توفي اليوم العالم البلاغي الدكتور محمود توفيق سعد (1370 - 1446) صاحب الكتب النافعة "دلالة الألفاظ على المعاني عند الأصوليين" و"سبل استنباط المعاني من الكتاب والسنة" و"المعنى القرآني" وغيرها، رحمه الله وغفر له وجزاه عن العلم وأهله خير ما جزى العلماء العاملين.
كان من آخر ما كتبه -رحمه الله- قبل نحو شهرين، في بيانٍ يدافع فيه عن الشيخ الجليل العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، ويردّ على من انتقص منه ونسب إليه ما لا يثبت عنه، وكأنما هو يرثي نفسه ويقصّ سيرته ويدوّن مذهبه ويشهد على حياته بحروفٍ من صدق:
«أنا -بحمدِ الله تعالى- مسلمٌ ، أزهريّ ، صعيديّ.
أنا مسلم عقيدة وعبادة وخلقًا والحمد لله رب العالمين.
وأنا أزهريّ حنفيّ المذهب الفقهي منهاجَ تعلم وتعليمٍ وتفكيرٍ وتعبيرٍ، ولا أتعصب له.
وأنا صعيديّ أنصر الحق بالحق احتسابًا وأرفض الضيم والنقيصة والمعرّة.
تلك مقومات وجودي في هذه الحياة.
لست أشعريًا، ولا سلفيًا، ولا معتزليًّا، ولا أتخذ أي مذهب عقيدي نشأ بمدرسة «علم الكلام»، إنما أنا في معتقدي آخذ بما كان عليه أصحاب سيدنا رسول صَلى الله عَليْهِ وَعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلّم وهو قائمٌ في أسفار أهل العلم، وأنا لا أقول بتأويل صفات الله وإفعاله، ولا أجسّم ولا أشبّه، ولا أنفي ما أثبته الله تعالى ورسُوله صَلى الله عَليْهِ وَعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلّم لنفسِه -سُبْحانَهُ وَتَعَالَى-.
أنا منزّه لله تعالى من كل نقصٍ، وشعاري (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير).
وأنا أُجرِي صفاته وأفعاله على ما جاءت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صَلى الله عَليْهِ وَعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلّم، ولا أزيد، وسألقى الله تعالى على ذلك. لا أحيد عن ذلك أبدًا إن شاء الله تعالى.
وأنا لست صوفيًا من صوفية الطرق والعهود والخرق الملونة والعصا السحرية المباركة التي يتبرك بلمسها المريدون، ولا من الصوفية الذين اتخذوا الرؤى والمجربات والإلهامات مصدرًا لمقالاتهم، ولن أكون إن شاء الله تعالي، ولكني لزمت –والحمد لله تعالى- مجالس شيخي وأستاذي وحبيبي في الله تعالى العارف بالطريق إلى الله تعالى فيما أعتقد شيخنا: محمد زكي إبراهيم رَضِي اللهُ عَنه وعن ذريته أجمعين وتلاميذه المتمسكين بالكتابِ والسنة، منذ عام 1970 إلى عام 1987م حيث غادرت مصر. وما زلت على محبته في الله تعالى، وبرغم من ذلك لم أطلب أخذ الإذن بطريقته، ولكنّي كنت ألزم مجلسَه يومَ الأحد والأربعاء في مكتب العشيرة المحمدية في شارع بورسعيد بجامع البنات لأتعلم وأتأدب، فكان نعم العلم والمؤدب بلسان حاله ومقاله رَضِي اللهُ عَنه، فلست صوفيًا بالمعنى المتداول لدى أصحاب الطرق الصوفية أصحاب الرايات والمجربات والرؤى.
أنا أقرأ لكل عالم مسلم قدر ما يُعينني الله تعالى عليه، فما أيقنت أنه الحق أخذته ودعوت لصاحبه أيًّا كان، وما أيقنت أنه ليس بحق أو فيه شبهة تركته أيا كان صاحبه، ولو كان أبي رحمه الله تعالى. وأعتقد أن هذا هو منهاج كل طالب علمٍ بكتب الله وسنة رسوله صَلى الله عَليْهِ وَعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلّم احتسابًا. يقول الله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا) [الإسراء :36].
اللهم إِنّي أبرأ إليك من كلّ ما لا يرضيك.
وكتبه محمود توفيق محمد سعد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف».
- د. عبدالرحمن قائد
•
كان من آخر ما كتبه -رحمه الله- قبل نحو شهرين، في بيانٍ يدافع فيه عن الشيخ الجليل العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، ويردّ على من انتقص منه ونسب إليه ما لا يثبت عنه، وكأنما هو يرثي نفسه ويقصّ سيرته ويدوّن مذهبه ويشهد على حياته بحروفٍ من صدق:
«أنا -بحمدِ الله تعالى- مسلمٌ ، أزهريّ ، صعيديّ.
أنا مسلم عقيدة وعبادة وخلقًا والحمد لله رب العالمين.
وأنا أزهريّ حنفيّ المذهب الفقهي منهاجَ تعلم وتعليمٍ وتفكيرٍ وتعبيرٍ، ولا أتعصب له.
وأنا صعيديّ أنصر الحق بالحق احتسابًا وأرفض الضيم والنقيصة والمعرّة.
تلك مقومات وجودي في هذه الحياة.
لست أشعريًا، ولا سلفيًا، ولا معتزليًّا، ولا أتخذ أي مذهب عقيدي نشأ بمدرسة «علم الكلام»، إنما أنا في معتقدي آخذ بما كان عليه أصحاب سيدنا رسول صَلى الله عَليْهِ وَعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلّم وهو قائمٌ في أسفار أهل العلم، وأنا لا أقول بتأويل صفات الله وإفعاله، ولا أجسّم ولا أشبّه، ولا أنفي ما أثبته الله تعالى ورسُوله صَلى الله عَليْهِ وَعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلّم لنفسِه -سُبْحانَهُ وَتَعَالَى-.
أنا منزّه لله تعالى من كل نقصٍ، وشعاري (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير).
وأنا أُجرِي صفاته وأفعاله على ما جاءت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صَلى الله عَليْهِ وَعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلّم، ولا أزيد، وسألقى الله تعالى على ذلك. لا أحيد عن ذلك أبدًا إن شاء الله تعالى.
وأنا لست صوفيًا من صوفية الطرق والعهود والخرق الملونة والعصا السحرية المباركة التي يتبرك بلمسها المريدون، ولا من الصوفية الذين اتخذوا الرؤى والمجربات والإلهامات مصدرًا لمقالاتهم، ولن أكون إن شاء الله تعالي، ولكني لزمت –والحمد لله تعالى- مجالس شيخي وأستاذي وحبيبي في الله تعالى العارف بالطريق إلى الله تعالى فيما أعتقد شيخنا: محمد زكي إبراهيم رَضِي اللهُ عَنه وعن ذريته أجمعين وتلاميذه المتمسكين بالكتابِ والسنة، منذ عام 1970 إلى عام 1987م حيث غادرت مصر. وما زلت على محبته في الله تعالى، وبرغم من ذلك لم أطلب أخذ الإذن بطريقته، ولكنّي كنت ألزم مجلسَه يومَ الأحد والأربعاء في مكتب العشيرة المحمدية في شارع بورسعيد بجامع البنات لأتعلم وأتأدب، فكان نعم العلم والمؤدب بلسان حاله ومقاله رَضِي اللهُ عَنه، فلست صوفيًا بالمعنى المتداول لدى أصحاب الطرق الصوفية أصحاب الرايات والمجربات والرؤى.
أنا أقرأ لكل عالم مسلم قدر ما يُعينني الله تعالى عليه، فما أيقنت أنه الحق أخذته ودعوت لصاحبه أيًّا كان، وما أيقنت أنه ليس بحق أو فيه شبهة تركته أيا كان صاحبه، ولو كان أبي رحمه الله تعالى. وأعتقد أن هذا هو منهاج كل طالب علمٍ بكتب الله وسنة رسوله صَلى الله عَليْهِ وَعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلّم احتسابًا. يقول الله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا) [الإسراء :36].
اللهم إِنّي أبرأ إليك من كلّ ما لا يرضيك.
وكتبه محمود توفيق محمد سعد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف».
- د. عبدالرحمن قائد
•
Quraan09311_منهاج_الدعوة_إلى_الله.pdf
2.6 MB
منهاج الدعوة إلى الله في ضوء البناء التركيبي لصورة المعنى القرآني سورة النحل نموذجا | د. محمود توفيق محمد سعد، رحمه الله.
•
مبارك عليكم الشهر يا أهلَ القناة🌙
أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، وأن يجعلنا وإياكم فيه من المقبولين.🧡
•
مبارك عليكم الشهر يا أهلَ القناة
أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، وأن يجعلنا وإياكم فيه من المقبولين.
•
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
•
من طرق تربية النفس إيمانيًّا في رمضان: استثمار هذا الموسم في العيش مع عملٍ من الأعمال الإيمانية الكبرى، والقراءة والسماع عنه، والتأمل والتفكر فيه، وسؤال الله إياه، ومحاسبة النفس في التحقق بهذا العمل، وتدريب النفس على التمثُّل به؛ فمثلا: عش مع موضوع التوبة، أو الخشوع في الصلاة، أو الذكر، أو الدعاء، وغير ذلك من الأعمال الجليلة، وربِّ نفسَك على التخلق به، واجعل هذا بداية رسوخ مستمر في هذا العمل الذي اكتسبته.
عظِّم فرص انتفاعك من هذا الموسم.
•
من طرق تربية النفس إيمانيًّا في رمضان: استثمار هذا الموسم في العيش مع عملٍ من الأعمال الإيمانية الكبرى، والقراءة والسماع عنه، والتأمل والتفكر فيه، وسؤال الله إياه، ومحاسبة النفس في التحقق بهذا العمل، وتدريب النفس على التمثُّل به؛ فمثلا: عش مع موضوع التوبة، أو الخشوع في الصلاة، أو الذكر، أو الدعاء، وغير ذلك من الأعمال الجليلة، وربِّ نفسَك على التخلق به، واجعل هذا بداية رسوخ مستمر في هذا العمل الذي اكتسبته.
عظِّم فرص انتفاعك من هذا الموسم.
•
Forwarded from *سوانح الخواطر* (منال العتيبي)
قال أبو الدرداء :
“ابن آدم! إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك”.
تُسرع بنا الأيام إلى لقاء ربنا
والحازم من استودع في أيامه ولياليه عملا صالحًا ينفعه، وادخر في عمره ما تكون به نجاته. ومن هذا المنطلق ندعوكم للمشاركة في قراءة كتاب:
مختصر لطائف المعارف
فيما لمواسم العام من الوظائف
لابن رجب الحنبلي
آلية البرنامج:
يرسل الورد اليومي من الصفحات المقررة من الكتاب في قناة التيليجرام، وسيكون الكتاب متوفراً في القناة بصيغة pdf للقراءة 📗
🗓 *البداية يوم الأحد:* ١-٩-١٤٤٦هـ
⏳ *مدة البرنامج:* ٢٠ يوماً
📖 *معدل الورد اليومي:* قراءة ٨ صفحات
نستقبل الفوائد اليومية عبر بوت القناة لاختيار المشاركات المتميزة ونشرها في القناة.
@Soanhlkhoater_bot
وللاشتراك بالبرنامج ومتابعة القراءة يكفي انضمامك إلى قناة التلجرام:
https://www.tgoop.com/Soanhalkhoater
“ابن آدم! إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك”.
تُسرع بنا الأيام إلى لقاء ربنا
والحازم من استودع في أيامه ولياليه عملا صالحًا ينفعه، وادخر في عمره ما تكون به نجاته. ومن هذا المنطلق ندعوكم للمشاركة في قراءة كتاب:
مختصر لطائف المعارف
فيما لمواسم العام من الوظائف
لابن رجب الحنبلي
آلية البرنامج:
يرسل الورد اليومي من الصفحات المقررة من الكتاب في قناة التيليجرام، وسيكون الكتاب متوفراً في القناة بصيغة pdf للقراءة 📗
🗓 *البداية يوم الأحد:* ١-٩-١٤٤٦هـ
⏳ *مدة البرنامج:* ٢٠ يوماً
📖 *معدل الورد اليومي:* قراءة ٨ صفحات
نستقبل الفوائد اليومية عبر بوت القناة لاختيار المشاركات المتميزة ونشرها في القناة.
@Soanhlkhoater_bot
وللاشتراك بالبرنامج ومتابعة القراءة يكفي انضمامك إلى قناة التلجرام:
https://www.tgoop.com/Soanhalkhoater
•
كتب الشيخ معين الدين الإيجي (ت: ٩٠٥هـ)، صاحب كتاب: جامع البيان في تفسير القرآن؛ وصيةً مؤثرةً لتلميذه حسن ابن بسَّام (ت: ٩٤٥هـ)، وكان مما قاله له فيها:
«وصيَّة الشَّيخ مُعين الدين محمد بن صفي الدين؛ تذكرةً لأخيه حسن بن علي بن عبد الله بن بسَّام…
اعلم أنَّ علامة إعراض الله عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه، وإن امرءًا ذهبت ساعةٌ من عمره في غير ما خُلق له، لحريٌّ أن تطول عليه الحسرة.
ومن جاوز الأربعين ولم يغلب خيره شره، فليتجهز إلى النَّار، ومن عمَّره الله ستين سنةً فقد أعذر إليه في العمر، ولا خير فيمن إذا زُجر لم ينزجر.
وإنَّ لله تعالى في الأرض أوانيَ ليست بذهب ولا فضة، وإنما هي القلوب التي فيها الكروب، فأحبُّها إليه من رقى وصفا، وأصلبها في الدين أصفاها في اليقين، وأرقُّها على المسلمين.
ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله في أي وادٍ أهلكه، فلا تغتر بسلامة الوقت عسى أن يكون قد اقترب الأجل…
فأغلق على نفسك باب الحجة، وافتح على قلبك باب الحاجة: (مَنْ أبصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا)».
•
كتب الشيخ معين الدين الإيجي (ت: ٩٠٥هـ)، صاحب كتاب: جامع البيان في تفسير القرآن؛ وصيةً مؤثرةً لتلميذه حسن ابن بسَّام (ت: ٩٤٥هـ)، وكان مما قاله له فيها:
«وصيَّة الشَّيخ مُعين الدين محمد بن صفي الدين؛ تذكرةً لأخيه حسن بن علي بن عبد الله بن بسَّام…
اعلم أنَّ علامة إعراض الله عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه، وإن امرءًا ذهبت ساعةٌ من عمره في غير ما خُلق له، لحريٌّ أن تطول عليه الحسرة.
ومن جاوز الأربعين ولم يغلب خيره شره، فليتجهز إلى النَّار، ومن عمَّره الله ستين سنةً فقد أعذر إليه في العمر، ولا خير فيمن إذا زُجر لم ينزجر.
وإنَّ لله تعالى في الأرض أوانيَ ليست بذهب ولا فضة، وإنما هي القلوب التي فيها الكروب، فأحبُّها إليه من رقى وصفا، وأصلبها في الدين أصفاها في اليقين، وأرقُّها على المسلمين.
ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله في أي وادٍ أهلكه، فلا تغتر بسلامة الوقت عسى أن يكون قد اقترب الأجل…
فأغلق على نفسك باب الحجة، وافتح على قلبك باب الحاجة: (مَنْ أبصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا)».
•
Forwarded from مدونة ثمرات المطالعة
الشيخ الدكتور عبد الله العواجي من أهل العلم بالتفسير، متميز بعلمه وتدقيقه وسعة اطلاعه وتواضعه وسماحة نفسه، نفع الله به وزاده توفيقا.
https://youtu.be/TpAWCgY3tpg?si=OSRxj2Hk8nadSE8D
https://youtu.be/TpAWCgY3tpg?si=OSRxj2Hk8nadSE8D
YouTube
تاريخ علم التفسير | د عبدالله العواجي | بودكاست_ملهم
في هذه الحلقة، نسير في تاريخ علم التفسير، مستعرضين نشأته وتطوراته، وكيف تفاعل العلماء مع التحديات الفكرية واللغوية لتقديم تفسير علمي ودقيق للقرآن الكريم، هذا العلم الذي لم يقتصر على تقديم الفهم الظاهر للنصوص، بل سعى إلى استخراج الدروس العميقة والتوجيهات الربانية…
•
روىٰ مسلمٌ في صحيحه: أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به».
استنبط العلماء من هذا الحديث أنا أجر الصيام يضاعف إلى أكثر من سبعمائة ضعف!
قال الشيخ السعدي🌟 : "استثنى في هذا الحديث الصيام، وأضافه إليه، وأنه الذي يجزي به بمحض فضله وكرمه، من غير مقابلة للعمل بالتضعيف المذكور الذي تشترك فيه الأعمال؛ وهذا شيء لا يمكن التعبير عنه … وهنا يقف القلم، ويسيح قلب الصائم فرحاً وطرباً بعمل اختصه الله لنفسه، وجعل جزاءه من فضله المحض، وإحسانه الصرف، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم".
•
روىٰ مسلمٌ في صحيحه: أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به».
استنبط العلماء من هذا الحديث أنا أجر الصيام يضاعف إلى أكثر من سبعمائة ضعف!
قال الشيخ السعدي
•
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
•
من يقين زكريا عليه السلام بربِّه أنَّه كان يطلبه في دعائه ما العادة تمنع حصوله: ﴿قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾: قال الإيجي: "﴿مِن لَّدُنكَ﴾ أي: من غير أسباب ظاهرة".
في دعائك: ارفع سقف توقعاتك.
•
من يقين زكريا عليه السلام بربِّه أنَّه كان يطلبه في دعائه ما العادة تمنع حصوله: ﴿قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾: قال الإيجي: "﴿مِن لَّدُنكَ﴾ أي: من غير أسباب ظاهرة".
في دعائك: ارفع سقف توقعاتك.
•
•
فما أحقَّ من أغفل عن فهم كتابه -يعني: القرآن- أن يستحي من ربه عزَّ وجلَّ، ويأسف على ما مضى من عمره، ومرضِ قلبه، وهو لا يزداد إلا سقمًا ومرضًا؛ وذلك لقلة مبالاته بِدائِه، ترك طلبَ شفائه بما قال مولاه، وتدبُّرَ ما تكلَّم به خالقُه، وقد رآه مولاه وهو يُعْنَى بفهم كتاب مخلوق وحديثه، وليس في كتابه وحديثه إياه خلودُ الأبد في النعيم، ولا النجاة من عذاب لا ينقطع؛ بل لعل فيه ما الاشتغال به ضررٌ عليه، ومسخطة لربه عزَّ وجلَّ، ولعل فيه ما الاستغناء بغيره أولى.
- الحارث المحاسبي (ت: ٢٤٣هـ).
•
فما أحقَّ من أغفل عن فهم كتابه -يعني: القرآن- أن يستحي من ربه عزَّ وجلَّ، ويأسف على ما مضى من عمره، ومرضِ قلبه، وهو لا يزداد إلا سقمًا ومرضًا؛ وذلك لقلة مبالاته بِدائِه، ترك طلبَ شفائه بما قال مولاه، وتدبُّرَ ما تكلَّم به خالقُه، وقد رآه مولاه وهو يُعْنَى بفهم كتاب مخلوق وحديثه، وليس في كتابه وحديثه إياه خلودُ الأبد في النعيم، ولا النجاة من عذاب لا ينقطع؛ بل لعل فيه ما الاشتغال به ضررٌ عليه، ومسخطة لربه عزَّ وجلَّ، ولعل فيه ما الاستغناء بغيره أولى.
- الحارث المحاسبي (ت: ٢٤٣هـ).
•
Forwarded from لُبابُ البَيان
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from قناة | توّاق
••
منذ فترة، كلما مررت بهذه الآية: “قل لو شاء الله ما تلوته عليكم”، يستوقفني هذا الاحتمال المهيب: ماذا لو غاب القرآن؟
أحاول أن أتصور هذا المشهد، فأجده مظلمًا، موحشًا، فارغًا من المعنى. كيف كانت ستبدو الحياة لو لم يُنزّل هذا الوحي؟ كيف كنت سأعرف من أنا، ولماذا خُلقت، وإلى أين أمضي؟ كيف كنت سأقف بين يدي الله، ولا أعرف كيف أناديه، وكيف أبكي له، وكيف أرجوه؟ كيف كنت سأجتاز مواسم الحياة الثقيلة دون أن تسندني آية، أو تهدأ روحي بسكينة الذكر.
لو شاء الله، لما تنعّمنا بآياتٍ تمسح عنّا الخوف، وتغرس الطمأنينة، لما وجدنا في صلواتنا ما يربطنا به، لما عرفنا كيف ندعوه، ولا بأي الكلمات نبثّ له أحزاننا، ولا كيف نرجوه حين تشتد الخطوب.
لو شاء الله، لما علمنا من نحن، ولا لماذا خلقنا، ولا إلى أين نمضي، ولظلّت قلوبنا حيرى، تتخبط بين الظنون، ولا تجد إلى اليقين سبيلًا.
لو شاء الله، لما ترددت في المساجد آياته، ولا رقّت بها قلوب العابدين في سجودهم، ولا استأنست بها الأرواح في وحدتها، ولا بكى بها المذنبون في ظلمات الليل.
لكنّ الله شاء، فأكرمنا بهذا الكتاب، وجعله رحمةً نعيش بها، ونورًا نهتدي به، وسراجًا لا تنطفئ أنواره ما دامت الحياة، فطوبى لمن وعى هذه النعمة، واستمسك بها كما يستمسك الغريق بحبل النجاة، وسقى قلبه منها حتى لا يبقى فيه ظمأ، وملأ بها روحه حتى لا يبقى فيها فراغ.
••
منذ فترة، كلما مررت بهذه الآية: “قل لو شاء الله ما تلوته عليكم”، يستوقفني هذا الاحتمال المهيب: ماذا لو غاب القرآن؟
أحاول أن أتصور هذا المشهد، فأجده مظلمًا، موحشًا، فارغًا من المعنى. كيف كانت ستبدو الحياة لو لم يُنزّل هذا الوحي؟ كيف كنت سأعرف من أنا، ولماذا خُلقت، وإلى أين أمضي؟ كيف كنت سأقف بين يدي الله، ولا أعرف كيف أناديه، وكيف أبكي له، وكيف أرجوه؟ كيف كنت سأجتاز مواسم الحياة الثقيلة دون أن تسندني آية، أو تهدأ روحي بسكينة الذكر.
لو شاء الله، لما تنعّمنا بآياتٍ تمسح عنّا الخوف، وتغرس الطمأنينة، لما وجدنا في صلواتنا ما يربطنا به، لما عرفنا كيف ندعوه، ولا بأي الكلمات نبثّ له أحزاننا، ولا كيف نرجوه حين تشتد الخطوب.
لو شاء الله، لما علمنا من نحن، ولا لماذا خلقنا، ولا إلى أين نمضي، ولظلّت قلوبنا حيرى، تتخبط بين الظنون، ولا تجد إلى اليقين سبيلًا.
لو شاء الله، لما ترددت في المساجد آياته، ولا رقّت بها قلوب العابدين في سجودهم، ولا استأنست بها الأرواح في وحدتها، ولا بكى بها المذنبون في ظلمات الليل.
لكنّ الله شاء، فأكرمنا بهذا الكتاب، وجعله رحمةً نعيش بها، ونورًا نهتدي به، وسراجًا لا تنطفئ أنواره ما دامت الحياة، فطوبى لمن وعى هذه النعمة، واستمسك بها كما يستمسك الغريق بحبل النجاة، وسقى قلبه منها حتى لا يبقى فيه ظمأ، وملأ بها روحه حتى لا يبقى فيها فراغ.
••
Forwarded from قناة طلال الحسّان.
هاجس_الرزق_وأدعية_معينة_على_تحصيله.pdf
1.1 MB
•
ولو كان اللهُ جلَّ ذكرُه وعزَّ أنزلهُ -يعني: القرآن- بلسانٍ لا نفهمه، ولا نعرف معانيه إذا تُلي، إلا أننا نعلم أنَّه كلامُ الإلهِ جلَّ وعزَّ، الذي ليس كمثلهِ شيء، ثمَّ ذُبنا وذاب أهلُ السماءِ والأرضِ، لحقَّ لنا ولهم ذلك!
- الحارث المحاسبي (ت: ٢٤٣هـ).
•
ولو كان اللهُ جلَّ ذكرُه وعزَّ أنزلهُ -يعني: القرآن- بلسانٍ لا نفهمه، ولا نعرف معانيه إذا تُلي، إلا أننا نعلم أنَّه كلامُ الإلهِ جلَّ وعزَّ، الذي ليس كمثلهِ شيء، ثمَّ ذُبنا وذاب أهلُ السماءِ والأرضِ، لحقَّ لنا ولهم ذلك!
- الحارث المحاسبي (ت: ٢٤٣هـ).
•
•
«كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي».
تعليل استثناء الصوم بقوله: «يدع شهوته وطعامه من أجلي» فيه: إشارة لعظيم مكانة "الترك" لأجل الله تعالى.
من أعظم دروس رمضان والصيام فيه التي يجب أن نتعلمها: أن نتعلم عظيم منزلة ترك محبوبات النفس وأهوائها لأجل الله تعالى، وألَّا نقدِّم على مراد الله شيء، وأنْ نُفتِّش في قلوبنا وأعمالنا وإراداتنا على مفعولات حقها أن تكون متروكات لله تعالى.
•
«كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي».
تعليل استثناء الصوم بقوله: «يدع شهوته وطعامه من أجلي» فيه: إشارة لعظيم مكانة "الترك" لأجل الله تعالى.
من أعظم دروس رمضان والصيام فيه التي يجب أن نتعلمها: أن نتعلم عظيم منزلة ترك محبوبات النفس وأهوائها لأجل الله تعالى، وألَّا نقدِّم على مراد الله شيء، وأنْ نُفتِّش في قلوبنا وأعمالنا وإراداتنا على مفعولات حقها أن تكون متروكات لله تعالى.
•
Forwarded from المُشوِّق إلى القُرآن | عمرو الشرقاوي
«الحزنُ على فقدانِ الطَّاعة مع عدم النهوض إليها .. من علامةِ الاغترار.
وقال أبو علي الدَّقاق: (صاحبُ الحزن يقطع من السير إلى الله في شهرٍ ما لا يقطعه من فقد حزنه في سنين)!».
[الحِكَم مع التنبيه، لابن عباد: 419)].
وقال أبو علي الدَّقاق: (صاحبُ الحزن يقطع من السير إلى الله في شهرٍ ما لا يقطعه من فقد حزنه في سنين)!».
[الحِكَم مع التنبيه، لابن عباد: 419)].