Telegram Web
غايات_قرآنية_الحلقة_15_غاية_التضرع.pdf
2.3 MB
غايات قرآنية الحلقة 15 غاية التضرع.pdf
1
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
هذا يوم عرفة يوم المباهاة يوم العتق من النار فقد ورد عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها:( ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ ، وأنه لَيدنو ، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم) حديث صحيح .
ويشمل العتق من هم بعرفة وغيرهم ممن لم يحج فأكثروا من الذكر والدعاء واسألوا من فضله ورحمته الواسعة لكم ولجميع المسلمين والمسلمات فإنه نعم المسؤول.
2
الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والصلاة والسلام على رسول الله الأمين أما بعد:
تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير وعافية وستر
7
‏منذ بدايات القرن الواحد والعشرين ونحن نشهد التفاهم الصهيوصليبي الصفوي في ساحات متعددة من أفغانستان إلى العراق ثم سوريا واليمن ولكن مع بدايات معركة طوفان الأقصى بدأت هذه التفاهمات تختل وينظر لإيران بأنها تشكل تهديدا للكيان الsssهيوني من خلال الأذرع في البلدان المختلفة وبالتالي ظل نتنياهو حريصا على توجيه ضربة مباشرة لإيران مع تمنع ظاهري من الإدارة الأمريكية في الوقت الذي تراجع فيه دور الأذرع وضعف الأداء العام لها ولم يعد الكيان الsssهيوني يخشى تداعيات من الجوار القريب قرر ضرب إيران وبموافقة أمريكية وقد كانت الضربة قاسية ومؤلمة وتظهر في ذات الوقت حجم الاختراق الأمني والمخابراتي لإيران وسيترتب على هذه الضربة ما يلي:
١/ سطوة الكيان الsssهيوني وتفرده العسكري والاسترايجي في المنطقة واعتباره المنتصر الذي يفرض شروطه على الآخرين.
٢/ تراجع كبير للدور الإيراني في المنطقة لصالح الكيان الsssهيوني دون الذهاب للقضاء على النظام وإسقاطه لأن الغرب تعود إدارة المنطقة من خلال الثنائيات الطائفية والقومية ولا يعدم أدوارا لإيران مستقبلا.
٣/ ستكون الأمة المسلمة وشعوبها في مواجهة مكشوفة مع الأنظمة المستبدة والكيان الsssهيوني والقوى الداعمة له دوليا دون القدرة على توظيف إيران طائفيا لضرب الشعوب العربية المتطلعة للحرية والكرامة كما حدث خلال العقدين الماضيين.
٤/ لن يكون العلو الsssهيوني قاصرا على إيران وحدها بل سيكون التفكير في رسم خرائط المنطقة وفق المنطق اللاهوتي التوراتي المحرف وحينها ستجد عدد من الدول في مواجهة مفتوحة تهدد وجودها.
٥/ احتمالية اندلاع حرب إقليمية إذا ما قررت إيران الرد على الهجمات وذلك بتوسيع مساحة الحرب واستهداف الكيان الsssهيوني وضرب القواعد العسكرية الأمريكية مع العلم بأن تداعيات ذلك ستكون خطيرة على النظام الإيراني ووجوده.
وعموما نحن على أعتاب مرحلة جديدة لم تتبلور بعد ملامحها.
والله المستعان.
#إيران
6👎2
بيان رابطة علماء المسلمين
بشأن الحرب الإسرائيلية الإيرانية
...........................................

الحمد لله الذي لايحب المعتدين و لا يهدي كيد الخائنين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن رابطة علماء المسلمين، وهي تتابع التطورات الملتهبة في المنطقة جراء المواجهات العسكرية الجارية بين الكيان الصهيوني والنظام الإيراني، ترى أن من الواجب الشرعي، والوعي السياسي، البيان الصادق للمسلمين، وتحذير الأمة من الوقوع في شرك الاصطفاف مع أحد هذين العدوين اللدودين، اللذين اجتمعا على استباحة دماء المسلمين، وتمزيق أوطانهم، وتدمير قضاياهم.

أولًا: بخصوص الكيان الصهيوني، فقد كان ولا يزال الاحتلال الصهيوني في طليعة الأعداء الذين يفتكون بالأمة، منذ غرس هذا الكيان الغاصب في قلب فلسطين المباركة.

وإن ما يجري في غزة من إبادة جماعية، وقصف ممنهج للمستشفيات والمدارس والمخيمات، وتهجير المدنيين، وطمس الهوية، بدعم صليبي واضح، يمثل إحدى أشنع صور الإجرام والإرهاب الحديث، ونموذج ماثل لبشاعة العدو الصريح، الذي لا يرقب في مؤمن إلًّا ولا ذمة.

وإن وقوف الأمة إلى جانب فلسطين – بكل الوسائل الممكنة – واجب شرعي وقيمي، لا يحتمل تأويلاً ولا مواربة، ولا يجوز أن يُستغل لصرف النظر عن جرائم أخرى لا تقل خطورة في حق الأمة.

قال الله تعالى : ﴿أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا۟ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِیرٌ﴾ [الحج ٣٩] .

ثانيًا: بخصوص المشروع الصفوي الرافضي الإيراني، فقد بات واضحًا للعيان أنه من أخطر ما ابتليت به الأمة في هذا العصر حيث يتقنع بشعارات المقاومة والممانعة، ويتدثر بدعاوى المظلومية والتسامح بينما هو في حقيقته خنجرٌ مسموم في خاصرة الأمة، ونارٌ خامدة تحت الرماد، سرعان ما تشتعل في عواصم المسلمين متى ما سنحت لها الفرصة.

وهو امتداد تاريخي من الضغائن والأحقاد والنفاق العقدي والسياسي وفي عصرنا الحاضر - ومنذ ولادة الثورة الخمينية - وهو مشروع تدميري توسعي طائفي عابر للحدود، يقوم على هدم أصول الإسلام وتمزيق وحدة المسلمين والترويج للخرافات وأنواع الانحرافات العقدية الشركية والطعن في الصحابة، والتحالف مع أعداء الإسلام في كل محطة تاريخيّة، وقد ارتكب عبر أذرعه ومليشياته أبشع الجرائم بحق المسلمين في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن.

وما مشاهد القتل والتدمير والتجنيد الطائفي والتخادم والتحالف مع أعداء الإسلام ، التي دأب عليها إلا حقائق ماثلة للعيان ، ووقائع دامغة، تشهد بها آثارهم في الأرض، واعترافاتهم المعلنة، ولنتأمل كلمة الإمام ابن تيمية قبل قرون وهو يقول للناس: "هذا دأب الرافضة دائمًا يتجاوزون عن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك، فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين؟ وليس المنافقون في طائفة أكثر منهم فى الرافضة، حتى إنه ليس في الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق؛ ولهذا هم عند جماهير المسلمين نوع آخر، حتى إن المسلمين لما قاتلوهم بالجبل الذي كانوا عاصين فيه بساحل الشام يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ويقطعون الطريق استحلالًا لذلك وتدينا به، فقاتلهم صنف من التركمان فصاروا يقولون: نحن مسلمون، فيقولون: لا أنتم جنس آخر، فهم بسلامة قلوبهم علموا أنهم جنس آخر خارجون عن المسلمين لامتيازهم عنهم." (منهاج السنة لابن تيمية: ٣٧٤/٣) .

وما ذكره ابن تيمية قبل قرون هو ما أُعيد إنتاجه مرة أخرى في عصرنا على أبشع صورة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ومن قبل ذلك أفغانستان.

ثالثًا: إننا في رابطة علماء المسلمين، نحذر الأمة – حكامًا ومحكومين، علماء ومثقفين – من الوقوع في شرك الانخداع بأي من المشروعين الخطيرين ، فالصهيوني عدو ظاهر، والنفاق الصفوي عدو متقنع ، وكلاهما يفتك بالأمة، و المتستر لايقل خطراً إن لم يكن أشد في كثير من الحالات .

وقد آن الأوان للأمة - وبخاصة - علماءها ومثقفيها ونخبها - أن تزيل غشاوة التلبيس، وتخرج من دوامة التضليل، فلا يجوز أن يُرفع شعار القضية الفلسطينية لتمرير الطعن في الأمة من الداخل، ولا أن يُنسى التاريخ الدموي للنظام الإيراني ومليشياته الطائفية في لحظة خصومة مع العدو الصهيوني.

رابعًا: إن رابطة علماء المسلمين إذ تؤكد هذه الحقائق بيانًا للحق وإبراءً للذمة، فإنها توصي بما يلي:

1.وجوب الوعي بخطر المشروعين معًا، ورفض أي تحالف مع الكيان الصهيوني أو النظام الإيراني، فكلاهما عدو لله ورسوله والمؤمنين.

2. عدم الانجرار خلف الشعارات الكاذبة، سواء كانت باسم التطبيع والسلام” أو “الممانعة”، فكلها أدوات لتمرير مشاريع الهيمنة والاستعمار.

3. دعم قضايا الأمة من منطلق إسلامي أصيل، غير مرتهن لمحاور ولا تابع لمشاريع الغير.
4. دعوة العلماء والدعاة ، وسائر الأصوات الحرة إلى رفع مستوى الخطاب التوعوي، وفضح الأجندات الخفية، وعدم مجاراة أدوات التلبيس والإلهاء الإعلامي.

5. تعزيز وحدة الصف الإسلامي الحقيقي، القائم على القرآن والسنة، لا على شعارات طائفية أو قومية أو غيرها ودعوة المسلمين الصادقين جميعاً إلى إيجاد مشروع جامع غير مرتهن لأجندة معادية للإسلام وفي ذلك خلاصهم من مآسيهم بعد عون الله وتوفيقه .

نسأل الله أن يكشف الغمة، ويهتك أستار المنافقين، وينصر عباده المؤمنين، ويحفظ هذه الأمة من كل سوء ويحميها من شر الأشرار ومكر الفجار.

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.



صادر عن:

الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين .

٢٠ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ

الموافق ١٦ يونيو ٢٠٢٥م
5
‏منذ الأيام الأولى لحرب الطوفان كانت تصريحات وزير الخارجية الإيراني مخزية وقد أعطت ضمانا ما كان ينبغي وهو قولهم( لا نريد توسيع دائرة الحرب) فاعتمدت أمريكا على هذا التصريح وزادت عليه عبارتها المشهورة في بداية الحرب( لم يثبت لنا بأن إيران ضالعة في أحداث السابع من اكتوبر ) وهكذا عزلت قطاع غزة عن الدولة الرائدة في ما يسمى بمحور المقاومة وظل الغرب كله يصب جام غضبه على قطاع غزة دون مخاوف من احتمالية توسيع دائرة الحرب وهكذا فقد فعلت إيران بترددها ما لم يفعله بها العدو ولكن لمن يراغب المشهد بعمق يدرك بأن إيران لن تتورط في حرب مباشرة خارج حدودها إلا من خلال الأذرع وقد اعتمدت هذه العقيدة العسكرية بعد هزيمتها في الحرب مع العراق .
وفي ذات الوقت ظلت إيران منضبطة بخطوط اللعبة مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ استيلاء الثورة الخمينية على إيران وذلك بعدم المساس بخطوط الإمداد العالمي للبترول وعدم المساس بالقواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج وكذلك عدم التعدي على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة فظلت حالة التمدد في مساحات خارجة عن النفوذ الأمريكي أو من خلال التفاهم والتخادم معها كما هو الحال في العراق ومع هذه التفاهمات فقد ظلت عقدة النووي محل توتر مستمر وقلق دائم وخاصة للكيان الsssهيوني الذي حرص على جر الولايات المتحدة الأمريكية لضرب إيران وتعطيل قدراتها النووية وقد تحقق لها ذلك في ظل إدارة ترامب ولكن وقد اشتغلت الحرب وتصاعد لهيبها ولم يظهر حتى الآن ملامح التحكم في مآلاتها ولعل الواقع يشير إلى جريان السنن الإلهية في المكر والماكرين كما في قوله تعالى:( قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡیَـٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَشۡعُرُونَ) النحل /26.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية من الكفار والمنافقين.
11
‏الرئيس الأمريكي ترامب في قمة زهوه وطغيانه يهدد ويتوعد دوما بالجحيم وجهنم لمن يقاومه ويرفض سياساته وكأنه رب العالمين مع أن حروبه مع الشعوب المسلمة أثبتت بأنه قد ينتصر وتنهار أمامه الجيوش النظامية ولكنه كيان ضعيف وهش أمام كافة أشكال المقاومة الشعبية والإدارة الأمريكية تدرك ذلك ولهذا تخشى من انهيار المنظومات الرسمية وفتح المجال أمام تحركات وثورات شعبية تمنعه من الاستفادة من حالة الاستقرار التي يستثمر ويسرق فيها موارد الشعوب ولهذا نلاحظ اليوم أثناء ضربه لمواقع المفاعلات النووية يرسل معلومات للإيرانيين بأنه لن يتوسع في الضربات ولا ينوي إسقاط النظام وبعد الضربة مباشرة يعلن بأنه حان وقت السلام وأنه قضى على خطر النووي وكل ذلك يشير بأنه يخشى من تداعيات توسع الحرب وخروجها عن السيطرة .
والمؤشرات تدل على أن الإيرانيين كذلك لن يذهبوا للتصعيد الحربي مع أمريكا ولكنهم سيزيدون من ضرباتهم للكيان الsssهيوني لإعطاء رسالة بأنهم قادرون على الردع حتى الآن وإذا استمر الوضع بهذه الصورة فإن طبيعة العلاقات بين إيران والغرب منذ مجيء الثورة الخمينية وحتى الآن منضبطة بخطوط التفاهم والاتفاق في سياقات التخادم بينهما ولكن إذا تطور الموقف نحو تصعيد عسكري أوسع فنحن أمام تغيير لمسار العلاقات وإنهاء لمسيرة التفاهمات المختلفة وإعادة رسم الخرائط في المنطقة ولكنها ستكون خرائط بلون الدم وحينها لن يكون ذلك نهاية التاريخ كما يرغب الأمريكان بل بداية مشروع المقاومة المفتوحة للشعوب المسلمة في مواجهة مشروع الاحتلال الغربي الذي تدثر طويلا خلف المشاريع الوظيفية المحلية في ظل سيولة مشهودة للنظام الدولي.
والله غالب على أمره.
12👎1
