tgoop.com/IFaisal_Turki/3510
Last Update:
•
«وكثيرًا ما سمعتُ من شيخي أبي محمد رحمه الله تعالى يقول: "إِنَّما الأمورُ تتمشَّى في هذا العالم لرجلين: متوكل، أو متهوِّر".
قلتُ: وهذا كلام جامع في معناه؛ فإنَّ المتهور يقصد الأمور على قوَّةِ عادةٍ وجرأة قلب، لا يلتفتُ إلى صارفٍ يصرفُه، أو خاطرٍ يُضعِفه، فتجري له الأمور.
والمتوكِّلُ يقصد الأمور على قوَّةٍ وبصيرة، وكمال يقين بوعدِ الله سبحانه، وتمام ثقة بضمانه، فلا يلتفتُ إلى إنسانٍ يُخوِّفُه، أو شيطانٍ يوسوسُه، فيفوزُ بمقاصده، ويظفر بمطالبه.
وأما المعلِّقُ الضعيف: فهو أبدًا بين توكلٍ وتردُّد، وفتورٍ وتحيُّر، كالحمار في مَعْلَفِه، والدَّجاج في قفصه، يرمُقُ ما تعوَّد من صاحبه، لا يكاد ينفك من ذلك. قد تقاعدت نفسه عن معالي الأمور، وانقطعت همتُه، فلا يكاد يقصد أمرًا شريفًا، وإن قصده فلا يكاد يظفر به، ولا يتم له ذلك.
أما ترى أصحاب الهمم من أبناء الدُّنيا لم ينالوا مرتبةً كبيرةً ومنزلةً خطيرةً إلا بانقطاع قلوبهم عن أنفسهم وأموالهم وأهليهم؟!».
- أبو حامد الغزالي.
•
BY قناة | فيصل بن تركي
Share with your friend now:
tgoop.com/IFaisal_Turki/3510