يُرسِل الكَلمات الحَنونة فَجأة، على لسانٍ لم نتوقَّعه، في لحظةٍ عَصيبة...
سُبحانه، لطيفٌ بِنا رغم سوء أدبِنا...

مرَّةً بعد مرَّة، ستختلفُ نظرتكَ للأمور البسيطة، تلك التي كنتَ تخلِّفها وراءك دون تفكير!
ستكبر المسؤولية فيكَ يومًا، وستفتحُ عينيكَ بضميرٍ رقيق، على عملٍ دقيق، تخافُ الله فيه.
فاستعد!

أهلًا بكلِّ أذان، أهلًا بكلِّ نِداءٍ من الله، أهلًا بالتَّكليفِ المُحبَّب...

يا سيِّدي قد ضاع الرَّكبُ عنَّا وما استطعنا أن نأتيك!
هلَّا زُرتنا في حُلمٍ، ننسى بنورِ وجهكَ الهمَّ الكبير؟

تنهي حديثنا بطلبِ الدُّعاء:
- ادعي لنا

تقصدنا، هي وأنا، فأردُّ بالتَّأكيد، وأُغلق مَلفَّنا.
أرى أنَّ الجُرح في قلبي لا قلبِنا..
لكنَّها لا تحتمل رؤيته، ولا تطيق صبرًا حتَّى يلتئم فنعود للضَّحك معًا..
أمَّا أنا؟
فلستُ بحاجةٍ للتَّذكير، الأمر أشبه بنزيفٍ لا يتوقَّف، فكيف لا أدعو.. لنا؟

• إسعاف الصَّبَّاغ.

اللهمَّ هذا نداء يُنادينا للصَّلاة...

هلَّا مننت علينا كي نقيمها حقَّ القيام؟
وهلَّا تكرَّمت علينا فقبِلتها رغم علَّة الشُّرود، وكثرةِ المُحاولات؟

حَنانَيك... عبيدك ضعفاءٌ ضعفاء...

يبدو أنَّ الرُّوح تتعبُ أيضًا، فتطرحنا في الفِراش كالمَرضَى.

مســاؤك خَير!
مهما تحدَّثتَ عن شَتاتِ حالِك، وعِظَمِ ألمِك، ومرَّاتِ بُكائِك لن تنجو!
إن لم يربِط قلبُك مفهومَ النَّجاةِ باللُّجوءِ إلى الرَّحمٰنِ فـ نار صدرِك لن تخبو...

قد يجعلُ الله بين يديكَ قلبًا، ليرى جُهدك بِصلاحِه، وصِدقكَ بطلبِ فلاحه...

ألم يضع بين يديكَ صِغارَ حلقات القُرآن؟
يتهافتون إليكَ حتَّى تبتسم لهم عند الإنجاز، ويُسارعون في الحِفظ حتَّى يسمعوا منك أحلى الكَلمات...

مُدَّ يديكَ بحنان، امسح على رؤوسهم، صفِّق وشجِّع، قد سخَّر الله لك محبَّتهم، هلَّا اغتنمت لآخرتِك؟

• إسعاف الصَّبَّاغ.

نستحي من التَّذمُّر في هذا الفَصل، من شدَّة الحَرِّ، لعِلمنا أنَّك سُبحانك خالِقُ كلِّ الفصول، مشيئتكَ فوق رَغباتنا، وحكمتُك بكلِّ شيءٍ تفوقُ العقول...
فلكَ الحمدُ حتَّى ترضى...

ندعوكَ بكلِّ ذرَّة فينا، ألَّا تكِلنا سُبحانك إلينا...

مســاؤك خَير!
أما زلتَ تُقارن خُطوتك بخطوتهم؟ وتُنافِسُ مَبادئهم، وما تجنيه يداهم، وتَخافُ الضَّيعة بينهم وأنتَ فيهم؟

قُم، قارن اليَوم بالبَارحة، نافِس نُسختك القديمة... سترضى... ستقنع... سَتكون أنتَ كما رغِبتَ يومًا!