قوامة الرجل حجر الأساس في صلاح البيوت

‏كان المغيرة بن شُعبة رضي الله عنه يقول: النساء أربع، والرجال أربعة:

-رجل مُذكر وامرأة مؤنثة فهو قوّام عليها.
-ورجل مؤنث، وامرأة مذكرة فهي قوّامه عليه.
-ورجل مذكر وامرأة مذكرة فهما كالوَعِلين ينتطحان.
-ورجل مؤنث وامرأة مؤنثة فهما لا يأتيان بخير، ولا يفلحان.

الناظر في أحوال الأزواج يجد أن صلاح البيوت يقوم على قوامة الرجل وذكوريته، ومتى خل هذا الأصل فسد البيت، فمسألة القوامة أوكلها الله عز وجل للرجل؛ لما جبله عليه من القوة والعقل والجلادة والصبر وهذا الشيء ليس عند المرأة فجبلتها لا تساعدها على والقوة والجلادة والصبر وتحمل المسؤولية، وهذا الأمر معلوم بالفطرة

فضعف الزوج عن القوامة وأداء حقوق أهله يكون سبب لترجل المرأة وخروجها عن فطرتها، وبالتالي فساد البيت وخرابه، فالسبب الحقيقي وراء ترجل كثير من النساء هو ضعف أشباه الرجال، فتجد أحدهم لا يبالي بخروج زوجته للعمل والأسواق ومخالطتها للرجال أو إعطائها زمام الأمور لإدارة البيت، ولقد صدق القائل:

وما عجبي أنَّ النساءَ ترجّلت
‏ولكنَّ تأنيثَ الرجالِ عجابُ!

رب ضارة نافعة (غيرة النساء)

اشتكى هارون الرشيد إلى عبد الله بن مصعب الزبيري أن زبيدة لا تحمل منه، فقال له : أَغِرْها ! (فاتخذ هارون جارية) فغارت فحملت بالأمين .

[ تاريخ الملوك والأمم ٢٧٦/١٠ ]

معرفة اللَّه بأسمائه وصفاته هي أصل الإيمان، وهي أول العلوم التي يجب على كل مسلم تعلمها، ولا يعذر أحد بتركها مهما كان حاله

قال الإمام الآجري:

اعلم رحمنا الله وإياك أنه واجب على كل مسلم عاقل بالغ غني كان أو فقير شريف وغير شريف حرّ أو مملوك ذكر أو أنثى صحيح أو زمن :

علم معرفة الله سبحانه بصفاته

.....فإن قال قائل
فإن العلم كثير لا يُدركه كل أحد، ففرض على كل مسلم طلبه ؟!

قبل له العلم على وجوه كثيرة:

فمنهُ علم لا يسع المسلم جهله غنيًّا كان أو فقيرا صحيحا أو زمنا، حرا أو عبدا إذا كان عاقلا بالغا في كل وقت وفي كل زمان مما ينبغي أن يكون مصحوبه في الحضر والسفر، وعند كل حال :

وذلك معرفة الله عز وجل بصفاته، بصحة توحيده، وإخلاصه فيه.

[ فرض طلب العلم ص ٣٣٧ ]

استخدام المعاريض للتوقي من العائن الحاسد

ذكر عن ابن سيرين رحمه الله أنه قال:
كان رجل من باهلة عيونًا، فرأى بغلة لشريح القاضي رحمه الله ، فأعجبته !

فقال له شريح: أما إنها إذا ربضت لم تقم حتى تقام - أي أن الله عز وجل هو الذي يقيمها بقدرته وهذا من المعاريض - فقال الرجل : أف أف.

تلبيس العرائس ومصائب الأعراس !

جرت عادة المسلمين تجهيز وتزيين الزوجة لزوجها يوم زفافها وهذه العادة من الأمور المستحبة ، ولكن في زماننا حصل العكس؛ فأصبحت العروس تتزين للناس ولمن ينظر إليها في يوم زفافها، فتنفق الأموال على فستان الزفاف والمكياج حتى تظهر للناس في أجمل حلة، والناس على درجات في الوقوع بالمحظور:

فمنهن من تتزين لكل من يراها سواءً كان الناظر إليها رجل أجنبي أو امرأة قريبة، فهذا تبرج بل من الكبائر ولا يجب على المسلم-ة الحضور أو المشاركة بهذه المناسبة لأنه تبرح وسفور واختلاط ويأثم كل من شارك بهذه المناسبة .

ومنهن من تظهر بزينة أمام النساء بشكل عام والمحارم بشكل خاص؛ وإن كان هؤلاء ممن يجوز لهم النظر إليها وهي محتشمة؛ فليس لهم النظر إليها وهي متبرجة مكشوفة الظهر أو الشعر أو الثدي أو ما يصفه ويصف جسدها من فوق السرة

والقليل النادر من يكون زواجهم موافق لهدي السلف؛ حفل يجتمع عليه الأقارب على وليمة ويسمح بضرب الدف والغناء المباح للنساء دون معازف أو رقص أو تبرج والزوجة لباسها محتشم بين النساء ولا تبذير مفرط بالمصاريف ولا تصوير، فالزواج يسير ولكن نحن من صعبناه بالعادات الدخيلة علينا من الغرب الكافر كحفلة الخطوبة والفستان الشبه عاري واستئجار الصالة ثم بعد شهر العسل .. فهذا كله تبذير ومعصية .

انتشار إسبال الثوب تحت الكعبين

قال أبو بكر الطرطوشي المالكي :

شيعوعة (يعني انتشار) الفعل لا تدل على جوازه

تقول العامة وأهل التقليد: إن هذا الأمر شائع ذائع في أقاليم أهل الإسلام وأقطار أهل الأرض، حتى قال بعض الأغبياء: إن القيروان كانت دار العلم بالمغرب، ولم يزل هذا الأمر بها فاشيا، لا منكر له !

فالجواب أن نقول: شيعوعة الفعل وانتشاره لا يدل على جوازه؛ كما أن كتمه لا يدل على منعه.

وضرب عدّة أمثلة إلى أن قال:

وإسبال الثوب تحت الكعبين شائع في بلاد أهل الإسلام، وهو حرام لا يجوز ..

وأكثر أفعال أهل زمانك على غير السنة..

[الحوادث والبدع ص ٧١ - بتصرف يسير]

‎
- قال سعيد بن جبير: من قرأ القرآن، ثم لم يفسره، كان كالأعمى، أو كالأعرابي.

تفسير الطبري 76/1

● قال الإمام الدارمي رحمه الله:

- هذا حدث كبير في الإسلام، وظلم عظيم، أن يتبع تفسيركم كتاب الله بلا أثر، ويترك المأثور فيه الصحيح من قول رسول الله ﷺ وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.

● قنوات تعنى بنشر التفسير بالأثر

أضغط هنا👆

من أغضب وأبكى والديه فعليه أن يرجع فيرضيهما ويضحكهما

قال أبو بكر عبد العزيز البغدادي - غلام الخلال - كما في زاد المسافر :

من أغضب والديه وأبكاهما فيجب عليه أن يرجع فيضحكهما كما أبكاهما، وذلك لحديث عبد الله بن عمرو قال: (جاء رجل إلى النبي ﷺ فبايعه، فقال: جئت لأبايعك على الجهاد وتركت أبوي يبكيان، قال: ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما).

قال أبو الدرداء رضي الله عنه:

إذا جاءك أمر لا كفاء لك به
فاصبر وانتظر الفرج من الله .

[الزهد للإمام أحمد ٧٥١ ]

عن سعيد بن عبد العزيز ؛ قال :

إذا رأيت أمراً ﻻ تستطيع غيره ؛
فاصبر وانتظر فرج الله .

[الصبر لابن أبي الدنيا ٨٧ ]

قال أبو هريرة رضي الله عنه :

يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه،
وينسى الجذع أو الجذل في عينه .

[الزهد لأحمد ٩٩٥ ]

سُئِل الأحنف عن المروءة فقال:

التفقه في الدين، وبر الوالدين، والصبر على النوائب .

[ الآداب الشرعية لابن مفلح ٢٢٠/٢ ]

حسن الأدب مع الأم نجاة في الدنيا والآخرة

قوله تعالى : ﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ﴾

عن الحسين بن علي مرفوعًا:
لو علِم الله شيئًا من العُقُوقِ أدنى مِن أُفٍّ لحَرَّمه .

عن أبي قزعة البصري قال:

مررنا في بعض المياه التي بيننا وبين البصرة فسمعنا نهيق حمار فقلنا لهم: ما هذا النهيق؟

قالوا: هذا رجل كان عندنا فكانت أمه تكلمه بشيء، فيقول لها انهقي نهيقك، فلما مات سمع هذا النهيق عند قبره كل ليلة.