كشفت الحرب الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني كيف تدير القوى الدولية المتحكمة في المشهد العالمي المشاريع الوظيفية عند تعارضها ودخولها في حالة الحرب المباشرة حيث يدخل ذلك في علم وفن إدارة الأزمات والذي برعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير طوال تصدرها النظام الدولي فهي ليست معنية بإنهاء الأزمات الدولية ولكنها معنية بالتحكم في خيوطها والتأثير فيها متى وكيفما أرادت كما عبر عن ذلك وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسنجر. فالمشروع الصهيوني رأس الرمح في المشروع الغربي الصليبي للتحكم في المنطقة وتفتيتها والسيطرة على مواردها والمشروع الصفوي الإيراني أداة من أدوات التفتيت الطائفي وفزاعة التخويف لدول الخليج العربية ولمنع الشعوب المسلمة السنية من التحرر والنهضة والقيام بالملفات القذرة التي لا تريد القوى الدولية القيام بها كما حصل في قمع الثورات وتدمير الشعوب العربية ولذا فتح المجال لإيران ومشروعها بالتمدد والتوسع في عدة دول عربية تحت الرعاية الأمريكية ولكن عمليا اصطدم المشروعان الوظيفيان اصطداما حقيقيا بينهما وهو أمر متوقع بحكم تطلعات كل مشروع لمزيد من النفوذ خارج المساحات المسموح بها وهنا يأتي دور المخدم والمشغل الدولي لضبط حدود ومسارات المشاريع الوظيفية الإقليمية حتى لو تطلب ذلك حربا تحريكية تساعد في ذلك كما حصل خلال الأيام الماضية.
وكانت نهاية الحرب التحريكية دراماتيكية أذهلت المراقبين لأنها لم تكن رائعة الإخراج بل أشبه بلعب الأطفال منها إلى حروب الكبار ولكنها فيما يبدو وصلت النهايات التي وافق عليها الجميع ليعود كل مشروع في حدود المساحات الممنوحة له وعودة التخادم من جديد.
وقد وضعت هذه الحرب الدول الخليجية في المحك الصعب لأنها يمكن بين عشية وضحاها أن تكون جغرافيتها هي ساحة المعارك بين المشاريع المتصارعة وأن القواعد العسكرية التي وضعت للحماية تكون من أكبر نقاط الضعف وعوامل التهديد مما يفتح الباب واسعا حول سؤال الأمن الخليجي والعربي ومستقبله.
كما أظهرت هذه الحرب ضرورة العمل لمشروع إسلامي يعبر عن الأمة المسلمة وتطلعاتها في التحرير والنهضة مسبوقا بالتجديد في الرؤى والمفاهيم والتصورات والأدوات بعيدا عن أوهام الاصطفافات نحو المشاريع الوظيفية هنا وهناك لأن الأمة لا يمكن الانسياق دون وعي نحو مشاريع معادية لها في الحقيقة ومصادمة لعقيدتها ومشروعها الحضاري .
تنبيهان لازمان:
_ التنبيه إلى أن إيران خاضت هذه الحرب لحساباتها الخاصة ولمصلحة أمنها القومي ولذا لم يتم الإشارة مطلقا للقضية الفلسطينية وقطاع غزة تحديدا كما هو الحال في كل تحركاتها منذ بداية الحرب فالملف الفلسطيني في المنظور الإيراني هو أحد روافع ومتكآت المشروع الإيراني من خارجه ويستثمر فيه بقدر ما يحقق المصالح وهذا خلافا لما يروج له البعض بأن إيران تدفع ثمن وقوفها مع فلسطين ولو قيل بأن غزة تدفع ثمن وقوفها مع إيران وتخلي إيران عنها مبكرا لكان أدق وأصوب.
_التنبيه بأن ترامب ونتنياهو قد مارسا نظرية الإلهاء في صرف الأنظار عن الجرائم والانتهاكات في قطاع غزة وخاصة في ظل تصاعد المطالبة بحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية وملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية الذي ظل يتنامى في الآونة الأخيرة ولكن من خلال الحرب الأخيرة تحولت الأنظار مؤقتا عن قطاع غزة كما سنرى محاولات الكيان الصهيوني الظهور بمظهر المستهدف والمظلومة من خلال آثار الحرب الأخيرة لتبقى السردية التاريخية القائمة على المظلومية حاضرة في الذاكرة لبعض الوقت.
وهذا يتطلب عملا جادا لاستثمار تداعيات الحرب الأخيرة في قطاع غزة وما حصل فيها من انتهاكات لمحاصرة الكيان وملاحقته قانونيا وتجريده من سرديته التاريخية التي بان عوارها كثيرا.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
د.حسن سلمان
👍96
في العامين الماضيين وخلال فترة الحرب الأخيرة على قطاع غزة قامت حروب وانتهت وقامت أنظمة جديدة وسقطت اخرى وسقط رؤساء وفاز آخرون ولا زالت معركة الصمود والثبات في غزة وهي المعركة التي لا غبار عليها ولا خلاف وغير قابلة للتمثيل والمسرحيات وهي رافعة أساسية في مشروع الأمة المسلمة في مناهضة المشروع الغربي الصليبي وذراعه في المنطقة دويلة الشر والعدوان وستبقى معركة فلسطين حية لا يطويها النسيان ولا تمحوها الذاكرة .
والمطلوب تعزيز وتقوية صمود أهل غزة وفلسطين بكل السبل.
8👍3💯1
*من رسالة: "عوالي المقاصد" للأستاذ محمد أحمد الراشد رحمه الله تعالى.*
👍3
"بنت أوروبا ازدهارها بعد الحرب الباردة على طاقة رخيصة من روسيا، وسلع رخيصة من الصين، وأمن رخيص من الولايات المتحدة. لكن كما نعلم الآن، لم يعد هذا النموذج صالحًا"

فورين بوليسي
👍2😈2
‏ما يجري من عمليات ناجحة ومؤثرة في قطاع غزة من قبل المقاومة رغم الدمار الشامل الذي طال البشر والشجر والحجر وفي ظل الحصار والتطويق الذي شارك فيه الجميع من عرب وعجم لا يمكن فهمه وفق المعطيات المادية المحضة ولكنها معية الله وعونه وتوفيقه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
14❤‍🔥1👍1
قضية للنقاش :

منذ استقلال إرتريا لم يهنأ الشعب الإرتري بسلام واستقرار بعضه بعوامل داخلية على رأسها النظام الذي رهن بقاءه بعدم الاستقرار وإشعال الحروب ورفع شعار لا صوت يعلو فوق صوت البندقية وبعضها بسبب العوامل الخارجية وخاصة الحكومات الإثيوبية التي تحاول تصدير مشكلاتها للخارج وتعزيز شرعيتها بإثارة ملفات تحشد الشعب نحو مواجهة خارجية كما هو الحال في سد النهضة وإثارة قضية الميناء بين الفينة والأخرى .
والشعب الإريري يحشد في كل معركة دون تفويض ولا مشاورة ولا مساءلة قبلية أو بعدية فحظه دوما الموت والخراب بحجة حماية السيادة الوطنية وحتى القوى الوطنية المقاومة للنظام ليس لها رؤية ولا موقفا واضحا مما يجري بل تحصل فيها انقسامات كلما حصل خلاف بين النظامين الإرتري والإثيوبي مع وضد بحجة حماية الوطن وسلامة أراضيه.
ولكن حان الوقت ليقول الشعب الإرتري كلمته ويحدد مصالحه ومصالح الجوار دون التنازل عن سيادته ودون تعطيل مصالح جواره وذلك بأن تتبنى المقاومة حوارا مباشرا مع إثيوبيا لسماع مطالبها حول الميناء والوصول إلى صيغة تحفظ للجميع مصالحه وأمنه واستقراره على أن يقر نتيجة التفاوض بين الطرفين في البرلمان الإرتري المنتخب أو في استفتاء شعبي بعد سقوط نظام الطاغية الذي حول البلاد إلى مملكة خاصة به وبذلك تكون المقاومة قد سحبت فتيل الصراع ومسوغات الحروب وبنت جسورا لإقامة علاقات جوار تتجاوز النظام الحالي على أساس من المصالح المشتركة بين البلدين.
د.حسن سلمان
8
غايات قرآنية
الحلقة السادسة عشر
 غاية الذكر1/2
مقدمة:
الحمد لله حمدا كثيرا والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
يُعدّ الذِّكر من أعظم العبادات القلبية واللسانية في الإسلام، لما له من أثر عميق في تزكية النفس، وطمأنينة القلب، وتقوية الصلة بالله تعالى. وقد اعتنى به القرآن الكريم عناية بالغة، فتكرر ذكره في مواضع كثيرة، مقرونًا بأحوال الإنسان في السراء والضراء، وجعل الله له منزلة رفيعة بين سائر العبادات، قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ البقرة: 152.
الذِّكر من المقاصد القرآنية الكبرى:
يُعدّ الذِّكر من الغايات الكبرى في كتاب الله تعالى، ومن المقاصد العظيمة التي دعت إليها النصوص الشرعية من الكتاب والسنة. فقد نصّت كثير من آيات الذكر الحكيم على معاني التذكّر والذِّكر والتذكير، كما حذّرت من الغفلة والنسيان، لما لهما من آثار تؤدي إلى الخسران والضلال.
ومن الآيات التي تُبرز هذا المقصد قوله تعالى: ﴿ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ الأنعام: 152.وقد وردت هذه الآية ضمن سلسلة من الوصايا التي تضمنتها سورة الأنعام، تناولت جملة من الأحكام الشرعية مثل: برّ الوالدين، النهي عن قتل النفس، تحريم أكل أموال اليتامى ظلمًا، وترك الفواحش. وفي ختامها، يختم الله بالحث على التذكّر، تأكيدًا على أن مقصد هذه الأحكام هو اليقظة القلبية والاتصال الواعي بالهداية الإلهية، كذلك يقول تعالى بعد ذكر آياته في الثمرات والأرض وإنزال المطر:﴿كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ الأعراف: 57،
مشيرًا إلى أن التأمل في مظاهر الإحياء في الطبيعة يؤدي إلى استحضار قدرة الله ويوقظ في النفس الإيمان والمعرفة.
ويقول تعالى في ختام آية جامعة للأحكام والمقاصد:﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ النحل: 90.
وفي مطلع سورة النور، يقول الله جل جلاله:﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ النور: 1.
ويقول في موضع آخر: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ الذاريات: 49. وفي سياق القصص والعبر ورد قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ الأعراف: 130.وفي التحريض على ذكر الله:
﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ الأنفال: 45. ويقول في بيان فضل الذكر وأهله: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ الأحزاب: 35.
إن هذه الآيات المتواترة والمتضافرة تدل دلالة واضحة على أن الذكر والتذكّر، وترك الغفلة والنسيان، من أعظم مقاصد وغايات القرآن الكريم، التي ينبغي للمؤمن أن يستحضرها في تلقيه للكتاب وتدبره له.
فالإنسان إذا قرأ كتاب الله تعالى وتعمق في معانيه أورثه ذلك ذِكراً دائماً، ويقظة قلبية متجددة، وتحرّر من الغفلة التي تفضي إلى البعد عن الله وخسارة الدنيا والآخرة ولئن كان الذكر كذلك، فما تعريفه وما هي معانيه لغة وشرعاً؟
الذِّكر في اللغة:
الذِّكر في اللغة يدور حول معنى الحفظ، وعدم النسيان، والحديث عن الشيء، ومنه قولهم: "ذَكَر فلانًا" إذا تحدث عنه أو استحضره في ذهنه. ويُطلق كذلك على التلاوة، والتسبيح، والدعاء، وعلى كل ما يُستحضر به الشيء بعد غفلته.
قال ابن فارس: "الذال والكاف والراء أصل يدل على الحفظ للشيء، والعلم به... ومن الباب الذِّكر خلاف النسيان" (مقاييس اللغة).
فالذكر إذن له معنيان أساسيان:
1.    استحضار الشيء في الذهن بعد نسيانه أو غفلته.
2.    التلفظ بالشيء على اللسان.
الذِّكر في الاصطلاح الشرعي:
أما في الاصطلاح الشرعي، فالذِّكر هو: كل ما يُتقرّب به إلى الله من الأقوال المشروعة، كالتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والاستغفار، وقراءة القرآن، والدعاء، والصلاة على النبي ﷺ، وغيرها من الأذكار الواردة في الكتاب والسنة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه مجموع الفتاوى :
(كل ما تكلم به اللسان، وتصوره القلب، مما يقرب إلى الله تعالى، من تعلم علم، أو تعليمه، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، فهو من ذكر الله سبحانه وتعالى)
ولهذا، فإن من اشتغل بالعلم بعد أداء الفرائض، أو جلس مجلسًا يتفقه فيه، أو يُفقّه غيره – مما سُمي في كتاب الله وعلى لسان رسوله ﷺ فقهًا – فإنه يعد من أفضل أنواع الذكر.
1
وابن تيمية رحمه الله وسّع مفهوم الذكر، كما وسّع سابقًا مفهوم العبادة، فجعلها لا تقتصر على الشعائر التعبدية، بل تشمل حياة الإنسان كلها ما دامت متوجهة إلى الله، ومبنية على طاعته وهذا التوسيع في المفهوم والمعنى من شأنه أن يجعل المسلم مستجمعاً قلبه على الله تعالى في كل لحظات حياته ذاكراً بلسانه مستحضراً بجوارحه.
معاني الذكر في القرآن الكريم:
لفظ (الذكر) من الألفاظ المتواترة الحضور في القرآن، فقد ورد هذا اللفظ في اثنين وأربعين ومئتي (242) موضع بتصريفاته المتنوعة. (راجع موسوعة التفسير الموضوعي)
ويُطلق الذِّكر في القرآن الكريم بإطلاقين:
1/ الذِّكر العام
: ويشمل كل ما يُقرب إلى الله من قول أو عمل، مثل الصلاة وتلاوة القرآن وتعليم العلم وفي هذا السياق العام نجد الوحي المنزل من الله تعالى هو أساس في معنى الذكر.
2/ الذِّكر الخاص: ويُراد به الأذكار المحددة بالألفاظ الشرعية، كقول: "سبحان الله"، "الحمد لله"، "لا إله إلا الله"، "الله أكبر.
وهذا الإطلاق في السياق العام والتقسيم الكلي ولكن من خلال تتبع العلماء لمفردة الذكر فقد وجدوها متعددة المعاني من خلال السياق الخاص الذي ترد فيه مفردة الذكر في كل آية من آيات الكتاب العزيز ومن هؤلاء الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه (معترك الأقران في إعجاز القرآن) ج/2/182-183، حيث تتبع مفردة الذكر بحسب السياقات الواردة في آيات الكتاب العزيز على النحو التالي:
1/ ذكر اللسان بالثناء والحمد والتمجيد كما في قوله تعالى: " فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا " البقرة/200، أي كما كنتم تذكرون آباءكم وتثنون عليهم شعرا ونثرا في مقامات الشعائر في عرفات ومزدلفة ومنى اذكروا الله أي باللسان.
2/ ذكر القلب بحضوره وخشيته كما في قوله تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ " آل عمران/135، هنا ذكر الله لا يعني باللسان ولكن استحضروا المعاني العظيمة واستحضروا رقابة الله سبحانه وتعالى والخوف من الله فاستغفروا لذنوبهم.
3/ الذكر بمعنى الحفظ كما في قوله تعالى:" خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " البقرة/63، أي احفظوا ما فيه.
4/ الذكر بمعنى الطاعة والجزاء قال تعالى:" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ " البقرة/152، أي أطيعوني فإن أطعتموني فإني أذكركم في مقامات هي خير من مقاماتكم.
5/ الذكر بمعنى الصلوات الخمس قال تعالى: "فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ " البقرة/239، أي إذا أمنتم من حالة الحرب والخوف فاذكروا الله أي بصلواتكم العادية.
6/ الذكر بمعنى العظمة قال تعالى:" وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " المائدة/14، نسوا ما ذكروا به أي ما عظموا به وما رفعناهم به فلما نسوا ذلك أغرينا بينهم العداوة والبغضاء.
7/ الذكر بمعنى البيان في قوله تعالى:" أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " الأعراف/63، أي جاءكم بيان من ربكم .
8/ الذكر بمعنى الحديث والإخبار عن الواقع والحال كما في قوله تعالى: " وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ " يوسف/42. أي يحدث ويخبر عن قضيته ومظلمته وحاله عند سيده.
 
9/ الذكر بمعنى القرآن والكتاب قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا " طه/124. " وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍۢ مِّنَ ٱلرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ" الشعراء/5، وهو القرآن والوحي المنزل.
10/ الذكر بمعنى التوراة قال تعالى:" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " النحل/ 43، وأهل الذكر هنا تحديدا كانت تعني التوراة باعتبار أنهم كانوا أهل الذكر قبل المسلمين.
11/ الذكر بمعنى الخبر والنبأ قال تعالى:" قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا " الكهف/83، أي خبرًا ، وقد تناول القرآن قصص الأنبياء وأحوالهم وهي من أنباء الغيب ثم يطلق عليه الذكر قال تعالى:( ذَ ٰ⁠لِكَ نَتۡلُوهُ عَلَیۡكَ مِنَ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِیمِ) آل عمران/٥٨ ، أي هذه أخبار وأنباء يذكر فيها أحوال الماضيين.
12/ الذكر بمعنى الشرف قال تعالى:" وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " الزخرف/44، أي بمعنى هو رفعة وشرف ومقام عظيم وثناء جميل لك ولقومك.
2
 وكما أن الذكر قد يكون محمودا كذلك قد يكون معيباً قال الله: " أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ " الأنبياء/36، فهنا الذكر بمعنى العيب والسوء.
13/ الذكر بمعنى اللوح المحفوظ أو أم الكتاب قال تعالى: " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ " الأنبياء /105.في أصح الأقوال وأصوبها فيما ورد عند أهل التفسير.
14/الذكر بمعنى الثناء على الله تعالى " إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا " الشعراء/227.
15/ الذكر بمعنى الوحي منها قول الله تعالى: " فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا " الصافات/3.
16/ الذكر بمعنى الرسول صلى الله عليه وسلم كما قوله تعالى:" قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ " الصافات/10-11.
17/ الذكر بمعنى الصلاة قال تعالى:" إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ " العنكبوت /45.  أي ما في الصلاة من الذكر أكبر.
18/ الذكر بمعنى صلاة الجمعة قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ " الجمعة/9.
19/ الذكر بمعنى صلاة العصر وذلك لما نسي نبي الله سليمان صلاة العصر قال:
 " فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ " ص /32.
أنواع الذكر في الكتاب العزيز:
يتنوع الذكر في القرآن الكريم باعتبارات عديدة فمنها ما يتعلق بالله تعالى ومنها ما يتعلق بأمره ومنها ما يتعلق بنعمه ونتناول هذه الأنواع الثلاثة:
النوع الأول: ذكر الله تعالى من حيث التعلق به:
وهذا من أعظم أنواع الذكر، ويتمثل في استحضار الإنسان لأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وإدراكه أن الله خالق، رازق، محيي، مميت، وأنه وحده من أوجد هذا الوجود، ويستلزم ذلك ذكر وحدانيته وكمالاته، وتدبّر معاني أسمائه وصفاته وآثارها في الكون.
وقد ورد في الحديث الشريف: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة". والإحصاء هنا لا يعني مجرد الحفظ، وإنما الوقوف عند كل اسم: دلالته، تجلياته، آثاره في النفس والحياة، وتمظهره في الوجود. فالكون كله تجليات لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا: اسم الله الخالق يتجلى في الخلق، والبارئ في البرية، والمحيي في الحياة، والمميت في حقيقة الموت، والرزاق في رزق الخلق جميعًا، بشرًا وشجرًا وحجرًا وملائكة.
وهذا النوع من الذكر يمكن تسميته بـ"الذكر المعرفي" أو "الذكر العلمي"، إذ يقوم على تعلُّم أسماء الله، وفهمها، والتفاعل معها. وكل أسماء الله فاعلة وعاملة، ولا يوجد منها اسم معطّل، فمثلًا: اسم الله التواب لا يتجلى إلا بوجود من يذنب ويتوب. وكذلك الجبار: يتجلى في قصم الطغاة المستكبرين، كما يتجلى في جبر المنكسرين والمظلومين.
فإذا وقف الإنسان مع معاني الأسماء، وتدبرها، وفهم براهينها وتطبيقاتها، فهذا من أعظم أنواع الذكر.
النوع الثاني: ذكر أوامر الله ونواهيه:
وهو أن يذكر العبد ما أمر الله به، وما نهى عنه، فيمتثل الأوامر، ويجتنب النواهي، ويستحضر أحكام الله في الحلال والحرام، والمباح والمكروه والمندوب. ومن ثَمّ، لا يُقدِم العبد على أمر حتى يعلم حكم الله فيه. وهذا أيضًا من الذكر، لأنه استحضار لشريعة الله سبحانه وتعالى وسلوكه على هديها والسير على منهاجها.
النوع الثالث: ذكر النعم والآلاء:
قال الله تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ النحل: 18، وقال سبحانه:
﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ الذاريات: 21.
فالتأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة، في النفس، وفي النبات، وفي الحيوان، وفي السماوات والأرض، وفي البحار والجبال، كل ذلك ذكر. فالله تعالى يُنبّهنا إلى أن الزرع، مثلًا، ليس بفعل الإنسان، وإنما هو من خلقه سبحانه، كما في قوله:
﴿أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ الواقعة: 63– 64. ففرقت الآية بين الحرث الذي هو فعل الإنسان وبين الزرع الذي هو فعل الله وخلقه.
كما يُذكّرنا الله بنعمة الخلق والتكوين، من النطفة إلى الجنين إلى الإنسان الكامل. وهذه الآلاء والنعم تزرع في قلب المؤمن عمق التذكر والخضوع لله تعالى وكلما ازداد العبد تذكُّرًا لنعم الله، ازداد شعورًا بتقصيره. وهنا تقع الفجوة بين عِظم النعم وشدة التقصير، وهذه تُملأ بالاستغفار. يقول ابن القيم رحمه الله: "الفجوة بين نعمة الله وذنب العبد تُسد بالاستغفار". وهو ما يُفهم من حديث سيد الاستغفار: "أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي".
2
والذكر بهذه الطريقة هو عمل القلب واللسان والجوارح ونشير لبعض أهم أنواع الذكر الجامعة لكل ذلك:
1.    تلاوة القرآن الكريم: وهو أعظم أنواع الذكر. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ الإسراء: 9. والقرآن في ذاته ذكر، وتلاوته هداية، ونوره في القلب لا يُطفأ إلا بالإعراض عنه.
2.    الاستغفار: دأب الأنبياء على دعوة أقوامهم إلى التوبة والاستغفار وهو أحد المكفرات للذنوب والسيئات.
3.    التسبيح): سبحان الله) تنزيه الله عن النقائص والعيوب، وهو من أعظم ما يُثقل الميزان. قال صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
4.    التحميد: "الحمد لله" يملأ الميزان، كما ورد في الحديث. وهو إقرار بربوبية الله وفضله.
5.    التهليل: "لا إله إلا الله". وهي أعظم الكلمات، تُرجّح ميزان العبد، وتُمحى بها الخطايا، إذا قيلت بصدق وإخلاص، كما في حديث البطاقة المشهور.
6.    التكبير: قول "الله أكبر"، ويجب أن يقترن هذا القول بمعناه الحقيقي: أن الله أكبر من كل شيء في حياة العبد، فيُقدَّم أمر الله على كل أمر، ويحكِّمه في كل شأن.
7.    الحسبلة: قول "حسبنا الله ونعم الوكيل". قيلت على لسان إبراهيم حين أُلقي في النار، وعلى لسان النبي صلى الله عليه وسلم حين أحاط به الأحزاب.
8.    الحوقلة: قول "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وهي من كنوز الجنة، كما ورد في الحديث، وتشير إلى التوكل الكامل على الله، والإقرار بضعف العبد وافتقاره.
د. حسن سلمان
 
4
2025/07/14 02:49:12
Back to Top
HTML Embed Code: