوم العظيم.

الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يستعدّون له من وقت مبكّر، يجهّزون دعاءاتهم، ويكتبون أمنيّاتهم، وهم موقنون أن الله سيستجيب، وكان عندهم يقين راسخ أن يوم عرفة هو يوم تُرفع فيه الدعوات، وتُستجاب فيه الرغبات.

يقول أحد الصالحين:

“والله ما دعوتُ الله في يوم عرفة، ودار عليه الحول، إلا رأيتُ دعوتي كفلق الصبح.”

اللهم بلّغنا يوم عرفة، ووفّقنا فيه للدعاء، واجعل لنا فيه دعوة لا تُرد 🤲💙 .

"ان أسير في رعايتك، وبين حنايا لُطفك دائماً، فلا تحرمني يارب."♥

بعدَ ساعاتٍ تُشرٍق علينا شمسُ يومِ الجُمعة،

وهذه الجُمعة يجتمعَ فيها فَضلان:

فضلُ الجُمعة:
"خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ".

وفضلُ يومٍ من أيامِ العَشر:
   "أفضلُ أيامِ الدُّنيا، أيامُ العَشر".

أفضل أيام الأسبوع في أفضل أيام العام!

ومعلوم أنَّ فضائل الأعمالِ تزداد بزيادةِ فضلِ الزمانِ والمكان!

يقول ابنُ حَجر في فتحِ الباري:
"ويوم الجمعة في عشر ذي الحجة أفضل من الجمعة في غيره؛ لاجتماع الفضلَين فيه".

كما أنه يومٌ فيه ساعة استجابة مع دعوة صائم لاتُرَد.

فاستعنْ بالله وشَمِّر عن ساعدِ الجدّ، واجتهدْ هذا اليوم ولايفتر لسانك لحظة عن التكبير والصلاة على نبيك ﷺ والدعاء!

وإن كنت ممن يشعر بفتور وثقل وعزوف عن الطاعات وقد مر يومان من أفضل أيام الدنيا، فالجمعة فرصة لتجدد نيتك وتكثر من الصلاة على نبيك ﷺ، لكفاية هذا الهم ومغفرة الذنب الذي يحول بينك وبين طاعته، وتستغل ساعة الاستجابة مع دعوة الصائم لتسأل ربك وتُلح عليه أن يعينك ويوفقك للعمل الصالح ويفتح لك من رحمته ويأتي بقلبك إليه ويبلغك يوم عرفة ويستجيب فيه دعواتك ويتقبل منك.

أعاننا الله وإياكم وتقبل منا ومنكم،
وصَلى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين.


- حــــنـــان فـــــؤاد.🌸

" اللهم أصلح قلوبنا، وأزل عيوبنا، وتولنا بالحسنى، وزيّنا بالتقوى، واجمع لنا خيري الدنيا والآخرة، وارزقنا طاعتك ما أبقيتنا♥️."

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

سُورة الكهَف في صفحة واحدة🧡🌿.

- لا تنس الصلاة على النبي ﷺ وإعادة نشرها🔄 √

#تذكيرات_مكتبتي.

سألتني فتاة قبل يومين:
من أين يأتي أهل غزة بكل هذه القوة؟ كيف تصمد أرواحهم أمام عِظم البلاء؟
لأجـد الجواب بعدها في حلقة بودكاست مع دكتورة هيفاء يونس تحكي عن زيارتها كطبيبة إلى غزة، وأكثر ما هزّني بقوة هو حكاياتُها هناك، تقول أن
أهل غزة مرتبطين بالقرآن!
صغارهم وكبارهم، في قلوبهم يقين عجيب بأن الله لن يضيعهم!
وبينما أستمع لحديث الدكتورة خجلت من نفسي!
أطفال صغار يحفظون القرآن كاملاً، يسردونه في جلسة واحدة!
يتشربون معانيه كلها، حياتهم القرآن، والقرآن حياتهم!

أكثر قصة تأثرت بها عن فتى صغير في السن، تهدم البناء الذي يعيش فيه، فماتت كل عائلته، ما عدا هو واثنين من أبناء عمومته، أخذ الإسعاف أبناء عمومته ونسوه أربع ساعات تحت الركام!
سألته دكتورة هيفاء وماذا كنت تفعل في هذا الوقت؟
قال لها كنت أقرأ القرآن!

وفي حديثها مع إحدى نساء غزة، سألتها عن ما يشبه اسدال الصلاة يرتدونه
دائمًا فأجابتها: "دكتورة إذا متنا نموت مستورين!"
فتعجبتْ الدكتورة أيما عجب، وسألتها أن تنصحها بشيء تأخذه معها إذا رجعت لبلادها،
فقالت: "دكتورة هم شيئين علمتهم لأولادي حتى من قبل الحرب، أول
أمر أن يأكلوا من الحلال، والأمر الثاني
أن هذه الدنيا معبر!
نحن هنا باقين شيء قليل، ركزوا على آخرتكم!"
وقد وجدتْ الدكتورة أن كل أهل غزة لديهم هذه النظرة العميقة، والإيمان الذي لا يتزعزع، قوتهم في ارتباطهم القوي بالله، وبأن الدنيا نقطة عبور، والآخرة خير وأبقى!


سر تحملهم، صمودهم، هو ارتباطهم بالقوي، فما حال من ارتبط قلبه بالقوي، الملك ذو الجلال والإكرام!
كم مرة جعلنا الدنيا هي شغلنا الشاغل وهمنا الوحيد، كم مرة بكيت على أمرٍ دنيوي، وفقدٍ من حُطامها، كم مرة قلت ما عندي وقت لحفظ القرآن، بينما الذي يجلس تحت القصف يتوقع الموت في أي لحظة، يسرد القرآن من صدره كاملاً!

كم مرة أحببتِ الدنيا وآثرتِ حبها على حجابك، كم مرة أُعجبت بشعرك وزينة وجهك، وزّين لك الشيطان أنها مرة واحدة تخرجين بنصف حجاب ولن يحدث أمرٌ جلل!
هان الله في قلبك، فاستسهلتِ معصيته!
وغيرك فتيات صغيرات، تخشى الواحدة أن تموت وهي غير مستورة فلا تكاد تجلس لحظة بغير اسدال الصلاة!
كم مرة ضيعت صلاتك في وقتها، بحجة العمل أو الدراسة أو السهر أو غيره، وغيرك يصلي ونصف المسجد قد هُدم، وشباب صغار من يؤمون بالناس الصلاة!

كم مرة ما حسبت لحياتك ألف حساب، وأنت بين لهو ومرحٍ واستمتاعٍ كاملٍ بنعيم الدنيا، وإسرافٍ في عمرك، ناسيًا إنها بكل مافيها، لا تساوي عند الله جناح بعوضة!

كم مرة ظننت بالله ظن السوء، وظننتْ أن مصيبتك أكبر من قدرة الله، وغيرك يخطب في الناس يوم العيد وسط الركام، وهو يقول لهم: الفرح في العيد سنة!


لم يأتِ ثباتهم من فراغ، ولم يكن بلاءهم إلا لأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأن أشد الناس بلاءًا هم الأنبياء فالأمثل والأمثل!
فما أنا وأنت أمام عِظم أجورهم، والله ما تركوا لنا حجة أمام الله، إن قصرنا في نصرتهم بما نقدر، أو ضيعنا وقتنا رغبةً في الدنيا، نركض فيها ركض الوحوش، وننسى أنها مجرد نقطة عبور!

- لا تسأل لماذا هم أقوياء، اسال لماذا نحن ضعفاء؟
لأن قلوبنا تعلقت بغير الله، وكانت الدنيا أكبر همنا، وبخلنا على القرآن بوقتنا،
وفقدنا بوصلة الدين، فالدين عزيزٌ بنا أو بدوننا، إن أراد الله استبدلنا بغيرنا، يأخذون الكتاب بقوة، وينصرون اخوانهم ما استطاعوا لذلك سبيلاً ويرتفعون بالدين، ونحن الضائعون، ولا نجاة أبدًا إن تركنا الله لأنفسنا.

#زكية_عاطف