Telegram Web
إن الذين يبايعونك
جميل-الكامل
٤/محرم/١٤٤٧للهجرة

بدرٌ بِهِ مَلِكُ الملوكِ تَكَرُّمَا
للأَرضِ مَنَّ يُضِيئُ مَا قَد أَظلَما

وحباه للدنيا لِيُحسِنَ ختمها
لطفاً بها ، وتحنناً ، وترحُّمَا

إختاره من قبل مقدمه فقد
صلى الإله على أبيه وسلما

فأضاءت الصلوات من آبائه
ممن أتى من قبله ، وتقدما

ليطل في عصر الظلالة هاديا
للحائرين ، ومنقذاً ، ومعلِّما

من أحمدٍ ورث الهداية واعتلى
فلك النجاة وللصعاب تجشما

أسنا به الله الحياة فما كبى
إلا الذين طوى قلوبهمُ العمى

مَنْ كُلَّمَا هبطوا إلى أوحالهم
زاد اكتمالاً بدره ، وعلا ، سما

جمع الإله من المناقب فيه ما
في كل أعلام الهداية قَسَّما

أعيت عداه خصاله ما أحجموا
جُبْناً عن الأمجاد إلا أقدما

إن لاح كاد النور ينطق أنه
من نسل أحمد قبل أن يتكلما

صبحٌ إذا ما لاح قبل حديثه ،
مزن إذاما غيث حكمته همى

ويكاد إن أغضى لفرط حياءه
من وجنتيه يريق مُحتَدُهُ الدَّما

جئناك أنصارا مجيئ جدودنا
شعباً إلى الأسلام يدفعه الضما

شعباً لخير الخلق جاء مُسَلِّمًا
وأتاه قبل الناسِ طُرًّا مُسْلِما

جئنا نبايع سيدي علم الهدى
كجدودنا جئنا بحكم الإنتما

وبها نتمم بيعةً أجدادنا
قد بايعوها بالبنين ، وبالدِّما

فامدد يمينك يابن أكرم مرسل
فعلى الوفاء الشعب جاء لِيُقْسِما

حبل الولاية من يديك لأحمدٍ
يمتدُّ ثمَّ سما لمن رفعَ السما

ليمينك امتدت هنا أيماننا
فامدد نبايع أن نكون المعصما

يمناك يبصرها سنا إيماننا ال
يُمْنَى التى ملك الملوك بها رمى

شعب الهدى يدري يقينا سيدي
(إن الذين يبايعونك إنما..)
Forwarded from الشاعر جميل الكامل (جميل الكامل)
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#جميل-الكامل

في كربلاء الحزن والظلم مطبوع
في غزة الإسلام نفس الطباعة

نفس الظمئ والقتل والهتك والجوع
نفس العدو والبغض نفس الفظاعة

وداعي الله ( العلم ) كل اسبوع
هو نفس داعي كربلا ياجماعة
إلى روح أبي المرحوم ناجي أحمد الكامل في ذكرى رحيله الأولى التي توافق اليوم السبت ١٠/محرم ١٤٤٧ للهجرة
جميل ناجي احمد الكامل

أُلَخِّصُ العُمْرَ طُّرًّا فِيْ أَبِي نَآجِي
مَضَى ، وَلَمْ يَمْضِ ، مَرْجُوَّ السُّرَى ، رَآجِي

مَضَى إِلَى اللهِ ، وَ الْأَنْوَارُ تَحْمِلُهُ
تَحُثُّ مِن بَعدِهِ الأَيَامُ إِدلَاجِي

مَضَى ، وَ خلَّفَنِي لِلحُزْنِ أُغْنِيَةً
تُبكِي أُواراتُهَا نَايَاتَ أَوْدَاجِي

مَضَى بِأُمِّي فَمَا أَبْقَى رَحِيلُهمَا
باباً يُحَاوِلُ قَلْبِي مِنْهُ إِخْرَآجِي

رَحِيلُهُم أَوجَعَ الأَيَامَ فَانْطَفَأَتْ
فَلمْ يُضِئْها وَقَد حَاوَلتُ إِسرَآجِي

بِلَا أَبٍ تَتَهَاوَى الرُّوحُ نَازِفَةً
بِغَيرِ أُمٍّ يَخِرُّ الوَاحِدُ النَّاجِي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#نشيد ياحسين
#كلمات جميل الكامل
#أداء فرقة الرضوان إرشيف ١٤٤١ للهجرة
قصة استشهاد الحسين ..

القصة الكاملة لاستشهاد الامام الحسين بن علي.. عليه السلام ومن معه من اهل البيت في كربلاء في العاشر من محرم (عاشوراء) والاحداث التي تلتها

مات معاوية بن سفيان في النصف من رجب سنة 59 أو 60 من الهجرة ، و استولى ابنه يزيد على مسند الخلافة ، و ادّعى أنه خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
فاستنكف المسلمون أن يدخلوا تحت طاعة رجل لا يؤمن بالله و لا بالرسول ْفكتب يزيد كتاباً إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي المدينة يُخبره بموت معاوية ، و يأمره بأخذ البيعة من أهل المدينة عامّة و من الحسين بن علي (عليه السَّلام ) خاصّة .
فأرسل الوليد إلى الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) و قرأ عليه كتاب يزيد .
فقال الحسين : أيها الوليد إنّك تعلم انا أهلُ بيتٍ بنا فَتَح الله و بنا يَختم ، و مِثْلي لا يبايع ليزيد شارب الخمور و راكب الفجور و قاتل النفس المحترمة .
و خرج الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) من المدينة خائفاً يترقّب و قصد نحو مكّة فجعل أهل العراق يكاتبونه و يراسلونه و يطلبون منه التوجّه إلى بلادهم ليبايعوه بالخلافة ، لأنه أولى من غيره ، فإنه ابن رسول الله وسبطه ، و المنصوص عليه بالإمامة من جدّه رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) لقوله : " الحسن و الحسين إمامان قاما أو قعدا " ، أي سواء قاما بأعباء الخلافة أو غُصبتْ عنهما .
إلى أن اجتمع عند الحسين ( عليه السَّلام ) إثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق و كلّها مضمون واحد ، كتبوا إليه : قد أينعتِ الثمار و اخضرّ الجناب ، و إنما تقدم على جندٍ لك مجنّدة ، إن لك في الكوفة مائة ألف سيف ، إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله .
فأرسل الحسين ( عليه السَّلام ) ابن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، فلمّا دخل مسلم الكوفة اجتمع الناس حوله و بايعوه لأنه سفير الحسين و ممثّله فبايعه ثمانية عشر ألفاً أو أربعة و عشرون ألفاً .
و كتب مسلم إلى الحسين ( عليه السَّلام ) يخبره ببيعة الناس و يطلب منه التعجيل بالقدوم ، فلما علم يزيد ذلك أرسل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، فدخل ابن زياد الكوفة و أرسل إلى رؤساء العشائر و القبائل يُهدّدهم بجيش الشام و يطمعهم .
فبدأ الناس يتفرّقون عن مسلم شيئاً فشيئاً ، إلى أن بقي مسلم وحيداً ، فأضافته امرأة فطوّقوا الدار التي كان فيها ، و خرج مسلم ، و اشتعلت نار الحرب ، و قتل مسلم منهم مقتلة عظيمة ، و ألقي عليه القبض يوم عرفة و ضربوا عنقه ، و جعلوا يسحبونه في الأسواق و الحبل في رجليه .
و خرج الحسين ( عليه السَّلام ) من مكة نحو العراق يوم الثامن من ذي الحجة ، و منعه جماعة من التوجه نحو العراق و أحدهم عبد الله بن العباس ( حَبْر الأمّة ) .
فقال له الحسين ( عليه السَّلام ) : يابن عباس : إن رسول الله أمرني بأمرٍ أنا ماضٍ فيه .
فقال : بماذا أمرك جدّك ؟
فقال الحسين : أتاني جدّي في المنام و قال : يا حسين أخرج إلى العراق فإن الله شاء أن يراك قتيلا .
فقال ابن عباس : إذن فما معنى حملُك هؤلاء النساء معك ؟
فقال الحسين : هنّ ودائع رسول الله و لا آمنُ عليهنّ أحدا ، و هنّ أيضاً لا يُفارقنني .
و خرج الحسين ( عليه السَّلام ) قاصداً الكوفة ، و في أثناء الطريق التقى به سريّة من الجيش تتكوّن من ألف فارس بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي ، و أرادوا إلقاء القبض على الحسين ( عليه السَّلام ) و إدخاله الكوفة على ابن زياد ، إلا أن الحسين امتنع من الانقياد لهم ، فتمّ القرار على أن يسلك الحسين ( عليه السَّلام )طريقاً لا يُدخله الكوفة و لا يردّه إلى المدينة ، فوصل إلى ارض كربلاء فنزل فيها .
و قام ابن زياد خطيباً في الكوفة و قال : من يأتيني براس الحسين فله الجائزة العظمى ، و أعطه ولاية ملك الرّي عشر سنوات .
فقام عمر بن سعد بن أبي وقاص و قال : أنا .
فعقد له رايةً في أربعة آلاف رجل ، و اصبح الصباح ، و أولُ راية سارتْ نحو كربلاء راية عمر بن سعد ، ولم تزل الرايات تترى حتى تكاملوا في اليوم التاسع من المحرم ثلاثين ألفاً أو خمسين ألفاً أو أكثر من ذلك .
و حالوا بين الحسين و أهل بيته و بين ماء الفرات من اليوم السابع من المحرم ، و لما كان اليوم التاسع اشتدّ بهم العطش ، و اشتدّ الأمر بالمراضع و الأطفال الرضّع .
قالت سكينة بنت الحسين : عزّ ماؤنا ليلة التاسع من المحرّم فجفّت الأواني ويبست الشفاه حتى صرنا نتوقّع الجرعة من الماء فلم نجدها ، فقلت في نفسي أمضي إلى عمّتي زينب لعلّها ادّخرت لنا شيئاً من الماء ، فمضيتُ إلى خيمتها فرأيتها جالسة و في حجرها أخي عبد الله الرضيع و هو يلوك بلسانه من شدّة العطش و هي تارة تقوم و تارة تقعد ، فخفقتني العبرة فلزمتُ السكوت .
فقالت عمتي : ما يُبكيك ؟
قلت : حال أخي الرضيع أبكاني .
ثم قلت : عمتاه قومي لنمضي إلى خيم عمومتي لعلّهم ادّخروا شيئاً من الماء ، فمضينا و اخترقنا الخيم بأجمعها فلم نجد عندهم شيئاً من الماء ، فرجعت عمّتي إلى خيمتها فتبعتها و تبعنا من نحو عشرين صبياً و صبيّة ، و هم يطلبون منها الماء و ينادون : العطش ... العطش .
و آخر راية وصلت إلى كربلاء راية شمر بن ذي الجوشن في ستة آلاف مساء يوم التاسع ، و معه كتاب من ابن زياد إلى ابن سعد ، فيه : فإن نزل الحسين و أصحابه على حكمي و استسلموا فابعث بهم إليّ سلما ، و إن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم ، فإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره و ظهره ... .
فزحف الجيش نحو خيام الحسين عند المساء بعد العصر ، و اقترب نحو خيم الحسين و الحسين جالس أمام خيمته ، إذ خفق برأسه على ركبتيه ، و سمعت أخته زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) الصيحة فدنت من أخيها و قالت : يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت ؟
فرفع الحسين رأسه و قال : أخيّة : أتى رسول الله الساعة في المنام فقال لي : إنك تروح إلينا .
فلطمتْ أخته زينب وجهها وصاحت : و اويلاه .
فقال لها الحسين ( عليه السَّلام ) : ليس الويل لك يا أخيّة ، و لا تُشمتي القوم بنا ، اسكتي رحمك الله .
فقال له العباس بن عليّ : يا أخي قد أتاك القوم فانهض .
فنهض ثم قال : يا عباس اركب ـ بنفسي أنت ـ يا أخي حتى تلقاهم و تقول لهم : ما لكم و ما بدا لكم ؟ و ما تريدون ؟
فأتاهم العباس في نحو عشرين فارساً ، فقال لهم العباس : ما بدا لكم و ما تريدون ؟
قالوا : قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم .
فرجع العباس إلى الحسين و أخبره بمقال القوم .
فقال الحسين : ارجع إليهم ، فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غد و تدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا الليلة و ندعوه و نستغفره ، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له و تلاوة كتابه .
فمضى العباس إلى القوم و سألهم ذلك ، فأبوا أن يمهلوهم .
فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي : ويلكم والله لو أنهم من الترك و الديلم و سألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف و هم آل محمد ؟!
و بات الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) و أصحابه و أهل بيته ليلة العاشر من المحرم ، و لهم دويٌّ كدويّ النحل ، ما بين قائم و قاعد و راكع و ساجد .
ثم أن الحسين ( عليه السَّلام ) جمع أصحابه و قام فيهم خطيباً و قال :
أما بعد : فإني لا أعلم أصحاباً أوفى و لا خيراً من أصحابي و لا أهل بيتٍ أبرّ و لا أوصل و لا أفضل من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعاً عنّي خيراً ، فلقد بررتم و عاونتم .
ألا : و إني لا أظن يوماً لنا من هؤلاء الأعداء إلا غداً ، ألا و إني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ من بيعتي ليس عليكم مني حرج و لا ذمام ، و هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً ، و ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، و تفرّقوا في سواد هذا الليل ، و ذروني و هؤلاء القوم ، فإنهم لا يريدون غيري .
فقال له اخوته و أبناؤه و أبناء عبد الله بن جعفر : و لِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبدا .
و تكلّم اخوته و جميع أهل بيته فقالوا : يابن رسول الله فما يقول لنا الناس و ماذا نقول لهم ؟ نقول إنا تركنا شيخنا و كبيرنا و ابن بنت نبيّنا لم نرم معه بسهم ، و لم نطعن معه برمح ، و لم نضرب معه بسيف ، لا والله يابن رسول الله لا نفارقك أبداً ، و لكن نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك و نرد موردك ، فقبّح الله العيش بعدك .
و قام الأصحاب و تكلّموا بما تكلّموا واحداً بعد واحد .
فلما رأى الحسين ( عليه السَّلام ) ذلك منهم قال لهم : إن كنتم كذلك فارفعوا رؤوسكم و انظروا إلى منازلكم .
فكشف لهم الغطاء ـ بإذن الله ـ و رأوا منازلهم و حورهم و قصورهم .
فقال لهم الحسين : يا قوم إني غداً أقتل و تقتلون كلكم معي ، و لا يبقى منكم واحد .
فقالوا : الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك ، و شرّفنا بالقتل معك ، أو لا ترضى أن نكون في درجتك يابن رسول الله ؟
فقال : جزاكم الله خيراً .
و لمّا أصبح الصباح من يوم عاشوراء نادى الحسين أصحابه و امرهم بالصلاة ، فتيمّموا بدلاً عن الوضوء و صلّى بأصحابه صلاة الصبح ثم قال : " اللهم أنت ثقتي في كلّ كربٍ و أنت رجائي في كل شدّة ، و أنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة و عدّة ، كم من كربٍ يضعف فيه الفؤاد و تقلّ فيه الحيلة ، و يخذل فيه الصديق و يشمت فيه العدو ، أنزلته بك و شكوته إليك رغبة مني إليك عمّن سواك ، ففرّجته عنّي و كشفته ، فأنت وليّ كلّ نعمة و صاحب كل حسنة و منتهى كل رغبة " .
ثم نظر إلى أصحابه و قال : " إن الله قد أذن في قتلكم و قتلي ، و كلّكم تقتلون في هذا اليوم إلا ولدي علي بن الحسين ـ أي زين العابدين ـ فاتقوا الله و اصبروا " .
و اصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم و خرج بالناس ، وجعل على ميمنة العسكر عمرو بن الحجاج الزبيدي ، و على المسيرة شمر بن ذي الجوشن ، و على الخيل عروة بن قيس ، و على الرجّالة شبث بن ربعي ، و أعطى الراية دُريداً غلامه .
و دعى الحسين بفرس رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) المترجزْ ، و عبّأ أصحابه ، و كان معه اثنان و ثلاثون فارساً ، و أربعون راجلاً ، و قيل أكثر من ذلك ، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه ، و حبيب بن مظاهر في المسيرة ، و أعطى رايته أخاه العباس ، و جعلوا البيوت و الخيم في ظهورهم و أمر بحطب و قصب أن يترك في خندق عملوه في ساعة من الليل ، و أشعلوا فيه النار مخافة أن يأتيهم العدو من ورائهم ، و جعلوا جبهة القتال جهةً واحدة ، فغضب الأعداء بأجمعهم .
فنادى شمر بأعلى صوته : يا حسين أتعجّلت النار قبل يوم القيامة ؟
فقال الحسين : من هذا ، كأنه شمر ؟
فقالوا : نعم .
فقال : يابن راعية المعزى أنت أولى بها صليّا .
و أراد مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين ، و قال أكره أن أبدأهم بالقتال .
ثم تقدّم الحسين نحو القوم ، ثم نادى بأعلى صوته : يا أهل العراق ـ وكلهم يسمعون ـ فقال : " أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحقّ لكم عليّ ، و حتى أعذر إليكم ، فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك سعداء وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم ثم لا يكن أمركم عليكم غُمّة ثم اقضوا إليّ و لا تنظرون ، إنّ وليّي الله الذي نزّل الكتاب و هو يتولّى الصالحين .
ثم حمد الله وأثنى عليه و ذكره بما هو أهله ، و صلى على النبي و آله و على الملائكة و الأنبياء ، فلم يسمع متكلّم قط قبله و لا بعده أبلغ منه في المنطق .
ثم قال : أما بعد يا أهل الكوفة فانسبوني فانظروا من أنا ، ثم راجعوا أنفسكم فعاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلي و انتهاك حرمتي ؟
أ لستُ ابن بنت نبيّكم و ابن وصيّه و ابن عمّه و أول مصدّق لرسول الله ( صلى الله عليه و آله ) بما جاء به من عند ربّه ؟
أو ليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي ؟
أو ليس جعفر الطيّار في الجنة بجناحين عمّي ؟
أو لم يبلغكم ما قال رسول الله لي و لأخي : " هذان سيدا شباب أهل الجنة" .
فإن صدّقتموني بما أقول و هو الحق ، والله ما تعمّدتُ كذبً منذ علمتُ أن الله يمقت عليه أهله ، و إن كذّبتموني فإن فيكم مَنْ إن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، و أبا سعيد الخدري ، و سهل بن سعد الساعدي ، و زيد بن أرقم ، و أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي و لأخي ... أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟
يا قوم : فإن كنتم في شكٍ من ذلك ، أفتشكّون أني ابن بنت نبيّكم فو الله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري فيكم و لا في غيركم .
ويحكم ! أتطالبوني بقتيل منكم قتلتُه أو مالٍ استملكته ، أو بقصاص من جراح ؟
فأخذوا لا يكلّمونه ، و نادى بأعلى صوته فقال : أنشدكم الله هل تعرفونني ؟
قالوا : نعم أنت ابن رسول الله وسبطه .
فقال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت رسول الله ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم هل تعلمون أن جدّتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاماً ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن حمزة سيد الشهداء عمّ أبي ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيّار في الجنّة عمّي ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله أنا متقلّده ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن علياً كان أول القوم إسلاماً وأعلمهم عِلماً وأعظمهم حلما ، وانه ولي كل مؤمن ومؤمنة ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : فبم تستحلّون دمي وأبي الذائدُ عن الحوض يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادر عن الماء ، ولواءُ الحمد في يد أبي يوم القيامة ؟!
قالوا : قد علمنا ذلك كلّه و نحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشانا .
و خطب فيهم خطبة أخرى ، و أتمّ عليهم الحجّة فما أفاد فيهم الكلام ، ثم أناخ راحلته و دعى بفرس رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) المرتجز فركبه ، فعند ذلك تقدّم عمر بن سعد وقال : يا دريد أدن رايتك ثم أخذ سهماً و وضعه في كبد القوس و قال : اشهدوا لي عند الأمير فأنا أول من رمى الحسين ، فاقبلت السهام من القوم كأنها شآبيب المطر ، فقال الحسين لأصحابه : قوموا رحمكم الله فإن هذه السهام رسل القوم إليكم .
فاقتتلوا ساعة من النهار حملةً و حملةً ، فلما انجلت الغبرة و إذا بخمسين من أصحاب الحسين صرعى ، فعند ذلك ضرب الحسين بيده على لحيته الكريمة و قال : " اشتدّ غضبُ الله على اليهود إذ جعلوا له ولدا ، و اشتدّ غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة ، و اشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس و القمر ، و اشتدّ غضبه على قوم اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم ، أما والله لا أجيبهم إلى شيء ممّا يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي " .
ثم جعل أصحاب الحسين يبرزون واحداً بعد واحد ، وكل من أراد منهم الخروج ودّع الحسين و قال السلام عليك يا أبا عبد الله ، فيجيبه الحسين : و عليك السلام و نحن خلفك ، ثم يتلو : ﴿ ... فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ 1 .
و لم يزالوا كذلك حتى دخل وقت الظهر ، فجاء أبو تمامة الصيداوي و قال : يا أبا عبد الله أنفسنا لنفسك الفداء ، هؤلاء اقتربوا منك ، لا والله لا تقتل حتى أقتل دونك ... و أحبّ أن ألقى الله عزّ وجلّ و قد صلّيت هذه الصلاة معك .
فرفع الحسين رأسه إلى السماء و قال : ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين ، نعم هذا أول وقتها .
ثم قال ( عليه السَّلام ) سلوا هؤلاء القوم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي ، فأذّن الحسين بنفسه ، و قيل : أمر مؤذّنه ليؤذّن ، ثم قال الحسين : ويلك يابن سعد أنسيت شرائع الإسلام ؟ اقصر عن الحرب حتى نصلّي و تصلّي بأصحابك ونعود إلى ما نحن عليه من الحرب ، فاستحى ابن سعد أن يجيبه ، فناداه الحصين ابن نمير ـ عليه اللعنة ـ قائلاً : صلّ يا حسين ما بدا لك فإن الله لا يقبل صلاتك .
فأجابه حبيب بن مظاهر : ثكلتك أمك ، ابن رسول الله صلاته لا تقبل و صلاتك تقبل يا خمّار ؟!
فقال الحسين لزهير بن القين و سعيد بن عبد الله : تقدّما أمامي حتى أصلّي الظهر . فتقدّما أمامه في نحو نصفٍ من أصحابه حتى صلّى بهم صلاة الخوف ، و سعيد تقدّم أمام الحسين فاستهدف لهم فجعلوا يرمونه بالنبال كلّما أخذ الحسين يميناً و شمالاً قام بين يديه فما زال يرمى إليه حتى سقط على الأرض و هو يقول : اللهم العنهم لعن عادٍ وثمود ، اللهم أبلغ نبيّك عني السلام ، و أبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإنني أردت بذلك نصرة ذرّية نبيّك ثم مات رحمه الله .
و بعد ما قتل أصحاب الحسين رضوان الله عليهم فعند ذلك وصلت النوبة إلى بني هاشم ، و أول من قتل منهم علي بن الحسين الأكبر ، و كان من أصبح الناس وجهاً و أحسنهم خلقاً و خُلقاً ، فاستأذن أباه في القتال فنظر إليه الحسين نظر آيس منه ، و أرخى عينيه و بكى ، و رفع سبابتيه أو شيبته الشريفة نحو السماء و قال : " اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً و خُلقاً و منطقاً برسولك ، و كنّا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجه هذا الغلام ، اللهم امنعهم بركات الأرض و فرّقهم تفريقاً و مزّقهم تمزيقاً ، و اجعلهم طرائق قدداً و لا تغفر لهم أبداً ، و لا ترضي الولاة عنهم أحداً ، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا " .
ثم برز بنو هاشم واحداً بعد واحد و قاتلوا الأعداء حتى استشهدوا جميعاً .
ثم نادى الحسين : هل من ذائب يذبّ عن حرم رسول الله ؟ هل من موحّدٍ يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا ؟
فارتفعت أصوات النساء بالبكاء و العويل ، فتقدّم إلى باب الخيمة و قال لزينب : ناوليني ولدي الرضيع لأودّعه .
فناولته ولده الرضيع فحمله نحو القوم و هو ينادي يا قوم قتلتم أنصاري و أولادي ، و ما بقي غير هذا الطفل ، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، لقد جفّ اللبن في صدر أمّه .
فرماه حرملة بسهم فوقع في نحره فذبحه من الوريد إلى الوريد . فوضع الحسين كفّيه تحت نحر الطفل فلمّا امتلأتا دماً رمى به إلى السماء ، و قال : هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله ، اللهم لا يكونن طفلي هذا أهون عليك من فصيل ـ أي فصيل ناقة صالح ـ .
و لما قتل أصحابه و أهل بيته و لم يبق أحد عزم على لقاء الله ، فدعى ببردة رسول الله فالتحف بها فأفرغ عليها درعه ، و تقلّد سيفه و استوى على متن جواده .
ثم توجّه نحو القوم و قال : ويلكم على مَ تقاتلونني ؟ على حقٍّ تركته ؟ أم على شريعة بدّلتها ؟ أم على سنّة غيّرتها ؟ فقالوا : نقاتلك بغضاً منّا لأبيك و ما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين . فلما سمع كلامهم بكى ، و جعل يحمل عليهم و جعلوا ينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ، ثم رجع إلى مركزه و هو يقول : لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
فصاح عمر بن سعد : الويل لكم ! أتدرون لمن تقاتلون ؟ هذا ابن الأنزع البطين هذا ابن قتال العرب ، احملوا عليه من كل جانب .فحملوا عليه فحمل عليهم كالليث المغضب ، فجعل لا يلحق منهم أحداً إلا بعجهُ بالسيف فقتله ، حتى قتل منهم مقتلة عظيمة ، فحالوا بينه و بين رحله ، فصاح : ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم ، و ارجعوا إلى أحسابكم إن
كنتم عربا .
فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة ؟
قال أقولك أنا الذي أقاتلكم و أنتم تقاتلونني ، و النساء ليس عليهن جناح ، فامنعو عتاتكم و جهّالكم عن التعرّض لحرمي ما دمت حيّا .
فصاح شمر بأصحابه : تنحّوا عن حرم الرجل و اقصدوه بنفسه ، فلعمري هو كفو كريم ، فتراجع القوم .
ثم بدأوا يرشقونه بالسهام و النبال حتى صار درعه كالقنفذ ، فوقف ليستريح ساعة و قد ضعف عن القتال فبينما هو واقف إذ أتاه حجرٌ فوقع على جبهته ، فاخذ الثوب ليمسح الدم عن عينه فأتاه سهم محدّد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره على قلبه ، فقال الحسين : بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملّة رسول الله ، ثم رفع رأسه إلى السماء و قال : الهي إنك تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن نبيّ غيره .
ثم أخذ السهم و أخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت دماً رمى به إلى السماء ، ثم وضع يده على الجرح ثانياً فلما امتلأت لطّخ به رأسه و لحيته و قال هكذا أكون حتى ألقى جدّي رسول الله و أنا مخضوب بدمي أقول : يا رسول الله قتلني فلان و فلان .
فعند ذلك طعنه صالح بن وهب على خاصرته طعنة ، فسقط عن فرسه على خده الأيمن و هو يقول : بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملّة رسول الله ، ثم جعل يجمع التراب تحت يده كالوسادة فيضع خدّه عليها ثم يناجي ربّه قائلاً :
صبراً على قضائك و بلائك ، يا رب لا معبود سواك ، ثم وثب ليقوم للقتال فلم يقدر ، فنادى : وا جدّاه وا محمّداه ، وا أبتاه وا عليّاه ، وا غربتاه وا قلّة ناصراه ، أ اُقتل مظلوماً و جدّي محمد المصطفى ؟ ءأذبح عطشانا و أبي عليّ المرتضى ؟ ءأترك مهتوكاً و أمي فاطمة الزهراء ؟
ثم خرجت زينب من الفسطاط و هي تنادي : وا أخاه ، وا سيداه ، وا أهل بيتاه ، ليت السماء أطبقت على الأرض ، ليت الجبال تدكدكت على السهل ، اليوم مات جدّي اليوم ماتت أمي .
ثم نادت : ويحك يابن سعد أيقتل أبو عبد الله و أنت تنظر إليه ؟ فلم يجبها عمرو بشيء ، فنادت : ويحكم أما فيكم مسلم ؟ فلم يجبها أحد .
فخرج عبد الله بن الحسن و هو غلامٌ لم يراهق من عند النساء ، فشدّ حتى وقف إلى جنب عمّه الحسين ، فلحقته زينب بنت علي لتحسبه ، فقال لها الحسين : احبسيه يا أختي فابى و امتنع عليها امتناعاً شديداً و قال : والله لا أفارق عمي ، و اهوى أبحر بن كعب إلى الحسين بالسيف فقال له الغلام : ويلك يابن الخبيثة أتقتل عمّي فضربه أبحر بالسيف فأتقاه الغلام بيده و أطنّها الى الجلد فإذا هي معلّقة ، و نادى الغلام : يا عمّاه يا أبتاه فأخذه الحسين فضمّه إليه و قال : يابن أخي صبراً على ما نزل بك و احتسب في ذلك الأجر فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين فرماه حرملة بسهم فذبحه في حجر عمّه الحسين .
ثم صاح عمر بن سعد بأصحابه : ويلكم إنزلوا و حزّوا رأسه ، و قال لرجل : ويلك إنزل إلى الحسين و أرحه . فأقبل عمرو بن الحجاج ليقتل الحسين فلمّا دنى ونظر إلى عينيه ولّى راجعاً مدبراً ، فسألوه عن رجوعه ؟ قال : نظرتُ إلى عينيه كأنهما عينا رسول الله . و اقبل شبثُ بن ربعي فارتعدت يده و رمى السيف هارباً ، فعند ذلك أقبل شمرٌ و جلس على صدر الحسين و وقعت المصيبة الكبرى التي يعجز القلم عن وصفها ..

ثم سبيت بنات محمد ووضعوهن على اقتاب الابل مكشوفات الراس واقتادوا من تبقى مقيدين مشيا على الاقدام في الصحراء بين السلب والضرب من العراق الى الشام حيث قصر يزيد بن معاوية، رافعين سبعة عشر رمحا عليه رؤوس الهواشم مقدمتهم ابناء علي عليهم السلام ،
فلما وصلوا ادخل الراس مع ال بيت النبي من زوجات وبنات وابناء الحسين وغيرهم من ال البيت الى عدوالله يزيد فقال احدهم ان نسآوهم حلال لنا فقال علي ابن الحسين كذبت والله الا ان تخرج من مله الاسلام فتستحل ذلك بغيرها، ثم امر يزيد بآدخال النساء الى نساءة وحين دخلن اخذا يتمثل براس الحسين عليه السلام ويردد ابيات عدة منها ابيات الحصين ابن الغمام المري وابن الزيعري فارحا مهلالا بما صنع في الحسين وال بيتة فقال:
ليت اشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الاسل،
لاهلوا واستهلوا فرحا ،
ولقالوا يايزيد لاتشل،
قد قتلنا النصف من سادتهم،
وعدلنا مثل بدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا،
خبر جاء ولا وحي نزل،
لست من خندف ان لم انتقم
من بني احمد ماكان فعل.
حتى قامت زينب بنت علي خاطبة في ملأ الناس وقد هزت عرش يزيد لعنه الله حتى امر باسكاتها.
خطبة الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في منبر الجامع الاموي :
قال الامام زين العابدين عليه السلام يايزيد ائذن لي ان اصعد هذه الاعواد (اي المنبر) فاتكلم بكلمات لله فيهن رضى ولهؤلاء الجلساء فيهن اجر وثواب ، فأبى يزيد عليه ذلك ، فقال الناس : إإذن له انه فتى ماذا عسى ان يفعل
فصعد الإمام علي ابن الحسين (ع) المنبر فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون و أوجل منها القلوب ثم قال:
أيها الناس أعطينا ستاً و فضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين و فضلنا بأن منا النبي المختار محمداً و منا الصديق و منا الطيار و منا أسد اللَّه و أسد رسوله و منا سبطا هذه الأمة من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي و نسبي.
أيها الناس أنا ابن مكة و منى أنا ابن زمزم و الصفا أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا أنا ابن خير من ائتزر و ارتدى أنا ابن خير من انتعل و احتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج و لبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواء أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قاب َقَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى.
أنا ابن علي المرتضى أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا اللَّه أنا ابن من ضرب بين يدي رسول اللَّه سيفين و طعن برمحين و هاجر الهجرتين و بايع البيعتين و قاتل ببدر و حنين و لم يكفر باللَّه طرفة عين أنا ابن صالح المؤمنين و وارث النبيين و قامع الملحدين و يعسوب المسلمين ونور المجاهدين و زين العابدين و تاج البكاءين و أصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين و الناكثين و القاسطين و المجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين و أول من أجاب و استجاب للَّه ولرسوله من المؤمنين و أول السابقين و قاصم المعتدين و مبيد المشركين و سهم من مرامي الله على المنافقين و لسان حكمة العابدين و ناصر دين اللَّه و ولي أمر اللَّه و بستان حكمة اللَّه و عيبة علمه سمح سخي بهي بهلول زكي أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب أربطهم عنانا و أثبتهم جنانا و أمضاهم عزيمة و أشدهم شكيمة أسد باسل يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة طحن الرحى و يذروهم فيها ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز و كبش العراق مكي مدني خيفي عقبي بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها و من الوغى ليثها وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين ذاك جدي علي بن أبي طالب.
ثم قال: أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء، أنا ابن خديجة الكبرى
أنا ابن المقتول ظلماً
أنا ابن محزوز الرأس من القفا
أنا ابن العطشان حتى قضى
أنا ابن طريح كربلاء
أنا ابن مسلوب العمامة والرداء
أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء
أنا ابن من ناحت عليه الجن في الأرض والطير في الهواء
أنا ابن من رأسه على السنان يهدى
أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى
فلم يزل يقول: أنا، أنا، حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر يزيد المؤذن مع أنه لم يكن وقت الصلاة فقطع عليه الكلام.

فلما قال المؤذن: اللَّه أكبر
قال علي بن الحسين: لا شيء أكبر من اللَّه، كبرت كبيراً لا يقاس

فلما قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا اللَّه
قال علي بن الحسين: شهد بها شعري وبشري وعظمي ولحمي ودمي

فلما قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله
إلتفت من فوق المنبر إلى يزيد وقال: محمداً هذا جدي أم جدك يا يزيد؟
فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت، وإن قلت: إنه جدي فلم قتلت عترته؟

فنزل زين العابدين من المنبر، هذا وقد تفرق من كان في المسجد، والتفوا حول الإمام زين العابدين.
ولما خشي يزيد الفتنة وانقلاب الأمر، عجل بإخراج الإمام زين العابدين والعيال من الشام إلى وطنهم ومقرهم في المدينة .

قصيدة السيدة سكينة بنت الحسين عليه السلام
تشكو فيها الى مدينة جدها الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ومعها من تبقى من نساء ال البيت مأساة واقعة الطف بكربلاء في10 محرم سنة 61 هجرية..
قصيدة تحكي مشاهد وشواهد من المأساة والغدر والتشنيع التي واجهها الامام الحسين وذرية اهل البيت عليهم السلام من جيوش بنو امية ..

مدينة جدنا لا تقبلينا
فبالحسرات والأحزان جئنا

ألا فأخبر رسول الله عنا
بأنا قد فجعنا في أبينا

وأن رجالنا بالطف صرعى
بلا رؤس وقد ذبحوا البنينا

وأخبر جدنا أنا أسرنا
وبعد الأسر يا جدا سبينا

ورهطك يا رسول الله أضحوا
عرايا بالطفوف مسلبينا

وقد ذبحوا الحسين ولم يراعوا
جنابك يا رسول الله فينا

فلو نظرت عيونك للأسارى
على أقتاب الجمال محملينا
القصيدة التي القيتها اليوم في فعالية ذكرى الحسين في اب لعدد من المكاتب
أسئلة صعبة في ذكرى الحسين
شعر /جميل الكامل
١٢/محرم/١٤٤٧

قلبي الفداء قصائداً ، أو نثرا
لك يابن فاطمةَ البتولِ الزهرا

لك ياحسين الطف يابن أبرِّ من
أحيت مناقبُه البرية ذكرا

لك يا أجلَّ ، أهلَّ ، أشجعَ ناطقٍ
بالحق ماحملت بمثلك غبرا

كلَّا ولا عينٌ شهيداً أبصرت
في الأرض يصنع كل يومٍ نصرا

ويذيق من سفكوا دماه هزائما
كبرى يذيقهمُ هزائمَ نكرا

لا لا عزاء لنا بقتلك سيدي
إلَّا انتفاضتُنا لنصرك ثأرا

ونخوض إكمالاً لدربك في الدنا
حرباً تجرُّ الأرض خلفك جَرَّا

حرباً تزيدُ يزيدَ لعنتُها لظىً
ولمن له يوما بقتلك أغرى

ما عدت شخصا سيدي لنلام في
هذا الهيامِ غدى خروجك نهرا

خطاً ، صراطاً مستقيماً نيِّرا
ويزيدُ خطاً للجهات الأخرى

هذا هو الغرض الذي من أجله
نحييك يا رمز التحرر ذكرى

كي نستثير الخانعين لينهضوا
ونعيد آمال النفوس الحيرى

تنسى الثواكل من ثكلن مع المدى
وتشدنا مهجٌ لثأرك حرَّا

أنَّا لنا ننسى أسىَ صدرٍ على
آفاقه داست فلولٌ سكرى

أم كيف ننسى خيرَ رأسٍ لم يزل
قمرا يسافر في رؤانا فكرا

حاشا بأن ننسى الحسين فصوته
بدمائنا سيظل يصدحُ دهرا

ولنا إذا همنا به عذرا ، به
نزداد قرباً للإله وأجرا

فهو ابنُ بنتِ نبيِّنا وحفيدُه
والله منه لنوره قد أجرى

وهو ابن فاطمةِ التي كانت له
لمحمدٍ خيرَ البريَّةِ جسرا

وابن العلي ابن الوصي ابن الذي
غذاه بالوحي النبي وأثرى

وهو الذي يحضى بمظلوميةٍ
ستظل بين العالمين الكبرى

لاتسألونا عن تعلقِنا به
ولَكُم يقال سؤالكم بالأحرى

أنتم أجيبونا بحثنا لم نجد
في حبكم لدجى يزيدٍ عُذرا

ماسر حبكمُ يزيدَ وأنتمُ
تدرون كم قد كان يطفح شرا؟!!

تدرون من هو من يكون وأنتم
بدجى يزيدكمو المعظم أدرى

مَن تحت حدِّ السيف أسلمَ خيفةً
آباؤه في فتح مكة ذعرا

وحفيد آكلة الكبود ، وجده
مَن حارب الإسلام حقداً عمرا

ماسر حبكمُ يزيد وحبه
بكمُ على مر الدنا كم أزرى؟!!

ماسر هذا الإرتباط بمارقٍ
الشر منه إلى الحياة استشرى ؟!!

الكعبة البيت الحرام بأمره
قصفت وهدَّم ركنها واستمرا

فغزا المدينة مستبيحا قدرها
ما الإغتصابُ لألف بنت عذرا؟!!

ماقولكم في قتله لصحابة ال
المعصوم من شهدوا بحقٍّ بدرا ؟!!

في قتلهم ، أم في اغتصاب بناتهم
تتذاكرون إذا التقيتم سرا ؟!!

ماسرُّ هذا الإرتباط بمعلنٍ
فيها على قبر النبي الكفرا؟!!

هلا أجبتم أين غيرتكم على
من عامداً قتل الصحابة جهرا ؟!!

ومن استباح نساءهم؟!! يامن على
أخزى الصنائع تسدلون السترا

أو بالحسين تقارنون ملطخاً
بالعار يا أهل الدقون الصفرا

فلتشهدوا زورا كما يحلوا لكم
ولتجحدوا بهدى أليم الذكرا

ودعوا الحسين لنا فنحن بذكره
أولى ونحن بمن نناصر أحرى

أنَّا لنا ننسى الحسين مجندلا
ونساءه يقتدن ظلماً أسرى

وجدودنا حول الحسين كأنهم
جدراً عليه لكي يصلي الظهرا

يتساقطون أمامه ووراءه
وهمو كأعظم ما نشاهد سترا

برئت جروح بعدهم وجراحهم
ستظل وسط قلوبنا لا تبرا

يا كربلاء الطف وسط دمائنا
جرح الحسين لنارنا قد أورى

ودماه فينا ثورةً قد أصبحت
وثباته في الشعب أثمر صبرا

منذ التقت أرواحنا بضياءه
أضحى به شعب الهداية حُرَّا

رفض المذلة والوصاية صارخا
هيهات منا الذلُّ مهما يطرا

يمن الهدى بالآل تيَّم شعبه
حتى تجلوا فيه طُرًّا بدرا

بدرا سنا الأعلام من آباءه
فيه التقى نوراً أضاء العصرا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الإنسانية لا تتجزأ إلا عند من لديه ازدواجية في المعايير، والمال والماكينات الإعلامية قد تسلط الضوء على قضية ليس بدوافع إنسانية بل سياسية، ضحايا الاغتيالات الإماراتية والسعودية من المشايخ والدعاة.. لا بواكي لهم.

www.tgoop.com/DrAhmedAlshami
بيانٌ ثاني
شعر جميل-الكامل
١٢/محرم/١٤٤٧

أعلن فدتك قصائدي وبياني
في كل ثانيةٍ بيانا ثاني

تترقب الدنيا بيانك مثلما
للغيث يرقب جدب كل مكان

إلا بيانك من يعيد كرامةً
كادت تضيع بسائر الأوطان

أحييت يا (يحي سريع) معالماً
درست بموت ضمائر الإنسان

من منبرٍ ترنو العيون لنوره
في سائر الأقطار والبلداني

ندري بما ستقوله الأبواق من
ما تستجرُّ سدىً من الهذيان

فلقد بلغنا رشدنا وقلوبنا
لا لم تعد تصغي الغداة لشان

ذرهم بنا يستهزؤون غداً يلي
من نصرنا ما ليس في الحسبان

ذرهم عيونهم بجنةِ نصرنا
وقلوبهم بالحقد في النيران

ذكِّر جهات الأرض أن حدودنا
كونية ومجالنا رباني

أن الدنا يمنية ولنا بها
رحم تفرع من سنا الإيمان

لاشبر في الدنيا وليس لشعبنا
ذكرى به من أقدم الأزمان

تترقب الدنيا بيانك قلبها
يصغي لنور صداك بالخفقان

للأرض قلبٌ نابضٌ وطنيةً
يلقى حروف سناك بالأحضان

بالقلب تُفهَمُ دون أي مترجمٍ
فحوى البيان وليس بالأذنان

يمن الهدى في الأرض حلَّ كأنه
روحٌ سناها حلَّ في الأبدان

هذا هو اليمن الذي الدنيا به
تزهو ورغماً عن دجى الشيطان

يمنٌ له ركنٌ بكعبةِ ربه
بهداه يجمع سائر الأركان

يمنٌ كما بدء الحياة ضياؤه
فغدا سيختم بدءها بتفان

الأرض تعرف صوت وقع خيول من
فتحوا لها باباً إلى الرحمان

فلنا مآثرنا على أرجائها
وعلى السماء معالمٌ و معاني

يدري الورى من نحنُ فوق رؤوسهم
شعرى يمانية ، سهيل يماني

في مسمع الجوزاء رن صداك يا
(يحي سريع) بصوتك الرنانِ

ببيان جيشٍ فوق أرفع منبرٍ
حُرٍّ يشعشع في دجى الأكوان

تدري به الآفاق قبل صدوره
من فوقها قد مرَّ قبل بثواني

لله درك صوت كل مساندٍ
لجراح غزَّة صوت كل لسان

ياصوتنا اليمني ياصوت الهدى
والحق ياصوت الهدى القرآني

ياصوت جيش هابه أصحابه
مما أذاق الرعب للعدوان

فأذع بياناً آخراً فقلوبنا
تهفو لطلة وجهك الإيمان

وأذعه يزداد العدو هزيمة
فالقصف حين تذيعه قصفان

قصف لعدته بُناهُ وبعده
يأتي بيان الجيش قصف ثاني

إرعب عدو الله يدري أننا
شعبٌ هنا من بأسنا سيعاني

وبأنه لاعاصما منا غداً
إن سلَّم الطوفانُ للطوفان
2025/07/08 01:08:00
Back to Top
HTML Embed Code: