حسن الدقي: ساعة بساعة ويوما عن يوم من معركة طوفان الأقصى، تتأكد شدة حاجة نتن ياهو وبايدن.. إلى "التهديد" المفتعل و "الخطورة" الكاذبة والمتوهمة بشيء اسمه: امكانية انزلاق المنطقة إلى حرب موسعة؛ ويقصدون بذلك انخراط إيران وذيولها في مواجهة مفتوحة مع المشروع الصهيوني، بل إن نتن ياهو ما كان بامكانه الاستمرار في هذا السفك المفتوح لدماء الفلسطينيين لولا هذا "التهديد" الفارغ؛ ومن الطبيعي أن تستفيد كل حكومات المنطقة من هذا الدجل، لأنه أصبح هو غطاء العورات المنكشفة، والأنظمة المستخذية اللاعقة حذاء نتن ياهو؛ وفي سبيل استمرارية هذه الكذبة فلا بأس من هامش ضحايا محدود من الطرفين الصفوي والصهيوني.
ولا تزال أرض الشام شاهدة ولم تجف الدماء فيها، يوم استند الظهر الصهيوني على الظهر الصفوي وتعانقت بنادقهما، والصفوية تقضي على ثورة الشام ورجالها.

حسن الدقي: ‏إن مرآة طوفان الأقصى عاكسة شديدة الوضوح؛ وكثير منا لا يريد النظر إلى ما تعكسه تلك المرآة في هذه اللحظة الحرجة من الصراع، ومنه:
🔴بأن علاقتنا كشعوب ونخب بالمعركة، عبارة عن "لَطْمِيَّة" سُنِّية متواصلة، حيث يتفنن أصحاب الأقلام والحسابات المليونية بوصف العجز الذي نحن فيه، ومن زوايا متعددة، ويستمتع الآخرون بقراءة ما يكتبون.
🔴وبالمقابل لا تجد من يغتنم فرصة الانكشاف والعجز، فيبحث عن، أو يُولِّد التَّصوُّرات التي تكون كفيلة بإخراجنا من عجزنا، والتي تقيمنا في مسارات الفعل، وإدارة الصراع والتأثير بين الأمم.
🔴ومن الصور شديدة الانعكاس في مرآة طوفان الأقصى، انكشاف الوهم الذي بناه البعض على "نُصْرَةِ" المشروع الصفوي الإيراني للمسجد الأقصى ولأهل بيت المقدس؛ فهاهو خامنئي يستمتع بدماء (نواصب) أهل فلسطين التي يسفكها يه//ود، كما استمتع بالأمس بسفك قاسم سليماني لدماء (نواصب) أهل السنة في سوريا واليمن.
‎#رفح_تباد ‎#غزه_تقاوم_وستنتصر ‎#غزه_تقاوم

حسن الدقي: معركة غزة غير قاصرة على غزة، فهي في الحقيقة مشتعلة في جميع ساحات الأمة المسلمة، وما غزة إلا رمزها الأعلى؛ فلو كنا نريد نصرة غزة حقا، لخضنا المعركة الأوسع والأقرب إلينا.
والحقيقة أننا تصالحنا صلحا يكاد يكون نهائيا مع واقعنا وطغاتنا، وأصبح لسان حالنا يقول: شكرا يا طغاتنا أن رفعتم عنا فريضة وعبء التغيير، فنحن نعتذر بكم وبخيانتكم وعمالتكم، وأصبحتم لنا مشجبا "رائعا" نعلق عليه فرارنا وتولينا، وعدم رغبتنا في تحمل مسؤولياتنا، بدليل أن علماءنا لا يسعون لتصور يخرجنا مما نحن فيه، فضلا عن الفعل وخارطة الطريق، فهم قد اكتفوا بالبيانات والمؤتمرات؛ ونحن نمضي وجوابنا للملائكة عند الموت حاضر، فسوف نقول: (كنا مستضعفين في الأرض).
#غزة_الآن #غزة_تموت_جوعا #يوم_التاسيس

حسن الدقي: من عجائب مرحلة الاستضعاف وفقد التمكين والدولة، التي تعاني منها أمة الإسلام اليوم:
🔴أن تجد ألوان طيف أعدائها، من صليبية غربية وشرقية، ويهودية ووثنية وصفوية وبقية العملاء، بأنهم لا يفرقون بين حراك شعوب الأمة من أقصى مشرق الأرض إلى مغربها، فهم يعاملونها كأمة واحدة، وباستراتيجيات مُوَحَّدَة.
🔴بينما تعامل الأمة نفسها وفق الوطنيات والعرقيات والقوميات والدول القُطْريَّة، فلا رابط بين ثورة الشام وثورة فلسطين، ولا بين حراك الأفغان وحراك اليمانيين وتضحياتهم إلى آخر القائمة
🔴وعلى ضفة الأعداء، رأينا كيف لم توفر العقول، التي تدير الثورة المضادة، أي ساحة من ساحات الربيع العربي الخمس، فكان قرارهم باجتياحها كلها.
🔴وكذا رأينا حراك المشروع الصفوي، فهو قد ربط ساحة اليمن بساحة العراق بساحة سوريا ولبنان، في تصور وإدارة تنفيذية واحدة، ووضع فوق تل الدماء المسفوكة في الأمة، صورة الأقصى وادعى دفاعه عنه؛ ولعلنا عند التدقيق نجد بأن شوق المشروع الصفوي لهدم المسجد الأقصى لا يقل عن شوق نتن ياهو، لأن حرمة المسجد الأقصى تأتي بعد حرمة دماء المسلمين، فكيف سيحترمون حرمة الأقصى وهم قد سفكوا دماء أهله!
🟢هنا أنموذج للتفكير في مشروع جامع للأمة المسلمة.
cutt.ly/7QcMSXD

🟢إن سؤال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لرسولنا ﷺ في الحديث: قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أدْرَكَنِي ذلكَ؟ أي عند وقوع زمان (الدعاة على أبواب جهنم).
🔵دَلَّ على اجتهاد حذيفة رضي الله عنه لنفع ونصيحة المسلمين الذين سيتحقق هذا الوضع السياسي في زمانهم.
🟢وجواب رسول الله ﷺ له بقوله: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ.
🔵دَلَّ على أن واجب الأمة الأعظم هو تحقيق اجتماعها ودولتها وإمامها ووحدتها السياسية.
🟢وسؤال حذيفة رضي الله عنه الآخر: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟
🔵دَلَّ على استنتاج حذيفة رضي الله عنه، بأن دولة الإسلام سوف تدول وتزول في هذه المرحلة، عندما يحكمها (الدعاة على أبواب جهنم).
🟢وجواب النبي ﷺ له بقوله: ولو أنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ علَى ذلكَ.
🔵دَلَّ على أنه لا حل للأمة في حال انهيار دولتها وخلافتها إلا أن تعمل على استعادتها، مهما كلفها ذلك.

يقول الإمام القرطبي في تفسيره لقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾الأنبياء:92: أي هذه أمتكم، ما دامت أمة واحدة، واجتمعتم على التوحيد؛ فإذا تفرقتم وخالفتم فليس من خالف الحق من جملة أهل الدين الحق؛ وهو كما تقول: فلان صديقي عفيفا أي ما دام عفيفا فإذا خالف العفة لم يكن صديقي.انتهى
فهل أمة الإسلام في يومنا هذا هي كذلك؟ وما الذي يمكن أن نستنتجه من مقارنة وصفها في القرآن الكريم بحالها القائم الآن؟
🟠1. إن مسمى الأمة (كأمة) ووحدتها قائم على توحيد الله عز جل.
🟡2. وعلى تحكيم شرعه والامتثال لأوامره.
🟠3. ومكونات الأمة مأمورة بأن تؤسس علاقتها مع بعضها البعض على ولاء عقدي، لله ولرسوله وللمؤمنين.
🟡4. وعلى ولاء سياسي وعهد وبيعة لنظام سياسي يجمعها، ويَنْظُمُها في كتلة بشرية وجغرافية واحدة، تحكمها مصالح عليا موحدة.
🟠5. وعلى بَرَاءٍ من أمم الكفر وطواغيتها: ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ﴾.
🟡6. ولا يتحقق (أمن) الأمة إلا في ظل نظامها السياسي: ﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾.
🟠7. وهو ليس مجرد (أمن) واستقرار معيشي، وإنما من أجل تحقيق عبادة الله تعالى وطاعته: ﴿يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾.
🟡8. وبهذا فإن أمة الإسلام يكاد أن يصبح وجودها عدما، لأنها غير مُمَكَّنَة في الأرض ولا دولة لها تمثلها.
🟠9. وبعض الأمة يقاتل بعضها الآخر على (السلطة) التي منحها الصليبيون لهذا العرق ومنعوا منها عرقا آخر.
🟡10. وأخيرا فإنه لا يمكن تمييز مصالح جزء من أجزاء الأمة، قبل تمييز مصالح الأمة العليا، ومن بعد يمكن اشتقاق مصالح الأجزاء.
حسن الدقي
2024/2/29

‏🌙اللهم أَهِلَّ رمضان وأَتِمَّهُ علينا وعلى أمة الإسلام بالمغفرة والرحمة والرضوان.
🌙وبالنصر والتمكين كما مَكَّنْتَ فيه محمدا ﷺ وأمته في معارك رمضان، في غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، والقادسية وفتح السند وحطين وعين جالوت.
🌙واشف صدور المؤمنين فيه من عدوهم الظاهر والباطن، وعدو الداخل والخارج، عدو الصليب واليهود والمشركين، وعدو النفاق المتحكم في رقاب أمة الإسلام، والعدو الباطني الصفوي.
🌙واجمع كلمة المسلمين فيه على وحدة في التصورات والقيادة والهيكلية المؤسسية العالمية، ومسارات التدافع والصراع، العقدي والسياسي والعسكري والأمني.
اللهم آمين، والحمد لله رب العالمين.
حسن الدقي 29 شعبان 1445

🔴إن الصراع والتدافع الإسلامي اليهودي الصليبي على بيت المقدس، يكاد يختزل تاريخ البشرية كلها، بل ويكون محركا للحضارة الإنسانية، ومؤشرا عالميا ودقيقا على انتصار قيم الوجود البشري العليا؛ وذلك فيما قضاه الله عز وجل بظهور دين الإسلام على الدين كله، لأن اليهودية والنصرانية فضلا عن أديان الشرك، لا يمكن أن تصمد قيمها البائسة أمام قيم الإنسانية الحقة، التي يعبر عنها الإسلام، والإسلام فقط.
🔴وإن أعجب ما يمكن الوقوف عليه في هذا التدافع، بأن ما قضاه الله ليهود من عُلُوّ إفسادي في الأرض، إنما يرتبط بحال الأمة المسلمة، فهو عقوبة ربانية موجهة لأمة الإسلام! ذلك أن "عُلُوّ يهود" لا يعود إلى عوامل الصراع البشري المعتادة، من قوة وكثرة بشرية وانتشار جغرافي، وقدرة حقيقية على المصادمة الحضارية، وإنما هو يرجع إلى كسر رباني لكل تلك السنن.
🔴ولعل أوضح ما يسند هذا الاستنتاج، هو التزامن والتوقيت، بين سقوط دولة الإسلام وتحقق عُلُوّ يهود؛ فهو بلا شك عقوبة ربانية للأمة التي تحمل الرسالة الخاتمة، فهي عندما فضلت العرقية والقومية على الأخوة الإسلامية الجامعة، وفضلت "منح السلطة" التي جادت بها أيادي الصليبية البريطانية والفرنسية، وتخلت عن خلافتها الجامعة، عوقبت بتسليط يهود، أذل الخلق في الأرض؛ فهل بعد هذا الذل من ذل؟
🔴والأمر ليس ببعيد أيضا عن التحدي والمدافعة بين أمة الإسلام وأمة الصليب، فقد اندمج عُلُوّ يهود في رغبة الصليبية الجامحة بإسقاط وإلغاء سيطرة أمة الإسلام على بيت المقدس؛ فتحقق هذا التعانق اليهودي الصليبي وخاصة من طائفة البروتستانت.
🔴وإن الصراع على بيت المقدس، ليؤشر إلى أنه لن يحسم إلا بأن ينعكس على أمة الإسلام كلها، من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي؛ أي إعادة بناء وتأسيس هذه الأمة، عبر مشروع جامع، تنخرط فيه جميع أعراق وقوميات وجغرافية الشعوب الأمة المسلمة.
🔴بل إن الصراع على بيت المقدس، سوف يقود كما هو واضح إلى دخول شعوب من أمم الكفر في دين الله أفواجا، ممن سوف يصطفيهم الله عز وجل لكي يلتحقوا بأمة الإسلام، ويسهموا في الصراع والتدافع على بيت المقدس، أي تأسيس دولة الإسلام من جديد.
🔴وأخيرا يتبين لنا مستوى الوهم، وضآلة وقزمية الخطة التي ندير بها الآن معركة الصراع على بيت المقدس، حيث اكتفينا بالسقف الفلسطيني في الصراع من جهة، واكتفت بقية شعوب الأمة بمراقبة الصراع على بيت المقدس عن بعد، ورضيت بالدول القزمة أو "الأوطان" التي أسستها لنا الحملة الصليبية قبل مئة عام؛ فلن يتحرر الأقصى إلا بانتقال معركته إلى جميع عواصم أمة الإسلام.
حسن الدقي
غرة رمضان 1445
#رمضان_مبارك #رمضان