"یا عَلِيّ اَنْتَ اَوْلی بِي مِن غَیرِي، حَنِّطْني وغَسِّلني
وکَفِّنِّي بِاللَّیل وصَلِّ عَلَي، وادْفِنِّي بِاللَّیلِ ولا تُعْلِمْ
اَحَدًا واَسْتَوْدِعُكَ اللهَ واقْرَأ عَلَى وُلْدِيَ السَّلامَ
اِلی یومِ الْقِيّامَة".
‏— مِنْ وَصِّيَّة السَيِّدَة الزَّهرَاء (عَلَيْهَا السَّلامْ).

إلٰهي العطوف ..
‏في الجنوب حيثُ واديكَ المُقدّس
‏كلُّ عاشقٍ قال:
‏﴿لِأَهلِهِ امكُثوا إِنّي آنَستُ نارًا لَعَلّي آتيكُم
مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ عَلَى النّارِ هُدًى﴾
‏كلُّ عاشقٍ عرف إن الورد الأحمر
علامة الحُبّ
‏فقطفَ مِن زرعِ قلبهِ الأبيض الجنوبيّ
‏وخضّبهُ بالدم القاني
‏وأتاكَ بهِ علىٰ عجل ..
‏لتتقبلّهُ حبيبًا "شهيدًا
‏إلٰهي هؤلاء العاشقين عرفوا الطريق،
‏وَ وصلوا .. بعدَ الفتح،
‏وتركوا لنا النصر و ﴿وَالتّينِ وَالزَّيتونِ﴾
‏وفازوا بقربهم منكَ،
‏فهلّا تقبلتنا عاشقين مثلهم يومًا ما؟!

وَ اِجعَل أُنسِي بِكَ فَقَد ضَاقَت عَنِّي بِلَادُكَ ..
_الإمام الحَسَن المُجتبىٰ (عَليه السّلام).

تستشهدُ شَمعة ..
‏تُضيىء أُخـرىٰ
‏الحقُّ لا يغيب.

إلٰهي …
إنْ كانَ قَلَّ زادي
فِي الْمَسيرِ إلَيْكَ
فَلَقَدْ حَسُنَ ظَنّي
بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ،

علىٰ ناصية الغيـاب ..
‏طوابـير المنتظرين،
‏يذرفون الـشـوق !

نحنُ نتألم، نتألم جدًّا..
‏لكننّا بِخير،
‏لأن مقاومتنا تصنع نصرًا.
‏تعيدُ وِلادتنا مِن جديد..

صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِق..
رَحلوا برأسٍ مرفوع، مُلَطَّخينَ بدمِ الشَّهادة..

عودة المَطر ..
‏فرصة سانِحة
‏لإخفاء شِتاء الرّوح.

والخريفُ في قلبي
أشدُّ اصفرارًا وبؤسًا
مِن خريف الأشجار
ورياحُ قلبي أشدُّ هيجانًا
مِن رياحِ الأشجار.

وكانَ حزينًا،
ولكنَّه أَنيسُ الطَّلعَة؛
وكانَ بائسًا،
ولكنَّه سليمُ الصَّدر،
وكانَ فِي ضِيقٍ،
ولكنَّهُ واسعُ الخُلُق!

إلٰهي...
اعلم إنَّ نبرة صوتي المُرتجِفة
ودمعي الهامِل لا يُخفىٰ عنك
وهذا ما يَجعلني أُقابِل الحُزن
بشيءٍ من الصَبر والتَجاوز.

علىٰ قلبي أيّها المَطر
لا علىٰ الطريق ..

٥ جَماديَّ الأول ٥هـ.
إنَّ الحُروفَ تَصيّرُ دُرًّا حِينَما
‏ذِكرا لِزَينب فِي الحَناجِرِ تُصحَبُ
‏وَتَرى المِدادَ عَلَىٰ السطورِ كَأنّهُ
‏مِن مَدحِها العِطرُ الأريجُ الطيّبُ
‏إنِّ السَحابَ أمامَ زَينبٍ يَنحني
‏وَالنَجمُ حَاشا مِن عُلاها يَقربُ