‏لا أغبط أحدًا على نعيمٍ كغبطتي أصحاب الرضا ، يستقبلون أقداره بحفاوةٍ ، ضرّاؤهم كسرّائهم ، لهم عيون بِكر تحوّل الأشياء إلى غمائم غبطة، وفراديس حمد.

إن أقبلت نعمة غمسوها بالشكر ، وإن فاتهم القدر لم يفتهم الأجر ، يستعيضون عمّا ذهب بجميل ظنهم لما يُقبل .

فاللهم الرضا منك وعنك ..🫀🤎

الحكاية 12

تقول:

قبيل عودة زوجي من عمله بعدة دقائق، كنت أسارع لاعداد طاولة العشاء له، كان الارتباك يصاحبني فقد تأخرت هذه المرة على غير العادة في تحضيره، لم يعترض هو على الأمر بعد وصوله ولم يتذمر، وهذا ما ساعدني في تقديمه كما يجب، لم أكن لأتوقع ردة فعله الهادئة، فزواجنا لايزال حديثا، ولازالت أكتشف في كل مرة أمرا جديدا عنه.

جلسنا نتناول عشاءنا سويا، ولم يكن متبقيا على طاولتنا من العصير الذي اشتراه يوم أمس سوى مقدار كوب واحد، فتنازلت له عنه، لكن وبسبب تسارعي ذاك أصابني العطش الشديد، فطلبت منه ترك بعضه لي، فعلت ذلك وأنا أقوم بتنظيف الطاولة بعد انهائنا لطعامنا، كنت أحمل الصحون وأذكره وأكرر ذلك حتى لا ينساني، فقد كنت متلهفة جدا للقليل منه، لكنه وبكل برود شرب الكوب كله، ورغم ترجياتي له في آخر رشفة لم يتوقف ولم يهتم لالحاحي البتة.
بل ضحك وغادر الطاولة والمطبخ دون الاكتراث بمشاعري مطلقا، لو كان طلبا آخر لربما بادلته الضحك وتقبلت الأمر، لكن في هذه المرة لم أتمكن من ذلك، فقد ترجيته كثيرا وشرحت له سبب اصراري عليه، وبأنه كان بسبب سرعتي في إعداد طعامه في الوقت المناسب ليس من أجلي، بل بغية راحته فقط، ومع كل محاولاتي هذه إلا أنه تجاهلها ببساطة وكأن قيمتها عنده لم تكن شيئا يذكر!

بقيت وحدي أواصل تنظيف الصحون بكل رفق حتى لا تنكسر، ومع أنها كانت مجرد صحون لا تلح في الطلب ولا تشعر، إلا أني لم أتوانى يوما في الرفق بها وكأن بها شيئا ما لو أفلته يتألم، فكيف به يفلت يدي التي تنبض حبا واهتماما وهي تسارع لإسعاده وراحته، ويقابلها بفعل لو غفرته له وأعلم أني سأفعل، إلا أن شيئا ما في داخلي لن يفعل، ليس هذا فقط، بل لن يرضى بأي اعتذار كان مهما تعددت مبرراته!
كان من الممكن معاتبه، لومه على الأقل والتذمر منه، لكن في ماذا سيفيدني ذلك مادام لم يشعر بي من تلقاء نفسه!
أعلم أنه مجرد كوب، ومجرد عصير، لكنه لم ولن يكون أبدا مجرد شعور، فالخيبة الكبيرة التي شعرت بها حينها تجمعت كلها في تلك الرشفة الصغيرة، تلك التي ابتلعت معها كل آمالي واطمأناني في كوني شخصا لا يهون عليه، وأنه مهما كانت أوجاعي الصغيرة بلا قيمة عند الكل، إلا عنده ستكون وجعه كله!
في تلك اللحظات القليلة شعرت به يقف خلفي، لعله جاء ليعتذر، أو ربما ليبرر ببساطة فعلته، أظن أنه لم يشعر بما فعله البتة فجاء ليتناول كوب ماء كعادته، هذا ما حسبته لعدة ثوان حتى شعرت بيده وهي تضع قارورة عصير جديدة أمامي قائلا:
"لقد جلبته منذ قليل لك، أعلم أنك لم تنتبهي له بسبب انشغالك، فأردت تذكيرك به! ".

حينها لم أشعر بالصحن وهو ينفلت مني حتى كاد يسقط وينكسر، ولحسن حظي أمسك هو به وأنقذه في آخر لحظة، تماما كما فعل مع خيبتي وانكساري ذاك، فتلك الثقة والأمان اللذان كانا يهويان مني ببطئ وفي لحظة خاطفة أعادهما لمكانهما، لم تكن لتعيدهما اعتذارات العالم كله، فكل شي في حياتنا قابل للتذكير والنسيان، إلا الاهتمام، فهو الوحيد الذي لا يكون صادقا إلا إذا كان عفويا نابعا من روح لا تحتاج مطلقا من يدلها .. بل تعرف طريقها إليك بنفسها🌷♡.


#سميحة_بولبروات.
#حكايات_مكتبتي.

"قد تكون التقنية المستقبلية للسجون أكثر عدلاً... أو أكثر قسوة من أي سجن بُنِي بالحجر."

كتاب سجن بلا جُدران

يستعرض فكرة ثورية تستبدل السجن التقليدي بتقنيات عصبية تغيّر إدراك الزمن لدى الإنسان، بحيث يشعر بأنه قضى سنوات طويلة من العقوبة خلال أيام قليلة فقط. يمزج بين العلم العصبي، الفلسفة، والخيال العلمي ليطرح تساؤلات عميقة حول العدالة، الإدراك، والإنسانية...

م. يعقوب الحداد

بمناسبة البوست اللي اللهمَّ بارك مالي التايم لاين اللي بقول :
(وترجو ألا يكون طريقك وعرًا لتنجو..
فيكون طريقك وعرًا وتنجو!)..
أنا ماحافظاه الصراحة لكن بالمعنى دا إنّو النجاة ما بالطريق لكن بمعية الله وتوفيقه!..
ودي حقيقة اليقين إذ لو استقرت في قلب العبد في جميع أحواله، لعاش في طِيب عيش..
الذكرني بالكلام دا أمس كانت الكهرباء قاطعة مِن العصر لحدي 10 بالليل، فالدنيا ضلام شديد، وقطعت مسافة طويلة فأنا شبه تلفوني قفل وبقيت حايمة ساي مِن غير نور، منتظرة أصلي العشاء وأنوم، ففي الغرفة البنصلي فيها كلنا، عندنا على جنب كده كرتونة في الأرض فيها حاجاات مواد تمونية وكده، فأمي سمعت صوت كركبة شديد، فاتخليتها خنفساء باعتبرها كتيرة بالليل، فعشان ما تعمل صوت دايرة تطلعها بره، فإذا به دخلت يدها طلعت الحاجات الفي الكرتونة كلها، ودايرة تشيل الكرتون تطلع الخنفساء، فإذا به بعد فضت الكرتونة المفاجأة كانت إنّو الفي الكرتونة ما خنفساء وإنّما عقرب كبيرة شديد، عملاقة عديل كده، رغم إنّو الغرفة فيها حركة كتيرة، وما تراب لكن مع ذلك العقرب دخلت وكانت عايزة تعيش حياتها شكلو وتتوغل في الغرفة، ونحن وقت الكهرباء قاطعة بنصلي العشاء جوه عادي مِن غير نور، فسبحان الله الدنيا ضلام وفي الضلام دا ربَّنا قدّر تتلقي العقرب دي وتموت قبل تأذي حد!!

فجات في بالي المقولة دي ..
(وترجو ألا يكون طريقك وعرًا لتنجو..
فيكون طريقك وعرًا وتنجو!)..

فالنجاة ليست في المحاذير ولا في أصلِ الطريق..
النجاةُ في عنايةِ الله لك ..
وكما قيل :
وإذا العناية لاحقتك عيونها نم فالمخاوف كلهن آمان!..

فأنا جاية أقول لك بكل يقين ..
ما تشيل هم حاجة، ولا هم بكرة، ولا هم خطوة في طريق طويل، شيل هم تقرب كيف مِن ربّنا، ربّنا قادر يكفيك هم كل الشايل همه بطرق غير الفي بالك، فما تحسبها بكيف ومتين وتعاين للأسباب!
كم مِن مُعدم السبب نالَ بلاسبب ..
وكم مَن صاحب يقين نالَ بيقينه ماكانَ يقولُ عنه بالأسبابِ مستحيل!..

فلا تنظر لغيرِ الله وأنت تسأله!

الله يكفيك!..

والسلام!

#ترتيل_الخزين

الحكاية 13

جارتي كانت قد استدانت مني ألف جنيه، وعندما أرادت إعادتها، وضعتها في المصعد وأرسلت لي رسالة لأخذها، لكنني لم أرَ الرسالة، وضاعت الأموال.

في ذلك الوقت، تسعة وتسعون بالمئة من الناس نصحوني بأن أواجهها وأطالبها بحقي قائلين: "هذا ليس شأنكِ، أنتِ صاحبة الحق، وعليكِ أن تأخذي أموالك منها، ولا تعيريها مجددًا، فهي بالتأكيد أخذتها ولن تعيدها." لكنني لم أستمع إلى تلك النصائح، بل تعاملت معها كالمعتاد رغم حاجتي إلى المال حينها. مازحتها قائلة: "كعقاب لكِ، عليكِ أن تدعيني إلى وجبة سريعة، بالإضافة إلى أنني سأخرج مع زوجي وأترك ابني لديكِ." وقلت لها إن المال فداءٌ لها، وكأنني فديت به أولادي.

وبعد خمسة أيام، وجدت إحدى جاراتي في العمارة تعيد إليّ المبلغ، وأخبرتني أنها وجدته واحتفظت به حتى يسأل عنه أحد. حينها، حمدت الله أنني لم أخسر جارتي أو أسيء إليها، بل ازدادت علاقتنا قوة.

في تلك الفترة، كنت مسافرة، وكانت عربة الأطفال الخاصة بي ثقيلة جدًا، فاقترحت عليّ جارتي أن آخذ عربتها لأنها أخف وزنًا. فوافقت، لكن أثناء عودتنا، ضاعت العربة في المطار. شعرت بصدمة كبيرة لأنها ليست ملكي، وكانت باهظة الثمن، ولم أعرف كيف سأخبرها بذلك. قمنا بتحرير محضر وعُدنا إلى المنزل، ومضت ثلاثة أيام دون أن أجرؤ على إخبارها.

وأخيرًا، جمعت شجاعتي وقلت لها: "أريد أن أخبركِ بأمر سيئ." نظرت إليّ بترقب، فتابعت: "بصراحة، عربة الأطفال الخاصة بكِ ضاعت في المطار، وأخبرونا أنهم سيعيدونها خلال أربع وعشرين ساعة، لكن مرّ ثلاثة أيام ولم تعد، لذا سأشتري لكِ واحدة مماثلة." كنت أتحدث وأنا مرعوبة من رد فعلها، لكنها ضحكت وقالت: "لقد أفزعتني! ظننتُ أن زوجي يخونني مثلًا! لا بأس، فلتذهب العربة إلى الجحيم، المهم أن أولادك بخير، الحمد لله أنها جرت على هذا النحو ولم يكن الأمر أسوأ."

شعرت بالخجل من رد فعلها، وقلت لها: "سأشتري لكِ واحدة مثلها." فأجابت مازحة: "وهل لديكِ ما يكفي لشراء واحدة جديدة، أيتها الفقيرة؟ لا بأس، فداءً لكِ ولأولادكِ." ثم أكملت ضاحكة: "لكن عقابًا لكِ، عليكِ أن تطلبي لي وجبة سريعة!"

لم يتغير تعاملها معي أبدًا، بل جاءت لاحقًا لتأخذ رأيي في ملابسها، ولم تذكر العربة بأي سوء، ولم تبدِ أي أسف أو ندم. أما زوجها، فقال لها: "فداها، لا مشكلة، ولن نقبل تعويضًا." ومع ذلك، أصر زوجي على أن نشتري لها عربة جديدة.

وبعد يومين، تلقينا اتصالًا من المطار يخبروننا بأن العربة قد وُجدت وسيتم إرسالها إلى المنزل. اتصلت بها وأخبرتها بذلك، ففرحت بشدة، مما جعلني أدرك أنها كانت حزينة في داخلها لكنها لم تُظهر ذلك.

لو أنها تعاملت معي بجفاء، أو طالبتني بتعويض فوري، ثم عادت العربة لاحقًا، هل كانت ستبقى بنفس المكانة في قلبي؟ بالطبع لا.


ما أريد قوله من كل هذا❤️:

معادن الناس تظهر وقت الأزمات، وقت الخلافات، وقت الحقوق المتعارضة، وقت الحزن والمرض، وقت الشدة والمحن. لا تحكموا على الناس بناءً على كلمات جميلة وضحكات عابرة، بل انظروا إلى مواقفهم حين تكونون في حاجة إليهم. جرب أن تمر بموقف صعب مع أحدهم، وستعرف من هو الصادق ومن هو المزيف.

الجميع يبدو رائعًا وقت الفرح والضحك، لكن في الأزمات، يظهر الجميع على حقيقتهم. راجع من كان بجانبك في أوقات شدتك، ولا تُضف إليهم أحدًا لا يستحق.

النهاية .

مُقتبس من:
- "رانيا جبر" مع التعديل.

#حكايات_مكتبتي.