[ القبور لابن أبي الدنيا ٩٦ ]

من يوقف كفرًا ملأ الدنيا ؟!

هذا كلام دكتور في الفقه وأصوله من سكان غزة يتكلم عن انتشار سب وشتم الله عز وجل في الأسواق والخيام والشوارع وعلى البسطات فيقول إننا جميعاً في غزة نعاقب بسبكم ربكم ...

نعم صدق الشيخ هذا البلاء وتسلط أعداء الإسلام علينا بسبب وجود هؤلاء الكفرة الزنادقة بين ظهرانينا دون نكير ودون تمعر للوجوه لخالقها، فيالله ما أشدها من غربة يسبُ ربنا بعض الزنادقة الذين يدعون الإسلام ولا تجد إلا أقل أقل القليل من ينكرون هذا الكفر البووواح

فلا أعلم كفر على وجه الأرض أعظم من شتم الله عزّ وجل؛ إذ الله عز وجل قال عمن نسب إليه الولد (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا )
قال محمد بن كعب القرظي لما تلا هذه الآية :
إن كاد أعداء الله ليقيمون علينا الساعة .

هذا فمن نسب الولد لله عزّ وجل فكيف بشتم ولعن الله جهارًا نهارًا بين أناس يدعون الإسلام ؟
والله ما حصل في سوريا وما يحصل في فلسطين ما هو إلا عقوبة من الله لسكوت العامة والخاصة عن هذا الكفر، فهذان البلدان مشهوران بانتشار سب الله في الشوارع والأسواق والبيوت

وبما أن الكثير من الناس لا يفهمون إلا لغة العاطفة الغير مضبوطة بميزان الشرع سيقولون:
الناس تقتل وتشرد من بيوتها وأعداء الإسلام استباحوا الحرمات وأنت عن ماذا تتكلم ..

أقول: وقت يتعلق الأمر بسب ربي سأضع عاطفتك تحت قدمي؛ فلا قتل أشد من أن تسمع سب ربك وخالقك ورازقك ولا حرمة أشد من شتم الله العظيم القهار ، وأقول كما قال الشيخ الغزاوي : من يوقف كفرًا ملأ الدنيا !

{ألم يرواْ أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا}

قال الكرجي رحمه الله:

حجة على الجهمية؛ لأنه -جل وتعالى- أخبر أن الإله لا يكون إلا متكلما هاديا.

[نكت القرآن للكرجي ص ٤٤٣/١]

نصيحة: تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم !

طالب العلم يحتاج في بداية الطلب إلى تعلم الأدب حتى يرى ذلك في أخلاقة ومعاملته وهديه وسمته، فكثير من طلبة العلم يقحم نفسه في طلب العلم والتوسع في الطلب؛ وهو سيئ الخلق والمعاملة مع أهله وجيرانه حتى مع إخوانه من طلبة العلم فمجرد مخالفة أحدهم له ببعض المسائل الفرعية يشتد عليه بالشتم والهجر

وبعضهم يصيبه داء الكبر والعُجب فيتجاوز الحد في الخصومة الى رد الحق وغمط الناس، بل ربما يقلب الحق باطلا لهوى في نفسه حتى لا يظهر أنه المخطئ، فالواجب عليه أن يتعلم خلق العفو والتواضع وقبول الحق حتى ممن هو دونه بالسن

وبعضهم يصيبه داء الحسد والبغض؛ فما أن يرى أحد أقرانه تفوق عليه وظهر الحق على لسانه وجعل له القبول عند الناس؛ فإذا به يحذر من أخيه ويسبه ويشتمه ويصفه بالجهل وربما عمد لمخالفة الحق لمجرد أن أخاه من طلبة العلم نطق بالحق وهذا مشاهد، فالاولى به أن يتعلم الأدب وحسن الخلق قبل العلم وكان سلفُنا من أهل الحديث حريصين على تعلم الأدب قبل العلم :

كان أصحابُ عبدالله بن مسعود يرحلون إليه فينظرون إلى سَمْته وهَدْيِه(حسن القصد في دينه ودنياه وحسن الخلق وقلة الأذية)،فيتشبَّهون به.¹

قال الحسَن البصري: كان الرجُلُ ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين .²
قال سفيان الثوري: كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدب، وتعبد قبل ذلك بعشرين سنة .

قال الإمام مالك : كانت أمي تعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه .
قال مالك بن أنسٍ لفتًى من قريشٍ: يا بنَ أخي، تعلَّمِ الأدبَ قبل أن تتعلم العلم .قال ابن وهبٍ: ما نقَلْنا مِن أدب مالكٍ أكثرُ مما تعلمنا مِن عِلمه .³

قال إسماعيل: كان يجتمع في مجلس أحمد نحوُ خمسة آلافٍ أو يزيدون نحو خمسمائةٍ يكتبون والباقون يتعلَّمون منه حسنَ الأدب والسَّمت .⁴

¹غريب الحديث لأبي عبيد ٦٤٤، ² لباب الآداب ص٢٢٧ ، ³ ترتيب المدارك ص ١٣٠ ، ⁴ السير .

اجتهد في معرفة صفات ربه فأخطأ فله أجر !

بطلان هذه المقولة وفساد مضمونها وشؤم مقتضاها :

قدِ اتفقتِ الأئمّة عَلَى أنّ الصِفَات لاَ تؤخذُ إلا توقيفاً ، وكذلكَ شرحُهَا لا يجوزُ إلا بتوقيفٍ .

رسالة السجزي ص ١٨٧

المعتقدات (لا يوجد فيها اجتهاد) لأنها محصورة محدودة قد وردت النصوص فيها من الكتاب والسنة فإن الله تعالى أمر في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ باعتقاد أشياء معلومة لا مزيد عليها ولا نقصان عنها وقد أكملها بقوله ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ فإذا كان قد أكمله وأتمه وهذا المسلم قد اعتقده وسكن إليه ووجد قرار القلب عليه فبماذا يحتاج إلى الرجوع إلى دلائل العقل وقضاياه والله أغناه عنه بفضله وجعل له المندوحة عنه ولم يدخل في أمر يدخل عليه منه الشبهة والإشكالات ويوقعه في المهالك والورطات

الإنتصار لأصحاب الحديث ص٣٢

قال محمد بن الحنفية رحمه الله :

من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر .

[محاسبة النفس لابن أبي الدنيا ٦٧ ]

حديث منتشر بين العوام مكذوب:

[ سئل رسول الله هل يفنى الحلال،
قال: يفنى الحلال،
ثم سئل هل يفنى الحرام،
قال: نعم يفنى هو وأهله ]

هذا الحديث من الكذب المحض الذي لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكذب على رسول الله ﷺ أمره عظيم لقوله ﷺ:

من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .

وقال رسول الله ﷺ : من يقل علي ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار .
وقال الفاروق عمر رضي الله عنه : بحسب
المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع .

[صحيح البخاري ١٠٩ ، صحيح مسلم ٦]

أقوال أئمة اللغة في تفسير الاستواء والرد على الأشاعرة الجهمية

إمام اللغة ابن الأعرابي سأله ابن أبي دُؤاد:
أتعرفُ في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال: لا أعرفه لا أعرفه

قال ابن الأعرابي: أرادني ابن أبي دؤاد أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بمعنى استولى. فقلت: "والله ما يكون هذا ولا أصبته".

وسئل الخليل بن أحمد الفراهيدي هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال: هذا ما لا تعرفه العرب؛ ولا هو جائز في لغتها.
قال الخليل: استوى إلى السماء: ارتفع إلى السماء.

قال أبو العباس ثعلب: ﴿استوى على العرش﴾ علا. واستوى الوجه: اتصل. واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها. واستوى إلى السماء: أقبل، هذا الذي يعرف من كلام العرب.

قال الأخفش في قوله﴿الرحمن على العرش استوى﴾ استوى أي: علا. تقول: استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي: علوته.

إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي (نفطويه)
له كتاب في «الرد على الجهمية» أنكر فيه أن يكون استوى بمعنى استولى، وحكى فيه عن ابن الأعرابي ما قدمنا حكايته عنه.

يحيى بن زياد الفراء إمام أهل الكوفة
قال في قوله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾: أي صعد، قاله ابن عباس. قال: وهو كقولك: الرجل كان قاعدا فاستوى قائما، وكان قائما فاستوى قاعدا.

ذكر البغوي في «معالم التنزيل» في قوله تعالى: ﴿ثم استوى إلى السماء﴾ قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: صعد.
وحكاه عنه ابن جرير الطبري.

الصفات لابن المحب - لسان العرب - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - معالم التنزيل