Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
581 - Telegram Web
Telegram Web
سورة الحشر والتسبيح.

• تبدأ السورة بمطلعٍ عظيمٍ يعرض مشهدا من مشاهد العبودية التي يشترك في أدائها مخلوقات السماوات والأرض، ألا وهي عبودية التسبيح لله العزيز الحكيم.

• ثم تأتي الآية الثانية للحديث عن ذلك الذي استحق تسبيح الخلق كلهم، لتعرِّف بأفعال الله في خلقه، والتي تتجلى فيها عزته وحكمته (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم..)، "هو" الذي أخرجهم لا غيره، ومن عزته أن أنفذ فيهم حكمه رغم أنه كان مستبعدا في مقاييس الخلق (ما ظننتم أن يخرجوا)، ثم (ولولا أن كتب "الله" عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا)، لكن حكمته اقتضت غير ذلك، وتغيرت كل مجريات القصة وفقا لذلك، فالآيات -كما نرى- تحدثنا عن الله وصفاته قبل أن تحدثنا عن قصة بني النضير، ومن الخطأ أن يقع بصرك عند القراءة على تفاصيل الحدث، قبل أن تنظر لمدخل القصة (هو الذي أخرج) وإشارتها الصريحة للتأمل في صفات الله الذي سبح له ما في السماوات وما في الأرض.

• وتستمر الآيات إلى آخر السورة، لا تكاد تجد آيةً إلا وفيها إشارةٌ لصفات الله، وكأن السورة كلها انطوت تحت ذلك المدخل (هو الذي) فجاءت بمزيد تعريفٍ به، فهو الذي أخرج أهل الكتاب، و"هو الذي" كتب عليهم الجلاء، و"هو الذي" عقابه شديد، و"هو الذي" أذن بقطع اللينة، و"هو الذي" يسلط رسله على من يشاء، و"هو" على كل شيء قدير.. وهكذا في كل الآيات، التي تشعر عند قراءتها أنك لا تزال تحت سطوة التسبيح في أول السورة، وأن كل ما تقرأه بعد ذلك شواهد على عظمة الله وكمال صفاته المنزهة عن النقص.

• حتى يأتي ذلك المقطع الأخير المهيب، الذي تنتقل به الآيات من التعريف بأفعال الله إلى التعريف الصريح العظيم بأسماء الله، (هو الله) وهو (الرحمن الرحيم)، و(هو الملك القدوس السلام..)، و(هو الخالق البارئ المصور)... في مقطعٍ هو من أعظم مقاطع القرآن، لا تنهيه إلا وقد امتلأ قلبك تعظيما وتنزيها، ونظرا لكمال الله وحسن صفاته، وفهمت شيئا من استحقاقه لذلك التسبيح الذي لا تزال تستحضره.

• ثم تجد الآيات تقودك في آخرها إلى ساحة التسبيح مرة آخرى، وتذكرك بشهادة من في السماوات والأرض به من جديد.
• وكأن غاية السورة هي التسبيح الذي افتتحت واختتمت به، وما بين ذلك بدءا من (هو الذي أخرج) حتى (هو الله)، إنما هو بيانٌ وتعريفٌ تأخذك السورة بواسطته من تلابيبك لتكون من المسبحين.. فسبح باسم ربك العظيم.
يا جميل الصفات...
لا أغبط أحدا على شيء أكثر من رجلٍ آتاه الله اليقين، فهو يرى وعد الله ماثلا أمام عينيه!
مشروع موفق: يختار القائمون على هذه القناة (موضوعا قرآنيا) يتتبعون الهدايات المتعلقة به في ختمة كاملة، ويمكن للقراء المشاركة معهم في إرسال الفوائد والهدايات.

https://www.tgoop.com/hudaa_1444
|| غيث الوحي ||
لا أغبط أحدا على شيء أكثر من رجلٍ آتاه الله اليقين، فهو يرى وعد الله ماثلا أمام عينيه!
{ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَأُولَـٰۤئكَ یَدخُلُونَ ٱلجَنَّةَ وَلَا یُظلَمُونَ شَیـࣰٔا • جَنَّـٰتِ عَدنٍ ٱلَّتِی وَعَدَ ٱلرَّحمَـٰنُ عِبَادَهُۥ بِٱلغَیبِ إِنَّهُۥ كَانَ وَعدُهُۥ مَأتِیࣰّا }


وعدهم (بالغيب)..
يا لهذه الكلمة التي تتوسط الآية فتعمل كل هذا الأثر..

يقول سبحانه: تلك جنتي التي وعدتها عبادي وعدا غيبيا، لم يدخلوها من قبل، ولم يروها قط، وإنما سمعوا خبري عنها فحسب، فعظموني وصدقوا وعدي، فكل سعيهم وبذلهم وتعبدهم ذاك، إنما هو تصديقٌ لذلك الوعد، وإيمانٌ بذلك الغيب.
غايتنا عند العناية بالقرآن أن تكون كلمة الله هي العليا، ومراداته ومحبوباته هي العليا، وأوامره ونواهيه هي العليا، وأحكامه هي العليا.. ولا سبيل لإعلائها والعلم بها دون العناية البالغة بحقائق القرآن.
Forwarded from || غيث الوحي ||
قبل أن تبحث في كتاب الله عن الأسرار الخفية، املأ قلبك بحقائقه الكبرى الجليّة!
هل يُتصور عن موسى عليه السلام الذي اصطفاه ربه، وألقى عليه محبة منه، واصطنعه لنفسه، ألا يعيش في زمنٍ صعبٍ كزمن فرعون، وألا يكون هو الذي يواجهه؟

وهل يُتصور عن محمد ﷺ، وهو خير البرية، إمام المرسلين، الذي آتاه الله المقام المحمود دون الخلق كلهم، ألا يُبعث في زمن قد عمَّ فيه الظلام أهل الأرض، وحلَّ عليهم مقت الله، ليكون هو الذي يشق طريق النور في وسط الظلام، وهو الذي ينبري لدعوة الغارقين في الضلال المبين؟

فأزمنة الضعف والجهل والظلم والطغيان هذه، هي أزمنة المصطفين الأخيار، وهي من المنن التي يمن بها الله على المصلحين حتى يتم اقتداؤهم بالأنبياء، وحتى يرى الله منهم قياما بالحق يحبه في وجه الباطل، فاحمدوا الله على نعمة العيش في هذا الزمن، فلا أحسب العامل فيه بحقٍّ إلا من أراد له الله الدرجات العلى، برفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
{ قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَایَةࣱ فِی فِئَتَینِ ٱلتَقَتَا فِئَةࣱ تُقَـٰتِلُ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَأُخرَىٰ كَافِرَةࣱ یَرَوۡنَهُم مِّثلَیهِمۡ رَأۡیَ العَینِ وَاللَّهُ یُؤَیِّدُ بِنَصرِهِۦ مَن یَشَاۤءُ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَعِبرَةࣰ لِّأُو۟لِی الأَبصَـٰرِ }

{ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَخرَجَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهلِ ٱلكِتَـٰبِ مِن دِیَـٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلحَشرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن یَخرُجُوا۟ۖ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَیثُ لَمۡ یَحتَسِبُوا۟ وَقَذَفَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعبَۚ یُخرِبُونَ بُیُوتَهُم بِأَیدِیهِمۡ وَأَیدِی ٱلمُؤۡمِنِینَ فَٱعتَبِرُوا۟ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلأَبصَـٰرِ }


لا يكن حظك من رؤية نصر المؤمنين: التعليق والتحليل فحسب، بل يريد الله منا أخذ العبرة، وخصوصا عند الانتصارات التي يظهر فيها للناس تدبير الله الذي يفوق حسابات البشر، كما قال ابن عاشور عند الآية الثانية: "فَتَكُونُ لَهُ عِبْرَةً قُدْرَةُ اللَّهِ تَعالى عَلى إخْراجِهِمْ وتَسْلِيطِ المُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ مِن غَيْرِ قِتالٍ. وفي انْتِصارِ الحَقِّ عَلى الباطِلِ وانْتِصارِ أهْلِ اليَقِينِ عَلى المُذَبْذَبِينَ".

فاعتبروا.. فإنما هي آياتٌ ودروسٌ وعبر.
Forwarded from || غيث الوحي ||
أمر الله مختلف..

فهو يأتي في طرفة عين: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).

وهو يُقضى في السماء، فلا يخضع لقوانين أهل الأرض، بل هو فوق قدرتهم وتدبيرهم: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن . يتنزل الأمر بينهن).

وهو بيد الله وحده، يدبره وحده بمشيئته وحكمته، لا يقضيه غيره: (إن الأمر كله لله) (بل لله الأمر جميعا) (ألا له الخلق والأمر) (يدبر الأمر) (وإليه يُرجع الأمر كله.. فاعبده وتوكل عليه)..
وليس لأحد من الأمر شيئ، لا ملك مقرب ولا رسول مرسل، ولذلك قال الله لأفضل خلقه ﷺ: (ليس لك من الأمر شيء)، وقيل للخليل ﷺ: (يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك).

وأمر الله إذا قُضي لا يرده أحد: (وكان أمر الله مفعولا) (وكان أمر الله قدرا مقدورا)
وأمره نافذ ولا بد (إن الله بالغ أمره) لا يغالبه أحد (والله غالب على أمره.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

وكل المخلوقات داخلةٌ تحت أمره، مسخرةٌ به، مفتقرةٌ إلى دوام تدبير الله لها: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره)، بل السماء بأسرها والأرض بما فيها، خاضعتان لأمره، لا تقومان إلا به (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره).

ولا تظهر أمةٌ وتنتصر إلا بأمره: (لله الأمر من قبل ومن بعد . ويومئذ يفرح المؤمنون . بنصر الله . ينصر من يشاء)
ولا تهلك أمةٌ إلا بأمره: (تدمر كل شيء بأمر ربها) (إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود).

وأخيرا، فأمر الله هو مما يُري الله به الخلق آثار صفاته، ليتعرفوا بها عليه عند مشاهدتهم تدبيره ذلك الأمر: (يتنزل الأمر بينهن . لتعلموا أن الله على كل شيء قدير . وأن الله قد أحاط بكل شيء علما).


فالله أكبر! وأمره أكبر!
|| غيث الوحي ||
أمر الله مختلف.. فهو يأتي في طرفة عين: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). وهو يُقضى في السماء، فلا يخضع لقوانين أهل الأرض، بل هو فوق قدرتهم وتدبيرهم: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن . يتنزل الأمر بينهن).…
كتبت هذا النص -أول مرةٍ- يوم ٧ أكتوبر المجيد، كنت حينها مشغولا بآية أو اثنتين فيها ذكر (أمر الله)، ربما كانت إحداهما هذه الآية: (والله غالب على أمره) التي كنت أرددها -بعد كل ما حدث- وأتعجب منها، فقمت حينئذٍ ببحثٍ سريع وما ازددت إلا تعجبا، ما كنت أتصور وجود معنى (الأمر) في القرآن في كل هذه الآيات، وبكل هذه العظمة، وبكل هذه الصلة بصفات الله الجليلة، يا لهذا (الأمر) الذي يذكرنا أن الله هو الملك الحق، الملك الذي يأمر فيسري أمره في أنحاء مملكته، ويتحرك كل شيء بمقتضى أمره، الملك الذي لا يمتنع أحد على أمره، ولا يستطيع أحد مخالفته، الملك الذي تتأمل أوامره فترى فيها صفاته، وتعلم كم هو قوي عزيز، وكم هو رؤوف رحيم، وكم هو حكيم عليم، الملك الذي تؤول إليه كل الشؤون فيتفرد بالأمر فيها ولا يقضي أحد فيها بشيءٍ غيره!
.
لم تذكر الآية مصيره في الدنيا، هل انتصر أم هُزم؟ هل عاش طويلا أم مات؟ هل عرفه الناس أم لم يعرفوه؟

كل ذلك ليس مهما، المهم والمطلوب من العبد هي تلك اللحظة الصادقة، لحظة بيع النفس لله، وبذلها رخيصةً تهلك من أجله لعله يرضى عنها، فذلك "الرضا" من رب العالمين هو غاية المنى، وكل ما يُبذل في سبيله رخيصٌ رخيص، وكل غايةٍ سواه حقيرةٌ حقيرة.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }

أتظن هذه الوعود الربانية ضربا من الخيال، أو أمرا هلاميا غير محسوس، أو حالة تاريخية لا تتكرر؟

بل هو الوعد الحق من الملك الحق، ينجزه لمن قام بالشرط، وأخذ بالسبب، وسار على مقتضى السنن، فيرى حينها النصر جليا أمام عينيه، وفي الأحداث آيات!
﴿ وَاللهُ أَعلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ
وكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا
وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا


كم فرحت بهذه الآية!
وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ..
فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُر }

﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ؟
سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ .
بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ . إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ . يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ.

إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ . وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ.. فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر؟
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ.. فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر؟
كنت مغموما تحت وطأة أخبار السجناء التي تُقطِّع القلب، وقصصهم التي تُشيِّب الرأس، حتى مرت علي -لتوي- هذه الآية.. (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا)
الله! وكأني لأول مرةٍ أنتبه لذكر الحرير في هذه الآية، الحرير الذي هو علامةٌ لأعلى درجات الرفاهية والترف، جعله الله جزاءً للصابرين البؤساء، المحرومين -في سبيل ربهم- نعيم الدنيا وزينتها، المحتسبين عند ربهم كل تلك الشدائد والأهوال الثقال، أولئك أولى الناس بالحرير، والقطوف الدانية، والأرائك المتقابلة، والكؤوس الممتلئة، والنعيم والملك الكبير!
Forwarded from || غيث الوحي ||
.
فلا تحسبن.. الله لا يخبرنا بالوعد فحسب، بل يريدنا نحن ألا نحسب تخلفه أو نشك في تحققه، يريدنا نحن أن نتعبده في هذه الأزمات، يريد منا تحت وطأة الشدائد أن نوقن به، ونصدق وعده، ونحسن الظن به، يريد منا أن يكون تصديقنا بأنه صادق الوعد، وأنه (عزيز ذو انتقام)، أكبر من تصديقنا بميزان القوى المادية فحسب، وذلك هو اختبار الإيمان بالغيب.
2025/06/26 03:19:23
Back to Top
HTML Embed Code: